ارتقاء
01-11-2010, 09:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
"قال الرواة:
لقي امرؤ القيس عبيدَ بنَ الأبرصِ ذاتَ يوم
فقال له عبيد: كيف معرفتك بالأوابد؟
فقال امرؤ القيس: قل ما شئت, تجدني كما أحببت
للفائدة
الاًوابد
في المصطلح تعني أن يتساجل شاعران فيذكر أحدهما بيتاً يحمل سؤالاً أو عقدة
، فيجيبه الآخر على وزنه وقافيته ببيت فيه إجابة لسؤاله، أو رد لكلامه
لنستمع للمساجلة
فقال عبيد:
مـا حيّـةٌ ميتـةٌ قامـت بميِتتِهـا ........ درداءُ ما أنبتتْ سنـاً وأضراسـا؟
فقال امرؤ القيس:
تلك الشعيرةُ تُسقـى فـي سنابلهـا ....... فأخرجتْ بعد طول المُكث أكداسـا
فقال عبيد:
ما السُّودُ والبيضُ والأسماءُ واحدةٌ ....... لا يستطيعُ لهُـنّ النّـاسُ تَمسَاسَـا؟
فقال امرؤ القيس:
تلك السحابُ إذا الرّحمانُ أرسلهـا ........ روّى بها من مُحول الأرضِ أيْبَاسَا
فقال عبيد:
ما مُرتجاتٌ على هَـولٍ مراكِبُهـا ........ يقطعنَ طولَ المدى سَيراً وَإمرَاسَا ؟
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ النّجُـومُ إذا حانَـتْ مَطالِعُهَـا ........ شَبّهتُهَا في سَـوَادِ اللّيـلِ أقبَاسَـا
فقال عبيد:
ما القَاطِعاتُ لأرضٍ لا أنيس بهـا ........ تأتي سِراعاً وما تَرجِعنَ أنْكاسَـا ؟
فقال امرؤ القيس:
تلك الرّيـاحُ إذا هَبّـتْ عَوَاصِفُهـا ........ كفـى بأذيالهَـا للتُّـربِ كنّـاسَـا
فقال عبيد:
ما الفَاجِعاتُ جَهَاراً فـي عَلانِيَـةٍ ........ أشدُّ مـن فَيْلَـقٍ مَملُـوءةٍ بَاسَـا ؟
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ المَنايَا فَمَـا يُبقِيـنَ مِـنْ أحـد ........ يَكفِتنَ حمقَى ومـا يُبقيـنَ أكيَاسَـا
فقال عبيد:
مَا السّابِقَاتُ سِرَاعَ الطَّيرِ في مَهَـلٍ ........ لا يَشتَكينَ وَلَـو ألجَمتَهـا فَاسَـا ؟
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ الجِيادُ عليَها القَومُ قد سبحـوا ......... كانوا لهُنّ غَـدَاةَ الـرَّوْعِ أحلاسَـا
فقال عبيد:
مَا القَاطِعَاتُ لأرْضِ الجَوّ في طَلَقٍ ........ قبل الصّباحِ وَما يَسرِينَ قِرْطَاسَـا ؟
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ الأمَانيُّ يَترُكـنَ الفَتـى مَلِكـاً .......... دُونَ السّمَاءِ وَلم تَرْفَعْ لَـه رَاسَـا
فقال عبيد:
مَا الحاكمُونَ بلا سَمْـعٍ وَلا بَصَـرٍ ......... ولا لِسَانٍ فَصِيحٍ يُعْجِـبُ النّاسَـا ؟
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ الموَازِينُ وَالرّحْمَـانُ أنْزَلهَـا ........ رَبُّ البَرِيّةِ بَيـنَ النّـاسِ مِقيَاسَـا
هكذا ورد الخبر في ديوان امرئ القيس بن حجر
للعلم
وضعت المساجلة هنا وتركت النقاد كل يفند راًيه
><><
ومن هذا القبيل أيضاً (الإجازة) وهي أن يذكر الشاعر شطر بيت ويترك غيره ليكمله على نفس الوزن والمعنى،
وهو ما يبين البراعة في قرض الشعر الذي كانت العرب تعتز به.
ومن ذلك ما يروى عن أبي العتاهية،
كان يجوب الكوفة وعلى ظهره قفص فيه فخار يبيعه،
فمر بفتيان يتقارضون الشعر ويتناشدونه
، فوضع القفص وجاذبهم أطراف الحديث
وقال لهم: أنشدكم شيئاً وتجيزونه (أي تكملونه)
فإن فعلتم فلكم عشرة دراهم، وإن لم تفعلوا فعليكم مثلها. فسخروا منه ثم أجابوه
. فقال: ـــــ
اًبو العتاهية
ساكني الأجداث أنتم
ثم طلب منهم اًن يجيزوا ليكملوا
فلم يستطيعوا، اًن يجيزوه غرموا الدراهم ، ثم أتم الشطر قائلاً:
ساكني الأجداث أنتم ........ مثلنا بالأمس كنتم
ليت شعري ما صنعتم ......أربحتم أم خسرتم؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اًتمنى لكم وقتأ ممتعأ اٍنْ شاء الله
http://www12.0zz0.com/2010/10/31/20/542021437.jpg (http://www.0zz0.com)
اًرتقاء
"قال الرواة:
لقي امرؤ القيس عبيدَ بنَ الأبرصِ ذاتَ يوم
فقال له عبيد: كيف معرفتك بالأوابد؟
فقال امرؤ القيس: قل ما شئت, تجدني كما أحببت
للفائدة
الاًوابد
في المصطلح تعني أن يتساجل شاعران فيذكر أحدهما بيتاً يحمل سؤالاً أو عقدة
، فيجيبه الآخر على وزنه وقافيته ببيت فيه إجابة لسؤاله، أو رد لكلامه
لنستمع للمساجلة
فقال عبيد:
مـا حيّـةٌ ميتـةٌ قامـت بميِتتِهـا ........ درداءُ ما أنبتتْ سنـاً وأضراسـا؟
فقال امرؤ القيس:
تلك الشعيرةُ تُسقـى فـي سنابلهـا ....... فأخرجتْ بعد طول المُكث أكداسـا
فقال عبيد:
ما السُّودُ والبيضُ والأسماءُ واحدةٌ ....... لا يستطيعُ لهُـنّ النّـاسُ تَمسَاسَـا؟
فقال امرؤ القيس:
تلك السحابُ إذا الرّحمانُ أرسلهـا ........ روّى بها من مُحول الأرضِ أيْبَاسَا
فقال عبيد:
ما مُرتجاتٌ على هَـولٍ مراكِبُهـا ........ يقطعنَ طولَ المدى سَيراً وَإمرَاسَا ؟
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ النّجُـومُ إذا حانَـتْ مَطالِعُهَـا ........ شَبّهتُهَا في سَـوَادِ اللّيـلِ أقبَاسَـا
فقال عبيد:
ما القَاطِعاتُ لأرضٍ لا أنيس بهـا ........ تأتي سِراعاً وما تَرجِعنَ أنْكاسَـا ؟
فقال امرؤ القيس:
تلك الرّيـاحُ إذا هَبّـتْ عَوَاصِفُهـا ........ كفـى بأذيالهَـا للتُّـربِ كنّـاسَـا
فقال عبيد:
ما الفَاجِعاتُ جَهَاراً فـي عَلانِيَـةٍ ........ أشدُّ مـن فَيْلَـقٍ مَملُـوءةٍ بَاسَـا ؟
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ المَنايَا فَمَـا يُبقِيـنَ مِـنْ أحـد ........ يَكفِتنَ حمقَى ومـا يُبقيـنَ أكيَاسَـا
فقال عبيد:
مَا السّابِقَاتُ سِرَاعَ الطَّيرِ في مَهَـلٍ ........ لا يَشتَكينَ وَلَـو ألجَمتَهـا فَاسَـا ؟
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ الجِيادُ عليَها القَومُ قد سبحـوا ......... كانوا لهُنّ غَـدَاةَ الـرَّوْعِ أحلاسَـا
فقال عبيد:
مَا القَاطِعَاتُ لأرْضِ الجَوّ في طَلَقٍ ........ قبل الصّباحِ وَما يَسرِينَ قِرْطَاسَـا ؟
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ الأمَانيُّ يَترُكـنَ الفَتـى مَلِكـاً .......... دُونَ السّمَاءِ وَلم تَرْفَعْ لَـه رَاسَـا
فقال عبيد:
مَا الحاكمُونَ بلا سَمْـعٍ وَلا بَصَـرٍ ......... ولا لِسَانٍ فَصِيحٍ يُعْجِـبُ النّاسَـا ؟
فقال امرؤ القيس:
تِلكَ الموَازِينُ وَالرّحْمَـانُ أنْزَلهَـا ........ رَبُّ البَرِيّةِ بَيـنَ النّـاسِ مِقيَاسَـا
هكذا ورد الخبر في ديوان امرئ القيس بن حجر
للعلم
وضعت المساجلة هنا وتركت النقاد كل يفند راًيه
><><
ومن هذا القبيل أيضاً (الإجازة) وهي أن يذكر الشاعر شطر بيت ويترك غيره ليكمله على نفس الوزن والمعنى،
وهو ما يبين البراعة في قرض الشعر الذي كانت العرب تعتز به.
ومن ذلك ما يروى عن أبي العتاهية،
كان يجوب الكوفة وعلى ظهره قفص فيه فخار يبيعه،
فمر بفتيان يتقارضون الشعر ويتناشدونه
، فوضع القفص وجاذبهم أطراف الحديث
وقال لهم: أنشدكم شيئاً وتجيزونه (أي تكملونه)
فإن فعلتم فلكم عشرة دراهم، وإن لم تفعلوا فعليكم مثلها. فسخروا منه ثم أجابوه
. فقال: ـــــ
اًبو العتاهية
ساكني الأجداث أنتم
ثم طلب منهم اًن يجيزوا ليكملوا
فلم يستطيعوا، اًن يجيزوه غرموا الدراهم ، ثم أتم الشطر قائلاً:
ساكني الأجداث أنتم ........ مثلنا بالأمس كنتم
ليت شعري ما صنعتم ......أربحتم أم خسرتم؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اًتمنى لكم وقتأ ممتعأ اٍنْ شاء الله
http://www12.0zz0.com/2010/10/31/20/542021437.jpg (http://www.0zz0.com)
اًرتقاء