الضمير
05-08-2010, 11:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأدب الجيد والأدب الرديء
هنالك صفتين يجب أخذهما بنظر الاعتبار من أجل تمييز الأدب الجيد عن الأدب الرديء:
1- الإمتاع؛ إن عنصر الإمتاع هو الصفة الأولى في العمل الإبداعي "الأدبي وكذلك الفني". وليس صدفة أبدا أن أُطلقت تسمية (الجماليات) على الفنون والآداب، لان مهمتها الكبرى هي أن تثير أحاسيس الجمال والمتعة لدى الإنسان. إنها تضفي المقبولية والجمال على الوجود وتجعل الحياة اكثر احتمالا.
إن المبدع الحقيقي هو من يمتلك القدرة على إضفاء الجمال حتى على قبح الحياة والموجودات. ولنا مثال شهير في هذا المجال، لوحة (الحذاء العتيق) للرسام الهولندي فان كوخ. إن هذا الحس الجمالي والإمتاعي هو خارج كل المقاييس الأكاديمية والنظريات النقدية.. انه حس إنساني غريزي يشترك فيه المثقف وغير المثقف، والصفة الوحيدة المطلوبة هي " الخبرة والتعود".. بالضبط مثل الشخص الأكال المتذوق للطعام وللشراب، فانه يمتلك حواس خبيرة بالذوق والنكهة والرؤية تؤهله لتمييز الطبخ الجيد من الطبخ الرديء، والنبيذ الراقي من النبيذ الرديء.
2- المضمون؛ وهي خاصية مكملة وتابعة للخاصية السابقة. فإن المضمون أو الهدف الإنساني المبتغى من وراء العمل الأدبي والفني؛ أي ما يطلق عليه (رسالته)، فإنها تهم أكثر الناقد الأكاديمي والدارس المتمكن القادر على مطالعة النتاج ضمن مرحلته التاريخية وسياقه الشخصي والوطني والعالمي وكشف خباياه الواعية وغير الواعية، المعلنة وغير المعلنة. فقط بالنسبة للمضمون تتدخل الحصيلة الثقافية والنظريات النقدية في تحليل النتاج..
نعم إن الغريزة والخبرة الإنسانية العامة هي التي تكشف عن عنصر (الجمال والإمتاع) في العمل الإبداعي.. والحصيلة الأكاديمية والنقدية هي التي تكشف عن مضامين وخبايا ومؤثرات العمل الإبداعي.. والناقد الحقيقي هو من يعتمد على هذين الأساسين: أولاً الحس الجمالي الإمتاعي، ثم الحصيلة النظرية النقدية.. وللأسف أن السائد لدى نقادنا هو الاعتماد الكلي على الفهم الأكاديمي وتطبيق المقولات النقدية بصورة سطحية باردة تتناسى تماما الحس الغريزي الإنساني القادر أولاً على الكشف عن القيمة الإمتاعية والجمالية في العمل الإبداعي.
المصدر: مجلة ألواح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأدب الجيد والأدب الرديء
هنالك صفتين يجب أخذهما بنظر الاعتبار من أجل تمييز الأدب الجيد عن الأدب الرديء:
1- الإمتاع؛ إن عنصر الإمتاع هو الصفة الأولى في العمل الإبداعي "الأدبي وكذلك الفني". وليس صدفة أبدا أن أُطلقت تسمية (الجماليات) على الفنون والآداب، لان مهمتها الكبرى هي أن تثير أحاسيس الجمال والمتعة لدى الإنسان. إنها تضفي المقبولية والجمال على الوجود وتجعل الحياة اكثر احتمالا.
إن المبدع الحقيقي هو من يمتلك القدرة على إضفاء الجمال حتى على قبح الحياة والموجودات. ولنا مثال شهير في هذا المجال، لوحة (الحذاء العتيق) للرسام الهولندي فان كوخ. إن هذا الحس الجمالي والإمتاعي هو خارج كل المقاييس الأكاديمية والنظريات النقدية.. انه حس إنساني غريزي يشترك فيه المثقف وغير المثقف، والصفة الوحيدة المطلوبة هي " الخبرة والتعود".. بالضبط مثل الشخص الأكال المتذوق للطعام وللشراب، فانه يمتلك حواس خبيرة بالذوق والنكهة والرؤية تؤهله لتمييز الطبخ الجيد من الطبخ الرديء، والنبيذ الراقي من النبيذ الرديء.
2- المضمون؛ وهي خاصية مكملة وتابعة للخاصية السابقة. فإن المضمون أو الهدف الإنساني المبتغى من وراء العمل الأدبي والفني؛ أي ما يطلق عليه (رسالته)، فإنها تهم أكثر الناقد الأكاديمي والدارس المتمكن القادر على مطالعة النتاج ضمن مرحلته التاريخية وسياقه الشخصي والوطني والعالمي وكشف خباياه الواعية وغير الواعية، المعلنة وغير المعلنة. فقط بالنسبة للمضمون تتدخل الحصيلة الثقافية والنظريات النقدية في تحليل النتاج..
نعم إن الغريزة والخبرة الإنسانية العامة هي التي تكشف عن عنصر (الجمال والإمتاع) في العمل الإبداعي.. والحصيلة الأكاديمية والنقدية هي التي تكشف عن مضامين وخبايا ومؤثرات العمل الإبداعي.. والناقد الحقيقي هو من يعتمد على هذين الأساسين: أولاً الحس الجمالي الإمتاعي، ثم الحصيلة النظرية النقدية.. وللأسف أن السائد لدى نقادنا هو الاعتماد الكلي على الفهم الأكاديمي وتطبيق المقولات النقدية بصورة سطحية باردة تتناسى تماما الحس الغريزي الإنساني القادر أولاً على الكشف عن القيمة الإمتاعية والجمالية في العمل الإبداعي.
المصدر: مجلة ألواح