جروح بارده
20-11-2010, 08:22 PM
في كثير من الأحيان ... خسارة معركة تُعلّمك كيف تربح الحرب , والوقوع في الذنب يعرفك كيف تتجه في المستقبل , ومما يضاعف أثر دواء التوبة هو أن تعرف كيف استزلك الشيطان وأوقعك بالذنب , ثم ما هي المقدمات التي سلكتها ابتداءً فأدّت بك إلى العصيان انتهاءً , وذلك لتجنبها في المستقبل , وتستخلص الدروس مما وقعت فيه , ولا ترجع إليه مرةً أخرى " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين "
فقد تكون الخلوة هي من أدت بك إلى السقوط , أو الفراغ , أو الصحبة السيئة هي التي زينت لك الحرام , أو مكان معصية سعيت إليه بقدميك حتى هويت , وتكون من علامات التوبة المقبولة أن تُثبت لربك أنك استفدت مما جنيت .
ليس التوية إذن جلداً للذات ولا غرقاً في أخطاء الماضي , لأن الاشتغال بضياع وقتٍ ماضٍ تضيع لوقتٍ ثانٍ , وإنما التوبة استخلاص للعبر من ماضيك لتستقبل بها حاضرك , وتستشرف بها مستقبلك , وإن المسلم الذكي هو من يتعلم من أخطائه ويعقد مع نفسه جلسات محاسبة دورية يخرج منها بتوصيات عملية تصحح مسيرته وتقوّم اعوجاجه وتعيده إلى الجادة وربما صحّت الأجساد بالعلل
من سوّف لنفسه بالتوبة على الدوام تراكمت ظلمة الذنوب على قلبه , وتعذّر عليه الاستدراك , لأن القليل يدعو إلى الكثير , والذنب يستدعي ذنباً آخر , فيقوي أحدهما الآخر ثم يستدعيان ثالثاً , ثم تجتمع الثلاثة فتستدعي رابعاً , وهلم جرا حتى تغمه الذنوب وتحيط به خطيئته من كل جانب فيصير القلب مقيداً بسلاسل الشهوات لا يمكنه التخلص من مخالبها وهذا من معاني انسداد باب التوبة ولعله المراد بقوله { وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ }
ومن أضرار تأخير التوبة كذلك نسيان ذنبك , ومعنى نسيان ذنبك أن يضيع في مجاهل النسيان من كثرة توارد الذنوب بعده , لذا كانت المبادرة إلى التوبة على الفور هي عمل كل عاقل رأى العواقب وأبصر المصير الذي ينتظره إن تأخر , وكان تأخير التوبة هو الذنب الثاني في سلسلة الذنوب المتصله التي رآها ابن القيم فقال :
" المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور ولا يجوز تأخيرها فمتى أخرها عصى بالتاخير , فإذا تاب من الذنب بقي عليه توبة أخرى , وهي توبته من تأخير التوبة , وقلَّ أن تخطر في بال التائب , بل عنده : أنه إذا تاب من الذنب لم يبقى عليه شيء آخر , وقد بقي عليه التوبة من تأخير التوبة "
إن تأخرت توبتك فقد أعطيت أول خيط من ثوب إيمانك لشيطانك , فأخذ ينسل الثوب خيطاً من بعد خيط حتى يدعك في عراء الأهواء عرياناً من خير لباس ... لباس التقوى " ولباس التقوى خير " ... ومن فقد لباس التقوى ماذا بقي له ؟؟!!
__________________________________________
تباركت ربي !! ما أشذى نسيم السير أليك !! وما أبرد شعور الرضا عنك !! وما ألذ القرب منك !!
اللهم اجبر كل كسر منا بنظرة نعيش عليها طوال حياتنا في جنبك , اللهم لا تجعلنا ممن نتجرع مُرَّ العيش من بعد حلوه ونتعوض من الإكرام بالهوان ... اللهم آمين
فقد تكون الخلوة هي من أدت بك إلى السقوط , أو الفراغ , أو الصحبة السيئة هي التي زينت لك الحرام , أو مكان معصية سعيت إليه بقدميك حتى هويت , وتكون من علامات التوبة المقبولة أن تُثبت لربك أنك استفدت مما جنيت .
ليس التوية إذن جلداً للذات ولا غرقاً في أخطاء الماضي , لأن الاشتغال بضياع وقتٍ ماضٍ تضيع لوقتٍ ثانٍ , وإنما التوبة استخلاص للعبر من ماضيك لتستقبل بها حاضرك , وتستشرف بها مستقبلك , وإن المسلم الذكي هو من يتعلم من أخطائه ويعقد مع نفسه جلسات محاسبة دورية يخرج منها بتوصيات عملية تصحح مسيرته وتقوّم اعوجاجه وتعيده إلى الجادة وربما صحّت الأجساد بالعلل
من سوّف لنفسه بالتوبة على الدوام تراكمت ظلمة الذنوب على قلبه , وتعذّر عليه الاستدراك , لأن القليل يدعو إلى الكثير , والذنب يستدعي ذنباً آخر , فيقوي أحدهما الآخر ثم يستدعيان ثالثاً , ثم تجتمع الثلاثة فتستدعي رابعاً , وهلم جرا حتى تغمه الذنوب وتحيط به خطيئته من كل جانب فيصير القلب مقيداً بسلاسل الشهوات لا يمكنه التخلص من مخالبها وهذا من معاني انسداد باب التوبة ولعله المراد بقوله { وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ }
ومن أضرار تأخير التوبة كذلك نسيان ذنبك , ومعنى نسيان ذنبك أن يضيع في مجاهل النسيان من كثرة توارد الذنوب بعده , لذا كانت المبادرة إلى التوبة على الفور هي عمل كل عاقل رأى العواقب وأبصر المصير الذي ينتظره إن تأخر , وكان تأخير التوبة هو الذنب الثاني في سلسلة الذنوب المتصله التي رآها ابن القيم فقال :
" المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور ولا يجوز تأخيرها فمتى أخرها عصى بالتاخير , فإذا تاب من الذنب بقي عليه توبة أخرى , وهي توبته من تأخير التوبة , وقلَّ أن تخطر في بال التائب , بل عنده : أنه إذا تاب من الذنب لم يبقى عليه شيء آخر , وقد بقي عليه التوبة من تأخير التوبة "
إن تأخرت توبتك فقد أعطيت أول خيط من ثوب إيمانك لشيطانك , فأخذ ينسل الثوب خيطاً من بعد خيط حتى يدعك في عراء الأهواء عرياناً من خير لباس ... لباس التقوى " ولباس التقوى خير " ... ومن فقد لباس التقوى ماذا بقي له ؟؟!!
__________________________________________
تباركت ربي !! ما أشذى نسيم السير أليك !! وما أبرد شعور الرضا عنك !! وما ألذ القرب منك !!
اللهم اجبر كل كسر منا بنظرة نعيش عليها طوال حياتنا في جنبك , اللهم لا تجعلنا ممن نتجرع مُرَّ العيش من بعد حلوه ونتعوض من الإكرام بالهوان ... اللهم آمين