أبو يوسف
27-08-2010, 12:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعد الكنافة النابلسية إحدى المأكولات الشرقية الشهية ... ولكن !! الغريب أن أحد الشعراء قد تغنى بها .. فنراه سيقول
صَـدرُ الكُنافـة طالـعٌ كالـبـدر=متجلياً في الصُبح أو في العَصْـر
يزهو كلـونِ التبـرِ أو كالجمـر=ويشعُ مَعروضـاً بشكـلٍ مغـري
وتفوح ريحتُـهُ ويعبَـقُ عطـرُه=حلـوٌ لذيـذٌ طعمـه فـي الثغـرِ
رشَّ العجينةَ في المرايةِ فاستوت=وغدت خيوطاً مثل سمك الشَعـرِ
ومضى يُلملِمُها فصـارَت كومـةً=تعلـو كَتَـلٍ ناصـعٍ مـن تِبَـرِ
وأتـى بسمـنٍ ثـم قلبهـا بـه=وغـدا يُفركُهـا ببالـغِ صَـبـرِ
والجبن أحضَرَهُ وشـرَّح بعضـه=إذ راح ينقعُـهُ بـمـاء الـقـدرِ
حتـى إذا مـا زال عنـه ملحـه=بيديـه صفّـى مـاءه بالعصـرِ
وأتـى بمنقلِـهِ المُـدورِ رصَّـه=بالفَحـمِ أشعَلَـه لهيـبَ الجمـرِ
وأتى بسمـنٍ ثـم سخَّنَـه علـى=صدر النُحاس فساحَ وسط الصدرِ
فَرَد العجينـةَ فوقَـهُ فـي راقـةٍ=بالجُبـن غطاهـا وَزانَ بِـقَـدْرِ
وغدا براحتِـه يَـرصُ خَليطهـا=حتى الحرارةُ في الجوانب تَسري
وشوى الكُنافَـةَ بارمـاً أطرافهـا=وغـدا يـدوِّر حرفهـا بالـدَورِ
والجبنةُ البيضاءُ فاحـت فوقهـا=والجبنُ في نابلُسَ مصـدر فخـرِ
ومضى يراقِبُهـا يَشُـمُّ بُخارهـا=ويجُسُّهـا باللمـسِ أو بالحَـفـرِ
ويهزها في الصدر يفحَص نُضجَها=ويظـلُ يرقُـبُ قَعْرهـا مُتحـري
فـإذا رآهـا أصبحـت مُحمَّـرةً=رفـع الكِمـامَ مشمـراً لـلأمـرِ
وأتى بصدر فـارغٍ غَطـى بـهِ=صدر الكُنافةِ فاختفت في الخِـدرِ
صدر على صدر وسـال حليبهـا=من جبنها مـن حرهـا بالكمـرِ
من ثم ثبَّـتَ كفَّـه مـن تحتهـا=وبكفه الأخـرى بأعلـى الصـدر
وبخفـة وبـراعـة وبسـرعـة=وبنزعـة الفنـان أو بالسـحـرِ
لف الصدور مقلبـاً فـي لحظـة=فـإذا الكُنافـةُ وجْهُهـا للظَّهـرِ
رَفَعَ الغِطَاءَ فأشرَقَتْ فـي وجهِـه=ضَحِكَ الجَمالُ وما لَهُ مِـن ثَغـرِ
طَلَعـتْ بلـونٍ ساطـعٍ متمـيـز=و بحمرة لاحـت كلـون الخمـر
فأتـى بقطـرٍ ثـم سقّاهـا بِـهِ=فترنَخـت مـن شُربهـا للقَطـرِ
بالفستُق الحَلَبـي زيّـنَ وجَههـا=فتأَلقـتْ تَبـدو كوجـهِ الـبـدرِ
حمراءَ يُبهِرُ مَن رآهـا حُسنُهُـا=ترنو وتنظُـرُ بالعُيـونِ الخُضـرِ
تلـك الكُنافـةُ مـا ألـذَّ مذاقَهـا=نابُلسُ يا بلـدَ الكُنافـة عُمـري
إن الكُنافـة لا ينـالُ وصَالَـهـا=إلا محـبٌ أو عظـيـمُ الـقـدرِ
فاقصدْ أبـا سيـرٍ بجـاطِ كُنافـةٍ=و ذُق حلاوةَ طعمِها فـي العَكْـرِ
وإذا رغبتَ بـأن تُنـوع طَعمهـا=جرِّب أباظـةَ والتقـيَّ المصـري
وبسيسُ كان من الأوائـل رائـداً=في صنعها ولـه جزيـل الشكـر
لكنما الفتفـوتُ حصّـل شهـرة=بكُنافـة تُبتـاع بعـد العـصـر
وَزُرِ الفَقيه مَعَ الصباحِ لكي ترى=رشَّ العجينةِ في المِراية يَجـري
من اسم نابُلـسَ الكُنافـةُ سرُهـا=ولقد وصفتُ ولـم أبُـح بالسِّـرِ
من أجل نابُلـسَ الحبيبـة إننـي=أطلقتُ قيثاري وصـادقَ شعـري
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعد الكنافة النابلسية إحدى المأكولات الشرقية الشهية ... ولكن !! الغريب أن أحد الشعراء قد تغنى بها .. فنراه سيقول
صَـدرُ الكُنافـة طالـعٌ كالـبـدر=متجلياً في الصُبح أو في العَصْـر
يزهو كلـونِ التبـرِ أو كالجمـر=ويشعُ مَعروضـاً بشكـلٍ مغـري
وتفوح ريحتُـهُ ويعبَـقُ عطـرُه=حلـوٌ لذيـذٌ طعمـه فـي الثغـرِ
رشَّ العجينةَ في المرايةِ فاستوت=وغدت خيوطاً مثل سمك الشَعـرِ
ومضى يُلملِمُها فصـارَت كومـةً=تعلـو كَتَـلٍ ناصـعٍ مـن تِبَـرِ
وأتـى بسمـنٍ ثـم قلبهـا بـه=وغـدا يُفركُهـا ببالـغِ صَـبـرِ
والجبن أحضَرَهُ وشـرَّح بعضـه=إذ راح ينقعُـهُ بـمـاء الـقـدرِ
حتـى إذا مـا زال عنـه ملحـه=بيديـه صفّـى مـاءه بالعصـرِ
وأتـى بمنقلِـهِ المُـدورِ رصَّـه=بالفَحـمِ أشعَلَـه لهيـبَ الجمـرِ
وأتى بسمـنٍ ثـم سخَّنَـه علـى=صدر النُحاس فساحَ وسط الصدرِ
فَرَد العجينـةَ فوقَـهُ فـي راقـةٍ=بالجُبـن غطاهـا وَزانَ بِـقَـدْرِ
وغدا براحتِـه يَـرصُ خَليطهـا=حتى الحرارةُ في الجوانب تَسري
وشوى الكُنافَـةَ بارمـاً أطرافهـا=وغـدا يـدوِّر حرفهـا بالـدَورِ
والجبنةُ البيضاءُ فاحـت فوقهـا=والجبنُ في نابلُسَ مصـدر فخـرِ
ومضى يراقِبُهـا يَشُـمُّ بُخارهـا=ويجُسُّهـا باللمـسِ أو بالحَـفـرِ
ويهزها في الصدر يفحَص نُضجَها=ويظـلُ يرقُـبُ قَعْرهـا مُتحـري
فـإذا رآهـا أصبحـت مُحمَّـرةً=رفـع الكِمـامَ مشمـراً لـلأمـرِ
وأتى بصدر فـارغٍ غَطـى بـهِ=صدر الكُنافةِ فاختفت في الخِـدرِ
صدر على صدر وسـال حليبهـا=من جبنها مـن حرهـا بالكمـرِ
من ثم ثبَّـتَ كفَّـه مـن تحتهـا=وبكفه الأخـرى بأعلـى الصـدر
وبخفـة وبـراعـة وبسـرعـة=وبنزعـة الفنـان أو بالسـحـرِ
لف الصدور مقلبـاً فـي لحظـة=فـإذا الكُنافـةُ وجْهُهـا للظَّهـرِ
رَفَعَ الغِطَاءَ فأشرَقَتْ فـي وجهِـه=ضَحِكَ الجَمالُ وما لَهُ مِـن ثَغـرِ
طَلَعـتْ بلـونٍ ساطـعٍ متمـيـز=و بحمرة لاحـت كلـون الخمـر
فأتـى بقطـرٍ ثـم سقّاهـا بِـهِ=فترنَخـت مـن شُربهـا للقَطـرِ
بالفستُق الحَلَبـي زيّـنَ وجَههـا=فتأَلقـتْ تَبـدو كوجـهِ الـبـدرِ
حمراءَ يُبهِرُ مَن رآهـا حُسنُهُـا=ترنو وتنظُـرُ بالعُيـونِ الخُضـرِ
تلـك الكُنافـةُ مـا ألـذَّ مذاقَهـا=نابُلسُ يا بلـدَ الكُنافـة عُمـري
إن الكُنافـة لا ينـالُ وصَالَـهـا=إلا محـبٌ أو عظـيـمُ الـقـدرِ
فاقصدْ أبـا سيـرٍ بجـاطِ كُنافـةٍ=و ذُق حلاوةَ طعمِها فـي العَكْـرِ
وإذا رغبتَ بـأن تُنـوع طَعمهـا=جرِّب أباظـةَ والتقـيَّ المصـري
وبسيسُ كان من الأوائـل رائـداً=في صنعها ولـه جزيـل الشكـر
لكنما الفتفـوتُ حصّـل شهـرة=بكُنافـة تُبتـاع بعـد العـصـر
وَزُرِ الفَقيه مَعَ الصباحِ لكي ترى=رشَّ العجينةِ في المِراية يَجـري
من اسم نابُلـسَ الكُنافـةُ سرُهـا=ولقد وصفتُ ولـم أبُـح بالسِّـرِ
من أجل نابُلـسَ الحبيبـة إننـي=أطلقتُ قيثاري وصـادقَ شعـري
.