ابو اميمة محمد
09-09-2010, 01:21 PM
لا يخفى ما جعل الله في القلوب من التشوق إلى العيد والسرور به والاهتمام بأمره، اتفاقا واجتماعات وراحة، ولذة وسرورا، وكل ذلك يوجب تعظيمه لتعلق الأغراض به،
فلهذا جاءت الشريعة في العيد، بإعلان ذكر الله تعالى فيه، حتى جعل فيه من التكبير في صلاته وخطبته وغير ذلك :
ما ليس في سائر الصلوات، وأقامت فيه من تعظيم الله وتنزيل الرحمة فيه - خصوصا العيد الأكبر - ما فيه صلاح الخلق، كما دل عليه
قوله تعالى : { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }{ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ } .
فصار ما وُسِّع على النفوس فيه من العادات الطبيعية عونا على انتفاعها بما خص به من العبادات الشرعية ؛ فإذا أعطيت النفوس في غير ذلك اليوم حظها،
أو بعضه الذي يكون في عيد الله ؛ فترت عن الرغبة في عيد الله ، وزال ما كان له عندها من المحبة والتعظيم، فنقص بسبب ذلك تأثير العمل الصالح فيه فخسرت النفوس خسرانا مبينا .
وأقل الدرجات : أنك لو فرضت رجلين: أحدهما قد اجتمع اهتمامه بأمر العيد على المشروع، والآخر مهتم بهذا وبهذا، فإنك بالضرورة تجد المتجرد للمشروع،
أعظم اهتماما به من المشرك بينه وبين غيره، ومن لم يدرك هذا فلغفلته أو إعراضه، وهذا أمر يعلمه من يعرف بعض أسرار الشرائع .
وأما الإحساس بفتور الرغبة، فيجده كل أحد، فإنا نجد الرجل إذا كسا أولاده، أو وسع عليهم في بعض الأعياد المسخوطة، فلا بد أن تنقص حرمة العيد المرضي من قلوبهم،
حتى لو قيل : بل في القلوب ما يسع هذين، قيل : لو تجردت لأحدهما لكان أكمل ."
اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية رحمه الله(233)
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى - :
هل التهنئة في العيد وما يجري على ألسنة الناس : " عيدك مبارك " وما أشبهه هل له أصل في الشريعة ؟ أم لا ؟ وإذا كان له أصل في الشريعة فما الذي يقال ؟ أفتونا مأجورين .
فأجاب :
أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد : تقبل الله منا ومنكم وأحاله الله عليك ونحو ذلك فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه
ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره . لكن قال أحمد : أنا لا أبتدئ أحدا فإن ابتدأني أحد أجبته وذلك لأن جواب التحية واجب وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمورا بها ولا هو أيضا مما نهي عنه
فمن فعله فله قدوة ومن تركه فله قدوة . والله أعلم .
مجموع الفتاوى لابن تيمية (24-253)
وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -: ما حكم التهنئة بالعيد؟ وهل لها صيغة معينة؟
فأجاب فضيلته بقوله: التهنئة بالعيد جائزة، وليس لها تهنئة مخصوصة، بل ما اعتاده الناس فهو جائز ما لم يكن إثما
مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين(16-210)
فلهذا جاءت الشريعة في العيد، بإعلان ذكر الله تعالى فيه، حتى جعل فيه من التكبير في صلاته وخطبته وغير ذلك :
ما ليس في سائر الصلوات، وأقامت فيه من تعظيم الله وتنزيل الرحمة فيه - خصوصا العيد الأكبر - ما فيه صلاح الخلق، كما دل عليه
قوله تعالى : { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }{ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ } .
فصار ما وُسِّع على النفوس فيه من العادات الطبيعية عونا على انتفاعها بما خص به من العبادات الشرعية ؛ فإذا أعطيت النفوس في غير ذلك اليوم حظها،
أو بعضه الذي يكون في عيد الله ؛ فترت عن الرغبة في عيد الله ، وزال ما كان له عندها من المحبة والتعظيم، فنقص بسبب ذلك تأثير العمل الصالح فيه فخسرت النفوس خسرانا مبينا .
وأقل الدرجات : أنك لو فرضت رجلين: أحدهما قد اجتمع اهتمامه بأمر العيد على المشروع، والآخر مهتم بهذا وبهذا، فإنك بالضرورة تجد المتجرد للمشروع،
أعظم اهتماما به من المشرك بينه وبين غيره، ومن لم يدرك هذا فلغفلته أو إعراضه، وهذا أمر يعلمه من يعرف بعض أسرار الشرائع .
وأما الإحساس بفتور الرغبة، فيجده كل أحد، فإنا نجد الرجل إذا كسا أولاده، أو وسع عليهم في بعض الأعياد المسخوطة، فلا بد أن تنقص حرمة العيد المرضي من قلوبهم،
حتى لو قيل : بل في القلوب ما يسع هذين، قيل : لو تجردت لأحدهما لكان أكمل ."
اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية رحمه الله(233)
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى - :
هل التهنئة في العيد وما يجري على ألسنة الناس : " عيدك مبارك " وما أشبهه هل له أصل في الشريعة ؟ أم لا ؟ وإذا كان له أصل في الشريعة فما الذي يقال ؟ أفتونا مأجورين .
فأجاب :
أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد : تقبل الله منا ومنكم وأحاله الله عليك ونحو ذلك فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه
ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره . لكن قال أحمد : أنا لا أبتدئ أحدا فإن ابتدأني أحد أجبته وذلك لأن جواب التحية واجب وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمورا بها ولا هو أيضا مما نهي عنه
فمن فعله فله قدوة ومن تركه فله قدوة . والله أعلم .
مجموع الفتاوى لابن تيمية (24-253)
وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -: ما حكم التهنئة بالعيد؟ وهل لها صيغة معينة؟
فأجاب فضيلته بقوله: التهنئة بالعيد جائزة، وليس لها تهنئة مخصوصة، بل ما اعتاده الناس فهو جائز ما لم يكن إثما
مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين(16-210)