مشاهدة النسخة كاملة : فلسطين جرح غائر ... وأمل يتجدد » شخصيات أثرت في فلسطين
محمود عفيفى
18-11-2010, 08:13 PM
نور الدين محمود
كتبه/ محمد سرحان
قام نور الدين مقام والده بعد وفاته، فأظهر السنة، وغيـَّر البدعة، وقمع الرافضة، وبنى المدارس، ووقف الأوقاف، وأظهر العدل، وأفسح المجال للعلماء، وكان أهل الدين عنده في أعلى محل، وحصن بلاد الإسلام، فبنى أسوار مدن الشام جميعاً، وأحكم بناءها حتى تكون قادرة -بإذن الله- على صد أي عدوان. وكان يصرف الأموال في إعمار المساجد المهجورة.
قال عنه العماد الأصفهاني:
"هو الذي أعاد رونق الإسلام إلى بلاد الشام، وقد غلب الكفر وبلغ الضر، فاستفتح معاقلها، واستخلص عقائلها".
كانت أول وقعاته مع الفرنجة أخذه حصن "العريمة" منهم، ثم في سنة 543هـ هزم الصليبيين، وأخذ "بُصرى" الشام.
وفي سنة 546هـ بعد أسر "جوسلين" -أحد شياطين الصليبيين- أخذ قلاع "تل باشر" و"عين تاب" وغيرهما من أعمال حلب.
في سنة 549هـ دخلت دمشق ضمن دولته، وفي سنة 559هـ كان فتح حصن "حارم"، وهي أعظم معاركه مع الصليبيين.
ثم وحد -بفضل الله- بين مصر والشام تحت ملكه؛ لعلمه بأن ذلك أقوى الأسباب للوقوف في وجه الصليبيين، وكان يتمنى أن يفتح الله القدس، ويحرر الأقصى على يديه حتى أنه صنع منبراً يوضع في المسجد الأقصى عند فتح القدس، وهو الذي وضعه صلاح الدين، حتى حرق يوم حريق المسجد الأقصى على يد اليهود سنة 1969م.
محمود عفيفى
18-11-2010, 08:14 PM
الناصر صلاح الدين الأيوبي
كتبه/ محمد سرحان
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فهو أبو المظفر يوسف بن أيوب بن شاذي، الملقب بالملك الناصر صلاح الدين.
اتفق أهل التاريخ على أن أباه وأهله من "دوين"، وهي بلدة في آخر أذربيجان، وأنهم أكراد، وكان شاذي -جد صلاح الدين- قد أخذ ولديه "أسد الدين شيركوه"، و"نجم الدين أيوب"، وخرج بهما إلى بغداد، ومن هناك نزلوا تكريت.
مولده وشبابه:
ولد صلاح الدين سنة 532هـ بقلعة تكريت في الليلة التي أخرجوا منها، فتشاءموا به، وتطيروا منه، فقال بعضهم: لعل فيه الخير، وما تعلمون!
ولم يزل صلاح الدين تحت كنف أبيه حتى ترعرع، ولما ملك نور الدين محمود دمشق لازم نجم الدين أيوب خدمته، وكذلك ولده صلاح الدين.
وكانت مخايل السعادة عليه لائحة، والنجابة تقدمه من حالة إلى حالة، ونور الدين يؤثره ويقدمه، ومنه تعلم صلاح الدين طرائق الخير، وفعل المعروف والاجتهاد في أمور الجهاد.
ملك مصر والقضاء على الشيعة:
في 558هـ استنجد الوزير شاور العبيدي -"الفاطمي كما يسمى"- بنور الدين محمود على خصمه الوزير "ضرغام بن عامر"، فأرسل نور الدين الأمير أسد الدين شيركوه ومعه صلاح الدين إلى مصر، وكان صلاح الدين كارها لهذا الخروج.
ولما أعادوا الأمر لشاور، ما لبث أن غدر بهم -كعادة الشيعة- واستنجد بالفرنجة الصليبيين فصالح أسد الدين أهل مصر. ثم ما لبث الفرنجة أن أغاروا على مصر مرة أخرى ناكثين العهود مع المصريين، فتوجه إليهم أسد الدين وصلاح الدين فرجع الصليبيين على أعقابهم خاسرين، ثم قتل أسد الدين الوزير شاور؛ لغدره وخيانته، ولأنه لا استقرار لمصر طالما هذا الوزير الخائن موجود فيها، وصار أسد الدين وزير مصر إلى أن توفي سنة 564هـ فصار الأمر من بعده لصلاح الدين فصار وزير مصر.
فبذل الأموال وملك قلوب الرجال، وهانت عنده الدنيا، فملكها وشكر نعمة الله عليه، وأعرض عن أسباب اللهو، وتقمص بقميص الجد والاجتهاد استعداداً لمواجهات مستمرة مع الصليبيين من جهة، وخزعبلات الدولة العبيدية "المسماة بالفاطمية" من جهة أخرى.
ولما علم الإفرنج استقرار الأمر لصلاح الدين أجمعوا وجمعوا جيوشهم، وقصدوا "دمياط"، فنازلهم صلاح الدين فهزمهم هزيمة منكرة، وأُخذت منهم آلاتهم الحربية، وقتل من رجالهم العدد الكبير.
وحاول الشيعة العبيديون -"الفاطميون كما يسمون"- اغتيال صلاح الدين أكثر من ثلاث مرات، لكن الله خذلهم ورد كيدهم.
واستقرت الأمور لصلاح الدين، ونقل أسرته ووالده إلى مصر، ليتم له السرور، وتكون قصته مشابهة لقصة يوسف الصديق -عليه الصلاة والسلام-.
ولم يزل صلاح الدين وزيراً حتى مات العاضد آخر خلفاء العبيديين 565هـ، وبذلك انتهت الدولة العبيدية، وبدأت دولة بني أيوب "الأيوبية"، ولـُقِب صلاح الدين بالملك الناصر، وثبتت قدمه ورسخ ملكه.
قال ابن شداد: "لم يزل صلاح الدين على قدم بساط العدل، ونشر الإحسان، وإفاضة الإنعام على الناس".
جهاده ضد الصليبيين لاستعادة بيت المقدس:
بدأ صلاح الدين جهاده سنة 568هـ فبدأ ببلاد "الكرك" و"الشوبك" ودارت بينه وبين الفرنج معارك لم يظفر فيها بشيء، وفي أثناء ذلك قضى على حركات التمرد سواء من الشيعة أو من المصريين كحركة رجل يدعى "الكنز".
ثم إن صلاح الدين توجه إلى دمشق لما علم اختلاف أحوالها بعد وفاة نور الدين، وتولية الصالح إسماعيل ولده، وكان صبياً غير قادر على أعباء الدولة، فأخذها وفرح الدمشقيون به فرحاً شديداً، وبدأت البلاد الشامية وما حولها تدين له بالولاء والطاعة، وبدأ صلاح الدين يوطد ملكه على هذه البلاد حتى دانت له.
واقعة حطين واستعادة بيت المقدس:
ثم كانت واقعة حطين يوم السبت 14 ربيع الآخر 583هـ، وكانت من أيام المسلمين المجيدة، ونصر الله المسلمين نصراً مؤزراً، وكان الصليبيون 63 ألفاً أُسر منهم 30 ألفاً وقتل 30 ألفاً، وفر ثلاثة آلاف مثخنين بالجراح وغنم المسلمون مغانم عظيمة حتى لقد حكى من عاصرها أنه شاهد رجلاً معه نيف وثلاثين أسيراً، وباع أحدُهم صليبياً بنعل يلبسه.
وقبض صلاح الدين على "أرناط" صاحب الكرك، وقد قتل بعض الحجاج المسلمين، واستهزأ بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فأحضره أمامه فقال له: "ها أنا أنتصر لمحمد -صلى الله عليه وسلم- منك" ثم عرض عليه الإسلام فأبى، فضرب عنقه.
ثم رحل إلى عكا وقاتل الصليبيين يوم الخميس مستهل جمادى الأولى 583هـ، فأخذها واستنقذ من كان بها من أسارى المسلمين، وتفرق جيشه في بلاد الساحل يأخذون الحصون والقلاع، والأماكن المنيعة، ثم أخذ "صيدا" ثم "بيروت" في يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر جمادى الأولى.
ثم لما تسلم صلاح الدين "عسقلان" والأماكن المحيطة بالقدس؛ شمر عن ساق الجد والاجتهاد في قصد القدس المبارك، فاجتمعت إليه العساكر التي كانت متفرقة بالساحل، فسار نحوه معتمداً على الله -تعالى- مفوضاً أمره إليه. وكان نزوله عليه في الخامس من رجب 583هـ، وفي يوم الجمعة العشرين من رجب نصب المجانيق، ولما رأى أعداء الله الصليبيون ما نزل بهم من الأمر وأنهم لا قبل لهم بجند المسلمين، استكانوا وطلبوا الأمان، وكان تسلم صلاح الدين لبيت المقدس يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب، ثم استكمل بعد ذلك فتح ما حول القدس الشريف وبقية بلاد الشام، حتى دانت له هذه البلاد، ووقعت في أثناء ذلك بينه وبين الصليبيين حروب انتهت بانتصاره ومصالحتهم له.
ثم اهتم بعد ذلك بإصلاح أحوال بلاد المسلمين، وإصلاح ما خربه الصليبيون أثناء وجودهم في بلاد المسلمين.
زهده -رحمه الله-:
قال أبو شامة: "لم يخلف في خزانته إلا سبعة وأربعين درهما ودينارا صوريا، ولم يخلف مِلكاً ولا عقاراً".
وقال العماد: "أطلق مدة حصار عكا اثني عشر ألف فرس وما حضر اللقاء إلا استعار فرسا ولا يلبس إلا الكتان والقطن".
من صفاته -رحمه الله-:
قال أبو شامة: "كان -رحمه الله- شديد القوى عاقلاً وقوراً مهيباً كريماً شجاعاً، كثير الغزو عالي الهمة. لم يختلف عليه في أيامه أحد من أصحابه، وكان الناس يأمنون ظلمه، ويرجون رفده، وأكثر ما كان يصل عطاؤه إلى الشجعان والعلماء، ولم يكن لمبطل ولا لمزَّاح عنده نصيب".
قال العماد: "نزَّه المجالس من الهزل. يؤثر سماع الحديث بالأسانيد، حليماً، مُقيلاً للعثرة، تقياً، نقياً، وفياً، يغضي ولا يغضب، ما ردَّ سائلاً، ولا خجَّل قائلاً، كثير البر والصدقات. ما رأيته صلى إلا في جماعة".
طلبه للعلم:
كان حريصا -رحمه الله- على طلب العلم، فقد رحل إلى الإسكندرية لسماع موطأ الإمام مالك، ولم يشغله جهاده عن طلب العلم، ومن معرفته لقيمة العلم وأثره كان يأمر بقراءة صحيح البخاري على الجنود في الخيام أثناء الاستعداد لمعركة حطين.
وفاته -رحمه الله-:
في السادس عشر من صفر 589هـ يوم السبت أصيب بحمى صفراوية كانت في باطنه أكثر من ظاهره، واحتد عليه المرض حتى توفي يوم الأربعاء السابع والعشرين من صفر عام 589هـ.
وذكر أبو جعفر القرطبي أنه قرأ عند صلاح الدين وهو في مرض موته حتى انتهى إلى قوله -تعالى-: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)(الحشر:22)، فسمع صلاحَ الدين يقول: "صحيح"، وكان ذهنه غائباً قبل ذلك، ثم مات رحمه الله رحمة واسعة، وحشرنا وإياه مع الأنبياء والمرسلين، وصلِّ اللهم وسلِم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
محمود عفيفى
18-11-2010, 08:15 PM
السلطان عبد الحميد الثاني
كتبه/ أحمد الفيشاوي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
من أبرز متأخري سلاطين الدولة العثمانية، تولى الخلافة عام 1293 هـ "1876 م" وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، حاول النهوض بالخلافة على أسس إسلامية، ومواجهة التغريب والعلمانية التي انتشرت بين كثير من أعيان الدولة ومثقفيها، وسعى في سبيل ذلك لإقامة جامعة إسلامية، وجعل اللغة العربية اللغة الرسمية للدولة بدلاً من التركية، إلا أن الوزراء المتأثرون بالعلمانية الغربية حالوا بينه وبين ذلك.
استطاع أصحاب الفكر التغريبي العلماني أن ينشئوا جمعية لهم -"جمعية الاتحاد والترقي"- وانضم إليها كثير من العسكريين، والذين دبروا بعد ذلك عزل السلطان عبد الحميد "1909 م"، وأصبحت السلطة الحقيقية بعد ذلك بأيدي الجمعية -خاصة العسكريين منهم- وكانت تلك الخطوة لها دور أساسي في إعلان العسكري الماكر "مصطفى كمال أتاتورك" الجمهورية التركية "برئاسته عام 1923 م"، وإلغاءه لنظام الخلافة الإسلامية عام 1924 م.
أزعج التوجه الإسلامي للسلطان عبد الحميد كلاً من العلمانية الغربية والصهيونية اليهودية؛ خاصة بعد رفض السلطان لطلب زعيم الصهاينة "هرتزل" بالسماح لليهود باستيطان فلسطين، رغم الإغراءات السياسية والمالية التي وعد بها "هرتزل" السلطان عبد الحميد، والذي كان في ذلك الوقت في أشد الحاجة لهما، مما يدل على عظيم أمانته وعقله.
ومن أقواله في هذا الصدد:
"اليهود إذا استوطنوا أرضاً تملكوا قدراتها خلال وقت قصير، ولذا نكون قد حكمنا على إخواننا في الدين بالموت".
وقال أيضاً: "لن يستطيع رئيس الصهاينة "هرتزل" أن يقنعني بأفكاره... لن يكتفي الصهاينة بممارسة الأعمال الزراعية في فلسطين، بل يريدون أموراً مثل تشكيل حكومة وانتخاب ممثلين... إنني أدرك أطماعهم جيداً، ولكن اليهود سطحيون في ظنهم أني سأقبل بمحاولاتهم".
وأرسل إلى "هرتزل" قائلاً له: "لا أستطيع أن أتنازل عن شبر واحد من الأرض المقدسة؛ لأنها ليست ملكي".
بعد ما يئست الصهيونية اليهودية من السلطان عبد الحميد سعوا في إثارة القلاقل ودعم أعداء السلطان في الداخل -خاصة حزب الاتحاد والترقي-، فلا عجب بعد ذلك أن تكون "سلانيك" -بلدة شمال اليونان- والتي كان يقطنها كثير من يهود الدونمة الذين تظاهروا بالإسلام مكراً وخداعاً هي نفس البلدة التي خرج منها عسكر الاتحاد والترقي إلى "إستانبول" لعزل السلطان عبد الحميد، وإلغاء الخلافة الإسلامية بعد ذلك، وتمرير المشروع الصهيوني على أرض فلسطين.
لقد أصبح بادياً لكل ذي عين أن الصهيونية اليهودية رغم اختلافها ظاهرياً عن العلمانية اللا دينية إلا أنها استخدمتها لضرب الخلافة وإفساد العالم الإسلامي، وإقامة دولة يهودية على حساب أراضي المسلمين وثرواتهم.
وقد أشار السلطان عبد الحميد -رحمه الله- إلى تلك العلاقة بين العلمانية والصهيونية في إحدى رسائله فقال: "إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا عليّ بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة "فلسطين"، ورغم إصرارهم لم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف، وأخيراً وعدوا بتقديم مائة وخمسين مليون ليرة إنكليزية ذهباً فرفضت هذا التكليف بصورة قطعية أيضاً، وأجبتهم بهذا الجواب القطعي: إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهباً فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي، لقد خدمت الملة الإسلامية والأمة المحمدية ما يزيد على ثلاثين سنة فلن أسود صحائف المسلمين.
وبعد جوابي هذا اتفقوا على خلعي وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى "سلانيك" وحمدت المولى وأحمده أني لم أقبل بأن ألطخ العالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية بالأراضي المقدسة... فلسطين".
محمود عفيفى
18-11-2010, 08:16 PM
الشيخ عز الدين القسَّام
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
من أعلام الدعوة الإسلامية بفلسطين، وأوائل الداعين للجهاد بها، ولد بقرية جبلة السورية "جنوب اللاذقية"، في أواخر القرن التاسع عشر ولا يعلم عام مولده على وجه اليقين، لكن المشهور أنه كان عام 1882 م، نشأ في بيت متدين ودرس بالأزهر والأستانة، ولما رجع إلى قريته عمل مدرساً بمسجد السلطان إبراهيم.
شارك في العمليات الجهادية عام 1919م ضد القوات الفرنسية التي دخلت سوريا 1918م عقب إعلان الدولة العثمانية سحب قواتها منها بعد فشل الثورة المسلحة ضد القوات الفرنسية التي أحكمت سيطرتها على البلاد، حاول الفرنسيين استمالة الشيخ عز الدين القسام وتوليته القضاء، فرفض، فحكموا عليه غيابياً بالإعدام فهرب إلى حيفا بفلسطين عام 1921م والتي كانت تحت الاحتلال الانجليزي منذ عام 1917م.
استقر القسام بحيفا وعمل بها مدرساً فخطيباً ومأذوناً شرعياً، ونشط في دعوة الناس للالتزام بالدين والاستعداد للجهاد.
بدأ عملياته الجهادية في فلسطين هو ورفاقه عام 1929م إثر حادث البراق الذي حاول فيه اليهود استقطاع جزء من حائط البراق لصالحهم فحدث اشتباك عنيف بينهم وبين المسلمين بالقدس، قتل وجرح فيه عدد كبير من الفريقين.
كان الهدف الأساسي لعمليات القسام إلقاء الرعب في قلوب اليهود لوقف الهجرة الجماعية لفلسطين، والتي كانت تجري وفق مخطط صهيوني إنجليزي ماكر لإيجاد الفرصة المناسبة بعد ذلك لقيام الدولة اليهودية بفلسطين، والتي وعدهم بها بلفور -وزير خارجية بريطانيا عام 1917م- في بداية الاحتلال الانجليزي لفلسطين.
استطاع القسام وأصحابه بعملياتهم الجهادية أن ينشروا الرعب والذعر في قلوب اليهود والانجليز، فقامت القوات الانجليزية بشن حملة اعتقالات واسعة والتحقيق مع المعتقلين واستطاعوا التعرف على سر تلك العمليات، وتتبعوا الشيخ عز الدين وأصحابه حتى حاصروهم، ودارت بينهم وبين المجاهدين معركة عنيفة انتهت بمقتل أكثر المجاهدين بما فيهم قائدهم عز الدين القسام وذلك عام 1935م.
لم يعرف المسلمون الشيخ عز الدين القسام في حياته مثلما عرفوه بعد موته بعد ما ذاع نشاطه الدعوي والجهادي على ألسنة تلامذته وأصحابه، وبعد قيام حركة حماس 1987م، أطلقت على الجناح العسكري لها اسم "كتائب عز الدين القسام"، اعترافاً له بفضله في حركة الجهاد الفلسطينية.
رحم الله الشيخ القسام الذي عاش داعياً ومجاهداً ومعلماً وخطيباً وواعظاً، وجعل له مثل أجر تلامذته المجاهدين والمتأسين به من بعده. اللهم آمين.
محمود عفيفى
18-11-2010, 08:17 PM
الشيخ أحمد ياسين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
من أعلام الدعوة الإسلامية بفلسطين، والمؤسس لأكبر جامعة إسلامية بها "حماس"، ولد بعسقلان عام 1937م، وأصيب في مقتبل شبابه بالشلل التام إثر وقوعه وانكسار رقبته أثناء لعبه مع أصحابه.
بعد حصوله على الثانوية اشتغل بالتدريس رغم الصعوبات التي واجهها بسبب شلله. اعتقلته السلطات المصرية عام 1956م للاشتباه في وجود علاقة تنظيمية له بجماعة الإخوان المسلمين، وأفرج عنه في نفس العام لعدم ثبوت ذلك.
بعد هزيمة 1967م واحتلال اليهود لكل الأراضي الفلسطينية تقريباً نشط الشيخ في إلقاء الخطب لمقاومة اليهود ونشط في جمع التبرعات ورعاية أسر الشهداء والمعتقلين.
في عام 1987م اتفق الشيخ مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي بغزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال أطلقوا عليه اسم "حركة المقاومة الإسلامية" المعروفة اختصاراً باسم "حماس"، وكان له دورا كبيرا في الانتفاضة التي اندلعت في ذلك العام، والتي اشتهرت باسم "انتفاضة المساجد"، ومنذ ذلك الوقت وهو يعتبر الزعيم الروحي للحركة والانتفاضة.
اعتقلته سلطات الاحتلال عدة مرات كان أخرها عام 1991م وصدر حكماً بسجنه مدى الحياة ولكن أفرج عنه عام 1997م في عملية تبادل أسرى بين الأردن وسلطات الاحتلال.
في فجر 22 / 3 / 2004م اغتالته قوات الاحتلال الجوية أثناء خروجه من صلاة الفجر.
رحمة الله عليه وعلى شهداء المسلمين.
المصدر
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف (http://www.salafvoice.com/)
ام هشام
18-11-2010, 08:29 PM
يعطيك ألف عافيه وبارك الله فيك
على الموضوع القيم
:abc_152::abc_022::abc_152:
أبو يوسف
18-11-2010, 08:31 PM
بارك الله فيك اخي الكريم محمود عفيفي
فالتاريخ يعيد نفسه
ومن لا تاريخ له لا حاضر ولا مستقبل له
.
مرام الاميرة
21-11-2010, 04:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2024, abohmam