مرام الاميرة
02-09-2010, 09:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
حقوق الطفل بين القوانين الوضعية والقوانين الشرعية
هناء محمد
الأطفال زينة الحياة الدنيا تسر الفؤاد مشاهدتهم ، وتقر العين رؤيتهم ، وتبتهج النفس بمحادثتهم ، هم شباب الغد الذي تنعقد عليهم آمال المستقبل.
ولهذا أصبح الطفل محور اهتمام العالم أجمع ، فبدأت تعقد المؤتمرات من أجله ، وفي التاسع عشر من سبتمبر عام 2002 م تعقد الأمم المتحدة مؤتمرا عالميا للطفل علي غرار مؤتمر المرأة والسكان.
وقد سبقت هذه القمة ثلاتة مؤتمرات تحضيرية انبثقت عنهم وثيقة هامة بحقوق الطفل يطلق عليها (عالم جدير
بالأطفال) ، ويذكر أن هذه الوثيقة تهدف إلي توجيه العالم كله تحت نظام أخلاقي واجتماعي واحد ، كما تسعي إلي عولمة الطفل علي النموذج الغربي دون ترك مساحات للآخر ليحفظ هويته.
وللأسف فالعالم العربي والإسلامي لن يفعل شيئا إزاء هذه البنود ، بل يسير علي النهج الغربي في إعداده للطفل تربويا واجتماعيا ونفسيا ، تاركا خلفه الكنز النفيس من القواعد والحقوق التربوية التي أرسي قواعدها الإسلام ، والتي بدورها تخرج رجالاً أسوياء قادرين علي تحدي كل المستحدثات الحضارية.
ومهما كانت بنود هذه الوثيقة واهتمامها بالطفل ، فلن تضاهي رعاية الإسلام للطفل التي فاقت كل الأنظمة والقوانين الوضعية قديمها وحديثها.
لقد اهتم الإسلام بالطفل في كل مراحل حياته: جنينا ، ورضيعا ، وصبيا ، ويافعا ، ثم شابا إلي أن يصل إلي مرحلة الرجولة .
ويشير الدكتور رشاد موسي - أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الأزهر - في بحثه البناء النفسي للطفل لمواجهة التحدي الحضاري في ضوء الإسلام ، يشير إلي الحقوق التي كفلها الإسلام للطفل ، حيث أوجب علي الأم رعاية جنينها ، والمحافظة عليه ، بل أباح الإسلام لها أن تفطر إذا شعرت أن صيامها خطرا علي جنينها أو رضيعها ، كما ينبهها إلي عدم تناول ما يضر بالجنين من مأكل ومشرب ، وحرم علي الأم الإجهاض إلا إذا كان خطرا علي حياتها ، وحفظ للطفل حقه في النسب والحضانة والولاية ورعاية شئونه قبل البلوغ ، كما حفظ للطفل حقوقه المالية من النفقة عليه وعلي والديه في أثناء الحمل وبعده ، وحفظ له حق الوصية ، والوقف وغيرها من الحقوق التي تتصل بالمولود حين ولادته مثل:
- استحباب البشارة والتهنئة عند الولادة.
- استحباب الأذان في أذنه اليمني والإقامة في أذنه اليسري.
- تحنيك المولود.
- حلق شعر المولود والتصدق بوزن شعره ذهبا علي الفقراء.
- عقيقة المولود.
- ختان المولود.
ويضيف الدكتور رشاد أن الإسلام اهتم بمرحلة الطفولة ؛ لأنها اللبنة الأساسية في بناء شخصية الفرد إيجابا أو سلبا ، وفقا لما يلاقيه من اهتمام ، وقد اعتني الإسلام بالطفل لما لهذا أبلغ الأثر في بنائه النفسي الإيجابي الذي بدوره ينعكس علي تكوين المجتمع المسلم.
وهناك العديد من جوانب العناية التي أولاها الإسلام للطفل:
أولا - رعايته حضانة ورضاعة ، وهنا يقرر القرآن الكريم حقيقة فائدة الرضاع من حليب الأم المعقم ، والذي هو أصح غذاء من كل أنواع الحليب الصناعي ، وفائدته الغذائية والنفسية المهمة للطفل والأم معا.
ثانيا - رعايته جسديا: تلخص السنة النبوية رعاية الطفل جسديا فيما يلي:
- النفقة عليه : عن ثوبان بن مجدد مولي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال: (أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه علي عياله).
- وقايته من الأمراض : من مقاصد الشريعة الإسلامية ، حفظ النفس وحاصله في ثلاثة معان هي: إقامة أصله بشرعية التناسل ، وحفظ بقائه من جهة المأكل والمشرب ، وذلك يحفظه من الداخل ، والملبس والمسكن ، وذلك يحفظه من الخارج ، وحفظ ما يتغذي به أن يكون مما لا يضر أو يقتل أو يفسد.
- رعايته وجدانيا : ذلك بالإحسان إليهم ورحمتهم وملاعبتهم وإدخال السرور عليهم, والعدالة بينهم.
- رعايته علميا وتعبديا : وهذه الرعاية من إيمان وقراءة ، وحفظ لكتاب الله ، وتعليم القراءة والكتابة ، والصلاة والصيام ، وأعمال البر وآداب السنة ، إنما هي أسباب الحياة الحقيقية حياة القلب والروح والسعادة الأبدية.
- رعايتهم سلوكيا واجتماعيا : وذلك بتعويدهم علي الفضائل ومكارم الأخلاق ، وحسن اختيار صحبتهم ، والدعاء لهم وتجنب الدعاء عليهم ، وكذلك احترامهم وتشجيعهم علي الصراحة بالحق .
وعليه نري أن القائمين علي إعداد الوثائق الدولية إذا التزموا بهذه المحددات التربوية المستمدة من الكتاب والسنة النبوية المطهرة ، لأدي هذا إلي وضع الركائز الأساسية لمقومات البناء النفسي السليم للطفل حتي يكون قادرا علي مواجهة التحدي الحضاري عبر الأزمنة المختلفة.
حقوق الطفل بين القوانين الوضعية والقوانين الشرعية
هناء محمد
الأطفال زينة الحياة الدنيا تسر الفؤاد مشاهدتهم ، وتقر العين رؤيتهم ، وتبتهج النفس بمحادثتهم ، هم شباب الغد الذي تنعقد عليهم آمال المستقبل.
ولهذا أصبح الطفل محور اهتمام العالم أجمع ، فبدأت تعقد المؤتمرات من أجله ، وفي التاسع عشر من سبتمبر عام 2002 م تعقد الأمم المتحدة مؤتمرا عالميا للطفل علي غرار مؤتمر المرأة والسكان.
وقد سبقت هذه القمة ثلاتة مؤتمرات تحضيرية انبثقت عنهم وثيقة هامة بحقوق الطفل يطلق عليها (عالم جدير
بالأطفال) ، ويذكر أن هذه الوثيقة تهدف إلي توجيه العالم كله تحت نظام أخلاقي واجتماعي واحد ، كما تسعي إلي عولمة الطفل علي النموذج الغربي دون ترك مساحات للآخر ليحفظ هويته.
وللأسف فالعالم العربي والإسلامي لن يفعل شيئا إزاء هذه البنود ، بل يسير علي النهج الغربي في إعداده للطفل تربويا واجتماعيا ونفسيا ، تاركا خلفه الكنز النفيس من القواعد والحقوق التربوية التي أرسي قواعدها الإسلام ، والتي بدورها تخرج رجالاً أسوياء قادرين علي تحدي كل المستحدثات الحضارية.
ومهما كانت بنود هذه الوثيقة واهتمامها بالطفل ، فلن تضاهي رعاية الإسلام للطفل التي فاقت كل الأنظمة والقوانين الوضعية قديمها وحديثها.
لقد اهتم الإسلام بالطفل في كل مراحل حياته: جنينا ، ورضيعا ، وصبيا ، ويافعا ، ثم شابا إلي أن يصل إلي مرحلة الرجولة .
ويشير الدكتور رشاد موسي - أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الأزهر - في بحثه البناء النفسي للطفل لمواجهة التحدي الحضاري في ضوء الإسلام ، يشير إلي الحقوق التي كفلها الإسلام للطفل ، حيث أوجب علي الأم رعاية جنينها ، والمحافظة عليه ، بل أباح الإسلام لها أن تفطر إذا شعرت أن صيامها خطرا علي جنينها أو رضيعها ، كما ينبهها إلي عدم تناول ما يضر بالجنين من مأكل ومشرب ، وحرم علي الأم الإجهاض إلا إذا كان خطرا علي حياتها ، وحفظ للطفل حقه في النسب والحضانة والولاية ورعاية شئونه قبل البلوغ ، كما حفظ للطفل حقوقه المالية من النفقة عليه وعلي والديه في أثناء الحمل وبعده ، وحفظ له حق الوصية ، والوقف وغيرها من الحقوق التي تتصل بالمولود حين ولادته مثل:
- استحباب البشارة والتهنئة عند الولادة.
- استحباب الأذان في أذنه اليمني والإقامة في أذنه اليسري.
- تحنيك المولود.
- حلق شعر المولود والتصدق بوزن شعره ذهبا علي الفقراء.
- عقيقة المولود.
- ختان المولود.
ويضيف الدكتور رشاد أن الإسلام اهتم بمرحلة الطفولة ؛ لأنها اللبنة الأساسية في بناء شخصية الفرد إيجابا أو سلبا ، وفقا لما يلاقيه من اهتمام ، وقد اعتني الإسلام بالطفل لما لهذا أبلغ الأثر في بنائه النفسي الإيجابي الذي بدوره ينعكس علي تكوين المجتمع المسلم.
وهناك العديد من جوانب العناية التي أولاها الإسلام للطفل:
أولا - رعايته حضانة ورضاعة ، وهنا يقرر القرآن الكريم حقيقة فائدة الرضاع من حليب الأم المعقم ، والذي هو أصح غذاء من كل أنواع الحليب الصناعي ، وفائدته الغذائية والنفسية المهمة للطفل والأم معا.
ثانيا - رعايته جسديا: تلخص السنة النبوية رعاية الطفل جسديا فيما يلي:
- النفقة عليه : عن ثوبان بن مجدد مولي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال: (أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه علي عياله).
- وقايته من الأمراض : من مقاصد الشريعة الإسلامية ، حفظ النفس وحاصله في ثلاثة معان هي: إقامة أصله بشرعية التناسل ، وحفظ بقائه من جهة المأكل والمشرب ، وذلك يحفظه من الداخل ، والملبس والمسكن ، وذلك يحفظه من الخارج ، وحفظ ما يتغذي به أن يكون مما لا يضر أو يقتل أو يفسد.
- رعايته وجدانيا : ذلك بالإحسان إليهم ورحمتهم وملاعبتهم وإدخال السرور عليهم, والعدالة بينهم.
- رعايته علميا وتعبديا : وهذه الرعاية من إيمان وقراءة ، وحفظ لكتاب الله ، وتعليم القراءة والكتابة ، والصلاة والصيام ، وأعمال البر وآداب السنة ، إنما هي أسباب الحياة الحقيقية حياة القلب والروح والسعادة الأبدية.
- رعايتهم سلوكيا واجتماعيا : وذلك بتعويدهم علي الفضائل ومكارم الأخلاق ، وحسن اختيار صحبتهم ، والدعاء لهم وتجنب الدعاء عليهم ، وكذلك احترامهم وتشجيعهم علي الصراحة بالحق .
وعليه نري أن القائمين علي إعداد الوثائق الدولية إذا التزموا بهذه المحددات التربوية المستمدة من الكتاب والسنة النبوية المطهرة ، لأدي هذا إلي وضع الركائز الأساسية لمقومات البناء النفسي السليم للطفل حتي يكون قادرا علي مواجهة التحدي الحضاري عبر الأزمنة المختلفة.