abohmam
24-09-2010, 11:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعا إخواني واخواتى فى طريق الإحتراف
:fasel2:
كثيرا مايسال الأخوة والأخوات عن حكم قول النساء لبعض المشايخ أو الفتاة للشاب ( أنى أحبك فى الله ) !!!
فهل هذه القولة جائزة شرعا ؟ وماهو الدليل على منع أو جواز هذه "العبادة" للأجانب ؟
نعم إني اسميتها عبادة لأن الحب بمعناه الشرعي عبادة قلبية وقد أرشدنا إليها نبينا صلى الله عليه وسلم عندما قال :
" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار "
فجاء أحدهم متنطعا فقال الم يصح قول نبينا صلى الله عليه وسلم : " إذا أحب أحدكم أخاه فليبلغه أنه يحبه "
قلت ألا تنتبه أخى/أختي أنه :salla: قد خصص وقال " أخاه" ولم يقل " أخته " فاحفظوا هذا اللفتة !
سوف أعرض لكم فتاوى أهل العلم فى هذا الشأن مميزا الحكم الشرعى والتوجيه بلون خاص ...
الفتوى الأولى بالمنع المُطلق :
بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى للشيخ خالد بن عبد الله المصلح والشيخ عبد الرحمن السحيم حفظهم الله جميعا وجزاهم عنا خير جزاء
مع ملاحظة أن الهدف ليس سرد فتاوي متناقضه بل هي توضيحات أهل العلم واجتهاداتهم .
السؤال:
ما حكم قول المرأة للرجل الأجنبي " إني أحبك في الله ".
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
أرى أنه لا يجوز للمرأة مخاطبة الرجل الأجنبي بذلك ولا مكاتبته به مهما كان علماً و نفعاً وديناً.
وذلك أن المؤمنة منهية عن الخضوع في القول عند مخاطبة الرجال الأجانب
فقد قال الله تعالى لأكمل نساء المؤمنين وأبعدهن عن الريب: { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً } (الأحزاب: 32).
قال ابن العربي في تفسيره أحكام القرآن (3/56: " فأمرهن الله تعالى أن يكون قولهن جزلاً, وكلامهن فصلاً, ولا يكون على وجه يحدث في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين المطمع للسامع , وأخذ عليهن أن يكون قولهن معروفاً".
فنهى الله تعالى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهن أمهات المؤمنين عن اللين في القول، وهذا يشمل اللين في جنس القول واللين في صفة أدائه.
وسائر المؤمنات يدخلن في هذا التوجيه من باب أولى فإن الطمع في غيرهن أقرب.
فالمرأة ينبغي لها إذا خاطبت الأجانب أن لا تلين كلامها وتكسره فان ذلك أبعد من الريبة والطمع فيها.
أما ما رواه أحمد وأبوداود من ثابت قال: حدثنا أنس بن مالك أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل. فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعلمته؟ قال: لا. قال: أعلمه. قال: فلحقه، فقال: إني أحبك في الله.
فقال: أحبك الذي أحببتني له.
فرواه أحمد من طريق الحسين بن واقد به ورواه أبوداود من طريق المبارك بن فضالة به ، ورواه الطبراني في المعجم الأوسط من طريق إسحاق بن إبراهيم قال أنا عبد الرزاق قال: أنا معمر عن الأشعث بن عبد الله عن أنس بن مالك وفيه قال: " ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله، فأخبره بما قال. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت ولك ما احتسبت".
وقد صحح الحديث ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي كما في المستدرك 4/189.
فإنه لا يدل على مشروعية أن تخبر المرأة الرجل الأجنبي بذلك، وكذلك العكس. فإن هذا الخبر وارد في محبة الموافق في الجنس الذي تؤمن فيه الفتنة وليس فيه ريبة.
وقد أشار إلى هذا المعنى المناوي في فيض القدير (1/247) فقال:
"إذا أحبت المرأة أخرى لله ندب إعلامها". وأنه إنما يقول ذلك للمرأة فيما إذا كانت زوجة ونحوها.
كما أنه لا يعلم أن إحدى الصحابيات قالته للنبي صلى الله عليه وسلم الذي جعل الله محبته فرضاً على أهل الإيمان ذكوراً وإناثاً ولم ينقل أنه قاله لإحداهن.
والله المسؤول أن يحفظ علينا ديننا وأن يلهمنا رشدنا آمين.
الشيخ
خالد بن عبد الله المصلح
13/9/1424هـ
:fasel:
الفتوى الثانية وفيها تفصيل أكثر والرد على من إدعى الجواز:
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هل يجوز قول الشاب لفتاة إني أحبك في الله مصارحة والعكس سواء بداعي خطبة أو غير داعي الخطبة، أتمنى تقوية الإجابة بأدلة من الكتاب أو السنة أو فعل السلف وأن تكون مفصله بصور الجواز وصور النهي.
لأن هناك من حاج على جوازه بقوله إن أصل المحبة في الله جائزة سواء الرجل للرجل أو المرأة للمرأة، والرجل للمرأة، والمرأة للرجل، وقد يؤجر المرء على ذلك، وقد قال سماحة الشيخ ابن باز رحمة الله: \"وكذا لو رغبت المرأة في الرجل الصالح فتقول يا فلان أحببتك في الله ولا مانع عندي أن تخطبني من أبي، هذا لا بأس به\". وقال أيضاً رحمه الله: \"وقول المرأة للرجل (أحبك في الله) لا بأس به بل يجب أن يكون التحاب بين المؤمنين (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان وذكر منها: أن يحب المرء لا يحبه إلا لله\".
وقال إن الشيخ ابن عثيمين لم ينكر على من قال له إني أحبك في الله من النساء وقال كلاماً آخر ففصل في كون الرجل يعرف المرأة واسمها بأنه لا يجوز وكونه لا يعرفها كما في المنتديات فهو جائز، وهو يقولها الآن لبنات المنتدى الذي يكتب فيه فهل يجوز له؟.. أرجو الرد على سؤالي ولكم جزيل الشكر
الاجابة :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله وحده وبعد:
فالحب في الله تعالى عبادة قلبية لها ثمرة ظاهرة في الأقوال والأفعال، فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار) رواه البخاري (16) ومسلم (43)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ) رواه مسلم (2566)
وكثير من الناس يدعي محبة غيره في الله تعالى وهي محبة مُدَّعاة أحيانا تزول بأدنى خلاف
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى \" وعلامة هذا الحب والبغض في الله أنه لا ينقلب بغضه لبغيض الله حبا لإحسانه إليه وخدمته له وقضاء حوائجه ولا ينقلب حبه لحبيب الله بغضا إذا وصل إليه من جهته من يكرهه ويؤلمه إما خطأ وإما عمدا مطيعا لله فيه أو متأولا أو مجتهدا أو باغيا نازعا تائبا والدين كله يدور على أربع قواعد حب وبغض ويترتب عليهما فعل وترك فمن كان حبه وبغضه وفعله وتركه لله فقد استكمل الإيمان بحيث إذا أحب أحب لله وإذا أبغض أبغض لله وإذا فعل فعل لله وإذا ترك ترك لله وما نقص من أصناف هذه الأربعة نقص من إيمانه ودينه بحسبه \" ا.هـ إغاثة اللهفان 1/253 ولابن تيمية رحمه الله تعالى رسالة نفيسة (قاعدة في المحبة) فصل فيها كثيرا من الأحكام.
والحب في الله تعالى كما يكون بين الرجل والرجل وبين المرأة والمرأة فكذلك يكون بين الرجل والمرأة فنحن نحب أمهات المؤمنين كلهن عائشة وخديجة وصفية وحفصة وغيرهن من التقيات النقيات في الله تعالى, وإذا أحب الرجل الرجل في الله أخبره بذلك كما إذا أحبت المرأة المرأة في الله تعالى أخبرتها بذلك لحديث أنس بن مالك أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (أعلمته ) ؟ قال: لا. قال: (أعلمه ) قال فلحقه فقال: إني أحبك في الله . فقال: أحبك الذي أحببتني له. رواه أحمد 3/140 وأبو داود (5125) وصححه ابن حبان (571)
ولكن إذا أحب الرجل المرأة أو العكس في الله تعالى هل يخبرها بذلك ؟ هذا محل تفصيل:
فإن كانت المرأة أحد محارمه كأخته أو عمته.. أخبرها بذلك أما إن كانت أجنبية عنه فلا أرى ذلك لما قد يترتب على ذلك من أمور قد تُفهم خطأ
ولا أعلم أحدا من السلف أخبر امرأة أجنبية عنه أنه يحبها في الله تعالى ومن تلبيس الشيطان على بعض الشباب والشابات أن يتصل بعضهم ببعض هاتفيا أو عبر الشات أو غيرها من وسائل الاتصال بدعوى المحبة في الله تعالى مما قد يفضي ذلك إلى الوقوع بأمور غير محمودة بدعوى الحب في الله تعالى
فقد رأينا كثيرا ممن يدعي محبة فلان في الله وعند حدوث أدنى خلاف دنيوي انقلبت تلك المحبة المزعومة إلى عداء وبغض ، أما إن عزم الرجل على خطبة امرأة فلا مانع أن يقول لوليها إنني أحببتها في الله للتزامها بأحكام الشرع وأنا راغب في نكاحها فالمرأة كما في الحديث تنكح لدينها كما في حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) رواه البخاري (4802) ومسلم (1466) والعكس صحيح بأن تقول المرأة لوليها إني أحب فلانا في الله فلعلك تعرضني عليه ليتزوجني فهذا لا بأس به وكذا لو قالت ذلك لزميلاتها إني أحبه في الله لحسن خلقه أو لبره بوالديه أو نحو ذلك,
أما فتح الباب للاختلاط بين الشباب والشابات بدعوى الحب في الله فلا يجوز وكذا الاتصالات الهاتفية بينهم فالحب في الله يستوجب امتثال أوامر الله تعالى لا مخالفتها
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
صاحب الاجابه:
نايف بن أحمد بن علي الحمد (بلاد الحرمين)
دكتوراة في الفقة
جهة العمل: قاضي المحكمة العامة بمحافظة رماح.
المؤلفات:
1ـ آثار الطلاق المالية "ماجستير".
2ـ تحقيق كتاب "الطرق الحكمية في السياسة الشرعية" لابن القيم ـ أطروحة لنيل درجة الدكتوراه.
3ـ قوادح القياس.
4ـ أحكام الجوار. 5
ـ الإيلاء في الفقه الإسلامي.
.
:fasel:
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحبه الله ويرضاه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
.
جمعه لكم
أبوهمام
.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعا إخواني واخواتى فى طريق الإحتراف
:fasel2:
كثيرا مايسال الأخوة والأخوات عن حكم قول النساء لبعض المشايخ أو الفتاة للشاب ( أنى أحبك فى الله ) !!!
فهل هذه القولة جائزة شرعا ؟ وماهو الدليل على منع أو جواز هذه "العبادة" للأجانب ؟
نعم إني اسميتها عبادة لأن الحب بمعناه الشرعي عبادة قلبية وقد أرشدنا إليها نبينا صلى الله عليه وسلم عندما قال :
" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار "
فجاء أحدهم متنطعا فقال الم يصح قول نبينا صلى الله عليه وسلم : " إذا أحب أحدكم أخاه فليبلغه أنه يحبه "
قلت ألا تنتبه أخى/أختي أنه :salla: قد خصص وقال " أخاه" ولم يقل " أخته " فاحفظوا هذا اللفتة !
سوف أعرض لكم فتاوى أهل العلم فى هذا الشأن مميزا الحكم الشرعى والتوجيه بلون خاص ...
الفتوى الأولى بالمنع المُطلق :
بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى للشيخ خالد بن عبد الله المصلح والشيخ عبد الرحمن السحيم حفظهم الله جميعا وجزاهم عنا خير جزاء
مع ملاحظة أن الهدف ليس سرد فتاوي متناقضه بل هي توضيحات أهل العلم واجتهاداتهم .
السؤال:
ما حكم قول المرأة للرجل الأجنبي " إني أحبك في الله ".
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
أرى أنه لا يجوز للمرأة مخاطبة الرجل الأجنبي بذلك ولا مكاتبته به مهما كان علماً و نفعاً وديناً.
وذلك أن المؤمنة منهية عن الخضوع في القول عند مخاطبة الرجال الأجانب
فقد قال الله تعالى لأكمل نساء المؤمنين وأبعدهن عن الريب: { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً } (الأحزاب: 32).
قال ابن العربي في تفسيره أحكام القرآن (3/56: " فأمرهن الله تعالى أن يكون قولهن جزلاً, وكلامهن فصلاً, ولا يكون على وجه يحدث في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين المطمع للسامع , وأخذ عليهن أن يكون قولهن معروفاً".
فنهى الله تعالى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهن أمهات المؤمنين عن اللين في القول، وهذا يشمل اللين في جنس القول واللين في صفة أدائه.
وسائر المؤمنات يدخلن في هذا التوجيه من باب أولى فإن الطمع في غيرهن أقرب.
فالمرأة ينبغي لها إذا خاطبت الأجانب أن لا تلين كلامها وتكسره فان ذلك أبعد من الريبة والطمع فيها.
أما ما رواه أحمد وأبوداود من ثابت قال: حدثنا أنس بن مالك أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل. فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعلمته؟ قال: لا. قال: أعلمه. قال: فلحقه، فقال: إني أحبك في الله.
فقال: أحبك الذي أحببتني له.
فرواه أحمد من طريق الحسين بن واقد به ورواه أبوداود من طريق المبارك بن فضالة به ، ورواه الطبراني في المعجم الأوسط من طريق إسحاق بن إبراهيم قال أنا عبد الرزاق قال: أنا معمر عن الأشعث بن عبد الله عن أنس بن مالك وفيه قال: " ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله، فأخبره بما قال. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت ولك ما احتسبت".
وقد صحح الحديث ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي كما في المستدرك 4/189.
فإنه لا يدل على مشروعية أن تخبر المرأة الرجل الأجنبي بذلك، وكذلك العكس. فإن هذا الخبر وارد في محبة الموافق في الجنس الذي تؤمن فيه الفتنة وليس فيه ريبة.
وقد أشار إلى هذا المعنى المناوي في فيض القدير (1/247) فقال:
"إذا أحبت المرأة أخرى لله ندب إعلامها". وأنه إنما يقول ذلك للمرأة فيما إذا كانت زوجة ونحوها.
كما أنه لا يعلم أن إحدى الصحابيات قالته للنبي صلى الله عليه وسلم الذي جعل الله محبته فرضاً على أهل الإيمان ذكوراً وإناثاً ولم ينقل أنه قاله لإحداهن.
والله المسؤول أن يحفظ علينا ديننا وأن يلهمنا رشدنا آمين.
الشيخ
خالد بن عبد الله المصلح
13/9/1424هـ
:fasel:
الفتوى الثانية وفيها تفصيل أكثر والرد على من إدعى الجواز:
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هل يجوز قول الشاب لفتاة إني أحبك في الله مصارحة والعكس سواء بداعي خطبة أو غير داعي الخطبة، أتمنى تقوية الإجابة بأدلة من الكتاب أو السنة أو فعل السلف وأن تكون مفصله بصور الجواز وصور النهي.
لأن هناك من حاج على جوازه بقوله إن أصل المحبة في الله جائزة سواء الرجل للرجل أو المرأة للمرأة، والرجل للمرأة، والمرأة للرجل، وقد يؤجر المرء على ذلك، وقد قال سماحة الشيخ ابن باز رحمة الله: \"وكذا لو رغبت المرأة في الرجل الصالح فتقول يا فلان أحببتك في الله ولا مانع عندي أن تخطبني من أبي، هذا لا بأس به\". وقال أيضاً رحمه الله: \"وقول المرأة للرجل (أحبك في الله) لا بأس به بل يجب أن يكون التحاب بين المؤمنين (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان وذكر منها: أن يحب المرء لا يحبه إلا لله\".
وقال إن الشيخ ابن عثيمين لم ينكر على من قال له إني أحبك في الله من النساء وقال كلاماً آخر ففصل في كون الرجل يعرف المرأة واسمها بأنه لا يجوز وكونه لا يعرفها كما في المنتديات فهو جائز، وهو يقولها الآن لبنات المنتدى الذي يكتب فيه فهل يجوز له؟.. أرجو الرد على سؤالي ولكم جزيل الشكر
الاجابة :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله وحده وبعد:
فالحب في الله تعالى عبادة قلبية لها ثمرة ظاهرة في الأقوال والأفعال، فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار) رواه البخاري (16) ومسلم (43)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ) رواه مسلم (2566)
وكثير من الناس يدعي محبة غيره في الله تعالى وهي محبة مُدَّعاة أحيانا تزول بأدنى خلاف
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى \" وعلامة هذا الحب والبغض في الله أنه لا ينقلب بغضه لبغيض الله حبا لإحسانه إليه وخدمته له وقضاء حوائجه ولا ينقلب حبه لحبيب الله بغضا إذا وصل إليه من جهته من يكرهه ويؤلمه إما خطأ وإما عمدا مطيعا لله فيه أو متأولا أو مجتهدا أو باغيا نازعا تائبا والدين كله يدور على أربع قواعد حب وبغض ويترتب عليهما فعل وترك فمن كان حبه وبغضه وفعله وتركه لله فقد استكمل الإيمان بحيث إذا أحب أحب لله وإذا أبغض أبغض لله وإذا فعل فعل لله وإذا ترك ترك لله وما نقص من أصناف هذه الأربعة نقص من إيمانه ودينه بحسبه \" ا.هـ إغاثة اللهفان 1/253 ولابن تيمية رحمه الله تعالى رسالة نفيسة (قاعدة في المحبة) فصل فيها كثيرا من الأحكام.
والحب في الله تعالى كما يكون بين الرجل والرجل وبين المرأة والمرأة فكذلك يكون بين الرجل والمرأة فنحن نحب أمهات المؤمنين كلهن عائشة وخديجة وصفية وحفصة وغيرهن من التقيات النقيات في الله تعالى, وإذا أحب الرجل الرجل في الله أخبره بذلك كما إذا أحبت المرأة المرأة في الله تعالى أخبرتها بذلك لحديث أنس بن مالك أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (أعلمته ) ؟ قال: لا. قال: (أعلمه ) قال فلحقه فقال: إني أحبك في الله . فقال: أحبك الذي أحببتني له. رواه أحمد 3/140 وأبو داود (5125) وصححه ابن حبان (571)
ولكن إذا أحب الرجل المرأة أو العكس في الله تعالى هل يخبرها بذلك ؟ هذا محل تفصيل:
فإن كانت المرأة أحد محارمه كأخته أو عمته.. أخبرها بذلك أما إن كانت أجنبية عنه فلا أرى ذلك لما قد يترتب على ذلك من أمور قد تُفهم خطأ
ولا أعلم أحدا من السلف أخبر امرأة أجنبية عنه أنه يحبها في الله تعالى ومن تلبيس الشيطان على بعض الشباب والشابات أن يتصل بعضهم ببعض هاتفيا أو عبر الشات أو غيرها من وسائل الاتصال بدعوى المحبة في الله تعالى مما قد يفضي ذلك إلى الوقوع بأمور غير محمودة بدعوى الحب في الله تعالى
فقد رأينا كثيرا ممن يدعي محبة فلان في الله وعند حدوث أدنى خلاف دنيوي انقلبت تلك المحبة المزعومة إلى عداء وبغض ، أما إن عزم الرجل على خطبة امرأة فلا مانع أن يقول لوليها إنني أحببتها في الله للتزامها بأحكام الشرع وأنا راغب في نكاحها فالمرأة كما في الحديث تنكح لدينها كما في حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) رواه البخاري (4802) ومسلم (1466) والعكس صحيح بأن تقول المرأة لوليها إني أحب فلانا في الله فلعلك تعرضني عليه ليتزوجني فهذا لا بأس به وكذا لو قالت ذلك لزميلاتها إني أحبه في الله لحسن خلقه أو لبره بوالديه أو نحو ذلك,
أما فتح الباب للاختلاط بين الشباب والشابات بدعوى الحب في الله فلا يجوز وكذا الاتصالات الهاتفية بينهم فالحب في الله يستوجب امتثال أوامر الله تعالى لا مخالفتها
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
صاحب الاجابه:
نايف بن أحمد بن علي الحمد (بلاد الحرمين)
دكتوراة في الفقة
جهة العمل: قاضي المحكمة العامة بمحافظة رماح.
المؤلفات:
1ـ آثار الطلاق المالية "ماجستير".
2ـ تحقيق كتاب "الطرق الحكمية في السياسة الشرعية" لابن القيم ـ أطروحة لنيل درجة الدكتوراه.
3ـ قوادح القياس.
4ـ أحكام الجوار. 5
ـ الإيلاء في الفقه الإسلامي.
.
:fasel:
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحبه الله ويرضاه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
.
جمعه لكم
أبوهمام
.