ارتقاء
07-11-2010, 12:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأصمعي قال: ـــ
دعاني بعض العرب الكرام إلى قرى الطعام،
فخرجت معه إلى البرية، فأتوا بباطيه باذنين وعليها السمن غارق، فجلسنا للأكل،
وإذا بأعرابي ينسف الأرض نسفاً حتى جلس من غير نداء،
فجعل يأكل والسمن يسيل على كُراعه،
اًردتُ لأضحكنَّ الحاضرين عليه، فقلت:
ـكأنك أثلة في أرض هشِّ ......أتاها وابل من بعد رشِّ
فالتفت إليَّ بعين مبحلقة وقال لي:ـــ
الكلام أنثى والجواب ذكر، وأنت:
كأنك بعرة في إست كبشٍ .......مدلاة وذاك الكبش يمشي
فقلت له: أتعرف شيئاً من الشعر أو ترويه؟
فقال: كيف لا أقول الشعر وأنا أمه وأبوه؟
فقلت له: إن عندي قافية تحتاج إلى غطاء
. فقال: هات ما عندك،
فغطست في بحور الأشعار فما وجدت قافية أصعب من الواو المجزومة، فقلت:
قوم بنجدك قد عهدناهم ....... سقاهم الله من النوِّ
فقلت: أتدري النو ماذا؟ فقال:
نوّ تلألأ في دجى ليلة حالكة مظلمة لو
فقلت: لو ماذا؟ فقال:
لو سار فيها فارس لانثنى ....... على بساط الأرض منطو
فقلت: منطو ماذا؟ فقال:
منطوي الكشح هضيم الحشا ...... كالباز ينقضُّ من الجو
فقلت: الجو ماذا؟ فقال:
جو السما والريح تعلو به .......اشتم ريح الأرض فاعلوّ
فقلت: أعلوّ ماذا؟ فقال:
فاعلوَّ لما عيل من صبره ...... فصار نحو القوم ينعوّ
فقلت: ينعو ماذا؟ فقال:
ينعو رجالاً للفنا شرعت ...... كفيت ما لا قوا وما يلقوا
قال الأصمعي: فعلمت أنه لا شئ بعد الفناء ولكن أردت أن أثقل عليه، فقلت له، ويلقوا ماذا؟ فقال:
إن كنت لا تفهم ما قلته ...... فأنت عندي رجلٌ بَوّ
فقلت له: البو ماذا؟ فقال:
البوُّ سلخٌ قد حشى جلده ...... ألف قرن تقوم أو
فقلت له: أو ماذا؟ فقال:
أو ضرب الرأس بصوَّانةٍ ........قول من ضربتها قوّ
قال الأصمعي: فخشيت أن أقول له: قو ماذا؟ فيضربني ويكمل البيت،
فقلت له: أنت ضيفي الليلة. فقال: لا يأبى الكرامة إلا لئيم.
فقلت لزوجتي: أصنعي لنا دجاجة. ففعلت،
فأتيته بها وجلست معه أنا وزوجتي وابناي وبنتاي، وقلت له:
فرِّق يا بدوي.
فقال: الرأس للرأس، وأعطاني الرأس،
وقال: الولدان جناحان، لهما الجناحان، والبنتان لهما الرجلان، والمرأة العجز،
وأنا زائر لي الزور، وأكل الدجاجة ونحن ننظر
، فلما أصبحنا قلت لزوجتي: اصنعي لنا خمس دجاجات، ففعلت،
وأتيته بالدجاج وقلت له: اقسم يا بدوي.
فقال: تريد شفعاً أو وتراً؟!
فقلت: إن الله وتر يحب الوتر،
فقال: كأنك تريد بالفرد، قلت نعم، فقال:
أنت وزوجك ودجاجة،
وابناك ودجاجة
وابنتاك ودجاجة،
وأنا ودجاجتين.
فقلت لا أرضى بهذه القسمة،
فقال: كأنك تريد شفعاً فقلت نعم
، فقال: أنت وولداك ودجاجة،
وزوجتك وابنتاها ودجاجة،
وأنا وثلاث دجاجات، والله لا أحول عن هذه القسمة!!
قال الأصمعي: فغلبني مرتين، مرة في الشعر ومرة في الدجاج ثم انصرف
فالقطة http://www12.0zz0.com/2010/11/06/20/443512397.jpg (http://www.0zz0.com)
جاءت تشارك البدوي باًكل الدجاج تحت تهديد السلاح
دمتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اًرتقاء
الأصمعي قال: ـــ
دعاني بعض العرب الكرام إلى قرى الطعام،
فخرجت معه إلى البرية، فأتوا بباطيه باذنين وعليها السمن غارق، فجلسنا للأكل،
وإذا بأعرابي ينسف الأرض نسفاً حتى جلس من غير نداء،
فجعل يأكل والسمن يسيل على كُراعه،
اًردتُ لأضحكنَّ الحاضرين عليه، فقلت:
ـكأنك أثلة في أرض هشِّ ......أتاها وابل من بعد رشِّ
فالتفت إليَّ بعين مبحلقة وقال لي:ـــ
الكلام أنثى والجواب ذكر، وأنت:
كأنك بعرة في إست كبشٍ .......مدلاة وذاك الكبش يمشي
فقلت له: أتعرف شيئاً من الشعر أو ترويه؟
فقال: كيف لا أقول الشعر وأنا أمه وأبوه؟
فقلت له: إن عندي قافية تحتاج إلى غطاء
. فقال: هات ما عندك،
فغطست في بحور الأشعار فما وجدت قافية أصعب من الواو المجزومة، فقلت:
قوم بنجدك قد عهدناهم ....... سقاهم الله من النوِّ
فقلت: أتدري النو ماذا؟ فقال:
نوّ تلألأ في دجى ليلة حالكة مظلمة لو
فقلت: لو ماذا؟ فقال:
لو سار فيها فارس لانثنى ....... على بساط الأرض منطو
فقلت: منطو ماذا؟ فقال:
منطوي الكشح هضيم الحشا ...... كالباز ينقضُّ من الجو
فقلت: الجو ماذا؟ فقال:
جو السما والريح تعلو به .......اشتم ريح الأرض فاعلوّ
فقلت: أعلوّ ماذا؟ فقال:
فاعلوَّ لما عيل من صبره ...... فصار نحو القوم ينعوّ
فقلت: ينعو ماذا؟ فقال:
ينعو رجالاً للفنا شرعت ...... كفيت ما لا قوا وما يلقوا
قال الأصمعي: فعلمت أنه لا شئ بعد الفناء ولكن أردت أن أثقل عليه، فقلت له، ويلقوا ماذا؟ فقال:
إن كنت لا تفهم ما قلته ...... فأنت عندي رجلٌ بَوّ
فقلت له: البو ماذا؟ فقال:
البوُّ سلخٌ قد حشى جلده ...... ألف قرن تقوم أو
فقلت له: أو ماذا؟ فقال:
أو ضرب الرأس بصوَّانةٍ ........قول من ضربتها قوّ
قال الأصمعي: فخشيت أن أقول له: قو ماذا؟ فيضربني ويكمل البيت،
فقلت له: أنت ضيفي الليلة. فقال: لا يأبى الكرامة إلا لئيم.
فقلت لزوجتي: أصنعي لنا دجاجة. ففعلت،
فأتيته بها وجلست معه أنا وزوجتي وابناي وبنتاي، وقلت له:
فرِّق يا بدوي.
فقال: الرأس للرأس، وأعطاني الرأس،
وقال: الولدان جناحان، لهما الجناحان، والبنتان لهما الرجلان، والمرأة العجز،
وأنا زائر لي الزور، وأكل الدجاجة ونحن ننظر
، فلما أصبحنا قلت لزوجتي: اصنعي لنا خمس دجاجات، ففعلت،
وأتيته بالدجاج وقلت له: اقسم يا بدوي.
فقال: تريد شفعاً أو وتراً؟!
فقلت: إن الله وتر يحب الوتر،
فقال: كأنك تريد بالفرد، قلت نعم، فقال:
أنت وزوجك ودجاجة،
وابناك ودجاجة
وابنتاك ودجاجة،
وأنا ودجاجتين.
فقلت لا أرضى بهذه القسمة،
فقال: كأنك تريد شفعاً فقلت نعم
، فقال: أنت وولداك ودجاجة،
وزوجتك وابنتاها ودجاجة،
وأنا وثلاث دجاجات، والله لا أحول عن هذه القسمة!!
قال الأصمعي: فغلبني مرتين، مرة في الشعر ومرة في الدجاج ثم انصرف
فالقطة http://www12.0zz0.com/2010/11/06/20/443512397.jpg (http://www.0zz0.com)
جاءت تشارك البدوي باًكل الدجاج تحت تهديد السلاح
دمتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اًرتقاء