محمود عفيفى
15-12-2010, 03:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دخـل الزوج مستعجـلاً على زوجتـه و قال لهـا في حــدة :
" موعــد الرحـلة قـــد اقترب و لابــد أن نذهب للمطـار الآن "
شهقت الزوجـة في ذهول :
الآن ؟!
ــ نعم الآن
ــ ولكني لم انتهي من أعمـالي !
ــ و لماذا لم تُنهي عملك حتى الآن ؟
ألم تعلمي بأننا سننتقـــل إلى حيث أنتقل عملي وأننا سنسافر ؟!!!
ــ بلى ولكن ليس بهذه السرعة
ــ وما لأمر المهم الذي لم تنجزيه لعل الوقت يسعفنا لإتمامه قبل السفر .... ؟
قالت محاولةً التذكر :
هناك أمانة لقريبتي فلانة، و صحون و أغراض منزلية لجارتي فلانة
و غيرها لا أستطيع حصرها الآن
ــ وكِّلي إحدى أخواتك لتقوم بالمُهمة بالنيابة عنك
ــ حسناً و لكني لم أنظف المنزل جيداً
و من الصعب أن يأتي المستأجرون الجدد و هو بهذه الحالة
ــ لا تقلقي ربما يكونون أناساً طيبون فيقومون بتنظيفه دون أن يعتبوا عليكِ
ــ طيب بقي أهم شيء
ــ و ما هـــو ؟!
ــ لم أتوادع من أمي و أبي وأخوتي
ــ لا تخافي سيقدٌرون وضعنا و استعجالنا بالأمـر
"لحظـة صمـت"
الزوج منهياً المحادثة : و الآن هيـا لنذهب فرحلتنا قد اقتربت
ــ حسنـاً كما ترى
ــ اين أمتعتنا ؟
حدقت و عيناها قد اتسعتا :
مـااااااااذا أمتعتنا ؟!
صرخ وقـــد نَفـــذ صبرُه:
نعـــــــــــــم أمتعتنا ، أم أنكِ ترديننا أن نسـافر بدونهـــــا ؟
قالت بتردد و خوف :
و لكنـــــني ....... لم أُعـــــــ ــــــ ــدهـا بعــــ ـــــ ــد !!
/
,
/
ما رأيكم بحال هـــــذه المرأة ؟!
و هل تجـدون لهـا عذراً على إهمالها وتقصيرهـا ؟!
إن حالـــــنا لأشـــــد
استهتــــاراً
و إهمـــــالاً
و تقصـــيراً
من حــــال تلك المرأة
فسفرنا أبعـــد، و زادنا قليل ، و حملنـا ثقيل ،
قال الله تعالى :
( فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَيَسْتَقْدِمُونَ )
(الأعراف:34)
فمـاذا اعددنا لانتقالنا للدار الآخــرة ؟
و هل زادنــا يكفيــــــــــنا ؟
ألسنـا نعلم أن مصيرنـا الموت و أنه قد يأتيـنا بغتة ؟
فهل تهيأنــــا له ؟
أم أننا كتلك المرأة ؟!
بمقارنة بسيطـــة ، وجدت أننــا مع الأسف ، نشبهها في تقصيرهـا الى حداً كبير .
فهي لم تُرجع أغراض جاراتها إليهم ،
ونحن مكبلون بالأمانات و المستحقات للآخرين ،
فقد أكلنا حق هذا ، و ظلمنـا ذاك ، و اعتدينا على إخواننا المسلمين و آذيناهم ،
فلم تسلم منا أعراضهم و لا أنفسهم ،
و لنحــذر إخوتي قبل أن نقع فيمـا وقعت فيه أختنا ،
عندما تركت بيتها لمن بعدها قذراً و مهملاً ،
ولنبُادر إلى منازلنـا من الآن ، فننظفهـا من المنكرات ،
و نعمرُها بطاعة الله.
و لا نترك تلك المُهمة لمن بعدنا من الورثة ، فربمـا لا يكونون أهلاً لها ،
فنحمل ذنوبهم إلى ذنوبـنا و العياذ بالله .
و الأهـــل والأقــارب لنكن معهــم في وداعٍ دائم ،
فالوداع من اللحظـات الحميمـة ، التي تتسامح فيهـا القلوب،
و تتصافى فيها النفوس ، لأنهـا قد أيقنـت بالفُراق ،
فلنجدد ذلك الوداع ، بأن نُحسـن علاقتنا بأقاربنا ،
فنطلب العفـو و السمـاح ممن أخطأنا بحقــه ،
و نواصـل من قطعــــنا ،
و نواسي من يحتـاجنا ،
حتى إن غادرنا ،
كنا كمن طاف بأهله فودعهم جميعـاً ،
و ترك في قلب كلٍ منهم ذكراً طيباً و ترحماً عليه .
والآن بقي الأهــــم ..
حتى لا نُدرك مدى تقصيرنا واستهتارنا بعد فوات الأوان كما فعلت تلك المرآة !
لنبدأ بتجهــيز أمتعتنا للرحيل بأي وقـــت ،
فنبادر للتوبة ونعزم على الإستقامة و الإنابة ، و نحرص على الاستزادة من أعمال الخير و البر ، و مداومة الصلاة و الذكر ،
و الابتعاد عن الفتن و أبواب الشــــر ،
فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جمـاد
ستندم إن رحلـت بغير زاد *** وتشـقى إذ يناديك المـنادي
فلا تأمن لذي الدنيا صلاحا *** فإن صلاحها عين الفسـاد
ولا تــفرح بمــال تقتنيـــه *** فإنك فيــه معكــوس المراد
وتب مما جنيت وأنت حــي *** وكن متنبهــا قبــل الرقــاد
أترضى أن تكــون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد؟!
فالبــدار ، البــدار أحبتـي
و لنستعـد من الآن للإنتقال
من دار الابتلاء ونبع الفتنة ، إلى دار الطمأنينة و روضة من رياض الجنة ,
منقول للموعظة
دخـل الزوج مستعجـلاً على زوجتـه و قال لهـا في حــدة :
" موعــد الرحـلة قـــد اقترب و لابــد أن نذهب للمطـار الآن "
شهقت الزوجـة في ذهول :
الآن ؟!
ــ نعم الآن
ــ ولكني لم انتهي من أعمـالي !
ــ و لماذا لم تُنهي عملك حتى الآن ؟
ألم تعلمي بأننا سننتقـــل إلى حيث أنتقل عملي وأننا سنسافر ؟!!!
ــ بلى ولكن ليس بهذه السرعة
ــ وما لأمر المهم الذي لم تنجزيه لعل الوقت يسعفنا لإتمامه قبل السفر .... ؟
قالت محاولةً التذكر :
هناك أمانة لقريبتي فلانة، و صحون و أغراض منزلية لجارتي فلانة
و غيرها لا أستطيع حصرها الآن
ــ وكِّلي إحدى أخواتك لتقوم بالمُهمة بالنيابة عنك
ــ حسناً و لكني لم أنظف المنزل جيداً
و من الصعب أن يأتي المستأجرون الجدد و هو بهذه الحالة
ــ لا تقلقي ربما يكونون أناساً طيبون فيقومون بتنظيفه دون أن يعتبوا عليكِ
ــ طيب بقي أهم شيء
ــ و ما هـــو ؟!
ــ لم أتوادع من أمي و أبي وأخوتي
ــ لا تخافي سيقدٌرون وضعنا و استعجالنا بالأمـر
"لحظـة صمـت"
الزوج منهياً المحادثة : و الآن هيـا لنذهب فرحلتنا قد اقتربت
ــ حسنـاً كما ترى
ــ اين أمتعتنا ؟
حدقت و عيناها قد اتسعتا :
مـااااااااذا أمتعتنا ؟!
صرخ وقـــد نَفـــذ صبرُه:
نعـــــــــــــم أمتعتنا ، أم أنكِ ترديننا أن نسـافر بدونهـــــا ؟
قالت بتردد و خوف :
و لكنـــــني ....... لم أُعـــــــ ــــــ ــدهـا بعــــ ـــــ ــد !!
/
,
/
ما رأيكم بحال هـــــذه المرأة ؟!
و هل تجـدون لهـا عذراً على إهمالها وتقصيرهـا ؟!
إن حالـــــنا لأشـــــد
استهتــــاراً
و إهمـــــالاً
و تقصـــيراً
من حــــال تلك المرأة
فسفرنا أبعـــد، و زادنا قليل ، و حملنـا ثقيل ،
قال الله تعالى :
( فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَيَسْتَقْدِمُونَ )
(الأعراف:34)
فمـاذا اعددنا لانتقالنا للدار الآخــرة ؟
و هل زادنــا يكفيــــــــــنا ؟
ألسنـا نعلم أن مصيرنـا الموت و أنه قد يأتيـنا بغتة ؟
فهل تهيأنــــا له ؟
أم أننا كتلك المرأة ؟!
بمقارنة بسيطـــة ، وجدت أننــا مع الأسف ، نشبهها في تقصيرهـا الى حداً كبير .
فهي لم تُرجع أغراض جاراتها إليهم ،
ونحن مكبلون بالأمانات و المستحقات للآخرين ،
فقد أكلنا حق هذا ، و ظلمنـا ذاك ، و اعتدينا على إخواننا المسلمين و آذيناهم ،
فلم تسلم منا أعراضهم و لا أنفسهم ،
و لنحــذر إخوتي قبل أن نقع فيمـا وقعت فيه أختنا ،
عندما تركت بيتها لمن بعدها قذراً و مهملاً ،
ولنبُادر إلى منازلنـا من الآن ، فننظفهـا من المنكرات ،
و نعمرُها بطاعة الله.
و لا نترك تلك المُهمة لمن بعدنا من الورثة ، فربمـا لا يكونون أهلاً لها ،
فنحمل ذنوبهم إلى ذنوبـنا و العياذ بالله .
و الأهـــل والأقــارب لنكن معهــم في وداعٍ دائم ،
فالوداع من اللحظـات الحميمـة ، التي تتسامح فيهـا القلوب،
و تتصافى فيها النفوس ، لأنهـا قد أيقنـت بالفُراق ،
فلنجدد ذلك الوداع ، بأن نُحسـن علاقتنا بأقاربنا ،
فنطلب العفـو و السمـاح ممن أخطأنا بحقــه ،
و نواصـل من قطعــــنا ،
و نواسي من يحتـاجنا ،
حتى إن غادرنا ،
كنا كمن طاف بأهله فودعهم جميعـاً ،
و ترك في قلب كلٍ منهم ذكراً طيباً و ترحماً عليه .
والآن بقي الأهــــم ..
حتى لا نُدرك مدى تقصيرنا واستهتارنا بعد فوات الأوان كما فعلت تلك المرآة !
لنبدأ بتجهــيز أمتعتنا للرحيل بأي وقـــت ،
فنبادر للتوبة ونعزم على الإستقامة و الإنابة ، و نحرص على الاستزادة من أعمال الخير و البر ، و مداومة الصلاة و الذكر ،
و الابتعاد عن الفتن و أبواب الشــــر ،
فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جمـاد
ستندم إن رحلـت بغير زاد *** وتشـقى إذ يناديك المـنادي
فلا تأمن لذي الدنيا صلاحا *** فإن صلاحها عين الفسـاد
ولا تــفرح بمــال تقتنيـــه *** فإنك فيــه معكــوس المراد
وتب مما جنيت وأنت حــي *** وكن متنبهــا قبــل الرقــاد
أترضى أن تكــون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد؟!
فالبــدار ، البــدار أحبتـي
و لنستعـد من الآن للإنتقال
من دار الابتلاء ونبع الفتنة ، إلى دار الطمأنينة و روضة من رياض الجنة ,
منقول للموعظة