جروح بارده
09-12-2010, 05:03 AM
http://www.islamdor.com/vb/images/bsm-allah3.gif
"الحمد لله , وأشهد أن لا إله إلا الله , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
فإلى كل من رضيت بالله ربَّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيا ورسولا .إلى من تريد جنة عرضها السماوات والأرض , وتخاف من نار وقودها الناس والحجارة .
إلى كل هؤلاء نخاطب فيهن حبهن لله عزَّ وجلَّ , وحبهن للنبي , وحبهن للإسلام .
إلى هؤلاء نخاطب فيهن الفطرة السليمة التي تستجيب لنداء الحق:
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا { (36) سورة الأحزاب} , فالمسلم والمسلمة لا يرون لأنفسهم رأياً ولا حرية ولا اختيارًا بعد حكم الله ورسوله .
لماذا..............؟!!
أختي المسلمة إنه سؤال حائر يتردد في وجدان كل إنسان منا ألا وهو : لماذا خلقنا الله في هذه الدنيا ؟
فإذا تلمسنا الإجابة من كتاب الله عزَّ وجلَّ فإذا هي : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ { (56) سورة الذاريات} .
فعبادة الله عزَّ وجلَّ التي من أجلها خلق الإنسان وأُرسل إليه الرسل : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ { (25) سورة الأنبياء }, فأنقسم الناس إلى فريقين , فريق في الجنة وفريق في السعير .
والعبادة لا تقتصر على الصلاة والصيام فقط بل تشمل كل عمل وقول يحبه الله بل تشمل كل نواحي الحياة : قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) { سورة الأنعام} .
أختاه قد تسألين:
ولماذا أرتدي الحجاب؟!!
فالجواب : لأن حجاب المرأة المسلمة إنما هو فريضة شرعية كالصلاة والصيام وغيرها من فرائض الإسلام , قال عزَّ وجلَّ : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا { (59) سورة الأحزاب} , وقال تعالى : وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ { (31) سورة النــور}.فالحجاب طهارة , قال عزَّ وجلَّ : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ { (53) سورة الأحزاب}. والحجاب تقوى , قال عزَّ وجلَّ : يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ { (26) سورة الأعراف}. والحجاب إيمان , فالله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات , فقد قال سبحانه : وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ { (31) سورة النــور} , وقال سبحانه : وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ { (59) سورة الأحزاب}.
ولما دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عليهن ثياب رقاق , قالت : ( إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات , وإن كنتن غير مؤمنات فتمتعن به ) .
وقد حذر سبحانه وتعالى المؤمنات من خطر التبرج , فقال عزَّ وجلَّ:
وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ { (33) سورة الأحزاب} .
فالتبرج سنة إبليسية , قال عزَّ وجلَّ : يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا{(27) سورة الأعراف}. وقد حذر النبي من التبرج فقال : ( صنفان من أهل النار لم أرهما ) الحديث , وفيه : (( ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات , رؤوسهن كأسنمة البخت ( الإبل ) المائلة لا يدخلن الجنة , ولا يجدن ريحها )) .
يا فتاة الإسلام
لا تقولي : " أنا واثقة في نفسي " , فمهما علا خلقك وحسن أدبك فلن تكوني كفاطمة الزهراء التي أمرها النبي بالحجاب .
لا تقولي : " القلب أبيض والنية سليمة " , فلو صلح القلب لصلحت الجوارح , قال : ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب ) .
لا تقولي : " ملابس محترمة ومحتشمة وخير الأمور الوسط " , فالله عزَّ وجلَّ هو الذي يشرع لا نحن , وما أمرنا به فهو الخير والصلاح وفيه السعادة .
لا تقولي : " سأرتديه عندما أتزوج " , فالله عزَّ وجلَّ يأمرك به الآن , واعلمي أن الله عزَّ وجلَّ قد جعل الطيبين للطيبات , فعليك أن تختاري الزوج التقي الذي يحرص على طاعة الله , ويغار على أهله .
عجباً , فمن الملاحظ أن الفتيات اللاتي يتبرجن ويظهرن زينتهن كي يعجل لهن بالزواج , قد تأخر سن زواجهن , والجزاء من جنس العمل .
أختي المسلمة :
اعلمي أن الحجاب الشرعي لابد له من صفات وشروط حتى تكوني قد امتثلت أمر الله عزَّ وجلَّ وأمر النبي , وهذه الشروط هي :
أن يكون ساترًا لجميع البدن : أما تغطية الوجه والكفين فمشروع .
يقول العلماء بوجوبه , ويقول البعض باستحبابه , أما إذا خيفت الفتنة منها أو عليها فيجب عليها ستر الوجه والكفين بالإجماع .
وهذا خلاف لما يحدث اليوم من كشف للذراعين والساقين والأعناق , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ألا يكون اللباس في نفسه زينة : لقوله تعالى: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ { (33) سورة الأحزاب }, وقد شرع الله عزَّ وجلَّ الحجاب ليستر زينة المرأة , فلا يعقل أن يكون هو في نفسه زينة تلفت الأنظار .
أن يكون صفيقاَ ثخيناً لا يشف : لأن الستر لا يتحقق إلا به , أما الشفاف فهو يجعل المرأة كاسية بالاسم , عارية في الحقيقة , قال http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/frown.gif( سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت , العنوهن فإنهن ملعونات )) , وهذا يدل على أن ارتداء المرأة ثوباً شفافاً رقيقاً يصفها من الكبائر المهلكة .
أن يكون فضفاضاً واسعاً غير ضيق : لأن الغرض من الحجاب منع الفتنة , والضيق يصف حجم جسمها أو بعضه ويصوره في أعين الرجال , وفي ذلك من الفساد والفتنة ما فيه .
ونحن نعجب كيف ترضى المسلمة أن ترتدي الملابس الضيقة , كالاستريتش , والبنطلونات , والبدي , وغيرها من الملابس التي ابتلينا بها في زماننا , علمًا بأنه يحرم على المرأة أن تجلس بمثل هذه الملابس – الاستريتش- أمام أبويها أو إخوانها , لأنه يصف الفخذ , وهو عورة بالاتفاق , حتى للرجال المحارم , فكيف تظهر بها أمام الرجال , قال : (( صنفان من أهل النار لم أرهما )) الحديث , وفيه : ( ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات , رؤوسهن كأسنمة البخت ( الإبل ) المائلة لا يرون يدخلن الجنة , ولا يجدن ريحها ) .
أن لا يكون مبخراً مطيباً : قال رسول الله : ( أيما إمرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ).
أن لا يشبه ملابس الرجال : قال رسول الله : (( ليس منا من تشبه بالرجال من النساء , ولا من تشبه بالنساء من الرجال )) .
وعن أبي هريرة قال : ( لعن رسول الله الرجل يلبس لبسة المرأة , والمرأة تلبس لبسة الرجل ) .
أن لا يشبه ملابس الكفار : قال رسول الله : (( من تشبه بقوم فهو منهم )) .وعن عبد الله بن عمرو قال : رآني رسول الله وعليَّ ثوبين معصفرين , فقال : ( إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها ).
أن لا تقصد به الشهرة بين الناس : قال رسول الله : " ومن لبس ثوب شهرة في الدنيا , ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة , ثم ألهب في النار " .
ولباس الشهرة هو كل ثوب يقصد به صاحبه الاشتهار بين الناس , سواء كان الثوب نفيساً , يلبسه تفاخراً بالدنيا وزينتها , أو خسيساً يلبسه إظهاراً للزهد والرياء , فهو يرتدي ثوباً مخالفاً مثلاً لألوان ثيابهم ليلفت نظر الناس إليه , وليختال عليهم بالكبر والعجب .
احذري التبرج المقنع
أختي المسلمة : إذا تدبرتِ الشروط السابقة تبين لك أن كثيراً من الفتيات المسميات بالمحجبات اليوم لسن من الحجاب في شيء , فقد زين أعداء المرأة ما يسمونه ( الحل الوسط ) الذي ترضى به المحجبة ربها – زعموا – وتحافظ على أناقتها في نفس الوقت : وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا (28) {سورة النساء سورة النساء} .
فقد ترى فتاة تكشف عن عنقها وذراعها أو ساقها وتزعم أنه محجبة ترضي ربها .
قد نرى فتاة ترتدي بنطلوناً ضيقاً أو حزاماً في الوسط وتزعم أنها محجبة ترضي ربها
الدين يسر
أختي المسلمة : إن الحجاب لم يُفرض عليكِ ضيقاً , وإنما تشريفاً لكِ وتكريماً , ففي ارتداء الحجاب الشرعي صيانة لكِ وحماية للمجتمع من ظهور الفساد وانتشار الفاحشة .
فلا تظني أن الحجاب عائق لكِ في الحياة , فإن الله جعل اليسر في طاعته : وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ { (78) سورة الحـج }.
وطاعته هي طريق السعادة : فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى { (123) سورة طـه }, وجعل الضيق في معصيته : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا { (124) سورة طـه} .فمن ظن أن الله يضيع من طاعه فقد ظن بالله ظن السوء .
سمعنا وأطعنا
إن المسلم الصادق يتلقى أمر ربه عزَّ وجلَّ ويبادر إلى ترجمته إلى واقع عملي حباًّ وكرامة للإسلام واعتزاز بشريعة الرحمن وسمعاً وطاعة لسنة خير الأنام : إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ { (51) سورة النــور} .
إذن لا خيار أمام أمر الله ولا تردد في امتثال حكم الله فهيا إلى التوبة أيتها الأخت المسلمة , إن كنتِ حقاًّ قد رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًّا وبمحمد نبيًّا ورسولاً , وبزوجاته وبناته ونساء المؤمنين أسوة وقدوة , سارعي إلى أمر الله وقولي كما قال موسى : وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى{ (84) سورة طـه} .
قولي كما قال المؤمنون والمؤمنات من قبل : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ { (285) سورة البقرة} .
قصة وعبرة
أختي المسلمة :تأملي قول الله عزَّ وجلَّ : إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{ (35) سورة آل عمران}. فقد نذرت هذه المرأة الصالحة مولودها أن يكون عبداً خالصاً لله فلما وضعه أُنثى قالت – كما قال الله تعالى على لسانها - : وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ { (36) سورة آل عمران}. فقد فطنت هذه المرأة الصالحة أن المرأة ليست مساوية للرجل في مجالات الدنيا ولكنها قد تتفوق في عبادة الله عزَّ وجلَّ , فوالله إن مريم بنت عمران خيرٌ من ألف , بل ملايين من رجال زماننا .
فالعلكِ أختي المسلمة أن تقبلي على كتاب الله وسنة رسوله فتعرفي كيف كرم الإسلام المرأة وحافظ على هذه اللؤلؤة , وتعرفي على الدور الذي حدده لكِ الإسلام , وما أعطه لكِ من حقوق , ولا تتبعي كل ناعق من الشرق والغرب .
قال أحدهم : (جئنا لننزع الحجاب عن المرأة المسلمة ونغطي به القرآن)!!
هذا ما أردنا بيانه,والحمد لله رب العالمين
"الحمد لله , وأشهد أن لا إله إلا الله , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
فإلى كل من رضيت بالله ربَّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيا ورسولا .إلى من تريد جنة عرضها السماوات والأرض , وتخاف من نار وقودها الناس والحجارة .
إلى كل هؤلاء نخاطب فيهن حبهن لله عزَّ وجلَّ , وحبهن للنبي , وحبهن للإسلام .
إلى هؤلاء نخاطب فيهن الفطرة السليمة التي تستجيب لنداء الحق:
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا { (36) سورة الأحزاب} , فالمسلم والمسلمة لا يرون لأنفسهم رأياً ولا حرية ولا اختيارًا بعد حكم الله ورسوله .
لماذا..............؟!!
أختي المسلمة إنه سؤال حائر يتردد في وجدان كل إنسان منا ألا وهو : لماذا خلقنا الله في هذه الدنيا ؟
فإذا تلمسنا الإجابة من كتاب الله عزَّ وجلَّ فإذا هي : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ { (56) سورة الذاريات} .
فعبادة الله عزَّ وجلَّ التي من أجلها خلق الإنسان وأُرسل إليه الرسل : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ { (25) سورة الأنبياء }, فأنقسم الناس إلى فريقين , فريق في الجنة وفريق في السعير .
والعبادة لا تقتصر على الصلاة والصيام فقط بل تشمل كل عمل وقول يحبه الله بل تشمل كل نواحي الحياة : قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) { سورة الأنعام} .
أختاه قد تسألين:
ولماذا أرتدي الحجاب؟!!
فالجواب : لأن حجاب المرأة المسلمة إنما هو فريضة شرعية كالصلاة والصيام وغيرها من فرائض الإسلام , قال عزَّ وجلَّ : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا { (59) سورة الأحزاب} , وقال تعالى : وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ { (31) سورة النــور}.فالحجاب طهارة , قال عزَّ وجلَّ : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ { (53) سورة الأحزاب}. والحجاب تقوى , قال عزَّ وجلَّ : يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ { (26) سورة الأعراف}. والحجاب إيمان , فالله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات , فقد قال سبحانه : وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ { (31) سورة النــور} , وقال سبحانه : وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ { (59) سورة الأحزاب}.
ولما دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عليهن ثياب رقاق , قالت : ( إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات , وإن كنتن غير مؤمنات فتمتعن به ) .
وقد حذر سبحانه وتعالى المؤمنات من خطر التبرج , فقال عزَّ وجلَّ:
وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ { (33) سورة الأحزاب} .
فالتبرج سنة إبليسية , قال عزَّ وجلَّ : يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا{(27) سورة الأعراف}. وقد حذر النبي من التبرج فقال : ( صنفان من أهل النار لم أرهما ) الحديث , وفيه : (( ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات , رؤوسهن كأسنمة البخت ( الإبل ) المائلة لا يدخلن الجنة , ولا يجدن ريحها )) .
يا فتاة الإسلام
لا تقولي : " أنا واثقة في نفسي " , فمهما علا خلقك وحسن أدبك فلن تكوني كفاطمة الزهراء التي أمرها النبي بالحجاب .
لا تقولي : " القلب أبيض والنية سليمة " , فلو صلح القلب لصلحت الجوارح , قال : ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب ) .
لا تقولي : " ملابس محترمة ومحتشمة وخير الأمور الوسط " , فالله عزَّ وجلَّ هو الذي يشرع لا نحن , وما أمرنا به فهو الخير والصلاح وفيه السعادة .
لا تقولي : " سأرتديه عندما أتزوج " , فالله عزَّ وجلَّ يأمرك به الآن , واعلمي أن الله عزَّ وجلَّ قد جعل الطيبين للطيبات , فعليك أن تختاري الزوج التقي الذي يحرص على طاعة الله , ويغار على أهله .
عجباً , فمن الملاحظ أن الفتيات اللاتي يتبرجن ويظهرن زينتهن كي يعجل لهن بالزواج , قد تأخر سن زواجهن , والجزاء من جنس العمل .
أختي المسلمة :
اعلمي أن الحجاب الشرعي لابد له من صفات وشروط حتى تكوني قد امتثلت أمر الله عزَّ وجلَّ وأمر النبي , وهذه الشروط هي :
أن يكون ساترًا لجميع البدن : أما تغطية الوجه والكفين فمشروع .
يقول العلماء بوجوبه , ويقول البعض باستحبابه , أما إذا خيفت الفتنة منها أو عليها فيجب عليها ستر الوجه والكفين بالإجماع .
وهذا خلاف لما يحدث اليوم من كشف للذراعين والساقين والأعناق , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ألا يكون اللباس في نفسه زينة : لقوله تعالى: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ { (33) سورة الأحزاب }, وقد شرع الله عزَّ وجلَّ الحجاب ليستر زينة المرأة , فلا يعقل أن يكون هو في نفسه زينة تلفت الأنظار .
أن يكون صفيقاَ ثخيناً لا يشف : لأن الستر لا يتحقق إلا به , أما الشفاف فهو يجعل المرأة كاسية بالاسم , عارية في الحقيقة , قال http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/frown.gif( سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت , العنوهن فإنهن ملعونات )) , وهذا يدل على أن ارتداء المرأة ثوباً شفافاً رقيقاً يصفها من الكبائر المهلكة .
أن يكون فضفاضاً واسعاً غير ضيق : لأن الغرض من الحجاب منع الفتنة , والضيق يصف حجم جسمها أو بعضه ويصوره في أعين الرجال , وفي ذلك من الفساد والفتنة ما فيه .
ونحن نعجب كيف ترضى المسلمة أن ترتدي الملابس الضيقة , كالاستريتش , والبنطلونات , والبدي , وغيرها من الملابس التي ابتلينا بها في زماننا , علمًا بأنه يحرم على المرأة أن تجلس بمثل هذه الملابس – الاستريتش- أمام أبويها أو إخوانها , لأنه يصف الفخذ , وهو عورة بالاتفاق , حتى للرجال المحارم , فكيف تظهر بها أمام الرجال , قال : (( صنفان من أهل النار لم أرهما )) الحديث , وفيه : ( ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات , رؤوسهن كأسنمة البخت ( الإبل ) المائلة لا يرون يدخلن الجنة , ولا يجدن ريحها ) .
أن لا يكون مبخراً مطيباً : قال رسول الله : ( أيما إمرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ).
أن لا يشبه ملابس الرجال : قال رسول الله : (( ليس منا من تشبه بالرجال من النساء , ولا من تشبه بالنساء من الرجال )) .
وعن أبي هريرة قال : ( لعن رسول الله الرجل يلبس لبسة المرأة , والمرأة تلبس لبسة الرجل ) .
أن لا يشبه ملابس الكفار : قال رسول الله : (( من تشبه بقوم فهو منهم )) .وعن عبد الله بن عمرو قال : رآني رسول الله وعليَّ ثوبين معصفرين , فقال : ( إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها ).
أن لا تقصد به الشهرة بين الناس : قال رسول الله : " ومن لبس ثوب شهرة في الدنيا , ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة , ثم ألهب في النار " .
ولباس الشهرة هو كل ثوب يقصد به صاحبه الاشتهار بين الناس , سواء كان الثوب نفيساً , يلبسه تفاخراً بالدنيا وزينتها , أو خسيساً يلبسه إظهاراً للزهد والرياء , فهو يرتدي ثوباً مخالفاً مثلاً لألوان ثيابهم ليلفت نظر الناس إليه , وليختال عليهم بالكبر والعجب .
احذري التبرج المقنع
أختي المسلمة : إذا تدبرتِ الشروط السابقة تبين لك أن كثيراً من الفتيات المسميات بالمحجبات اليوم لسن من الحجاب في شيء , فقد زين أعداء المرأة ما يسمونه ( الحل الوسط ) الذي ترضى به المحجبة ربها – زعموا – وتحافظ على أناقتها في نفس الوقت : وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا (28) {سورة النساء سورة النساء} .
فقد ترى فتاة تكشف عن عنقها وذراعها أو ساقها وتزعم أنه محجبة ترضي ربها .
قد نرى فتاة ترتدي بنطلوناً ضيقاً أو حزاماً في الوسط وتزعم أنها محجبة ترضي ربها
الدين يسر
أختي المسلمة : إن الحجاب لم يُفرض عليكِ ضيقاً , وإنما تشريفاً لكِ وتكريماً , ففي ارتداء الحجاب الشرعي صيانة لكِ وحماية للمجتمع من ظهور الفساد وانتشار الفاحشة .
فلا تظني أن الحجاب عائق لكِ في الحياة , فإن الله جعل اليسر في طاعته : وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ { (78) سورة الحـج }.
وطاعته هي طريق السعادة : فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى { (123) سورة طـه }, وجعل الضيق في معصيته : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا { (124) سورة طـه} .فمن ظن أن الله يضيع من طاعه فقد ظن بالله ظن السوء .
سمعنا وأطعنا
إن المسلم الصادق يتلقى أمر ربه عزَّ وجلَّ ويبادر إلى ترجمته إلى واقع عملي حباًّ وكرامة للإسلام واعتزاز بشريعة الرحمن وسمعاً وطاعة لسنة خير الأنام : إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ { (51) سورة النــور} .
إذن لا خيار أمام أمر الله ولا تردد في امتثال حكم الله فهيا إلى التوبة أيتها الأخت المسلمة , إن كنتِ حقاًّ قد رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًّا وبمحمد نبيًّا ورسولاً , وبزوجاته وبناته ونساء المؤمنين أسوة وقدوة , سارعي إلى أمر الله وقولي كما قال موسى : وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى{ (84) سورة طـه} .
قولي كما قال المؤمنون والمؤمنات من قبل : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ { (285) سورة البقرة} .
قصة وعبرة
أختي المسلمة :تأملي قول الله عزَّ وجلَّ : إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{ (35) سورة آل عمران}. فقد نذرت هذه المرأة الصالحة مولودها أن يكون عبداً خالصاً لله فلما وضعه أُنثى قالت – كما قال الله تعالى على لسانها - : وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ { (36) سورة آل عمران}. فقد فطنت هذه المرأة الصالحة أن المرأة ليست مساوية للرجل في مجالات الدنيا ولكنها قد تتفوق في عبادة الله عزَّ وجلَّ , فوالله إن مريم بنت عمران خيرٌ من ألف , بل ملايين من رجال زماننا .
فالعلكِ أختي المسلمة أن تقبلي على كتاب الله وسنة رسوله فتعرفي كيف كرم الإسلام المرأة وحافظ على هذه اللؤلؤة , وتعرفي على الدور الذي حدده لكِ الإسلام , وما أعطه لكِ من حقوق , ولا تتبعي كل ناعق من الشرق والغرب .
قال أحدهم : (جئنا لننزع الحجاب عن المرأة المسلمة ونغطي به القرآن)!!
هذا ما أردنا بيانه,والحمد لله رب العالمين