مرام الاميرة
14-09-2010, 02:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كيفية زرع القيم بنفوس أبنائنا ..
http://imagecache.te3p.com/imgcache/485619827e115cad2e83c1f38bd1fa55.jpg
يتلفت الجيل إلى واقعه فماذا يرى من القيم؟
جوانب الخير موجودة والحاملون للقيم سيظلون إلى قيام الساعة؛ لأن الخير في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى قيام الساعة. فإذا كان الأمر كذلك فلماذا يظهر جيل في أغلبه بعيد عن القيم؟ لنلقي نظرة على القنوات التي تغذي فكر الجيل القادم:
أولاً: الأسرة:
تعاني الأسرة اليوم من عدة إشكاليات تعيق دورها السليم منها:
1- انشغال الآباء والأمهات.
2- وجود الخدم.
3- كثرة المشكلات في حياة العديد من الأسر نتيجة للعوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المختلفة.
4- تدخّل أطراف أخرى في التربية مثل وسائل الإعلام.
ثانياً: المدرسة:
لا تستطيع المؤسسات التعليمية بوضعها الحالي أن تؤدي الدور المطلوب على الوجه الأكمل بسبب:
1- كثرة أعداد الطلاب في الفصل الواحد.
2- ضعف أداء كثير من المعلمين.
3- قلة المعلمين الذين يمثلون قدوة جيدة للطلاب.
ثالثًا: الإعلام:
مع الانفتاح الإعلامي أصبحت عقول الناشئة في تخبط عجيب، فهم بين فواجع وكوارث ومآسي صباحًا ومساءً، أو بين انحلال وانحراف ودعوات للخلاعة والعري في كثير من البرامج والقنوات. وهذا لا ينفي وجود بعض القنوات والبرامج المفيدة والتي ندعو الله لها بالخير، ونسأل الله -عزّ وجل- أن تستمر في التقدم والتركيز على فئة الشباب، لتحد من تأثير قنوات الإفساد التي تفننت في جذب هذه الفئة من خلال تمجيد أهل الأهواء وإضفاء سمات البطولة والنجومية والشهرة والثراء عليهم.
فإذا كان الواقع كذلك فماذا يمكن أن نفعل تجاهه؟
إننا بحاجة ماسّة إلى:
1- نظرة متفائلة لأن أبناءنا فيهم خير كثير، وهم ينتظرون منا أن نمدّ إليهم أيدينا.
2- عمل جاد دؤوب، قال صلى الله عليه وسلم: "استعنْ بالله ولا تعجزْ" رواه مسلم.
3- سقي تلك القلوب بماء الحب والرعاية والرحمة حتى يلتفوا حولنا اقتداء بالرسول -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ). [سورة آل عمران: 159].
4- يحتاج منا الأبناء أن نقدر ما يمرون به من ظروف شديدة القسوة؛ لأنهم اليوم في عنق الزجاجة كما يُقال.
5- نحتاج إلى تعاون شديد بحيث تتكاثف كل الجهود من أجل الاهتمام بهذه الفئة الغالية، وأتمنى إيجاد مراكز خاصة بالشباب والفتيات يتلقّون فيها صفاء العقيدة ونقاء الفكر، ويجدون فيها من جعل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة منهاجًا لحياتهم.
6- مساعدة هذا الجيل على الارتباط بكتاب الله من خلال التدبّر فيه، قال تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة ص: 29]، ومساعدتهم على فهم السنة وتطبيقها في حياتهم، قال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" رواه أحمد.
7- التدريب العملي للجيل هو خير ما يركز هذه القيم في النفوس ويجعلها واقعًا معيشًا؛ فهذا الجيل يستحق أن نثق به، وأن نوكل إليه مهمات تناسبه؛ لأن مواقف الحياة هي خير ما يعلم القيم، فمثلاً: بدلاً من أن نحدثه عن العطف والرحمة نظريًا، نرتب لهم زيارة لدور الأيتام أو الأربطة على أن يتولى الأبناء الإعداد والترتيب لهذه الزيارة، مع أخذ مقترحاتهم وآرائهم قبل وبعد الزيارة.. ونجد في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير نموذج لتعليم القيم من خلال الممارسة العلمية؛ إذ عهد إلى أنس -رضي الله عنه- بسر، وإذ ولي أسامة بن زيد قيادة جيش فيه أبو بكر وعمر، وكان عمر أسامة تسع عشرة سنة رضي الله عنهم أجمعين.
كيف نغرس القيم في نفوس أبنائنا في ظل حاجتهم إلى قيم نبيلة كثيرة لا بد من غرسها، وقد تركت وهُمِّشت ولم يصبح لها وجود ولا بد من البحث عنها ودراستها وترسيخها؟ هذا ما تم تداوله في الأمسية التربوية التي قدمها الدكتور ميسرة طاهر في الأسبوع الفائت وقد نظم اللقاء مجموعة الإبداع الإداري والجمعية الخيرية للزواج ورعاية الأسر بجدة وبدأت الأمسية بتلاوة آيات من القران الكريم وبعد ذلك بدأ الدكتور ميسرة طاهر حديثه عن غرس القيم في نفوس الأبناء.
أشار طاهر في بداية اللقاء إلى أن مفهوم القيم عند الناس يرجع إلى منطق وشريعة كل إنسان في الحياة، فالإنسان أحياناً يسير بلا منطق ولذلك يواجه الكثير من المشاكل فلا يصبح قادراً على إدارة حياته ولا على غرس القيم في نفوس أبنائه. ويختلف العالم في فهم المنطق فالحضارة الغربية وضعت الجمال قبل الحق وقبل كل شي، فالجمال مقدم على ما سواه، ولذلك حدث هناك اضطراب كبير عند الناس في فهم المنطق، فلم يعودوا قادرين على التعامل مع الحياة بشكل صحيح، وحتى نفهم المنطق كما يجب هناك أربع قيم رئيسة وهي الأخلاق والمنطق والجمال والدين . وشدّد طاهر على أن القيم الدينية هي أسمى القيم ولكن بمفهوم الدين الواسع وليس بمفهوم الدين الذي ضيقناه وحجمنها فأصبح عند الرجل محصور بقليل من المظاهر، فالبعض قد أخرج المعاملات اليومية مثلاً وقد يكون في أعين الناس من أتقى الخلق! وهذا كله نراه والسبب أن مفهوم الدين صار ضيقاً.
ثم تحدث طاهر عن معنى القيمة وقال هي ثمن الشيء، أو نوعه، ولها معنى آخر كما قال تعالى (ذلك دين القيمة) وهي الديانة المستقيمة، واستقام بمعنى اعتدل ووقف جيداً والقوام هو العدل (والذين أذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)
إذا هي الأمور المستقيمة، فتقول مثلا هذا الإنسان ذو قيم لا ينحني أبداً وهو إنسان يثبت على أحكامه الصحيحة .
وأضاف قائلاً: هناك أسباب لغياب القيم عند الناس، منها التغيرات الاجتماعية بين الماضي والحاضر، ففي الماضي لم نكن نسمع عن انتشار هروب للفتيات أو تفشي حوادث القتل وغير ذلك. أما الآن فالأطفال يتحدثون عن القتل والجرائم، وأصبح خبر القتل يمر على الأسماع وكأن شيئا لم يحدث.
ومن الأسباب أيضاً التناقض الكبير بين ما نقول وما نفعل، فهل نحن كآباء وأمهات نمارس في حياتنا ما نأمر أولادنا؟ إذا هناك تناقض كبير يؤدي إلى غياب القيم التي نلفظها ولا نعملها وهذه القيم مثل الأخلاق الحسنة وخوف الله وبر الوالدين وحب الوطن وحب الأقارب وغيره. وحتى نستطيع غرس القيم الصحيحة لأطفالنا حتى تبقى وتظهر لابد من غرس مفهوم الاعتماد على الذات عند أطفالنا قبل كل شيء.
ودعا طاهر إلى التقليل من العتاب والعقاب للأطفال حتى يستطيع الطفل أن يعتمد على نفسه بدلا من أن يسأل أبويه عن أي أمر يريد فعله وهذا بحد ذاته ينمي قيمة الاعتماد على النفس والثقة بالنفس مما يساعد الطفل على النمو بشكل صحيح وسليم.
واستطرد في سرد أسباب غياب القيم، قائلاً: من أهم الأسباب زيادة التأثيرات الاستهلاكية، فأصبحنا شخصيات استهلاكية في كل أمور الحياة مثل المأكل والمشرب. نستهلك بكثرة فكيف نستطيع غرس قيمة الاقتصاد مثلا ونحن خلاف ذلك؟
كذلك استخدامنا المفرط لأسلوب الضرب والتوبيخ المستمر، يقول انس ابن مالك رضي الله عنه خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ما قال لي قط عن فعل فعلته لم فعلته؟ ولا عن فعل قط تركته لم تركته؟ وهذا أثر غائب عندنا تماماً. فلو افترضنا أنه قد طبق لأصبح أبناؤنا أصحاب قيم عليا في التعامل مع الآخرين. فلابد أن نتعامل مع أخطاء أبنائنا بالتصحيح وليس بالعقاب.
ثم تحدث طاهر عن القيم التي لابد من غرسها في نفوس الأبناء: أول القيم التي لابد من غرسها هي مخافة الله تعالى، فحتى نحقق لأطفالنا قيمة الرقابة الذاتية مثلاً لابد من غرس قيمة الخوف من الله حتى لا تكون مراقبة الطفل عن طريق أبويه فقط، لأن الأبوين لا يمكن أن يوجدا مع الطفل طيلة الوقت ولكي نضمن بقاءه بعيدا عن الانحراف لابد من زرع الرقابة الذاتية التي لا تتحقق إلا بتعليم الطفل مخافة الله، وهذا لا يكون باللسان فقط، بل لابد من تطبيقها أمامهم، ولا بد أن يشاهد الطفل قيمة الخوف من الله في أبيه وأمه حتى يعظم عن الطفل موضوع المخافة من الله .
ويشير طاهر بأسى إلى غياب ذلك في الواقع، ويقول: للأسف لم ننجح في غرس القيم بطريقة صحيحة، لأننا غرسناها وعظا فبقيت هشة ولم تكبر داخل النفوس حتى تقاوم المغريات. وأضرب لذلك مثلاً قصة الثلاثة الذين أغلق عليهم في الغار، والرجل الذي تمكن من ابنة عمته ثم قام عنها بعد أن وعظته! لماذا قام؟ لأن قيمة الخوف من الله عنده عظيمة وليست هشة.
ويختم طاهر بقوله: القيمة الثانية التي لابد من غرسها هي قيمة الصدق التي تندرج تحتها الكثير من التصرفات الأخرى، فلا يقوم الأب والأم بالكذب أمام الطفل، ومن القيم أيضاً طاعة الوالدين وتحمل المسؤولية وتعزيز المعرفة الكونية والولاء للوطن والأمن والسلام وتحقيق الذات واحترام الآخرين وتنظيم الوقت والتحدي والمخاطرة والعدل واحترام الأنظمة وتعزيز مشاركة المرأة والتواصل مع الثقافات الأخرى وتعزيز قيم الصحة العامة
الاطفال احباب الله فكيف نزرع الثقة في احباب الله ؟
الثقة ليس بالأمر اليسير الذي يأتي بين ليلة وضحاها والشخص المهزوز يحتاج إلى جهد كبير لإرجاع الثقة إليه هذا إن أمكن لذلك لابد أن يعمل الوالدان على زرع الثقة في نفوس أطفالهم منذ الصغر حتى تكون لهم شخصيتهم القوية والواثقة بنفسها .
هذه بعض النصائح قد تساعد الوالدين على إدخال الثقة في نفوس أبنائهم :
1 - امدح طفلك أمام الغير.
2 - لا تجعله ينتقد نفسه
3 - قل له(لو سمحت) و(شكرا) .
4 - عامله كطفل واجعله يعيش طفولته.
5 - ساعده في اتخاذ القرار بنفسه.
6 - علمه السباحة.
7 - اجعله ضيف الشرف في إحدى المناسبات.
8 - اسأله عن رأيه, وخذ رأيه في أمر من الأمور.
9 - اجعل له ركنا في المنزل لأعماله واكتب اسمه على إنجازاته.
10 - ساعده في كسب الصداقات, فان الأطفال غالبا لا يعرفون كيف يختارون أصدقائهم.
11 - اجعله يشعر بأهميته ومكانته وأن له قدرات وهبها الله له.
12 - علمه أن يصلي معك واغرس فيه مبادئ الإيمان بالله.
13 - علمه مهارات إبداء الرأي والتقديم وكيف يتكلم ويعرض ما عنده للناس.
14 -علمه كيف يقراء التعليمات ويتبعها.
15 - علمه كيف يضع لنفسه مبادئ وواجبات ويتبعها وينفذها.
16 - علمه مهارة الإسعافات الأولية.
17 - أجب عن جميع أسئلته.
18 - أوف بوعدك له.
19 - عرفه بقوة البركة وأهمية الدعاء.
20 - علمه كيف يعمل ضمن فريقه.
21 - شجعه على توجيه الأسئلة.
22 - أجعله يشعر أن له مكانة بين أصدقائه.
23 - أفصح عن أسباب أي قرار تتخذه بحقه وأسباب هذا القرار.
24 - كن في أول يوم من أيام المدرسة معه.
25 - ارو له قصصا من أيام طفولتك.
26 - اجعل طفلك يلعب دور المدرس وأنت تلعب دور التلميذ.
27 - علم طفلك كيف يمكن العثور عليه عندما يضيع.
28 - علمه كيف يرفض ويقول (لا) للخطأ.
29 - علمه كيف يمنح ويعطي.
30 - أعطه مالا يكفي ليتصرف به عند الحاجة.
31 - شجعه على الحفظ والاستذكار.
32 - علمه كيف يدافع عن نفسه وجسده.
33 - اشرح له ما يسأل عنه من شبهات وشكوك في نفسه.
34 - لا تهدده على الإطلاق بل أعطه تحذيرات
35 - علمه كيف يواجه الفشل.
36 - علمه كيف يصلح أغراضه ويرتبها.
37 - شاطره في أحلامه وطموحاته وشجعه على أن يتمنى.
38 - علمه عن اختلاف الجنسين بين الذكر والأنثى من وحي آيات القرآن الكريم.
39 - علمه القيم والمبادئ السليمة والكريمة.
40 - علمه كيف يتحمل مسؤولية تصرفاته.
41 - امدح أعماله وإنجازاته وعلمه كتابتها.
42 - علمه كيف يتعامل مع الحيوان الأليف وكيف يبتعد عن الحيوان الغير اليف.
43 - اعتذر له عن أي خطأ واضح يصدر منك.
44 - اجعل له يوما فيه مفاجآت.
45 - عوده على قراءة القرآن كل يوم.
46 - أخبره انك تحبه وضمه إلى صدرك, فهذا يزرع فيه الثقة بنفسه .
كيفية زرع القيم بنفوس أبنائنا ..
http://imagecache.te3p.com/imgcache/485619827e115cad2e83c1f38bd1fa55.jpg
يتلفت الجيل إلى واقعه فماذا يرى من القيم؟
جوانب الخير موجودة والحاملون للقيم سيظلون إلى قيام الساعة؛ لأن الخير في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى قيام الساعة. فإذا كان الأمر كذلك فلماذا يظهر جيل في أغلبه بعيد عن القيم؟ لنلقي نظرة على القنوات التي تغذي فكر الجيل القادم:
أولاً: الأسرة:
تعاني الأسرة اليوم من عدة إشكاليات تعيق دورها السليم منها:
1- انشغال الآباء والأمهات.
2- وجود الخدم.
3- كثرة المشكلات في حياة العديد من الأسر نتيجة للعوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المختلفة.
4- تدخّل أطراف أخرى في التربية مثل وسائل الإعلام.
ثانياً: المدرسة:
لا تستطيع المؤسسات التعليمية بوضعها الحالي أن تؤدي الدور المطلوب على الوجه الأكمل بسبب:
1- كثرة أعداد الطلاب في الفصل الواحد.
2- ضعف أداء كثير من المعلمين.
3- قلة المعلمين الذين يمثلون قدوة جيدة للطلاب.
ثالثًا: الإعلام:
مع الانفتاح الإعلامي أصبحت عقول الناشئة في تخبط عجيب، فهم بين فواجع وكوارث ومآسي صباحًا ومساءً، أو بين انحلال وانحراف ودعوات للخلاعة والعري في كثير من البرامج والقنوات. وهذا لا ينفي وجود بعض القنوات والبرامج المفيدة والتي ندعو الله لها بالخير، ونسأل الله -عزّ وجل- أن تستمر في التقدم والتركيز على فئة الشباب، لتحد من تأثير قنوات الإفساد التي تفننت في جذب هذه الفئة من خلال تمجيد أهل الأهواء وإضفاء سمات البطولة والنجومية والشهرة والثراء عليهم.
فإذا كان الواقع كذلك فماذا يمكن أن نفعل تجاهه؟
إننا بحاجة ماسّة إلى:
1- نظرة متفائلة لأن أبناءنا فيهم خير كثير، وهم ينتظرون منا أن نمدّ إليهم أيدينا.
2- عمل جاد دؤوب، قال صلى الله عليه وسلم: "استعنْ بالله ولا تعجزْ" رواه مسلم.
3- سقي تلك القلوب بماء الحب والرعاية والرحمة حتى يلتفوا حولنا اقتداء بالرسول -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ). [سورة آل عمران: 159].
4- يحتاج منا الأبناء أن نقدر ما يمرون به من ظروف شديدة القسوة؛ لأنهم اليوم في عنق الزجاجة كما يُقال.
5- نحتاج إلى تعاون شديد بحيث تتكاثف كل الجهود من أجل الاهتمام بهذه الفئة الغالية، وأتمنى إيجاد مراكز خاصة بالشباب والفتيات يتلقّون فيها صفاء العقيدة ونقاء الفكر، ويجدون فيها من جعل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة منهاجًا لحياتهم.
6- مساعدة هذا الجيل على الارتباط بكتاب الله من خلال التدبّر فيه، قال تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة ص: 29]، ومساعدتهم على فهم السنة وتطبيقها في حياتهم، قال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" رواه أحمد.
7- التدريب العملي للجيل هو خير ما يركز هذه القيم في النفوس ويجعلها واقعًا معيشًا؛ فهذا الجيل يستحق أن نثق به، وأن نوكل إليه مهمات تناسبه؛ لأن مواقف الحياة هي خير ما يعلم القيم، فمثلاً: بدلاً من أن نحدثه عن العطف والرحمة نظريًا، نرتب لهم زيارة لدور الأيتام أو الأربطة على أن يتولى الأبناء الإعداد والترتيب لهذه الزيارة، مع أخذ مقترحاتهم وآرائهم قبل وبعد الزيارة.. ونجد في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير نموذج لتعليم القيم من خلال الممارسة العلمية؛ إذ عهد إلى أنس -رضي الله عنه- بسر، وإذ ولي أسامة بن زيد قيادة جيش فيه أبو بكر وعمر، وكان عمر أسامة تسع عشرة سنة رضي الله عنهم أجمعين.
كيف نغرس القيم في نفوس أبنائنا في ظل حاجتهم إلى قيم نبيلة كثيرة لا بد من غرسها، وقد تركت وهُمِّشت ولم يصبح لها وجود ولا بد من البحث عنها ودراستها وترسيخها؟ هذا ما تم تداوله في الأمسية التربوية التي قدمها الدكتور ميسرة طاهر في الأسبوع الفائت وقد نظم اللقاء مجموعة الإبداع الإداري والجمعية الخيرية للزواج ورعاية الأسر بجدة وبدأت الأمسية بتلاوة آيات من القران الكريم وبعد ذلك بدأ الدكتور ميسرة طاهر حديثه عن غرس القيم في نفوس الأبناء.
أشار طاهر في بداية اللقاء إلى أن مفهوم القيم عند الناس يرجع إلى منطق وشريعة كل إنسان في الحياة، فالإنسان أحياناً يسير بلا منطق ولذلك يواجه الكثير من المشاكل فلا يصبح قادراً على إدارة حياته ولا على غرس القيم في نفوس أبنائه. ويختلف العالم في فهم المنطق فالحضارة الغربية وضعت الجمال قبل الحق وقبل كل شي، فالجمال مقدم على ما سواه، ولذلك حدث هناك اضطراب كبير عند الناس في فهم المنطق، فلم يعودوا قادرين على التعامل مع الحياة بشكل صحيح، وحتى نفهم المنطق كما يجب هناك أربع قيم رئيسة وهي الأخلاق والمنطق والجمال والدين . وشدّد طاهر على أن القيم الدينية هي أسمى القيم ولكن بمفهوم الدين الواسع وليس بمفهوم الدين الذي ضيقناه وحجمنها فأصبح عند الرجل محصور بقليل من المظاهر، فالبعض قد أخرج المعاملات اليومية مثلاً وقد يكون في أعين الناس من أتقى الخلق! وهذا كله نراه والسبب أن مفهوم الدين صار ضيقاً.
ثم تحدث طاهر عن معنى القيمة وقال هي ثمن الشيء، أو نوعه، ولها معنى آخر كما قال تعالى (ذلك دين القيمة) وهي الديانة المستقيمة، واستقام بمعنى اعتدل ووقف جيداً والقوام هو العدل (والذين أذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)
إذا هي الأمور المستقيمة، فتقول مثلا هذا الإنسان ذو قيم لا ينحني أبداً وهو إنسان يثبت على أحكامه الصحيحة .
وأضاف قائلاً: هناك أسباب لغياب القيم عند الناس، منها التغيرات الاجتماعية بين الماضي والحاضر، ففي الماضي لم نكن نسمع عن انتشار هروب للفتيات أو تفشي حوادث القتل وغير ذلك. أما الآن فالأطفال يتحدثون عن القتل والجرائم، وأصبح خبر القتل يمر على الأسماع وكأن شيئا لم يحدث.
ومن الأسباب أيضاً التناقض الكبير بين ما نقول وما نفعل، فهل نحن كآباء وأمهات نمارس في حياتنا ما نأمر أولادنا؟ إذا هناك تناقض كبير يؤدي إلى غياب القيم التي نلفظها ولا نعملها وهذه القيم مثل الأخلاق الحسنة وخوف الله وبر الوالدين وحب الوطن وحب الأقارب وغيره. وحتى نستطيع غرس القيم الصحيحة لأطفالنا حتى تبقى وتظهر لابد من غرس مفهوم الاعتماد على الذات عند أطفالنا قبل كل شيء.
ودعا طاهر إلى التقليل من العتاب والعقاب للأطفال حتى يستطيع الطفل أن يعتمد على نفسه بدلا من أن يسأل أبويه عن أي أمر يريد فعله وهذا بحد ذاته ينمي قيمة الاعتماد على النفس والثقة بالنفس مما يساعد الطفل على النمو بشكل صحيح وسليم.
واستطرد في سرد أسباب غياب القيم، قائلاً: من أهم الأسباب زيادة التأثيرات الاستهلاكية، فأصبحنا شخصيات استهلاكية في كل أمور الحياة مثل المأكل والمشرب. نستهلك بكثرة فكيف نستطيع غرس قيمة الاقتصاد مثلا ونحن خلاف ذلك؟
كذلك استخدامنا المفرط لأسلوب الضرب والتوبيخ المستمر، يقول انس ابن مالك رضي الله عنه خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ما قال لي قط عن فعل فعلته لم فعلته؟ ولا عن فعل قط تركته لم تركته؟ وهذا أثر غائب عندنا تماماً. فلو افترضنا أنه قد طبق لأصبح أبناؤنا أصحاب قيم عليا في التعامل مع الآخرين. فلابد أن نتعامل مع أخطاء أبنائنا بالتصحيح وليس بالعقاب.
ثم تحدث طاهر عن القيم التي لابد من غرسها في نفوس الأبناء: أول القيم التي لابد من غرسها هي مخافة الله تعالى، فحتى نحقق لأطفالنا قيمة الرقابة الذاتية مثلاً لابد من غرس قيمة الخوف من الله حتى لا تكون مراقبة الطفل عن طريق أبويه فقط، لأن الأبوين لا يمكن أن يوجدا مع الطفل طيلة الوقت ولكي نضمن بقاءه بعيدا عن الانحراف لابد من زرع الرقابة الذاتية التي لا تتحقق إلا بتعليم الطفل مخافة الله، وهذا لا يكون باللسان فقط، بل لابد من تطبيقها أمامهم، ولا بد أن يشاهد الطفل قيمة الخوف من الله في أبيه وأمه حتى يعظم عن الطفل موضوع المخافة من الله .
ويشير طاهر بأسى إلى غياب ذلك في الواقع، ويقول: للأسف لم ننجح في غرس القيم بطريقة صحيحة، لأننا غرسناها وعظا فبقيت هشة ولم تكبر داخل النفوس حتى تقاوم المغريات. وأضرب لذلك مثلاً قصة الثلاثة الذين أغلق عليهم في الغار، والرجل الذي تمكن من ابنة عمته ثم قام عنها بعد أن وعظته! لماذا قام؟ لأن قيمة الخوف من الله عنده عظيمة وليست هشة.
ويختم طاهر بقوله: القيمة الثانية التي لابد من غرسها هي قيمة الصدق التي تندرج تحتها الكثير من التصرفات الأخرى، فلا يقوم الأب والأم بالكذب أمام الطفل، ومن القيم أيضاً طاعة الوالدين وتحمل المسؤولية وتعزيز المعرفة الكونية والولاء للوطن والأمن والسلام وتحقيق الذات واحترام الآخرين وتنظيم الوقت والتحدي والمخاطرة والعدل واحترام الأنظمة وتعزيز مشاركة المرأة والتواصل مع الثقافات الأخرى وتعزيز قيم الصحة العامة
الاطفال احباب الله فكيف نزرع الثقة في احباب الله ؟
الثقة ليس بالأمر اليسير الذي يأتي بين ليلة وضحاها والشخص المهزوز يحتاج إلى جهد كبير لإرجاع الثقة إليه هذا إن أمكن لذلك لابد أن يعمل الوالدان على زرع الثقة في نفوس أطفالهم منذ الصغر حتى تكون لهم شخصيتهم القوية والواثقة بنفسها .
هذه بعض النصائح قد تساعد الوالدين على إدخال الثقة في نفوس أبنائهم :
1 - امدح طفلك أمام الغير.
2 - لا تجعله ينتقد نفسه
3 - قل له(لو سمحت) و(شكرا) .
4 - عامله كطفل واجعله يعيش طفولته.
5 - ساعده في اتخاذ القرار بنفسه.
6 - علمه السباحة.
7 - اجعله ضيف الشرف في إحدى المناسبات.
8 - اسأله عن رأيه, وخذ رأيه في أمر من الأمور.
9 - اجعل له ركنا في المنزل لأعماله واكتب اسمه على إنجازاته.
10 - ساعده في كسب الصداقات, فان الأطفال غالبا لا يعرفون كيف يختارون أصدقائهم.
11 - اجعله يشعر بأهميته ومكانته وأن له قدرات وهبها الله له.
12 - علمه أن يصلي معك واغرس فيه مبادئ الإيمان بالله.
13 - علمه مهارات إبداء الرأي والتقديم وكيف يتكلم ويعرض ما عنده للناس.
14 -علمه كيف يقراء التعليمات ويتبعها.
15 - علمه كيف يضع لنفسه مبادئ وواجبات ويتبعها وينفذها.
16 - علمه مهارة الإسعافات الأولية.
17 - أجب عن جميع أسئلته.
18 - أوف بوعدك له.
19 - عرفه بقوة البركة وأهمية الدعاء.
20 - علمه كيف يعمل ضمن فريقه.
21 - شجعه على توجيه الأسئلة.
22 - أجعله يشعر أن له مكانة بين أصدقائه.
23 - أفصح عن أسباب أي قرار تتخذه بحقه وأسباب هذا القرار.
24 - كن في أول يوم من أيام المدرسة معه.
25 - ارو له قصصا من أيام طفولتك.
26 - اجعل طفلك يلعب دور المدرس وأنت تلعب دور التلميذ.
27 - علم طفلك كيف يمكن العثور عليه عندما يضيع.
28 - علمه كيف يرفض ويقول (لا) للخطأ.
29 - علمه كيف يمنح ويعطي.
30 - أعطه مالا يكفي ليتصرف به عند الحاجة.
31 - شجعه على الحفظ والاستذكار.
32 - علمه كيف يدافع عن نفسه وجسده.
33 - اشرح له ما يسأل عنه من شبهات وشكوك في نفسه.
34 - لا تهدده على الإطلاق بل أعطه تحذيرات
35 - علمه كيف يواجه الفشل.
36 - علمه كيف يصلح أغراضه ويرتبها.
37 - شاطره في أحلامه وطموحاته وشجعه على أن يتمنى.
38 - علمه عن اختلاف الجنسين بين الذكر والأنثى من وحي آيات القرآن الكريم.
39 - علمه القيم والمبادئ السليمة والكريمة.
40 - علمه كيف يتحمل مسؤولية تصرفاته.
41 - امدح أعماله وإنجازاته وعلمه كتابتها.
42 - علمه كيف يتعامل مع الحيوان الأليف وكيف يبتعد عن الحيوان الغير اليف.
43 - اعتذر له عن أي خطأ واضح يصدر منك.
44 - اجعل له يوما فيه مفاجآت.
45 - عوده على قراءة القرآن كل يوم.
46 - أخبره انك تحبه وضمه إلى صدرك, فهذا يزرع فيه الثقة بنفسه .