المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهجرة من Windows الى Linux


فلسطيني
31-10-2010, 06:18 PM
http://up.arabsgate.com/u/5114/3821/56357.gif



طبعا قمت بنقل الموضوع لاني من معجبي هذا النظام الاكثر من رائع و الذي استقريت عليه لكثرة مشاكل ويندوز :abc_085:


الهجرة من Windows الى Linux



لحظة! إن كنت ستغلق هذه الصفحة أو تقفز باحثاً عن مقالة أخرى ﻷنك شعرت بأن هذه المقالة للمختصين وقد ﻻ تكون موجهة لك فأرجوا البقاء ومتابعة هذه المقالة. قد تكون ﻻ تعرف عن اللينوكس سوى اسمه, وقد تكون قد جربته قليلاً وربما قرأتَ عنه ولم تفكر بتجربته لأنك تعتقد أنك ﻻ تحتاجه.
هذه المقالة ليست مقالة تعريفية عن نظام اللينوكس وكيف نشأ وما هي فلسفته وبنيته .. الخ, فالباحث عن هذه المعلومات سيجدها بسهولة بشيء من البحث فقد كُتب الكثير عن هذا.
سوف أقوم في هذه المقالة بالإجابة عن بعض اﻷسئلة التي تدور في خلد البعض دون أن يعرفوا إجابة مباشرة ودقيقة لها أو التي لديهم اجابة خاطئة أو انطباع خاطىء عنها, سوف نحاول في هذه المقالة الإجابة عن بعض اﻷسئلة على غرار: هل لينوكس صعب اﻻستخدام حقا؟ هل حقا يحتاج إلى مستخدم محترف لتنزيله واستخدامه؟ هل صحيح أنه كئيب وبشع المظهر مقارنة بواجهة ويندوز المليئة باﻷلوان الجذابة؟ هل صحيح أنه ﻻ يوجد برامج خدمية أو تطبيقية له كما في الويندوز؟ ماذا عن دعمه للطابعات وكروت الصوت والشاشة؟ إلخ إلخ …
سوف أحاول الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها وفقاً لتجربتي الشخصية, نفس الأسئلة كانت تصطرع في ذهني منذ سنوات قبل أن أتخذ القرار النهائي بعد بحث طويل, القرار بالهجرة … من ويندوز إلى لينوكس!

هنالك دعابة قاسية تقول:” الويندوز كالمرأة, ﻻ يستطيع أن يفعل شيئاً بالشكل الصحيح لكنّ أحداً ﻻ يستطيع العيش دونه!” . رغم ماتحتويه هذه الدعابة من مبالغة نوعاً ما بحق المرأة إﻻ أنها تقرّب الفكرة للأذهان. رغم أن الناس ﻻ تكفّ عن التذمر من مشاكل الجمود والبطىء وكثرة الحاجة لإعادة تشغيل الويندوز بشكل متكرر يوميا إﻻ أنهم أيضاً ﻻ يستطيعون اﻻستغناء عنه بهذه السهولة وذلك لأنهم اعتادوا استخدامه وطريقة عمله وطريقة تنزيل البرامج إليه وطريقة استخدام هذه البرامج خاصة اﻷساسية منها كحزمة برامج اﻷوفيس أو الفوتوشوب بالنسبة للمصممين.
وأنا لست ممن يدعون للاستغناء عن الويندوز تماما فهذا -لنكن واقعيين- غير ممكن, فلا بد أن تحتاج لتشغيل برنامج ما ﻻ يعمل إﻻ على الويندوز أو قد تحتاجه لتشغيل اﻷلعاب الغير مدعومة بشكل جيد على نظام اللينوكس بعد, لكن عدا عن ذلك لن تحتاج استخدام الويندوز إﻻ فيما ندر ولأغراض محددة. فبعد أن تجرب اللينوكس لبضعة أيام وتختبر اﻻستخدام السلس والسريع الخالي من الفيروسات والديدان وأحصنة طروادة والتعليق وإعادات التشغيل فصدقني لن تعود إلى الويندوز إﻻ مضطرا لهذا فالحل اﻷفضل يبقى تنصيب كلا النظامين على جهازك.
سؤال: لحظة من فضلك! يقولون بأن اللينوكس نظام صعب اﻻستخدام, صحيح أنهم يقولون أيضا أنه أكثر ثباتاً من الويندوز لكنه ليس للمستخدم العادي بل هو للمستخدمين المحترفين فقط …
في الواقع, كثيرٌ من الناس لديهم هذا التصور, بأن اللينوكس ليس للمستخدم المنزلي العادي بل هو للمحترفين والمتخصصين. سبب هذا التصور لدى الناس هو عدم متابعتهم لمستجدات هذا النظام, قد يكون هذا الكلام صحيحا نوعا ما منذ خمس سنوات أو أكثر ربما. لكن معظم نسخ (يسمونها توزيعات) اللينوكس الحديثة باتت أسهل استخداماً بمراحل من سابقتها, بل أسهل استخداماً من الويندوز نفسه خاصةً للمبتدئين! ﻻ ننكر أن القادم الجديد على نظام اللينوكس بعد سنوات طويلة من استخدام الويندوز قد تربكه بعض اﻷمور التي تتم بشكل مختلف عن الشكل الذي تتم فيه في ويندوز, ليس لأنها صعبة بل لأنه اعتاد على تنفيذها بشكل مختلف. إن معظم اﻷمور تتم في نظام اللينوكس بشكل أسهل بكثير منها في الويندوز خاصة بالنسبة للمبتدئين لكن قد تختلف الطريقة ﻻ أكثر. إن المسألة في النهاية هي مسألة تعوّد وليست مسألة سهولة أو صعوبة.
عندما قمت بتنزيل اللينوكس للمرة اﻷولى فاجأتني في البداية السرعة الكبيرة التي نزل بها النظام وتذكرت أيام تنزيل الويندوز واﻻنتظار الملل والسؤال عن الرقم المتسلسل والبحث عن الرقم المتسلسل الذي دائماً ما يضيع وإعادة تشغيل الجهاز بضعة مرات ريثما ينتهي التنزيل.
قمت بتنزيل اللينوكس الذي لم يطلب مني أي تدخل إﻻ في البداية ﻻختيار القرص الصلب الذي سأنزل عليه النظام, ولم يقم بإعادة التشغيل إﻻ مرة واحدة عندما انتهى من التنصيب وصار جاهزاً للولوج إلى نظام لينوكس. وقبل البدىء بالتنصيب أيضاً عرض لي قائمة ببعض البرامج الموجودة على الويندوز والتي لها مثيل على اللينوكس فسألني إن كنت أرغب باستيراد إعدادات برامج كالفايرفوكس Firefox أو استيراد معلومات المستخدمين في الويندوز وتسجيلهم كمستخدمين في اللينوكس. طلبت منه استيراد اعدادات الفايرفوكس الموجود على نسخة الويندوز, وعندما قمت بتشغيل الفايرفوكس من اللينوكس وجدته نسخة طبق اﻷصل من ناحية اﻻعدادات كما اعتدت عليها في الويندوز دون الحاجة لتغيير أي شيء! بالفعل كالسحر تماما!
ماذا عن كرت الشاشة؟ ﻻ مشكلة أبداً فالشاشة ممتازة واﻷلوان رائعة دون أن أقوم بأي تعديل, ﻻ مانع من أن أقوم بتنزيل تعريف كرت الشاشة للحصول على أداء أفضل بالطبع فالتعريف موجود على اﻻنترنت لكلا النوعين الشهيرين Nvidia و ATI
الصوت يعمل تلقائياً هذا شي جميل أيضاً
أوه, لكن ماذا عن طابعتي ال hp؟ بشكل بديهي وجدت قائمة اسمها Administration ضغطت عليه فوجدت أيقونة كتب عليها Add printer, ضغطت على الزر وفي ذاكرتي ما يحدث عندما تضغط على الزر المشابه في الويندوز الذي سيطلب منك أن توصل الطابعة كي يبحث عنها وسيسألك إن كان لديك قرص التعريف أو إن كنت ترغب بتعريفها بشكل يدوي, إن كنت أضعت قرص التعريف ستطلب التعريف اليدوي ثم ستنتظر حوالي النصف دقيقة ريثما تنتظر ظهور النافذة التالية التي يعرض لك فيها التعريفات الجاهزة الموجودة لديه وفي غالب اﻷحيان لن تجد طابعتك من ضمنها وستحاول تعريفها كطابعة قياسية كمحاولة أخيرة رغم أنك تدرك أنها لن تعمل. حينها ستتصل بأصدقاءك بحثا عن التعريف أو تذهب إلى مقهى اﻻنترنت لتحميل التعريف !
نعود إلى اللحظة التي تضغط فيها على زر إضافة طابعة جديدة في اللينوكس, ما الذي سيحدث يا ترى؟ ستتم إضافة الطابعة بالطبع! إن ميزة نظام لينوكس أنه يعمل كما تتوقع بالضبط, إن إضافة طابعة سيضيف الطابعة فوراً دون أي لف وﻻ دوران, بهذه البساطة سيكتشف نوع الطابعة وستستطيع في الثانية التالية استخدامها للطباعة.
من قال أن اللينوكس أصعب استخداماً من الويندوز؟ حتى اﻵن أرى أنه أسهل وللمبتدئين قبل المحترفين!
قبل تنزيل اللينوكس بيوم واحد, وعندما كنت على الويندوز وبسبب تعطل كرت المودم في جهازي اضطررت القيام بربط جهازي بالجهاز المحمول الخاص بصديقي عن طريق وصلة الشبكة وقام صديقي باﻻتصال عن طريق جهازة باﻻنترنت عن طريق الديال أب dial up وقام بعمل مشاركة sharing للاتصال كي أستطيع التصفح عن طريق جهازي, قضينا ما ﻻ يقل عن ربع ساعة قبل أن أتمكن من تصفح اﻻنترنت على جهازي .. ربع ساعة من اﻷخذ والرد والمحاوﻻت كي تنجح العملية:
*
“أنس جرب حط اﻵيبي الفلاني عندك
*
“ حطيتو … متأكد انك عامل شير؟
*
“ اي متأكد, طيب استنى .. خلي اﻻعدادات اوتوماتيكية عندك وجرب
*
- “ ما زبط”
*
طيب جرب الغي تفعيل كرت الشبكة ورجاع فعلو
*
“لغيت التفعيل … ولما عم ارجع فعلو ما عم يرضى يتفعل !!!!
*
“طيب فتاح اعدادات ال … الخ الخ الخ
مع العلم أنني أملك خبرة لا بأس بها في شبكات الويندوز بحكم إدارتي لمقهى انترنت, وخبرة صديقي تفوق خبرتي في هذا المجال!
ثم حققنا اﻻنتصار ونجحت العملية, لكن في اليوم التالي كنت أستخدم اللينوكس, وصلت جهازي بجهاز صديقي المحمول كي نقوم بنقل بعض الملفات, نعم نقل الملفات فاللينوكس يتعرف مباشرة على شبكة الويندوز ويتمكن من التعامل معها بشكل مباشر وقمنا بنقل بعض الملفات من جهازه (ويندوز) إلى جهازي (لينوكس) بشكل مباشر ودون أية إعدادات على الإطلاق, لكن كانت المفاجأة حينما جربت فتح صفحة انترنت وإذ بالنت تعمل على جهازي دون أية إعدادات على الإطلاق, مجرد مشاركة للاتصال في الجهاز الآخر وكبلة الشبكة والانترنت تعمل دون أي إضافة أخرى.
اﻷجمل من ذلك أنك وبعد تنصيب النظام سوف تتمكن مباشرة من استخدام العديد من البرامج الموجودة معه على خلاف الويندوز الذي وبعد تنصيبه عليك تنصيب عدد لا بأس به من البرامج كي يصبح النظام (قابلاً للاستخدام) فعليك تنصيب اﻷوفيس Microsoft Office ومضاد الفيروسات الذي سيلتهم جزءاً لا بأس به من ذاكرة الجهاز والفوتوشوب Adobe Photoshop وبرنامج فك ضغط الملفات المضغوطة والنسخة الجديدة من المسنجر وقارىء ملفات ال PDF وما إلى هنالك من هذه البرامج, أما بالنسبة للينوكس فتختلف البرامج الموجودة باختلاف توزيعة اللينوكس (سنتحدث في جزء آخر من سلسلة المقالات هذه عن التوزيعات Distributions) لكن بشكل عام فإن أي نسخة وأي توزيعة لينوكس تحتوي على جميع البرامج اﻷساسية التي تمكنك من البدىء فورا كحزمة اوبن اوفيس Open Office التي تحتوي على برامج مشابهة لبرامج مايكروسوفت وورد Microsoft Word واكسل Excel واكسس Access وباوربوينت PowerPoint وستجد برامجاً لتحرير الصور وفك الضغط وقراءة ال PDF ومتصفح الانترنت فايرفوكس و بعض برامج تشغيل الموسيقا والفيديو وبرامج لقرائة الايميل وال RSS ف
سؤال:” لكن هل برنامج اوبن اوفيس بقوة مايكروسوفت اوفيس أم أنه ينقصه بعض الميزات”
يوجد قاعدة تقول بأن 80 من المستخدمين يستخدمون 20 بالمئة من ميزات البرامج الكبيرة. نعم إن مايكروسوفت وورد يحتوي على ميزات كثيرة غير موجودة في أوبن اوفيس لكن هذه الميزات الموجودة في وورد نادراً ما يستخدمها المستخدم العادي, فأنت تفتح برنامج الوورد الذي يشغل حيزا لا بأس به من قرصك الصلب وحيزاً كبيراً من الذاكرة بسبب امتلائه بالميزات لكنك في الواقع لا تستخدمه إلا لكتابة النصوص وتلوينها وتغيير الخطوط وإضافة الترقيمات والتعليقات والجداول … إلخ
قل لي كم مرة استخدمت ميزة ال Macros في Word؟ أو كم مرة ألفت كتاباً عليه وطلبت من آخرين التدقيق فيه وعمل tracking للتغييرات ومتابعتها ومن قام بالتعديل عليها؟
بالنسبة للغالبية العظمى فاستخدام اﻷوبن اوفيس لا يختلف عن استخدام الوورد عدا عن كونه صغير الحجم نسبياً ولا يحجز جزءاً كبيراً من الذاكرة ولا يسبب البطىء.
في الجزء الثاني من هذه السلسلة سنتحدث عن الناحية الغرافيكية, هل حقاً واجهات ويندوز أجمل من واجهات لينوكس؟ في الواقع الكثيرون لا يعرفون أن اللينوكس ليس أجمل من الناحية الغرافيكية فقط بل وفيه تقنيات ثلاثية أبعاد وحركات مبهرة بكل معنى الكلمة في حال وصل إليها الويندوز مستقبلاً فستتطلب كروت شاشة وذواكر هائلة كي يستطيع الويندوز أنجازها, لكن هذا سيكون موضوع المقالة التالية والتي سأضع فيها صوراً ومقاطع فيديو لسطح المكتب ثلاثي الأبعاد المبهر في نظام لينوكس.









الجزء الثاني

الهجرة من Windows الى Linux



حدثنا في الدرس السابق عن مدى سهولة استخدام نظام اللينوكس وذلك رداً على بعض الإشاعات أو اﻷفكار الخاطئة والتصورات المسبقة الموجودة لدى من لم يقوموا بتجربة النظام بعد, كل ذلك كان عن طريق طرح أمثلة فعلية من تجربتي الشخصية.
في هذه المقالة سأتحدث عن الناحية الجمالية والغرافيكية, أما في المقالة التي تليها سنذكر لماذا يعتبر نظام اللينوكس أكثر ثباتاً من نظام الويندوز والفرق في البنية الداخلية لكلا النظامين. بعض الناس يدرك تماماً أن نظام اللينوكس أكثر ثباتاً وأسهل استخداماً لكنهم يعتقدون أنه ذو سمعة سيئة من الناحية الجمالية. قد ﻻ تكون الناحية الجمالية هامة بالنسبة لمن يريدون استخدام النظام لأغراض محددة كـ ويب سيرفر مثلا أو كسيرفر لشبكة داخلية في شركة أو من يريدون استخدامه للتطوير في لغة برمجية معينة لكن الناحية الجمالية مهمة جداً بالنسبة للمستخدم العادي, فمن اعتاد على ألوان الويندوز المشرقة والمبهرجة سيجد أنه من الصعوبة بالنسبة إليه اﻻنتقال إلى واجهات جامدة وألوان كئيبة لكنه ﻻ يدري أيضاً أن فكرته خاطئة جداً بالنسبة للناحية الجمالية للينوكس, الكثيرون لديهم هذه الفكرة عنه لظنهم أنه نظام خاص بالمخدمات والشبكات والأعمال على المستوى الضيق وبالتالي فمطوري هذا النظام لن يكونوا مهتمين بالواجهات وما إلى هنالك.
الحقيقة أنه وفي السنوات الثلاث اﻷخيرة بدأت تحدث قفزة كبيرة في هذا المجال بعد أن بدأت العديد من الشركات إصدار توزيعات مهتمة بالمستخدم المنزلي وموجهة خصيصاً للمبتدئين, فباتت الواجهات والقوائم مليئة بالخيارات بعد أن كان عليك فيما مضى تنفيذ بعض التعليمات عن طريق ال shell وهي مكان لإدخال اﻷوامر شبيه بنظام DOS.
ولم يقتصر الوضع على القوائم الذاخرة باﻷوامر والخيارات بل تعداه إلى الواجهات بالطبع التي باتت تتفوق بمراحل على واجهات ويندوز. إن أي توزيعة لينوكس حديثة تأتي بواجهة لا بأس بها قد تختلف جماليتها من توزيعة إلى أخرى, لكن من يهتم بالجمالية لن يبقَ على الواجهة اﻻفتراضية بل هنالك آلاف الثيمات أو الستايلات الرائعة الموجودة على الشبكة التي تستطيع أن تطبقها على النظام لتغيير شكله كلياً, بل إن محبي واجهات ويندوز سيجدون بعض الثيمات التي ستحول واجهات نظام اللينوكس لديه إلى واجهات مطابقة تماما لواجهة ويندوز اكس بي أو ويندوز فيستا
لا بد أن مستخدمي ويندوز الذين يقرأون هذه السطور يتساءلون اﻵن :” لكن ألا تؤثر هذه الستايلات على أداء النظام وتسبب البطىء وتضر بالنظام”


في الواقع توقعت هذا السؤال, لأن أي مستخدم لويندوز ﻻ بد أنه مرّ بتجربة كارثية حينما ملّ شكل النظام اﻻفتراضي وقرر باﻻستعانة ببعض البرامج التي تغير واجهات الويندوز ثم ندم بعد هذا أشد الندم عندما لاحظ أن برامج الستايلات تلك لم تغير فقط شكل الويندوز بل أدت إلى تراجع ملحوظ في أدائه حتى أن مستخدمي الويندوز حفظوا هذا الدرس وباتوا يدركون أنه ليس عليهم التفكير بتغيير شكل النظام أبداً اللهم إلا اﻻختيار بين ستايلين أو ثلاثة تطرحهم مايكروسوفت نفسها.
في اللينوكس هذه اﻷمور ﻻ تؤثر أبدا على أداء النظام على الإطلاق, فاللينوكس نظام منفصل اﻷجزاء يمكنك التعامل مع كل جزء على حدى دون الإضرار بباقي اﻷجزاء (سنتحدث عن هذا اﻷمر بالتفصيل في المقالة القادمة) فالواجهة أمر منفصل تماماً عن باقي أجزاء النظام, فإن تغيير الواجهة ليس له علاقة بباقي أجزاء النظام على عكس الويندوز. إن كل مستخدم للويندوز يتساءل لماذا يجمد النظام بأكمله عند حدوث مشكلة في انترنت اكسبلورر؟ أليس من المفترض أن تنتهي المشكلة بمجرد إغلاق انترنت اكسبلورر؟ عندما تفتح صورة كبيرة جدا على برنامج الفوتوشوب ﻻ تتحملها الذاكرة لديك ويجمد الجهاز, تقوم بإغلاق الفوتوشوب عن طريق ثلاثية ويندوز الشهيرة ALT+CTRL+DELETE لكنك تشعر بأن الجهاز أصبح (متل اللي آكل ضربة على راسه) سيصبح أداؤه سيئاً ولن تستطيع معاودة العمل دون إعادة الإقلاع رغم أنك قمت بإغلاق الفوتوشوب لكن تأثير المشكلة التي حدثت يظل قائماً, كما قلت سنفصل في المقالة القادمة عن سبب هذا, المهم أن تعرف اﻵن أن الواجهة في لينوكس أمر منفصل تماما عن باقي النظام وبالتالي فإن تغييرها أو العبث بها ﻻ يقدم وﻻ يؤخر في أداء النظام.
نعود إلى قضية الواجهات, أدخل إلى موقع gnome-look.org مثلا وشاهد آلاف الستايلات الكاملة وخلفيات الشاشة والرموز.
أنظر إلى هذا الستايل مثلا الذي سيغير شكل النظام بالكامل كي يصبح مطابقاً لشكل نظام الماكنتوش الشهير:

http://www.anasonline.net/images/blog/win2lin/mac.jpg

يمكنكم زيارة الموقع لأخذ فكرة عن تنوع وكثافة الستايلات الموجودة.
حسناً, لكن اﻷمر لا يقتصر على الستايلات فقط, فكون اللينوكس نظام مفتوح المصدر فهو يطلق إبداع المبدعين إلى أقصى حد فقد قام البعض بإنشاء إضافات تتيح لك تحويل سطح مكتبك إلى سطح ثلاثي اﻷبعاد بالإضافة إلى بعض المؤثرات المبهرة. أيضاً سيعتقد القادمون من ويندوز بأن هكذا مؤثرات سوف تسبب البطىء والمشاكل وستحتاج إلى ذاكرة ومعالج هائلين. في الواقع هذا اﻷمر غير صحيح, فالبنية الصحيحة والقوية لنظام لينوكس تسمح باستخدام هذه المؤثرات ضمن مواصفات جهازك مهما كانت, قمنا بتجربة تلك الواجهات على مواصفات مختلفة وكانت النتيجة مذهلة.
هذه بضعة صور من سطح مكتبي فيها استعراض سريع لخصائص سطح المكتب ثلاثي اﻷبعاد:
كما تعلمون في اللينوكس هنالك عدة سطوح مكتب يمكنك التحكم بعددها, عندي مثلا هنالك أربعة سطوح مكتب تستطيع التحويل بينها بشكل مكعب ثلاثي اﻷبعاد. وإذا أضفتم سطحاً خامساً ستحصلون على سطح مكتب خماسي اﻷضلاع وهكذا دواليك

http://www.anasonline.net/images/blog/win2lin/cube1.jpg


http://www.anasonline.net/images/blog/win2lin/cube2.jpg

من الميزات الجميلة أيضاً ميزة الشفافية للنوافذ, يمكنك جعل أي نافذة من النوافذ شفافة لمشاهدة ما تحتها ويمكنك بسهولة بالتحكم بدرجة الشفافية. في هذه الصورة أقوم بتحريك النافذة إلى اليمين ثم اليسار (ﻻحظ انحناءها استجابة للتحريك) وفي نفس الوقت أعرض مقطع فيديو عليه تأثير الشفافية, مؤثرات جميلة يتم تطبيقها في آن معاً كانت كفيلة بجعل نظام الويندوز ينهار, يتم تطبيقها هنا دون أي تأثير على النظام

يمكنك أيضاً إمساك طرف النافذة بمؤشر الماوس وإزاحتها من الطرف كي ترى ما الذي يحدث في النافذة التي تقع تحتها

تستطيع التنقل بين النوافذ بشكل جذاب بواسطة ALT+TAB, لاحظ أنه يقوم بعرض الفيلم داخل النافذة الخاصة بـ ALT+TAB أي أنه ﻻ يعرض لقطة جامدة من الفيلم وﻻ أيقونة برنامج تشغيل الفيديو بل يعرض الفيديو بشكل عادي بحيث تستطيع المشاهدة ماذا يحدث فعلياً في الفيلم

هذه كانت بعض المؤثرات وهنالك غيرها الكثير. أنظر مقطع الفيديو لمشاهدة بعض التأثيرات كيف تعمل بشكل فعلي



http://www.youtube.com/watch?v=GVGM3ngqU5w


بعض التوزيعات لديها أيضاً مؤثرات ثلاثية أبعاد بشكل أكثر من مجرد تحويل سطوح المكتب إلى مكعب بل تمكنك من تحريك النوافذ باﻷبعاد الثلاثة وجعلها تصطف كما تصف الكتب في المكتبة مثلاً.في المقالة القادمة سنتحدث عن بنية نظام لينوكس, وعن سر كونه نظام شديد الثبات ﻻ تصيبه مشاكل الجمود أو مشاكل في الذاكرة و تقريباً ﻻ يحتاج إلى إعادة تشغيل مهما حدث, كما سنذكر بعض اﻷمور السلسة والجميلة الموجودة في النظام. وفي المقالة التي تليها سنتحدث عن التوزيعات وما هي التوزيعة التي أفضّلها وعن البرامج والتطبيقات الخاصة بلينوكس وبعض القضايا اﻷخرى

الجزء الثالث

الهجرة من Windows الى Linux




تحدثنا في المقالة اﻷولى والمقالة الثانية عن أهم ميزات اللينوكس بالنسبة للمستخدم العادي, المقالة اﻷولى كانت عن سهولة اﻻستخدام والمقالة الثانية عن الناحية الجمالية والغرافيكية للينوكس, أما في المقالة القادمة واﻷخيرة سنتعمق قليلأً لنتحدث عن المزيد من الميزات ونتحدث عن التوزيعات وأشياء أخرى. أما في هذه المقالة فسنأخذ استراحة لن نتحدث فيها عن الميزات التي يقدمها لينوكس بشكل خاص بل سنتحدث عن (لماذا) يتميز اللينوكس و(كيف) يستطيع تقديم كل هذه الميزات وهذا الثبات. من الجيد أن تعرف ميزات نظام لينوكس لكن من الجيد أيضاً أن تعلم كيف يعمل من الداخل وما الذي يميزه هندسياً عن الويندوز. الجميع يعرف أنه أكثر ثباتاً, أكثر سرعة, عالي اﻷداء جداً حتى على اﻷجهزة الضعيفة لكن لماذا؟ هذا ما سنعرفه فوراً.

تنقسم أنظمة التشغيل من ناحية التصميم إلى نوعين: Monolithic و Modular.
ويندوز هو نظام Monolithic أو أحادي التصميم, وباختصار فإن النظام اﻷحادي يعني (دمج عدد كبير جداً من الميزات features , والخدمات services. ماذا يعني هذا؟ في لب النظام الرئيسي)
هل تعلم أنك عندما تقوم بتشغيل نظام المساعدة في ويندوز, برنامج الآوتلوك, أو مستكشف الملفات أو غيرها من البرامج فإنك تقوم في الواقع بتشغيل برنامج انترنت اكسبلورر دون أن تدري؟ هل عرفت اﻵن لماذا يؤدي جمود برنامج انترنت اكسبلورر إلى جمود النظام بأكمله؟
ضربتُ هذا المثال لأنه سهل التناول, لكن تخيل وجود مئات البرامج والخدمات المرتبطة ببعضها ارتباطاً وثيقاً بحيث أن أي عطل أو خطأ يحدث في خدمة من الخدمات سوف يؤثر في سلسلة من الخدمات المرتبطة ويسبب أخطاءاً في خدمات أخرى قد ﻻ يكون لها علاقة بالخدمة اﻷساسية المتضررة.
أما بالنسبة للأنظمة الـ Modular فالوضع هو التالي:
تخيل النظام مؤلفاً من ثلاث طبقات, اﻷولى تأتي في المركز, الثانية أكبر من اﻷولى وتحتويها داخلها, والثالثة أكبر من اﻻثنتين وتحتويهما داخلها أيضاً. بالنسبة للمستخدم فإنه ﻻ يرى وﻻ يتعامل إلا مع الطبقة الكبرى الخارجية, هذه هي الطبقة التي تقوم بتشغيل البرامج عليها, كبرنامج لمعالجة النصوص على سبيل المثال. إن معظم الخصائص التي تحتاجها برامج معالجة النصوص تقوم بطلبها من الطبقة الثانية, كالقدرة على تنسيق النصوص أو معالجة الصور. لكن هذه الطبقة الثانية ﻻ تستطيع الوصول إلى أماكن حساسة في النظام بشكل مباشر. بل عليها طلب الإذن من الطبقة الداخلية كي تقوم بعملها. الطبقة الداخلية هي الطبقة اﻷهم, ولهذا فلديها وصول إلى الجميع المناطق الحساسة من النظام. هذه الطبقة تقوم بالتحكم بالقرص الصلب, الذاكرة, والعديد من اﻷشياء اﻷخرى ويطلق عليها اسم الكيرنيل Kernel.
لهذا, فإن حدوث خطأ في معالجة الصورة لن يكون له تأثير شامل على كمبيوترك وذلك لأن عمليات معالجة الصورة ليس لها وصول إلى اﻷجزاء الحساسة من النظام. ولهذا إذا قام المستخدم بفتح صورة هي عبارة عن فيروس متنكر بشكل صورة فهذا لن يؤدي إلى أي ضرر بالنسبة للنظام كون الجزء المتعلق بمعالجة الصور في النظام يقع خارج الطبقة الداخلية و ﻻ يملك وصولا مباشراً إلى لب النظام وبالتالي ﻻ يملك وصولا إلى اﻷماكن الحساسة كالقرص الصلب او الذاكرة وغيرها,
وهذه هي مشكلة الويندوز اﻷساسية أنه ﻻ يقوم بفصل الميزات الموجودة إلى طبقات, بل يقوم بحشر كمية كبيرة جدا من الخدمات في لب النظام وبالتالي فإن أي خلل في خدمة من تلك الخدمات سيكون له تأثير مباشر على الخدمات اﻷخرى,
إن معظم الفيروسات والملفات المؤذية تعتمد على ثغرات موجودة في برامج كاﻻنترنت اكسبلورر وآوتلوك لأن من يقف وراء الملفات المؤذية يعرف أنه لو تمكن من إيجاد ثغرة في انترنت اكسبلورر فهي كفيلة بتدمير النظام بشكل كامل. أما لو (نقول لو) اكتشف أحدٌ ما ثغرة في فايرفوكس على نظام لينوكس فإن جل ما يستطيع عمله هو تخريب برنامج الفايرفوكس فقط ولن يتأثر النظام ﻻ من قريب وﻻ من بعيد بهذه الثغرة.
من مساوىء اﻷنظمة أحادية التصميم كويندوز أن تطوير النظام وإصدار نسخة جديدة منه هو أمرٌ ﻻ يمكن أن يمر بسلام, فعلى الرغم من الوقت الطويل نسبياً بين كل إصدارة ويندوز والتي تليها وعلى الرغم أن هذا الوقت (عدة سنوات) يجب أن يكون كافياً بالنسبة لمايكروسوفت كي تجري اﻻختبارات اللازمة التي تؤكد خلو النظام من اﻷخطاء, بالرغم من هذا يعرف الجميع ما الذي حدث معه عندما انتقل من ويندوز 98 إلى اكس بي, أو من اكس بي إلى فيستا. ﻻ بد من العديد من الرقع patches التي تصدر على التتالي من شركة مايكروسوفت من أجل سد ثغرة هنا وتصحيح خطأ هناك. إن الحاجة الدائمة في ويندوز للرقع أو الباتشات هي أيضاً بسبب تصميم النظام. النظام اﻷحادي monolithic كويندوز هو نظام غير مستقر بطبيعته وذلك لأنك عندما تصمم نظاماً تعتمد أجزاؤه بشدة على بعضها فهذا يعني بأن تحديث أو تعديل أي جزء من اﻷجزاء قد يكون له نتائج غير متوقعة على أجزاء كثيرة غير متوقعة! لهذا غالباً ما يقوم تحديث صغير لويندوز بتخريب أجزاء أخرى, فتضطر لإصلاح تلك اﻷجزاء اﻷخرى, وهكذا دواليك.
تصميم اللينوكس أيضاً هو السبب في عدم الحاجة لإقلاع النظام, في لينوكس ﻻ يوجد أي سبب يدعوك لإعادة إقلاع جهازك إلا في حالة واحدة وهي أثناء تحديث الـ kernel, أما تنزيل البرامج أو تحديثات البرامج وتحديثات النظام فلا حاجة أبداً لإعادة التشغيل. في حال توقفت أي خدمة أو أي برنامج عن العمل لأي سبب من اﻷسباب, كل ما عليك فعله هو إعادة تشغيل تلك الخدمة أو هذا البرنامج فقط.
إن ثبات اللينوكس وعدم الحاجة لإعادة تشغيله جعلته النظام اﻷمثل للمخدّمات أيضاً لهذا السبب يسيطر نظام اللينوكس على سوق السيرفرات واستضافة المواقع فهو يقدم الحل اﻷرخص واﻷكثر ثباتاً.
إن التصميم القوي لنظام اللينوكس ﻻ تقتصر فوائده على الثبات وقلة الأخطاء فقط, بل لها تأثير مباشر أيضا على سرعة عمل النظام, وعدم حاجته لمتطلبات هاردوير عالية, وعلى قابليته للتحديث والتطوير وتتبع الأخطاء والثغرات بشكل عالي. إن بعض توزيعات اللينوكس تُصدر نسخة حديثة من التوزيعة كل ستة أشهر!
كما أن التصميم الذكي للنظام له أحد أكبر الفوائد وهي قابلية النظام للتخصيص customization لهذا ترى الكثير والكثير من توزيعات اللينوكس وكل منها متخصص باتجاه معين, مئات التوزيعات منها ما هو متخصص للمخدمات ومنها ما هو مخصص للمستخدم العادي ومنها ما هو مخصص للمطورين أو المبرمجين … إلخ. حتى أنه توجد توزيعات مخصصة كي تضعها على الفلاش ميموري flash memory وتقلع عن طريقها وأهم تلك التوزيعات هي توزيعة Damn Small Linux التي ﻻ يتجاوز حجمها الـ 50 ميغا! تستطيع أن تحملها معك أينما ذهبت على قرص ليزري أو فلاش ميموري وسوف تتفاجأ ما الذي ستستطيع فعله بهذه التوزيعة التي ﻻ تتجاوز الـ 50 ميغا لكنها تقدم لك في نفس الوقت سطح مكتب بكامل المواصفات مع برنامج الـ Open Office و متصفح FireFox والكثير من البرامج اﻷخرى.
في المقالة القادمة واﻷخيرة سنتحدث عن أهم توزيعات اللينوكس الخاصة بالمستخدم العادي وعن النسخة التي أفضلها وميزاتها وسنتحدث عن ما هي أفضل وأسرع طريقة كي تتعلّم العمل على النظام وتستخدمه بمنتهى السلاسة خلال بضعة أيام ﻻ أكثر


***

الجزء الرابع


الهجرة من Windows الى Linux




المشاكل التي ستواجهها كمستخدم جديد (والتغلب عليها)
المشكلة اﻷولى: طريقة عمل مختلفة تماماً
نعم! هنالك مفاهيم جديدة غير معروفة لمستخدم ويندوز, ومنها:
1- مفهوم المستخدمين Users ومفهوم المستخدم اﻷساسي Root: الوضع في لينوكس ليس كما اعتدت عليه في ويندوز, بل هنالك فرق واضح وإجباري بين كونك مستخدم عادي ومستخدم أساسي يملك جميع الصلاحيات. في الويندوز أنت مستخدم أساسي تملك جميع الصلاحيات بالشكل الطبيعي, ويمكنك إضافة مستخدمين محدودي الصلاحيات أما في لينوكس فأنت أساساً مستخدم محدود الصلاحيات وستحتاج إلى إدخال كلمة مرور الـ root كل مرة تريد فيها تنزيل برنامج أو التعامل مع ملف تابع لمستخدم آخر أو من ملفات النظام. قد يبدو الوضع بالنسبة لك معقداً في البداية لكنك ستعتاد عليه خاصة إذا علمت أنه أحد أهم أسباب اﻷمان والحماية من الملفات الضارة والفيروسات وملفات التجسس في لينوكس, فعندما تكون داخلاً على النظام كمستخدم محدود الصلاحيات, هذا يعني أن أي فيروس أو ملف تخريبي أصاب جهازك سيكون محدود الصلاحيات أيضاً مثلك تماما, لأنه ببساطة ﻻ يعرف كلمة المرور الخاصة بالـ root كي يقوم بإدخالها ويستمتع بتخريب جهازك!
كما أن هذه الطريقة ستحميك من القيام بالتخريب بنفسك عن غير قصد, فعند القيام بأي عملية من شأنها العبث بالنظام ستظهر لك الرسالة التي تطلب منك إدخال كلمة المرور كمستخدم أساسي التي ستذكرك بأن هذا العمل الذي تقوم به قد يكون ذو آثار سلبية إن لم تكن تدرك ما تفعله تماماً.
لنظام المستخدمين القوي هذا فوائد أكبر بكثير بالنسبة لمخدّمات الويب أو حتى لمخدّمات الشبكات الداخلية في الشركات لن نخوض فيها هنا لأن تركيزنا حالياً على المستخدم العادي.
باختصار ستقول لنفسك لماذا هذا التعقيد؟ لماذا أكون مستخدماً محدود الصلاحيات بشكل افتراضي؟ لكنك سرعان ما تعتاد على هذا اﻷمر وستجد طرقاً للالتفاف عليه بحيث ﻻ تقوم بإدخال كلمة المرور كل مرة تقوم فيها بأعمال روتينية أنت واثق أنها ﻻ تسبب ضرراً.
2- مفهوم تنزيل البرامج وتحديثها مُربك أيضاً بعض الشيء بالنسبة للمستخدم الجديد
هذا أمر آخر قد يربكك, اعتدت في ويندوز أن ملف تنصيب البرنامج يأتي ذو لاحقة exe تقوم بالنقر المباشر عليه كي يبدأ التنصيب. أما في لينوكس فتختلف طريقة تنصيب البرامج كما أنه ﻻ يوجد ﻻحقة قياسية واحدة موازية لـ exe في ويندوز. بل ستجد لاحقة خاصة بكل توزيعة لينوكس وهنالك لواحق مشتركة بين عدة توزيعات. على سبيل المثال فنظام ريد هات Redhat يستخدم اللاحقة rpm أما ديبيان Depian و أوبونتو Ubuntu فيستخدمان اللاحقة dep وهكذا دواليك.
إن البرامج تسمّى بلغة نظام لينوكس بالبكجات Packages وكل توزيعة لها ما يسمى بمدير البكجات Package Manager وهو بدورة برنامج يستطيع التعامل مع البكجات ذوات لاحقة معينة. على سبيل المثال فالـ Package Manager في نظام Ubuntu اسمه Synaptic وهو يتعامل مع البكجات (البرامج) ذوات اللاحقة dep لهذا عندما تريد الحصول على برنامج معين يجب أن تحصل عليه باللاحقة dep إن كنت تستخدم Ubuntu وليس ذو اللاحقة rpm مثلاً. فلو دخلت لتحميل نسخة برنامج Skype الخاصة باللينوكس على سبيل المثال ستجدها مطروحة وفق عدة بكجات فعليك اختيار البكج الملائمة للتوزيعة التي تستخدمها. وفي حال لم تجدها مطروحة بالشكل الذي يلائم التوزيعة الخاصة بك ستجدها مطروحة كمصدر Source Code بحيث ستحتاج إلى تنزيل هذا الكود المصدري ثم القيام بعملية Compile لهذا الكود على جهازك.
يبدو اﻷمر معقداً؟ كلا في الواقع إنه ليس بهذا التعقيد الذي يبدو لك للوهلة اﻷولى. إن الحصول على البرامج وتنزيلها وتحديثها لهو أمر أسرع وأسهل من القيام بمثيله في ويندوز!
في لينوكس لست بحاجة للبحث عن البرامج وتحميلها من مواقعها ثم بعد ذلك تنصيبها ثم بعد ذلك الدخول إلى مواقعها مرة أخرى لترى فيما إذا تمت إتاحة نسخة أحدث من هذا البرنامج أو ذاك ثم تنزيلها. إن عملية التحديث بشكل خاص عملية مرهقة في ويندوز خاصة لو كان لديك عشرات البرامج المثبتة.
في أوبونتو Ubuntu مثلا كل ما عليك هو تشغيل الـ Package Manager ثم اﻻتجاه إلى خانة البحث وكتابة إسم البرنامج الذي تريد (أو حتى وصف للبرنامج إن لم تكن تعرف اسم برنامج معين) وسيظهر لك قائمة بالبرامج المتوفرة مع شرح عن كل منها, ثم وبضغطة زر سيتم تنزيل البرنامج مع اﻻعتناء أوتوماتيكياً بكافة التفاصيل الأخرى على غرار تحديث البرنامج دون الحاجة لتنزيله بشكل كامل مرة أخرى إن تم العثور عليه على جهازك أو تنزيل برامج أخرى قد تكون ضرورية لعمل البرنامج الذي تقوم بتنزيله. حتى أنه سيضع لك البرنامج ضمن القائمة التي يتبع لها تلقائياً ودون تدخل منك, فإن كانت لعبة ستجدها ضمن التصنيف Games وإن كانت برنامج لتشغيل الموسيقا ستجده تلقائياً في قائمة البرامج ضمن التصنيف Sound and Video!!!
كذلك بالنسبة لتحديث البرامج الموجودة, يقوم مدير البكجات هذا وبضغطة زر بالبحث تلقائياً عن جميع التحديثات المتوفرة للبرامج الموجودة لديك ثم تحديثها فتضمن بأن جميع البرامج في جهازك محدّثة دائماً لآخر نسخة.
كما تستطيع اﻻعتياد على استخدام سطر اﻷوامر من خلال الـ Terminal أو ما يعرف بالتعامل مع الـ Shell الذي يظنه البعض معقداً لكنه في معظم اﻷحوال أسهل من التعامل مع النوافذ, لنضرب مثالاً حول نفس موضوع البحث عن البرامج وتنزيلها أو تحديثها, إن كنت كسولاً بحيث ﻻ تريد الذهاب إلى القوائم وتشغيل مدير البكجات والتعامل مع نوافذه تستطيع عن طريق سطر اﻷومر كتابة هذا السطر أو نسخه ولصقه كما هو:
apt-get install wine
ثم سيبدأ بالعمل كالسحر, سيعرف أين سيعثر على برنامج الـ wine هذا (سنتحدث عنه بعد قليل) ثم سيقوم بتنزيله
تخيل أنه لديك حوالي 50 برنامج في ويندوز وقررت في يوم من اﻷيام تحديث جميع هذا البرامج, فكما تعرف من غير الجيد من ناحية اﻷمان واﻷداء الإبقاء على النسخ القديمة, لكن عملية تحديث البرامج التي لديك في ويندوز هي عملية مؤلمة ومضيعة للوقت, في لينوكس كل ما عليك هو نسخ ولصق السطرين التاليين في سطر اﻷوامر:
apt-get update
apt-get -u upgrade
ثم ستتركه يقوم بجميع اﻷعمال لوحده !
تذكر بأن هذه التعليمات اﻷمثلة التي أذكرها تنطبق على نظام أوبونتو Ubuntu.
المشكلة الثانية: البرامج التي اعتدت عليها في ويندوز, هل موجودة في لينوكس؟
هذه المشكلة من أشهر المشاكل التي يقلق منها من يريد البدىء باستخدام اللينوكس. ماذا عن برامج اﻷوفيس؟ ماذا عن المسنجرات المختلفة؟ ماذا عن مضادات الفيروسات؟ برامج التصميم؟ اﻷلعاب؟ البرامج الخدمية كالتي تقوم بتنظيف القرص من بقايا الملفات الغير مهمة وتنظيف الريجيستري وما إلى هنالك؟ هل هنالك بديل لكل هذا في لينوكس؟
حسناً, في البداية نحب أن نخبرك بأن الكثير من الشركات اتجهت مؤخراً لإصدار نسخ خاصة باللينوكس من برامجها بعد ازدياد عدد مستخدمي لينوكس بشكل كبير, وأعتقد أنه وفي المستقبل القريب لن يوجد برنامج من البرامج إلا ويقدم نسختين .. نسخة لويندوز ونسخة للينوكس. أما حالياً فلا يوجد للأسف نسخ خاصة بلينوكس لجميع البرامج لكن هذه ليست مشكلة كبيرة فدائماً هنالك عشرات البدائل المجانية لكثير من البرامج. فـ Open Office بديل ممتاز لـ Microsoft Office و Gimp بديل لبرنامج Photoshop ليس بنفس القوة لكنه يقوم بجميع الوظائف التي يحتاجها المستخدم العادي وليس المصمم المحترف بالطبع. وﻻ تقلق بالنسبة لبقية البرامج الخدمية كبرامج تشغيل الموسيقا والفيديو والتعامل مع الملفات المضغوطة … إلخ, فكل هذا له بديل ممتاز في لينوكس. سأختصر اﻷمر عليك وأقول لك ما الذي ستفتقده عند اﻻنتقال إلى لينوكس:
برامج التصميم المتطورة كحزمة Adobe أو ما يوازيها, واﻷلعاب الضخمة. فلو كنت مصمماً محترفاً أو هاوياً للألعاب هذا ما ستفتقده فقط. لهذا أنصح بتنصيب النظامين واستخدام الويندوز لهذه اﻷغراض فقط.
كما يوجد برامج يسمونها بالـ Emulators على غرار برنامج Wine تسمح بتشغيل تطبيقات ويندوز داخل لينوكس, وهو برنامج ممتاز جداً في الواقع لكنه ليس بهذه الجودة عند الحديث عن تشغيل برامج كالفوتوشوب أو 3D Max لكن عدا عن ذلك, وفي حال كنت تستخدم برنامجاً تحبه, لا يوجد منه نسخة لنظام لينوكس وﻻ يوجد له بديل على لينوكس, فبرنامج Wine ممتاز تماماً.
كما تصدر بعض الشركات برامجاً تجارية (غير مجانية لكنها رخيصة) لنظام لينوكس تقوم بعمل مشابه لعمل Wine لكنها كما يقولون تستطيع تشغيل برامج كالفوتوشوب أو حتى مايكروسوفت أوفيس بجودة طبيعية.
لكني كما قلت أفضل الإبقاء على النظامين, أو تنصيب الويندوز داخل لينوكس بطريقة الـ Virtual Driver ويوجد برامج ممتازة في لينوكس تتيح لك هذا صحيح بأن الويندوز سيكون أبطأ قليلا (وصدقني قليلاً) لكنك حتى لن تلاحظ هذا خاصة إن كان جهازك ذو مواصفات حديثة. حينها لن تحتاج حتى لإعادة الإقلاع إن احتجت ويندوز, تستطيع تشغيله داخل سطح مكتب آخر في لينوكس واﻻنتقال إلى سطح المكتب الآخر عند الحاجة لتجد الويندوز أمامك.
ماذا؟ تسأل عن مضادات الفيروسات وبرامج تنظيف القرص وإعادة التجزئة وإلغاء تنصيب البرامج وحذف بقاياها وما إلى هنالك؟؟ هل تمزح؟ ﻻ حاجة لجميع هذه اﻷمور هنا. ﻻ ريجيستري تعلق به الإعدادات بغباء, وﻻ تنظيف قرص من البقايا وﻻ تعليمات على غرار تعليمة Prefetch وما إلى هنالك.
المشكلة الثالثة: الهاردوير Hardware
هذه أيضاً من المشاكل الشهيرة, ماذا عن كروت الصوت والشاشة وكروت المودم والطابعات؟ هل هنالك مشكلة في هذا؟ باختصار نعم, الوضع ليس مثالياً من هذه الناحية لكنه أيضاً ليس سيئاً, أنت كمستخدم عادي لديك كرت صوت وكرت شاشة وطابعة, لن تجد أية مشاكل فعدا عن كون النظام يتعرف أوتوماتيكياً على جميع القطع التي لديك فوراً عند التنصيب يوجد احتمال كبير أنك ستجد أيضاً تعريفاً رسمياً لمعظم أو جميع تلك القطع التي لديك من مواقعها الرسمية. بالتأكيد كروت الشبكة التقليدية أو اللاسلكية مدعومة أيضاً بشكل كامل في لينوكس وﻻ يوجد أية مشكلة في هذا, المشكلة الوحيدة التي ستواجهها هي في تعريف كرت المودم, فكروت المودم التقليدية التي يستخدمها معظمنا يسمونها Winmodems وذلك لأنها مصنوعة خصيصاً للعمل تحت ويندوز, يوجد قطع برمجية معينة في ويندوز تسمح لمصنّعي تلك الكروت باﻻستغناء عن بعض القطع الصلبة التي يجب أن تكون موجودة في الكرت, لكن وجود بديل برمجي يغني عن هذه القطع في ويندوز يسمح للشركات باختصار تلك القطع وبالتالي تخفيض سعر كرت المودم. لهذا لن يتمكن لينوكس من اكتشاف كرت المودم بنفسه بل تحتاج إلى تنزيل تعريف خاص به بحسب شريحة الكرت لديك من الموقع linmodems.com لكن للأسف هذا التعريف غير مجاني والنسخة المجانية منه لن تسمح لك باﻻتصال سوى بسرعة 14 كيلو في الثانية. عدا عن أن تنزيل التعريف مربك بعض الشيء. لهذا ارى أن الحل اﻷفضل إن كنت تستخدم اﻻنترنت عن طريق الديال أب او شراءك لمودم خارجي واﻷفضل أن يكون على الوصلة التسلسلية ****** وليس USP. المودم الخارجي يتعرف عليه اللينوكس بشكل تلقائي دون أية مشاكل تذكر مهما كان نوعه ويقدم لك أداءاً ممتازاً.
إن كنت تتصل باﻻنترنت عن طريق خط ADSL أو عن طريق شبكة LAN فلا تشغل نفسك بمسألة استخدام اﻻنترنت في نظام لينوكس, إذ ستتمكن من البدىء بتصفح اﻻنترنت فوراً بعد إتمام تنصيبه دون أية إعدادات. المشكلة فقط في التصفح عن طريق الديال أب الذي ما يزال للأسف الطريقة اﻷكثر شيوعاً لتصفح اﻻنترنت في سوريا!
هذه هي فقط المشاكل الثلاث التي يخشاها القادم الجديد على لينوكس, ننتقل اﻵن إلى السؤال: كيف أتعلم استخدام نظام لينوكس.
باختصار إن أفضل طريقة لتتعلم النظام هي استخدامه! استخدامه مع ضرورة وجود اتصال باﻻنترنت على الجهاز. كونك مستخدم جديد ستظهر لديك مشاكل لن تجد حلّها إﻻ على الشبكة. إن نظام لينوكس نظام مدعوم بشدة وستجد مئات المقالات والمواضيع والشروحات التي تتحدث عن نفس مشكلتك وكيفية حلها.
وليس فقط حل المشاكل, بل أيضاً ستجد الألاف من المقالات التي يسمونها بالـ HowTos التي تشرح لك أي شيء يخطر على بالك بالتفصيل الممل خطوة بخطوة, بعملية بحث بسيطة على غرار Howto install realplayer on ubuntu? من اﻷفضل أن تكتب عبارة Howto وليس How to !!!
أخيراً, ربما ﻻحظتم أن جميع اﻷمثلة التي أتحدث عنها مستمدة من توزيعة Ubuntu, في الواقع وبعد تجربة الكثير من التوزيعات وجدت أن هذه التوزيعة هي التوزيعة اﻷفضل للمستخدم العادي بشكل خاص. فقد تم تصميم هذه التوزيعة على هذه الأساس فهي تتميز بسهولة استخدام بالغة, تستطيع تنفيذ كل ما يحتاجه المستخدم العادي دون كتابة أي كلمة في سطر اﻷوامر (وهذا ما ﻻ أفضّله فحاول أن تعتاد على سطر اﻷوامر لأنك ستجده مفيداً بشكل بالغ في الكثير من الحالات) واﻷمر الثاني هو أن هذه التوزيعة مدعومة بشكل (مُريع) أكثر من أية توزيعة أخرى وهنالك Community مُخيف يحيط بهذه التوزيعة ويعمل على تطويرها.
يمكنك تحميل النسخة مجاناً من الموقع:
www.ubuntu.com
كما تستطيع طلب النسخة ليتم إسالها إليك بريدياً ومجاناً, حتى تكلفة الشحن هم من يتكفّلون بها وﻻ مشكلة لديهم في الشحن إلى سوريا أو إلى أي مكان في العالم.
كما يوجد لديهم منتدى من أضخم المنتديات على الشبكة أجمع وهو ubuntuforums.com هذا المنتدى هو مصدري اﻷساسي للمعلومات أو لحل المشاكل التي تواجهني, لدرجة أنني لم أحتج يوماً لكتابة مشاركة أشرح فيها مشكلتي وأطلب المساعدة, فعن طريق البحث في المنتدى ستجد مشكلتك وتجد حلها وبعدة طرق.
من المفيد أيضاً أن تتطلع على الموقع التالي ubuntu-guide.org وهو عبارة عن ويكي Wiki فيه المئات من الـ Howtos تشرح بالتفصيل كيف تقوم بعمل أي شيء يخطر على بالك بأقصر الطرق وأسهلها.



في النهاية أرجو أن تكون هذه السلسلة مفيدة وممتعة وأرجو ألا أكون قد نسيت شيئاً!!!

منقول



تم اضافة مقطع الفيديو فقط

أبو يوسف
31-10-2010, 07:04 PM
لينوكس نظام عالمي ؛ والكثير من الشركات تستخدمه ولكن لقلة إنتشاره عزف عنه الكثيرون


جزيت خيرا اخي الفلسطيني على هذا البحث

فلسطيني
31-10-2010, 11:26 PM
أسعدني و شرفني مرورك اخي ابو يوسف ..تحياتي:abc_152:

الدمشقي
01-11-2010, 12:28 AM
كلامك الجميل عن هذا النظام جعلني أفكر بالتجربة ...
سلمت يداك الكريمة أخي الفاضل محمد
وجزاك الله خيراً

فلسطيني
01-11-2010, 12:36 AM
كلامك الجميل عن هذا النظام جعلني أفكر بالتجربة ...
سلمت يداك الكريمة أخي الفاضل محمد
وجزاك الله خيراً
وجزاك اخي الدمشقي و انا اشجعك على تجربته فهو أكثر من رائع و انصحك بتوزيعة Ubuntu

حمد محمد
03-11-2010, 02:13 PM
شكرا اخي الكريم

الهمام
03-08-2012, 10:21 PM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .