مرام الاميرة
16-11-2010, 01:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الصدق علامة الإيمان
يحرص الكثير من الناس على التودد إلى الآخرين، فيختارون أعذب الألفاظ ويظهرون قدراً كبيراً من الإحترام؛ فينالوا المحبة والتقدير.
وقد يلجأ المرء أحياناً في سبيل كَسْبِ وُدِّ الآخرين إلى أن يحدِّثَهم بما يرغبون ويشتهون، ويتجنب ما يُسبِّب لهم الضيق والإزعاج، وهو في هذا السبيل قد يلجأ إلى المداراة حول الموضوع باختيار العبارات الغامضة أو الصمت أو الكذب. والكذب هو إخفاء الحقيقة مهما كان الأسلوب الذي اتُّبِعَ في ذلك سواءَ كان بالدوران حول الموضوع، أو التلاعب بالألفاظ، أو إلتزام الصمت أو الإدلاء بمعلومات غير مطابقة للواقع؛ إنّ هذه الأساليب كلها – وإن كانت تؤدي إلى أن يكسب صاحبها إعجاباً عند الآخرين – لن ينال فاعلها احترامهم أو تقديرهم. إنّ النفس البشرية السليمة تميل إلى الصدق، وتحبُّه، وتجعلُ للصادقين منزلةً رفيعةً في مراتب التقييم الإجتماعي.
ومع أنّ غالبَ الكذبِ سرعان ما ينكشف إلا أننا نجد الكثيرين يستعملونه بمقادير متفاوتة في حياتهم اليومية، حتى صار الكذبُ ملحاً يُستعمَلُ لسائر الأحاديث. وقد يستمرىءُ البعض الكذب لفساد أخلاقه وسوء نظرته إلى الحياة فيجعله قاعدة تعامله حتى يبرع فيه ويصاحب الكذابين الذين يزيِّنون له اعوجاجه كما يظهر لهم استحسانه لتشجيعهم.
لو أنصف الكذاب نفسه ونظر إلى المسألة بعين الصدق والعدل لوجد أن ما يخسرهُ جرّاء كذبه هو أضعاف أضعاف ما يعودُ عليه من نفع. فأيُّ قيمةٍ لكسب إعجاب مجموعة من النفوس المريضة؟ وماذا تنفعه حين ينكشفُ كذبُهُ ويخسر ثقة الناس ومحبتهم وتعاونَهم؟
قد يقول القائل: ولكن ليس كل الكذابين ينكشفون، فنقول: إنّ الكذب بحدِّ ذاته رذيلةٌ إجتماعيةٌ وفسادٌ خُلقيّ سواء فُضِحَ الكذابُ أم لم يفضح. وإذا كان هذا المنحرف قد وصل إلى حدٍّ في المهارة يقدر به أن يخفي كذبه عن الناس فماذا يفعل حينما يقفُ بين يدي الله عزّ وجلّ ليحاسبه أمام الخلق كلِّهم؟ لن يجد وسيلةً للهرب أو التنضّل بل إن الفضيحة أمام الخلق جميعاً أشدُّ إيلاماً وأوقعُ تأثيراً.
مع أنّ الصدق خلقٌ إجتماعي إلا أنّ له مكانة عظيمة في الدين فالقرآن الكريم تحدث عن الصدق ومآل الصادقين وتحدث عن الكذب وعاقبة المكذّبين وقد اعتبر الصدق من الإيمان ففي كتاب الله تبارك وتعالى قول الحق جلّ وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة/ 19). فهذه الآية الكريمة المباركة تربط بين صفات ثلاث الإيمان والتقوى والصدق. فالإيمان هو المنطلق الذي يبدأ الإنسان منه مسيرته في هذه الحياة على حسب ما يرضي ربه جلّ وعلا ليحقق في نفسه صفة العبودية لله تعالى. فالإيمان هو الذي يحرّك في النفس معاني الخير؛ فيندفع المؤمن بدوافع ذاتية للعمل بما يرضي ربه تعالى فينفّذ ما أمر ويتجنّب ما نَهَى عنه وزجر؛ فبَعدَ أن اكتسى بحُلَّةِ الإيمان وزيّنها بالعمل، بطاعة الرحمن، ومما أمر الله تعالى به أن يكون المؤمن مع الصادقين.
والأمر بأن يكون المؤمن مع الصادقين يتضمّنُ نهيَيْن وفِعلَيْن فينبغي أن يتركَ الكذب ويترك الكذّابين لأنّ الكذب رذيلةٌ والصاحب الكذب يُعدي كذِبَهُ إلى صاحبه، وعليه أن يلتزم بالصدق وأن يخالط الصادقين. لاشكّ أن ترك الكذب يسهل على النفس التي عمرها الإيمان وتجعل همّها مرضاة الديان؛ فتهجر ما يكره وتفعل ما يحب. ولكن قد يصعب على المرء أن يتخلّى عن أصحاب ورفاق يستمتع معهم وينتفع بهم ثمّ يتخلّى عنهم لا لضرر ظاهر أو خسارة ملحوظة ولكن ترك هؤلاء لا يلزم أن يكون الخطوة الثانية بعد أن يعاهد المرء نفسه على إلتزام الصدق بل يستمهل فترة فعله يستطيع أن يهدي أصحابه إلى النور الذي هداه الله تعالى إليه فإن اهتدوا فبها ونعمت، وقد فاز "لأن يهدي الله بكَ رجلاً خيرٌ لكَ مِن أن يكونَ لك حُمرُ النِّعَم". وإن كانت الأخرى فهجرانه واجب في الدين بنص الآية الكريمة وهنا أيضاً يكون قد فاز لقول النبي (ص): "أفضلُ الأعمالِ الحبُّ في الله والبُغضُ في الله". اللّهمّ إنا نسألك إيماناً ثابتاً ولساناً صادقاً وعملاً خالصاً، اللهمّ حبّب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين واجعل ألسنتنا تنطق بالحق والصدق.
الصدق علامة الإيمان
يحرص الكثير من الناس على التودد إلى الآخرين، فيختارون أعذب الألفاظ ويظهرون قدراً كبيراً من الإحترام؛ فينالوا المحبة والتقدير.
وقد يلجأ المرء أحياناً في سبيل كَسْبِ وُدِّ الآخرين إلى أن يحدِّثَهم بما يرغبون ويشتهون، ويتجنب ما يُسبِّب لهم الضيق والإزعاج، وهو في هذا السبيل قد يلجأ إلى المداراة حول الموضوع باختيار العبارات الغامضة أو الصمت أو الكذب. والكذب هو إخفاء الحقيقة مهما كان الأسلوب الذي اتُّبِعَ في ذلك سواءَ كان بالدوران حول الموضوع، أو التلاعب بالألفاظ، أو إلتزام الصمت أو الإدلاء بمعلومات غير مطابقة للواقع؛ إنّ هذه الأساليب كلها – وإن كانت تؤدي إلى أن يكسب صاحبها إعجاباً عند الآخرين – لن ينال فاعلها احترامهم أو تقديرهم. إنّ النفس البشرية السليمة تميل إلى الصدق، وتحبُّه، وتجعلُ للصادقين منزلةً رفيعةً في مراتب التقييم الإجتماعي.
ومع أنّ غالبَ الكذبِ سرعان ما ينكشف إلا أننا نجد الكثيرين يستعملونه بمقادير متفاوتة في حياتهم اليومية، حتى صار الكذبُ ملحاً يُستعمَلُ لسائر الأحاديث. وقد يستمرىءُ البعض الكذب لفساد أخلاقه وسوء نظرته إلى الحياة فيجعله قاعدة تعامله حتى يبرع فيه ويصاحب الكذابين الذين يزيِّنون له اعوجاجه كما يظهر لهم استحسانه لتشجيعهم.
لو أنصف الكذاب نفسه ونظر إلى المسألة بعين الصدق والعدل لوجد أن ما يخسرهُ جرّاء كذبه هو أضعاف أضعاف ما يعودُ عليه من نفع. فأيُّ قيمةٍ لكسب إعجاب مجموعة من النفوس المريضة؟ وماذا تنفعه حين ينكشفُ كذبُهُ ويخسر ثقة الناس ومحبتهم وتعاونَهم؟
قد يقول القائل: ولكن ليس كل الكذابين ينكشفون، فنقول: إنّ الكذب بحدِّ ذاته رذيلةٌ إجتماعيةٌ وفسادٌ خُلقيّ سواء فُضِحَ الكذابُ أم لم يفضح. وإذا كان هذا المنحرف قد وصل إلى حدٍّ في المهارة يقدر به أن يخفي كذبه عن الناس فماذا يفعل حينما يقفُ بين يدي الله عزّ وجلّ ليحاسبه أمام الخلق كلِّهم؟ لن يجد وسيلةً للهرب أو التنضّل بل إن الفضيحة أمام الخلق جميعاً أشدُّ إيلاماً وأوقعُ تأثيراً.
مع أنّ الصدق خلقٌ إجتماعي إلا أنّ له مكانة عظيمة في الدين فالقرآن الكريم تحدث عن الصدق ومآل الصادقين وتحدث عن الكذب وعاقبة المكذّبين وقد اعتبر الصدق من الإيمان ففي كتاب الله تبارك وتعالى قول الحق جلّ وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة/ 19). فهذه الآية الكريمة المباركة تربط بين صفات ثلاث الإيمان والتقوى والصدق. فالإيمان هو المنطلق الذي يبدأ الإنسان منه مسيرته في هذه الحياة على حسب ما يرضي ربه جلّ وعلا ليحقق في نفسه صفة العبودية لله تعالى. فالإيمان هو الذي يحرّك في النفس معاني الخير؛ فيندفع المؤمن بدوافع ذاتية للعمل بما يرضي ربه تعالى فينفّذ ما أمر ويتجنّب ما نَهَى عنه وزجر؛ فبَعدَ أن اكتسى بحُلَّةِ الإيمان وزيّنها بالعمل، بطاعة الرحمن، ومما أمر الله تعالى به أن يكون المؤمن مع الصادقين.
والأمر بأن يكون المؤمن مع الصادقين يتضمّنُ نهيَيْن وفِعلَيْن فينبغي أن يتركَ الكذب ويترك الكذّابين لأنّ الكذب رذيلةٌ والصاحب الكذب يُعدي كذِبَهُ إلى صاحبه، وعليه أن يلتزم بالصدق وأن يخالط الصادقين. لاشكّ أن ترك الكذب يسهل على النفس التي عمرها الإيمان وتجعل همّها مرضاة الديان؛ فتهجر ما يكره وتفعل ما يحب. ولكن قد يصعب على المرء أن يتخلّى عن أصحاب ورفاق يستمتع معهم وينتفع بهم ثمّ يتخلّى عنهم لا لضرر ظاهر أو خسارة ملحوظة ولكن ترك هؤلاء لا يلزم أن يكون الخطوة الثانية بعد أن يعاهد المرء نفسه على إلتزام الصدق بل يستمهل فترة فعله يستطيع أن يهدي أصحابه إلى النور الذي هداه الله تعالى إليه فإن اهتدوا فبها ونعمت، وقد فاز "لأن يهدي الله بكَ رجلاً خيرٌ لكَ مِن أن يكونَ لك حُمرُ النِّعَم". وإن كانت الأخرى فهجرانه واجب في الدين بنص الآية الكريمة وهنا أيضاً يكون قد فاز لقول النبي (ص): "أفضلُ الأعمالِ الحبُّ في الله والبُغضُ في الله". اللّهمّ إنا نسألك إيماناً ثابتاً ولساناً صادقاً وعملاً خالصاً، اللهمّ حبّب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين واجعل ألسنتنا تنطق بالحق والصدق.