المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ><>< فن التسول عند الشعراء ><><


ارتقاء
25-07-2010, 04:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

((( ضعْ ضعي عنوانا يناسب ما كتبت ُ )))

دخل ( اًبو دلامة )) ـــــ علما هو محور كلامنا ــــ
على أبي العباس السفّاح في أول حكمه، وكان غارقاً في متابعة أمور دولته الفتيّة
فأراد الخليفة أن يصرفه لانشغاله بأمورٍ أكبر من اللهو وأهمَّ من العبث

فقال له: ـــــ
- سلْني حاجتك.
فتململ (أبو دلامة) قليلاً، وكأن الأمر ليس سهلاًـ
والقوّاد ينظرون إلى أبي دلامة بقسوة:

فصاح به الخليفة : ـــ
-قل حاجتك.

فتنحنح أبو دلامة وقال: ـــ
-أريد كلباً لأصطاد به.

صاح الخليفة: ـــ
-ألهذا جئتني في هذه الساعة؟.
وصاح الخليفة في الغلام الذي يقف وراءه وكأنه يريد أن ينهي المقابلة بسرعة:
- أعطوه كلباً.

ولكنّ (أبا دلامة) لم يغادر المكان، بل تقدَّم خطوةً أخرى من الخليفة

وقال: ــــ
- وهل أخرج في البيداء الواسعة، فأطارد صيدي على قدميَّ هاتين؟!.

فصرخ الخليفة:
ـ أعطوه فرساً يركبها.

قال أبو دلامة:
- ومن يعتني بهذه الفرس، ويمسك لي الصيد، ويحمله معي؟.

قال الخليفة:
- أعطوه غلاماً يساعده في صيده.

قال أبو دلامة:
- وحين أعود إلى البيت محمّلاً بصيدي، فمن ينظّفه ويطبخه لي؟.

قال الخليفة:
- أعطوه جارية تُعينه في البيت.

سأل أبو دلامة:
- وهل سأترك هذين البائسين يبيتان في العراء؟!.

قال الخليفة:
- أعطوه داراً تجمعهم.

سأل أبو دلامة:
- وكيف سيعيشون بعد ذلك إن لازمني النكد وسوء الطالع، ولم أوفَّق بالصيد شهراً أو شهرين؟.

قال الخليفة:
- أعطوه مئة جريب عامرة ومئة جريب غامرة.

سأل أبو دلامة:
- وما هي الغامرة يا أمير المؤمنين؟.

أجاب الخليفة:
- الأرض المالحة التي لا نبت فيها.

في هذه اللحظة هزَّ (أبو دلامة) يده ساخراً وقال:
- إذن أنا أعطيك مئة ألف جريب غامرة، في صحراء العرب.

فصاح الخليفة بمن في المجلس، وهو يضحك،
وقد خرج عن جدِّه وصرامته:
- اجعلوها كلَّها عامرة، قبل أن يطلب هذا الكرسيَّ الذي أجلس عليه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

><><

سادتي الكرام

سيساًلني الاًستاذ فيصل

اًخبري من قراً من هو اًبو دلامة واٍلا ساًخبرهم اًنا ؟

اًبا يوسف ؟
اًستاذي الفاضل متاًكدة ستخبرهم
نعم ما تتصف به الصدق في عطائك والوفاء بوعدك

لهذا ساًخبرهم اًنا

اًبو دلامة هو
(زَنْدُ بن الجَوْن) شاعر عباسي، نشأ في الكوفة إبّان الحكم الأموي،
ُعرف بأبي دلامة، ـ و(دلامة) هو جبل بأعلى مكّة المكرّمة،
وقد لازم ــــ من خلفاء العباسيين ــــ
أبا العباس السفّاح، وأبا جعفر المنصور، وابنه المهديّ
وعاش مقرَّباً منهم، لظَرْفه، ونوادره، وقُدْرته على إشاعة المرح والسُّرور في مجالسهم،
وكان شفيعاً له بهذا المسلك، وهذا النهج الذي نهجه
(( طوله الفارع، وعوده الهزيل، الذي يشبه جذع نخلة محترقة، ولونه الأسود الفاحم ))

قيل عنه كان في مجلس المهدي يوماَ َ
طلب منه الخليفة اًن يهجو اًحداَ َ في المجلس
كلما نظر الى واحد توسل اليه بالاًشارة اًن ينصرف عنه
ما وجد اًوفق من اًن يهجو نفسه
فاًنشد
اًلا اًبلغ لديك اًبا دلامة ....فليس من الكرام ولا كرامة

اٍذا نزع العمامة قلت : قرد ......و خنزيراٍذا لبس العمامة


تحياتي ودمتم بخير
http://www4.0zz0.com/2010/07/17/09/922336721.jpg (http://www.0zz0.com)


اًختكم اًرتقاء

ذوالجناح
25-07-2010, 05:55 PM
ما رأيك بهذا العنوان:
فن المسألة
أو
الشحت فن
فأبو دلامة بدأ بالصغير ثم تدرج في المسألة حتى حصّل الأرض

أبو يوسف
25-07-2010, 06:12 PM
أجزل الشكر لك أستاذتنا الفاضلة إرتقاء على حسن الإختيار وعلى التعريف بهذا الشاعر وعلى حسن رايك فيّ

وأؤيد ما قاله اخي ذو الجناح وهو تفنن الشعراء للوصول لأغراضهم كان الشعر حرفة الشعراء يرتزقون منه ويقتاتون به وعلى مدار التاريخ اهتم الحكام بالشعراء دخلوا عليهم قالوا الشعر وحصلوا على العطايا ،اختلفت العطايا وكانت بقدر العاطى ( سبحان الله ) ثم جاء الخليفة المهدى العباسى (وليس أبو العباس السفاح)واشتهر بأنه أبخل حاكم فى العصور الإسلامية كلها لم يعط أحد شيئاًحتى الشعراء كان إذا دخل عليه أحدهم وقال الشعر

كان يقول له : لقد كافأناك بسماعك !
أو : كفاك فخراً أن تقول شعراً فى حضرة أمير المؤمنين !
أو : لقد أخذت جزءا من وقت أمير المؤمنين وصحبه !
وما إلى ذلك من تلك الكلمات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع حتى جاء الشاعر أبو دلامه وكان لئيماً ؛ عقد العزم أن يحصل من المهدى على عطية لم يسبقه إليها أحد
فدخل عليه وكان قد كتب قصيدة يمتدح فيها شدة كرم المهدى ! يقول فى أولها : -


تراه إذا ما جئته متهللا=كأنك تعطيه الذى أنت سائله

ثم حدثت نادرة الكلب




ومن نوادر هذا الشاعر أبو دلامه أنه خاصم رجلا فارتفعا إلى عافية القاضي فلما رآه أبو دلامة أنشد يقول :-


لقد خاصمتني دهــاة الرجال=وخاصمتها سنة وافيه
فمـا أدحض الله لي حـجة = ولا خيب الله لي قافيه
ومن خفت من جوره في القضاء =فلست أخافك يا عافيه


فقال عافية : لأشكونك إلى أمير المؤمنين ولأعلمنه أنك هجوتني .

قال له أبو دلامة إذا والله يعزلك ، قال ولم قال لأنك لا تعرف الهجاء من المدح قال فبلغ ذلك المنصور فضحك وأمر له بجائزة

.

ارتقاء
25-07-2010, 08:02 PM
بارك الله فيك اًخي الفاضل ذو الجناح

يشرفني تواجدك العطر

دمت اًخاَ َ كريماَ َ

تحياتي الطيبة وشكري وتقديري لكَ

http://www2.0zz0.com/2010/07/17/18/503318992.jpg (http://www.0zz0.com)

اًختكم اًرتقاء

ارتقاء
25-07-2010, 08:48 PM
أجزل الشكر لك أستاذتنا الفاضلة إرتقاء على حسن الإختيار وعلى التعريف بهذا الشاعر وعلى حسن رايك فيّ

وأؤيد ما قاله اخي ذو الجناح وهو تفنن الشعراء للوصول لأغراضهم كان الشعر حرفة الشعراء يرتزقون منه ويقتاتون به وعلى مدار التاريخ اهتم الحكام بالشعراء دخلوا عليهم قالوا الشعر وحصلوا على العطايا ،اختلفت العطايا وكانت بقدر العاطى ( سبحان الله ) ثم جاء الخليفة المهدى العباسى (وليس أبو العباس السفاح)واشتهر بأنه أبخل حاكم فى العصور الإسلامية كلها لم يعط أحد شيئاًحتى الشعراء كان إذا دخل عليه أحدهم وقال الشعر
كان يقول له : لقد كافأناك بسماعك !
أو : كفاك فخراً أن تقول شعراً فى حضرة أمير المؤمنين !
أو : لقد أخذت جزءا من وقت أمير المؤمنين وصحبه !
وما إلى ذلك من تلك الكلمات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع حتى جاء الشاعر أبو دلامه وكان لئيماً ؛ عقد العزم أن يحصل من المهدى على عطية لم يسبقه إليها أحد
فدخل عليه وكان قد كتب قصيدة يمتدح فيها شدة كرم المهدى ! يقول فى أولها : -

تراه إذا ما جئته متهللا=كأنك تعطيه الذى أنت سائله
ثم حدثت نادرة الكلب

ومن نوادر هذا الشاعر أبو دلامه أنه خاصم رجلا فارتفعا إلى عافية القاضي فلما رآه أبو دلامة أنشد يقول :-


لقد خاصمتني دهــاة الرجال=وخاصمتها سنة وافيه
فمـا أدحض الله لي حـجة = ولا خيب الله لي قافيه
ومن خفت من جوره في القضاء =فلست أخافك يا عافيه

فقال عافية : لأشكونك إلى أمير المؤمنين ولأعلمنه أنك هجوتني .

قال له أبو دلامة إذا والله يعزلك ، قال ولم قال لأنك لا تعرف الهجاء من المدح قال فبلغ ذلك المنصور فضحك وأمر له بجائزة

.


بسم الله الرحمن الرحيم

ما اًروعك

بارك الله فيك سيدي اًبو يوسف

رائعة مواقفك اًستاذي الفاضل

تتوارد الاًفكار الطيبة بمجرد مرورك بالخاطر

اًقف اًجلالا لدماثة وسمو خلقك ،وتواضعك الجم

ولجميل ردك شكري واًمتناني

اًحترامي لك سيدي وتقديري مسكوب في العقل والقلب
دمت في حفظ الله ورعايته

http://www6.0zz0.com/2010/07/04/11/335303309.jpg (http://www.0zz0.com)


اًرتقاء

هيام دياب
25-07-2010, 09:58 PM
استغربت كيف كان الخليفه نفسه طويل مع ابو دلامة
استدرجه الى ان وحصل على الارض
ولكنها خفة دم مع جرأة لطيفة
تنطبق مع المثل المعروف (( شحاد وبيشرط ))

اجد العنوان الذي اقترحه الاخ كينج نت( فن المسألة )
مناسب جدا

تسلمي يا غالية على جميل ما نقلت
ودامت البسمة مرسومة على محياك
:abc_091:

أبو فارس
25-07-2010, 10:53 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الدمشقي
26-07-2010, 01:22 AM
شــــ لك ــــكراً أختي الغالية ارتقاء
على هذه الإبتسامة الجميلة وعلى المعلومة المفيدة
والشكر موصول للغالي أبو يوسف على المداخلة الحلوة
بارك الله بكما ولاحرمنا منكم

المغربي الجديد
26-07-2010, 03:39 AM
جزاك الله خيرا
وبارك الله بك وفيك الى يوم الدين
وجعل الله عملك في ميزان حسناتك
اظن العنوان المقترح:" فن التكسب "
تسلم الايادي
:abc_152:

الضمير
26-07-2010, 07:57 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية

سالي الفلسطينية
26-07-2010, 08:09 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ارتقاء
30-07-2010, 09:42 PM
بارك الله فيكم جميعاَ َ

شرفتموني بتواجدكم وطيب دعواتكم

شكري لكم واًمتناني

دمتم بخير من الله وبركاته

http://www4.0zz0.com/2010/07/29/10/590484695.jpg (http://www.0zz0.com)

اًختكم اًرتقاء

رائد ابو فيصل
03-08-2010, 10:37 PM
ذكاء الشعراء

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سيد احمد
03-08-2010, 10:48 PM
الله عليك تميز واضح أخي أتمنا لك التوفيق
بارك الله فيك وبك وسدد الله خطاك وعافاك من كل سؤ
أتمنى أن تكون في أحسن حال و أن يمن الله عليك بأفضل النعم ويرزقك الشكر
عليها أتمنى أن تكون على أتم الصحة والعافية يأرب العالمين يأرب

الحارث بن فيصل
04-08-2010, 01:28 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أبو الوليد
06-08-2010, 04:34 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .