جروح بارده
23-09-2010, 09:35 PM
http://www.albdoo.info/imgcache/f9124d6ab30284153de3dd317541ef74.jpg
3.html"][/URL]
عروج الهمم
تسلّق سبيل الهداة العرب
وطاول بعزم عنان السحبْ
فأنت كأنفٍ رفيع المكان
وغيرك يهوي لجرَّ الذنبْ
تسلّق بثوب الحياة النجاة
وضمَّ الأكف وضمَّ الركبْ
ودَعْ عنك ثوب القساة العتاة
ودّعْ عنك ثوب الضلال الخَرِبْ
بثوب البياض وهمَّ الرجال
ستهزمُ ليلاً شديدَ الكربْ
فما عاد يُجدي قعودُ الجمال
ونوم الكسالى وصوت الطربْ
ترفّع فحولك سيل الدمار
وخلفك طيش كواه الغضبْ
فجدّك سعد وأنت الوليد
وأمك حفصٌ، فنعم النسبْ
قويّو السَّنان، فصيحو اللسان
نقيّو الجنان، كعرق الذهبْ
صعدت وتدري بأن الصعود
محاطٌ بموج الهوى والوصب
أتعلو وحيداً على مصعدٍ
تنادي الأحبة: أين اللهبْ؟
شممتُ الرجولة في عزكم
ولم أر ناراً تجيب الحطبْ
فهل أشعل القوم ذرَّ الغبار
فغطّى الغبار السنا وانتحبْ
فأضحت جراحي مُبْكى الجراح
تئن وتشكو انهزام الخطبْ
أنمتم؟! وسار فحولُ الأنام
لأغلى وسام وأعلى لقبْ
تنال المعالي بهجر النعيم
حرام المنال على من هربْ
ولو رمتُ غُسلاً بماء الظلام
لخضت برجلي حتى العَصَبْ
وسرتُ على شط بحر الهروب
فحزت الثناء وتاجَ الرتبْ
أَبَيْتُ انتظارَ زمان الخلاص
قفزت إلى نهج من قد ذهبْ
فلبّى العمود وصاح: الرحيل
هلمَّ إليّ إذن واقتربْ
أنا وَتَدٌ قد نشرتُ الجذور
بتاريخ جَدًّ وأمًّ وأبْ
أضأتُ بنوري ذرا المشرقين
تشبّث بنوري وسر وارتقبْ
فإنّ فؤادي مضى للسماء
فأنّى لعزمي بلوغُ التعبْ؟
وهمّي ترقى نطح النجوم
فإمّا الوصول وإمّا الطلبْ؟
رياض بن عقيل أبونمي – حضرموت
طوفان العولمة الفكرية
إلى أين ترقى؟ بما تحتمي؟
أترقى السماء بلا سُلّمِ؟
أحاط بك الويل من كل صوب
كما لُفّ عقْدٌ على معصمِ
تعولمت الأرض من حولنا
ليعبثَ موجٌ بنا يرتمي
وجاءتْ من الغرب أمواجه
تساوم في إرثنا القيمِ
فحارتْ لدى الفيض كلُّ العقول
ولم ينج منه سوى المُحْتَمِي
تعرتْ وجوه، وزلّتْ بها
إليه غباوات رأي عمِ
لتَقْبَل منه رؤى مظلمات
لترتع في لجها المظلمِ
وأخرى استقلتْ طريقاً غريبْ
لتلقى من الويل موجاً ظمِ
أتانا ففرّق منا الجموع
بسيف إلى عقله ينتمي
وجاء بزِيًّ ووجه جديد
وفكرٍ كما شاء للمسلمِ
يريه التراث زماناً خنا
عقيماً وفي قعر جُبًّ رُمِي
أحاط بنا موج طوفانه
فكيف الخلاص؟ بمَا نحتمي؟
ففي شاشة العرض أنيابه
ويهمس بوق الخنا بالفمِ
ويعرض في السوق إنتاجه
لهذا الثّرِيّ وذا المعدمِ
فهل كنت منه تريد النجاة
فقد صار منك بمجرى الدمِ
لماذا خسرتَ وصرت الغريق
وما نؤت عنه من المجثمِ؟!
لأنك ضيّعتَ سبل النجاة
لتلقى زماناً به تندمِ
ونحن الأُولى جاء فينا الرشاد
شربناه صافٍ من المُحكمِ
لنا الفكر إرث عن الأنبياء
يشعُّ سناه هدىً فاغنمِ
فعم ضياه الدُّنا رحمة
تفك القيود بحدّ الصمِ
فمنها بدأنا بها نحتمي
فأُنجدْ إليها ولا تُتْهمِ
وأطلق سراحك من فكرهم
وعالجه سُقْماً من البلسمِ
ولا تحسب الماء عذباً زلال
فما كان يوماً سوى العلقمِ
وأمسكْ بحبل شديد الوثاق
نجاة لمن شاء لا يصرمِ
فهيّا جميعاً لبرّ النجاة
بفلك عنيد ونورٍ همِ
عادل أحمد الزليل – حجة
هذا بما كسبت أيادينا
أيُغْرِقُ السيلُ أمجادي وشاراتي
أم يستبيح العدى عِزّ الكراماتِ
هذا لعمري عقاب الله أرسله
كي يَغْسل الأرض من سوء الدناءاتِ
سيلٌ تعدّى حدوداً كي يؤدبنا
بما كسبناه من شر البلياتِ
في البر والبحر عَمّ الإثمُ ثم طغى
فاستبدل اللهُ راياتٍ براياتِ
عجبتُ من معشر خانوا رسالتهم
واستعصموا بالهوى دين الضلالاتِ
يا لائمين كفى لوماً ففي كبدي
منكم جراح تنزّتْ بين آهاتي
لا تحسبوا أنني ممن تجارتُهم
محارمُ الله أو خانوا الأماناتِ
لا لستُ ممن بغوا في الأرض وانتكسوا
إلى الرذيلة عاشوا للملذاتِ
نعم تحلّيتُ بالأكفان مبتغياً
موتي شهيداً لكي أحيا بجنّاتي
إني تمسكت بالإسلام معتصماً
وتبتُ مستغفراً من كل زلاتي
لما طغى الماء آفاقي حملتُ على
سفينة الروح أنواري وراياتي
بالأمس كُنّا وكان المجدُ مركبنا
والعزُّ رائدنا عند الفتوحاتِ
هذي مبادئنا في الكون شامخة
من وحي خالقنا ربّ البريات
ما لي أغنّي زمان العز فانهملتْ
مني الدموع على أنّات أبياتي
واليوم صرنا ذيول الكفر وا أسفي
فالقرد يُفسدُ أمجاد النبواتِ
ما بالنا اليوم نُصْلَى نارَ محنتنا
ونُجْرع السمْ من أشداق حياتِ
القهر مركبنا والذل سائقنا
والضيم يطعمنا وَحْلَ السياساتِ
يا قادة العرب هل ماتت ضمائركم
أم أنكم قد رضيتم بالتفاهاتِ؟!
ما بالنا اليوم نجني من سياستكم
عارَ المذلّة والتنكيس للآتِ
ما بالنا اليوم ننسى سرّ نهضتنا
ونكتوي تحت ويلات الولاياتِ
كأننا لم نكن والله غايتنا
نخاطب السحب من صرح الحضاراتِ
وا حر قلباه، هل لَمٌّ لفرقتنا
فالغرب يقصفُ أوطاني وجناتي
والله لو صدقتْ نياتُنا لغدتْ
أفواجُنا مدداً في نصرنا الآتي
عبده خالد أحمد – تعز
صراع البقاء
آثرت صمتي فاستهلّ رثائي
وبقيتُ وحدي أستلّذ بُكَائي
وصعدتُ أستبقي الحياة وهدّني
ألمي وجَالَ بخافقي خيلائي
في كل زاويةٍ يطاردني الردى
ويطول من لقيا الردى إيماني
أنّى ألتفتُ أرى الحياة بلا قعاً
وأرى بكل بُقيعةٍ بَلْوائي
قد أعتمتْ كلُّ الدروب بساحتي
وأضعتُ في ليل العناء ضيائي
ضاع الرجاء هنا وحاط بجثتي
ماءٌ يريد بدفقه إطفائي
ما عاد في رَمَقِ الحياة سوى الردى
ينتاب أوردتي ودفق دمائي
والقلب تثقله الهمومُ بوقعها
ويثير أوجاع الأنين بكائي
ما باله الطوفان يزحف شطّه
ويحوطني من سائر الأرجاء
ما باله الطوفان سَدّد سهمه نحوي
وضاق من البلاء فضائي
وتكاد تخطفني الرياح بهوجها
وتخرّ من هول الدمار سمائي
وتكاد تصعقني مناظر إخوةٍ
شطَّت بهم أمواجه الهوجاءِ
دفنت معالمهم وأنهت عهدهم
وغدوا كنَصَّ صحيفة بيضاءِ
في كل مفترقٍ تلوحُ شخوصُها
لتمدّ صرخة نجدةٍ ونداءِ
رحلوا عن الدنيا بغير تحيّة
وطواهمُ الطوفان دون عناءِ
لكأنّهم ما سَطّروا أعمارَهم
أضحوا كأَغْرَبِ قصة بَكْماءِ
وطواهمُ الطوفان في جبروته
وغدوا كطيفٍ موجزِ الأنباءِ
كم من ديارٍ أقفرتْ من أهلها
لتطلّ صورة عبرةٍ دكناءِ
وغدوتُ أرفُلُ في حنوط منيتي
ويثور بين جوانحي استجدائي
رباه.. قد ضاق الوجود ومَلّني
هذا العمود وخانني استقوائي
رباه.. قد عظمت مصائبنا فمَنْ
يا رب غيرك يستجيب دعائي
لكن برغم فجيعتي في خافقي
أملٌ وتسليمٌ بكلّ قَضَاءِ
لكأنّه الطوفان رغم عُتُوّه
طهرٌ يزيل جرائم السفهاءِ
محمد أحمد فقيه – بيت الفقيه
المتشبث بالموت
مساءً فاعذريني يا مسائي
وصبحاً فاغسلي عني حيائي
وغَطّي الذلّ في حَرْفي بثوبٍ
قشيبٍ مفعمٍ بالكبرياءِ
وصُبّي من شذاك على القوافي
ورُشّيها بزخات النقاءِ
ولُمي ما تفرّق من شتاتي
وأضرمي نار حرفك بانطفائي
لعلي أن أرى شيئاً فشيئاً
وأسمع ما يجلجل في فضائي
كأنّي بالمحاصر يبتليني
بأسئلةٍ ويصرخ: وا شقائي
تسونامي وشاراتٍ ثلاثٍ
لقد أضحى حصاري كهرومائي
فأيّهما يكون أرقُّ طبعاً
فأدخل فيه ممتطياً غبائي
وأيّ الشرَّ أهونُ من سواه
وأيُّهما يدقّق في اقتفائي
فقلتُ: أجَلْ علقتُ وكيف تنجو
ولذتَ بما يعجل بالفناءِ
وما يغني التشّبثُ عنك شيئاً
إذا نزل الموكّل بالقضاءٍ
إذا التنور فار فليس يغني
سوى قلبٍ تعلّق بالسماءِ
وما يبكيك أهونُ من عدوٍ
يؤجّج نار حربه من بكائي
وخنجرُه يسافر كلّ يومٍ
إلى جسدي ويسبح في دمائي
ويقطعَ بعض أوصالي ويمضي
فيشويها ويا شرَّ الشواءِ
ويشربني كآخر كأس خمرٍ
ويرمي العظم عارٍ في العراءِ
ويسكب في بقايا الروح رقّاً
فأُطرقُ طائعاً مثل الإماءِ
وينشرُ في ضميري كاسحاتٍ
تزلزلني وتسلبني هنائي
تدمرني وتتركني هشيماً
تبعثره العواصف في الشتاءِ
لَكَم ناديتُ من حولي عساني
أرى نصراً يعجّل بالشفاءِ
ملأتُ الكون من حولي صراخاً
فما أجدى وما أغنى ندائي
فلا أملاً بمعتصمٍ يرجّى
ولا حُلماً بخطَّابٍ إزائي
ترجّلْ يالمحاصر فاقتفيني
تسلّح بالعزيمة والإباءِ
أنِخْ كل المخاطر وامتطيها
وقاومْ ما استطعت وكن فدائي
فهذا الحلَّ في زمن التلاشي
وعين النصر في زمن الغثاءِ
رياض عبد الله الحمادي – تعز
بقولِ : كُنْ
جلَّ الذي غَمَرَ البرايا كل آن
غيثاً من الرحمات فضلاً وامتنانْ
مُلِئتْ بهذا الغيث كلُّ جوانحي
حتى انتشى الوجدان وانتعش الجنانْ
عجزتْ لغاتُ الشعر عن شكرٍ فقد
كَلّتْ بلاغة كُلَّ سحبان البيانْ
ما أروع الماء الذي ملأ المدى
لُجَجَاً تجلّتْ في جمال للعيانْ
الماء يربو لُجّة لكنه
غيث الهنا برداً سلاماً وأمانْ
يطفي لهيب القحط في أرجائنا
ومُحُوْلَ نفسٍ قد تنفّستِ الدخانْ
ويطهّر الأفق الملوّثَ غاسلاً
آثامَنا وعن القلوب ركامَ رانْ
لا تعجبوا كيف المياه هنا رَبَتْ؟!
فبقول ربي (كن) لذا الماء فكانْ
وخزائن الرحمن تزخر أبحراً
جوداً غزيراً للورى إنساً وجانْ
وقف المرور بدا حضور غيابه
لما طغى الماءُ الشوارعَ والمكانْ
وقف المرور سوى انسياب الماء في
مرأى به ارتسمت مباهج مهرجانْ
وأمام ذا المرأى البهيج وجدتني
قد خضته وتغيب فيه الركبتنانْ
والقلب يخفق في الحنايا راقصاً
من نشوة غمرت شعوري والكيانْ
دفعت بجسمي أرتقي هذا العمود
أرى إطاراً من عَلٍ زانَ المكانْ
وعلى العمود تسلّقتْ كَفّاي والرجلان
أصعد كي يؤانسني احتضانْ
وتشم روحي حين تسبح في المدى
للغيث نكهته وأنداء الحنانْ
أعلو على هذا العمود مرتلاً
لله آي الحمد تصدح كالأذانْ
يسري صداه إلى مسامع عصرنا
وأنا وصورة ذي المياه الترجمانْ
فالماء روح حياتنا قد سَبّحتْ
ذراتُه المولى العظيم بكل شانْ
لو ماؤكم غورٌ فمن يأتيكمُ
بمعينه، من غير ربي مستعانْ؟
أَعْظِمْ بها من آية في سِفْر هذا
الكون يقرؤها الحجا والمقلتانْ؟
فانظروا إلى آثار رحمة ربنا
فبأيّ آلاء الإله تكذّبانْ؟
صالح سعيد المريسي – تعز
بشائر النصر
بشائرُ النصر لاحت في دجى الظلم
تزفُّ في نورها البشرى لذي الهممِ
بشائر النصر تدعو كل ذي شرفٍ:
يا طالب العزّ ثِقْ بالله واعتصمِ
فالنصر آتٍ وقد لاحت كواكبه
رغم اشتداد ظلام الموج والخضمِ
النصر آتٍ وقد لاحت كتائبه
- واهاً لهم- هُمْ ليوث الغاب والأجمِ
من كلّ حرًّ سَمَا عن كل ناقصة
يَهْوي الشموخ قويًّ فارس وكَمِي
هم فتية طهّر الإسلام أنفسَهم
بتوبة فارتووا من طيّب القيمِ
يجدّدون لنا الإقدام حيث عفتْ
منه الرسوم وأضحى دارس العلمِ
قد جَنّدوا سعيهم للدين ليس لهم
في غير نصرة هذا الدين من هممِ
وجمّلوا سعيهم بالخير فاتسمت
بالمجد أخلاقهم والجود والكرمِ
لا ينثنون لما يلقون من كَرَبٍ
دهياء معضلة تجري على سقمِ
ولا يصدهمُ عن قصد غايتهم
ما نابهم أبداً من فارح عَمِمِ
هُمُ الرجال إلى العلياء قد وثبوا
بقوة فهموا في الناس كالنجمِ
قد أدركوا بضياء العلم أنهمُ
أهلُ المكارم والتمكين في الأممِ
وأن أنوار هذا الدين بالغة
لكل صِقعٍ بلوغ الفجر والعَتَمِ
لن يبق سهلٌ ولا هدٌّ ولا جبلٌ
بل أي دار بأرض العرب والعجمِ
إلا ودانتْ بدين الحق واتخذت
نوراً تشير به من أطيب الكلمِ
إما بعزًّ يُعزّ الله من عَمُرَتْ
قلوبهم بجميل الذكر والحكمِ
ومن تعامى عن الآيات في صلفٍ
أذلّه الله رب العرش بالنقمِ
فأبشري أمتي يا خير من وطأت
أقدامهم في الثرى بالقادم البسمِ
واستمسكي أبداً بالحق وانتصري
للحق كي تخرجي من حمأة الظلمِ
عن غاية النصر لا تصغي لملهية
لا تعجزي عن طلاب العزّ لا تنمي
واستنهضي العزم إن النصر مُرْتهنٌ
بالحزم والعزم لا بالرقص والنَّغَمِ
متى يكن تُدْرِكُ الآمال أمتنا طوبى لها ويعمّ الخيرُ في الأممِ
نايف محمد الحاشدي – إب
3.html"][/URL]
عروج الهمم
تسلّق سبيل الهداة العرب
وطاول بعزم عنان السحبْ
فأنت كأنفٍ رفيع المكان
وغيرك يهوي لجرَّ الذنبْ
تسلّق بثوب الحياة النجاة
وضمَّ الأكف وضمَّ الركبْ
ودَعْ عنك ثوب القساة العتاة
ودّعْ عنك ثوب الضلال الخَرِبْ
بثوب البياض وهمَّ الرجال
ستهزمُ ليلاً شديدَ الكربْ
فما عاد يُجدي قعودُ الجمال
ونوم الكسالى وصوت الطربْ
ترفّع فحولك سيل الدمار
وخلفك طيش كواه الغضبْ
فجدّك سعد وأنت الوليد
وأمك حفصٌ، فنعم النسبْ
قويّو السَّنان، فصيحو اللسان
نقيّو الجنان، كعرق الذهبْ
صعدت وتدري بأن الصعود
محاطٌ بموج الهوى والوصب
أتعلو وحيداً على مصعدٍ
تنادي الأحبة: أين اللهبْ؟
شممتُ الرجولة في عزكم
ولم أر ناراً تجيب الحطبْ
فهل أشعل القوم ذرَّ الغبار
فغطّى الغبار السنا وانتحبْ
فأضحت جراحي مُبْكى الجراح
تئن وتشكو انهزام الخطبْ
أنمتم؟! وسار فحولُ الأنام
لأغلى وسام وأعلى لقبْ
تنال المعالي بهجر النعيم
حرام المنال على من هربْ
ولو رمتُ غُسلاً بماء الظلام
لخضت برجلي حتى العَصَبْ
وسرتُ على شط بحر الهروب
فحزت الثناء وتاجَ الرتبْ
أَبَيْتُ انتظارَ زمان الخلاص
قفزت إلى نهج من قد ذهبْ
فلبّى العمود وصاح: الرحيل
هلمَّ إليّ إذن واقتربْ
أنا وَتَدٌ قد نشرتُ الجذور
بتاريخ جَدًّ وأمًّ وأبْ
أضأتُ بنوري ذرا المشرقين
تشبّث بنوري وسر وارتقبْ
فإنّ فؤادي مضى للسماء
فأنّى لعزمي بلوغُ التعبْ؟
وهمّي ترقى نطح النجوم
فإمّا الوصول وإمّا الطلبْ؟
رياض بن عقيل أبونمي – حضرموت
طوفان العولمة الفكرية
إلى أين ترقى؟ بما تحتمي؟
أترقى السماء بلا سُلّمِ؟
أحاط بك الويل من كل صوب
كما لُفّ عقْدٌ على معصمِ
تعولمت الأرض من حولنا
ليعبثَ موجٌ بنا يرتمي
وجاءتْ من الغرب أمواجه
تساوم في إرثنا القيمِ
فحارتْ لدى الفيض كلُّ العقول
ولم ينج منه سوى المُحْتَمِي
تعرتْ وجوه، وزلّتْ بها
إليه غباوات رأي عمِ
لتَقْبَل منه رؤى مظلمات
لترتع في لجها المظلمِ
وأخرى استقلتْ طريقاً غريبْ
لتلقى من الويل موجاً ظمِ
أتانا ففرّق منا الجموع
بسيف إلى عقله ينتمي
وجاء بزِيًّ ووجه جديد
وفكرٍ كما شاء للمسلمِ
يريه التراث زماناً خنا
عقيماً وفي قعر جُبًّ رُمِي
أحاط بنا موج طوفانه
فكيف الخلاص؟ بمَا نحتمي؟
ففي شاشة العرض أنيابه
ويهمس بوق الخنا بالفمِ
ويعرض في السوق إنتاجه
لهذا الثّرِيّ وذا المعدمِ
فهل كنت منه تريد النجاة
فقد صار منك بمجرى الدمِ
لماذا خسرتَ وصرت الغريق
وما نؤت عنه من المجثمِ؟!
لأنك ضيّعتَ سبل النجاة
لتلقى زماناً به تندمِ
ونحن الأُولى جاء فينا الرشاد
شربناه صافٍ من المُحكمِ
لنا الفكر إرث عن الأنبياء
يشعُّ سناه هدىً فاغنمِ
فعم ضياه الدُّنا رحمة
تفك القيود بحدّ الصمِ
فمنها بدأنا بها نحتمي
فأُنجدْ إليها ولا تُتْهمِ
وأطلق سراحك من فكرهم
وعالجه سُقْماً من البلسمِ
ولا تحسب الماء عذباً زلال
فما كان يوماً سوى العلقمِ
وأمسكْ بحبل شديد الوثاق
نجاة لمن شاء لا يصرمِ
فهيّا جميعاً لبرّ النجاة
بفلك عنيد ونورٍ همِ
عادل أحمد الزليل – حجة
هذا بما كسبت أيادينا
أيُغْرِقُ السيلُ أمجادي وشاراتي
أم يستبيح العدى عِزّ الكراماتِ
هذا لعمري عقاب الله أرسله
كي يَغْسل الأرض من سوء الدناءاتِ
سيلٌ تعدّى حدوداً كي يؤدبنا
بما كسبناه من شر البلياتِ
في البر والبحر عَمّ الإثمُ ثم طغى
فاستبدل اللهُ راياتٍ براياتِ
عجبتُ من معشر خانوا رسالتهم
واستعصموا بالهوى دين الضلالاتِ
يا لائمين كفى لوماً ففي كبدي
منكم جراح تنزّتْ بين آهاتي
لا تحسبوا أنني ممن تجارتُهم
محارمُ الله أو خانوا الأماناتِ
لا لستُ ممن بغوا في الأرض وانتكسوا
إلى الرذيلة عاشوا للملذاتِ
نعم تحلّيتُ بالأكفان مبتغياً
موتي شهيداً لكي أحيا بجنّاتي
إني تمسكت بالإسلام معتصماً
وتبتُ مستغفراً من كل زلاتي
لما طغى الماء آفاقي حملتُ على
سفينة الروح أنواري وراياتي
بالأمس كُنّا وكان المجدُ مركبنا
والعزُّ رائدنا عند الفتوحاتِ
هذي مبادئنا في الكون شامخة
من وحي خالقنا ربّ البريات
ما لي أغنّي زمان العز فانهملتْ
مني الدموع على أنّات أبياتي
واليوم صرنا ذيول الكفر وا أسفي
فالقرد يُفسدُ أمجاد النبواتِ
ما بالنا اليوم نُصْلَى نارَ محنتنا
ونُجْرع السمْ من أشداق حياتِ
القهر مركبنا والذل سائقنا
والضيم يطعمنا وَحْلَ السياساتِ
يا قادة العرب هل ماتت ضمائركم
أم أنكم قد رضيتم بالتفاهاتِ؟!
ما بالنا اليوم نجني من سياستكم
عارَ المذلّة والتنكيس للآتِ
ما بالنا اليوم ننسى سرّ نهضتنا
ونكتوي تحت ويلات الولاياتِ
كأننا لم نكن والله غايتنا
نخاطب السحب من صرح الحضاراتِ
وا حر قلباه، هل لَمٌّ لفرقتنا
فالغرب يقصفُ أوطاني وجناتي
والله لو صدقتْ نياتُنا لغدتْ
أفواجُنا مدداً في نصرنا الآتي
عبده خالد أحمد – تعز
صراع البقاء
آثرت صمتي فاستهلّ رثائي
وبقيتُ وحدي أستلّذ بُكَائي
وصعدتُ أستبقي الحياة وهدّني
ألمي وجَالَ بخافقي خيلائي
في كل زاويةٍ يطاردني الردى
ويطول من لقيا الردى إيماني
أنّى ألتفتُ أرى الحياة بلا قعاً
وأرى بكل بُقيعةٍ بَلْوائي
قد أعتمتْ كلُّ الدروب بساحتي
وأضعتُ في ليل العناء ضيائي
ضاع الرجاء هنا وحاط بجثتي
ماءٌ يريد بدفقه إطفائي
ما عاد في رَمَقِ الحياة سوى الردى
ينتاب أوردتي ودفق دمائي
والقلب تثقله الهمومُ بوقعها
ويثير أوجاع الأنين بكائي
ما باله الطوفان يزحف شطّه
ويحوطني من سائر الأرجاء
ما باله الطوفان سَدّد سهمه نحوي
وضاق من البلاء فضائي
وتكاد تخطفني الرياح بهوجها
وتخرّ من هول الدمار سمائي
وتكاد تصعقني مناظر إخوةٍ
شطَّت بهم أمواجه الهوجاءِ
دفنت معالمهم وأنهت عهدهم
وغدوا كنَصَّ صحيفة بيضاءِ
في كل مفترقٍ تلوحُ شخوصُها
لتمدّ صرخة نجدةٍ ونداءِ
رحلوا عن الدنيا بغير تحيّة
وطواهمُ الطوفان دون عناءِ
لكأنّهم ما سَطّروا أعمارَهم
أضحوا كأَغْرَبِ قصة بَكْماءِ
وطواهمُ الطوفان في جبروته
وغدوا كطيفٍ موجزِ الأنباءِ
كم من ديارٍ أقفرتْ من أهلها
لتطلّ صورة عبرةٍ دكناءِ
وغدوتُ أرفُلُ في حنوط منيتي
ويثور بين جوانحي استجدائي
رباه.. قد ضاق الوجود ومَلّني
هذا العمود وخانني استقوائي
رباه.. قد عظمت مصائبنا فمَنْ
يا رب غيرك يستجيب دعائي
لكن برغم فجيعتي في خافقي
أملٌ وتسليمٌ بكلّ قَضَاءِ
لكأنّه الطوفان رغم عُتُوّه
طهرٌ يزيل جرائم السفهاءِ
محمد أحمد فقيه – بيت الفقيه
المتشبث بالموت
مساءً فاعذريني يا مسائي
وصبحاً فاغسلي عني حيائي
وغَطّي الذلّ في حَرْفي بثوبٍ
قشيبٍ مفعمٍ بالكبرياءِ
وصُبّي من شذاك على القوافي
ورُشّيها بزخات النقاءِ
ولُمي ما تفرّق من شتاتي
وأضرمي نار حرفك بانطفائي
لعلي أن أرى شيئاً فشيئاً
وأسمع ما يجلجل في فضائي
كأنّي بالمحاصر يبتليني
بأسئلةٍ ويصرخ: وا شقائي
تسونامي وشاراتٍ ثلاثٍ
لقد أضحى حصاري كهرومائي
فأيّهما يكون أرقُّ طبعاً
فأدخل فيه ممتطياً غبائي
وأيّ الشرَّ أهونُ من سواه
وأيُّهما يدقّق في اقتفائي
فقلتُ: أجَلْ علقتُ وكيف تنجو
ولذتَ بما يعجل بالفناءِ
وما يغني التشّبثُ عنك شيئاً
إذا نزل الموكّل بالقضاءٍ
إذا التنور فار فليس يغني
سوى قلبٍ تعلّق بالسماءِ
وما يبكيك أهونُ من عدوٍ
يؤجّج نار حربه من بكائي
وخنجرُه يسافر كلّ يومٍ
إلى جسدي ويسبح في دمائي
ويقطعَ بعض أوصالي ويمضي
فيشويها ويا شرَّ الشواءِ
ويشربني كآخر كأس خمرٍ
ويرمي العظم عارٍ في العراءِ
ويسكب في بقايا الروح رقّاً
فأُطرقُ طائعاً مثل الإماءِ
وينشرُ في ضميري كاسحاتٍ
تزلزلني وتسلبني هنائي
تدمرني وتتركني هشيماً
تبعثره العواصف في الشتاءِ
لَكَم ناديتُ من حولي عساني
أرى نصراً يعجّل بالشفاءِ
ملأتُ الكون من حولي صراخاً
فما أجدى وما أغنى ندائي
فلا أملاً بمعتصمٍ يرجّى
ولا حُلماً بخطَّابٍ إزائي
ترجّلْ يالمحاصر فاقتفيني
تسلّح بالعزيمة والإباءِ
أنِخْ كل المخاطر وامتطيها
وقاومْ ما استطعت وكن فدائي
فهذا الحلَّ في زمن التلاشي
وعين النصر في زمن الغثاءِ
رياض عبد الله الحمادي – تعز
بقولِ : كُنْ
جلَّ الذي غَمَرَ البرايا كل آن
غيثاً من الرحمات فضلاً وامتنانْ
مُلِئتْ بهذا الغيث كلُّ جوانحي
حتى انتشى الوجدان وانتعش الجنانْ
عجزتْ لغاتُ الشعر عن شكرٍ فقد
كَلّتْ بلاغة كُلَّ سحبان البيانْ
ما أروع الماء الذي ملأ المدى
لُجَجَاً تجلّتْ في جمال للعيانْ
الماء يربو لُجّة لكنه
غيث الهنا برداً سلاماً وأمانْ
يطفي لهيب القحط في أرجائنا
ومُحُوْلَ نفسٍ قد تنفّستِ الدخانْ
ويطهّر الأفق الملوّثَ غاسلاً
آثامَنا وعن القلوب ركامَ رانْ
لا تعجبوا كيف المياه هنا رَبَتْ؟!
فبقول ربي (كن) لذا الماء فكانْ
وخزائن الرحمن تزخر أبحراً
جوداً غزيراً للورى إنساً وجانْ
وقف المرور بدا حضور غيابه
لما طغى الماءُ الشوارعَ والمكانْ
وقف المرور سوى انسياب الماء في
مرأى به ارتسمت مباهج مهرجانْ
وأمام ذا المرأى البهيج وجدتني
قد خضته وتغيب فيه الركبتنانْ
والقلب يخفق في الحنايا راقصاً
من نشوة غمرت شعوري والكيانْ
دفعت بجسمي أرتقي هذا العمود
أرى إطاراً من عَلٍ زانَ المكانْ
وعلى العمود تسلّقتْ كَفّاي والرجلان
أصعد كي يؤانسني احتضانْ
وتشم روحي حين تسبح في المدى
للغيث نكهته وأنداء الحنانْ
أعلو على هذا العمود مرتلاً
لله آي الحمد تصدح كالأذانْ
يسري صداه إلى مسامع عصرنا
وأنا وصورة ذي المياه الترجمانْ
فالماء روح حياتنا قد سَبّحتْ
ذراتُه المولى العظيم بكل شانْ
لو ماؤكم غورٌ فمن يأتيكمُ
بمعينه، من غير ربي مستعانْ؟
أَعْظِمْ بها من آية في سِفْر هذا
الكون يقرؤها الحجا والمقلتانْ؟
فانظروا إلى آثار رحمة ربنا
فبأيّ آلاء الإله تكذّبانْ؟
صالح سعيد المريسي – تعز
بشائر النصر
بشائرُ النصر لاحت في دجى الظلم
تزفُّ في نورها البشرى لذي الهممِ
بشائر النصر تدعو كل ذي شرفٍ:
يا طالب العزّ ثِقْ بالله واعتصمِ
فالنصر آتٍ وقد لاحت كواكبه
رغم اشتداد ظلام الموج والخضمِ
النصر آتٍ وقد لاحت كتائبه
- واهاً لهم- هُمْ ليوث الغاب والأجمِ
من كلّ حرًّ سَمَا عن كل ناقصة
يَهْوي الشموخ قويًّ فارس وكَمِي
هم فتية طهّر الإسلام أنفسَهم
بتوبة فارتووا من طيّب القيمِ
يجدّدون لنا الإقدام حيث عفتْ
منه الرسوم وأضحى دارس العلمِ
قد جَنّدوا سعيهم للدين ليس لهم
في غير نصرة هذا الدين من هممِ
وجمّلوا سعيهم بالخير فاتسمت
بالمجد أخلاقهم والجود والكرمِ
لا ينثنون لما يلقون من كَرَبٍ
دهياء معضلة تجري على سقمِ
ولا يصدهمُ عن قصد غايتهم
ما نابهم أبداً من فارح عَمِمِ
هُمُ الرجال إلى العلياء قد وثبوا
بقوة فهموا في الناس كالنجمِ
قد أدركوا بضياء العلم أنهمُ
أهلُ المكارم والتمكين في الأممِ
وأن أنوار هذا الدين بالغة
لكل صِقعٍ بلوغ الفجر والعَتَمِ
لن يبق سهلٌ ولا هدٌّ ولا جبلٌ
بل أي دار بأرض العرب والعجمِ
إلا ودانتْ بدين الحق واتخذت
نوراً تشير به من أطيب الكلمِ
إما بعزًّ يُعزّ الله من عَمُرَتْ
قلوبهم بجميل الذكر والحكمِ
ومن تعامى عن الآيات في صلفٍ
أذلّه الله رب العرش بالنقمِ
فأبشري أمتي يا خير من وطأت
أقدامهم في الثرى بالقادم البسمِ
واستمسكي أبداً بالحق وانتصري
للحق كي تخرجي من حمأة الظلمِ
عن غاية النصر لا تصغي لملهية
لا تعجزي عن طلاب العزّ لا تنمي
واستنهضي العزم إن النصر مُرْتهنٌ
بالحزم والعزم لا بالرقص والنَّغَمِ
متى يكن تُدْرِكُ الآمال أمتنا طوبى لها ويعمّ الخيرُ في الأممِ
نايف محمد الحاشدي – إب