جروح بارده
22-12-2010, 06:45 PM
http://www.islamdor.com/vb/images/bsm-allah3.gif
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كرامة الوليّ بمفهوم أهل السّنّة والجماعة
كرامة الولي...هي صفة خارقة للعادة...وهي تأتي بعد معجزات الأنبياء والرّسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين...وبهذه الصّفة يتميّز الشخص عن باقي النّاس العاديّين ..وتطبعه بطابع الصّلاح والخير...بما حباه الله سبحانه من جمال هذه الصّفة وتفوّق القدرة عن تصوّرها في تجاوز عقبات ومخاطر لايخطر لِبَالِ إنسان أن يتجاوزها في الحالة العاديّة...
وقد عرّفها المختصّون في الشّريعة بما يوافق طريق أهل السّنّة والجماعة...وميّزوها عمّا يعتقده فيها مخالفو السّلف الصّالح ...
وسوف أنقلكم الآن...في هذه الصّفحة المتواضعة إلى تفسير الظّاهرة
تفسيرًا شرعيًّا ...يوافق طريق أهل السّنّة...وإليكموه...إن شاء الله..:
كرامات الأوليــاء
بقلم ؛ فضيلة الشيخ / صفوت الشوادفي
الحمدلله وحده . والصـلاة و السلام علي من لا نبي بعده ... وبعد :
فإن أهل السنة و الجماعة - وهم أسوتنا و قدوتنا - يؤمنون بوقوع الكرامات علي أيدي الصالحين ؛ وهم المؤمنون المتقون .
والكرامة - عند علماء الشريعة - أمـر خارق للعادة ، يظهره الله عز و جل علي أيدي أوليـائه .
والكرامات للأوليـاء تشبه معجزات الأنبيـاء في نقضها للعادة المعروفة ، وبينهما فروق كثيرة ؛ من أهمها أن الكرامة غير مقرونة بدعوى النبوة ، وليست إرهاصاً لها ، و غير مقرونة كذلك بالتحدي ، ويمكن للعبد الصالح أن تقع له كرامة أو كرامات ، و هو لا يعلم بها !!؟
و أهم الفروق بينهما ؛ أن الكرامة - علي القول الراجح - لا يمكن أن تبلغ إلى مثل معجزات الأنبيـاء و المرسلين ، و لا تكون مساوية لها علي الإطلاق ، فكل ما وقع معجزة لنبي لا يمكن أن يقع كرامة لولي !
ضوابط الكرامة و شروطها (1) :
ليس كل ما يظهر علي أيدي الصالحين - أو غيرهـم - يكون كرامة من الله عز و جل ، بل قد تكون غواية من الشيطان ، أو إضـلالاً من بعض الجان ، من أجـل هـذا وضع العلماء شـروطاً تعرف بها الكرامة التي هي منحة إلهيّة ، وتتميز عن الخوارق التي هي حيلة شيطانية !
ومن أهم تلك الشروط :
1- أن يكون صاحب الكرامة مؤمناً تقياً ، لقوله تعالى : " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون * الذين ءامنوا و كانوا يتقون " [ يونس : 63،62 ]
وهـذا يعني : أن كلّ مؤمن تقي فهو لله وليّ ، وعلامته أداء الفراض والواجبات ، وترك المحرمات ، ثم التقرب إلي الله بفعل المستحبات وترك المكروهات .
2- ألا يدعي صاحب الكرامة الولاية .
لأنّ ادّعاء العبد الولاية لنفسه أو لغيره رجم بالغيب ! وذلك لأنّ المؤمن لا يدري ما الذي قبله الله من أعماله ، وما الذي رده من غير قبول ! والله يقول : " إنما يتقبل الله من المتقين " [ المائدة : 27 ].
ولأنّ ادّعـاء الولاية - كذلك - تزكية للنفس قد نهى عنها القرآن الكريم في قوله تعالى:" فـلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى "[ النجم : 32 ]
3- أن لا تكون الكرامة سبباً في ترك شئ من الواجبات .
4- أن لا تخالف الكرامة أمراً من أمور الدين .
قال الشاطبي - رحمه الله - : ( إن الشريعة كما أنها عامة في جميع المكلفين ، وجارية علي مختلف أحوالهم ، فهي عامة أيضاً بالنسبة إلى عالم الغيب ،وعالم الشهادة من جهة كلّ مكلف ، فإليها نردّ كلّ ما جاءنا من جهة الباطن كما نرد إليها كل ما في الظاهر ) .
فمن أخبر أن رسول الله http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif قد جاءه يقظة بعد موته ، فهذا من الكذب و كيد الشيطان .
هـذا وقد وردت أمثلة كثيرة لكرامات الأوليـاء في الكتاب و السنة الصحيحة نذكر بعضها لتأكيد وتثبيت هذه العقيدة الصحيحة ، و إقامة الحجة الدامغة على منكري الكرامات من أهل الزيغ و الضلال .
? كرامات وردت في القرآن الكريم :
* قوله تعالى في قصة مريم ، عليها السلام : " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أني لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب "[ آل عمران : 37 ]
وقـد ذكر المفسرون في بيان هذة الكرامة أقوالاً كثيرة يرجع إليها في كتب التفسير .
وكذلك قوله تعالى في نفس القصة : " وهزّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا " [ مريم : 25 ]
ومن المعلوم أن النخلة لا يقدر على هزّها لإسقاط الرطب عصبة من الرجال الأقوياء ، فكيف تفعل ذلك امرأة في حال الولادة و الضعف ؟!! فهي كرامة ظاهرة .
* ومنها قوله تعالى عن زوجة إبراهيم الخليل عليه السلام : " وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق و من وراء إسحق يعقوب * قالت يا ويلتى أألد و أنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيئٌ عجيب "[ هود : 71،72 ] قال المفسرون : ضحكت أي: حاضت ، و هي في سن الشيخوخة .
* ومن الكرامات في القرآن أيضاً ما جاء في قصة سليمان عليه السلام : " قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك "[ النمل : 40 ] و كان الحديث عن عرش بلقيس .
? كرامات وردت في السنة الصحيحة :
* منها ما ورد في (( صحيح البخاري )) من ح عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : (( وافقت ربي في ثلاث !! فقلت : يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) [ البقـرة : 125 ] ؛ و آية الحجاب ، قلت : يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر و الفاجر فنزلت آية الحجاب ؛ واجتمع نساء النبي صلي الله عليه و سلم في الغيرة عليه فقلت لهن :" عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن ، فنزلت هذه الآية " .
و هي كرامات ظاهرة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، وقد حدث له غيرها كثير من الموافقات
* ومن الكرامات الواردة في السنة الصحيحة حديث الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار ، فنزلت صخرة عظيمة فسدت عليهم باب الغار ، فدعا كل منهم ربه وتوسل إليه بأعظم عمل صالح فعله في حياته ، حتى فرج الله عنهم وفتح باب الغار . وهو حديث صحيح (( رواة البخاري و مسلم )) .
* وقـد ورد في السنة كرامات كثيرة لأوليـاء الله الصالحين أصحاب رسول الله http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif كأسيد بن حضير ، و عباد بن بشير ، وعاصم بن ثابت ، وغير هؤلاء كثير . وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون و بقية العشرة المبشرين . وكذلك ثبتت كرامات كثيرة للصالحين من التابعين رضي الله عنهم .
ومن أراد أن يقف على هذه الكرامات بشئ من التفصيل فليرجع إلي المجلد الخامس من كتاب (( أصول الإعتقـاد )) لللالكائي ، وكتاب (( سيف الله على من كذب على أوليـاء الله )) تأليف صـنع الله الحنفي .
هـذا و ينبغي التنبيـه على مسألتين عظيمتين تتعلقان بموضوع كرامات الأوليـاء :
الأولـى : لا توجد علاقة شرعية بين الولاية و الضريح ، فليس كل مدفون في ضريح يكون من أوليـاء الله ، فقد يدفن في الضريح فاسق أو فاجر ، وقد يدفن ولي الله في شق أو لحد لا يعرف أحد مكانه .
وقد تعلق بأذهان العوام و الجهال هذه العلاقة الوهمية ، لكن الحقيقة أن الولاية إيمان و تقوى ، و الضريح قبر مـبتدع مخالف للسنة الصحيحة ، و إنما وقعت المخالفة ممن بناه و شيده وليست ممن دُفن فيه إلا إذا أوصــى بذلك أو رضي به حال حياته .
و أما المسألة الثانية : فهي الخلط الذي يقع عند بعض الناس بين الكرامة الربانية و الخوارق الشيطانية
و هـذا مثال يوضح هذا الفرق المهم :
قال ابن الحاج - رحمه الله - حكي عن بعض المريدين أنه كان يحضر مجلس شيخه ، ثم انقطع فسأل الشيخ عنه فقالوا له : هو في عافية فأرسل إليه فحضر فسأله ما الموجب لإنقطاعك ؟!
فقال : يا سيدي كنت أجئ لكي أصل ، و الآن قد وصلت فلا حاجة تدعو إلى الحضور . فسأله عن كيفية وصوله !! فأخبره : أنه في كل ليلة يصلي ورده في الجنة . فقال له الشيخ : يا بني ، والله ما دخلتها أبداً ، فلعلك أن تتفضل علي فتأخذني معك لعلي أن أدخلها كما دخلتها أنت . قال : نعم . فبات الشيخ عند المريد ، فلما أن كان بعد العشاء جاء طائر فنزل عند الباب فقال المريد للشيخ : هذا الطائر الذي يحملني في كل ليلة علي ظهره إلى الجنة .
فركب الشيخ و المريد على ظهر الطائر بهما ساعة ثم نزل بهما في موضع كثير الشجر ، فقام المريد ليصلي وقعد الشيخ ، فقال له المريد : يا سيدي ، أما تقوم الليلة ؟! فقال الشيخ : يا بني الجنة هذه و ليس في الجنة صـلاة . فبقي المريد يصلي والشيخ قاعد .
فلما طلع الفجر جاء الطائر و نزل ، فقال المريد للشيخ : قم بنا نرجع إلى موضعنا . فقال له الشيخ : اجلس ، ما رأيت أحدا يدخل الجنة و يخرج منها . فجعل الطائر يضرب بأجنحته ويصيح حتى أراهم أن الأرض تتحرك بهم . فبقي المريد يقول للشيخ : قم بنا لئلا يجري علينا منه شئ . فقال له الشيخ : هذا يضحك عليك ، يريد أن يخرجك من الجنة ، فاستفتح الشيخ يقرأ القرآن ، فذهب الطائر و بقيا كذلك إلى أن تبين الضوء ، وإذا هما على مزبلة و العذرة و النجاسات حولهما ، فصفع الشيخ المريد و قال له : هذه الجنة التي أوصلك الشيطان إليها .
إن الصوفية تعيش بين الأوهـام و الأحـلام ! وتستمد معظم عقيدتها من الخيال الذي أورثه الخبال !
والله أعلم ... وصلى الله وسلم وبارك علي نبينا محمد و آله و صحبه..
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كرامة الوليّ بمفهوم أهل السّنّة والجماعة
كرامة الولي...هي صفة خارقة للعادة...وهي تأتي بعد معجزات الأنبياء والرّسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين...وبهذه الصّفة يتميّز الشخص عن باقي النّاس العاديّين ..وتطبعه بطابع الصّلاح والخير...بما حباه الله سبحانه من جمال هذه الصّفة وتفوّق القدرة عن تصوّرها في تجاوز عقبات ومخاطر لايخطر لِبَالِ إنسان أن يتجاوزها في الحالة العاديّة...
وقد عرّفها المختصّون في الشّريعة بما يوافق طريق أهل السّنّة والجماعة...وميّزوها عمّا يعتقده فيها مخالفو السّلف الصّالح ...
وسوف أنقلكم الآن...في هذه الصّفحة المتواضعة إلى تفسير الظّاهرة
تفسيرًا شرعيًّا ...يوافق طريق أهل السّنّة...وإليكموه...إن شاء الله..:
كرامات الأوليــاء
بقلم ؛ فضيلة الشيخ / صفوت الشوادفي
الحمدلله وحده . والصـلاة و السلام علي من لا نبي بعده ... وبعد :
فإن أهل السنة و الجماعة - وهم أسوتنا و قدوتنا - يؤمنون بوقوع الكرامات علي أيدي الصالحين ؛ وهم المؤمنون المتقون .
والكرامة - عند علماء الشريعة - أمـر خارق للعادة ، يظهره الله عز و جل علي أيدي أوليـائه .
والكرامات للأوليـاء تشبه معجزات الأنبيـاء في نقضها للعادة المعروفة ، وبينهما فروق كثيرة ؛ من أهمها أن الكرامة غير مقرونة بدعوى النبوة ، وليست إرهاصاً لها ، و غير مقرونة كذلك بالتحدي ، ويمكن للعبد الصالح أن تقع له كرامة أو كرامات ، و هو لا يعلم بها !!؟
و أهم الفروق بينهما ؛ أن الكرامة - علي القول الراجح - لا يمكن أن تبلغ إلى مثل معجزات الأنبيـاء و المرسلين ، و لا تكون مساوية لها علي الإطلاق ، فكل ما وقع معجزة لنبي لا يمكن أن يقع كرامة لولي !
ضوابط الكرامة و شروطها (1) :
ليس كل ما يظهر علي أيدي الصالحين - أو غيرهـم - يكون كرامة من الله عز و جل ، بل قد تكون غواية من الشيطان ، أو إضـلالاً من بعض الجان ، من أجـل هـذا وضع العلماء شـروطاً تعرف بها الكرامة التي هي منحة إلهيّة ، وتتميز عن الخوارق التي هي حيلة شيطانية !
ومن أهم تلك الشروط :
1- أن يكون صاحب الكرامة مؤمناً تقياً ، لقوله تعالى : " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون * الذين ءامنوا و كانوا يتقون " [ يونس : 63،62 ]
وهـذا يعني : أن كلّ مؤمن تقي فهو لله وليّ ، وعلامته أداء الفراض والواجبات ، وترك المحرمات ، ثم التقرب إلي الله بفعل المستحبات وترك المكروهات .
2- ألا يدعي صاحب الكرامة الولاية .
لأنّ ادّعاء العبد الولاية لنفسه أو لغيره رجم بالغيب ! وذلك لأنّ المؤمن لا يدري ما الذي قبله الله من أعماله ، وما الذي رده من غير قبول ! والله يقول : " إنما يتقبل الله من المتقين " [ المائدة : 27 ].
ولأنّ ادّعـاء الولاية - كذلك - تزكية للنفس قد نهى عنها القرآن الكريم في قوله تعالى:" فـلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى "[ النجم : 32 ]
3- أن لا تكون الكرامة سبباً في ترك شئ من الواجبات .
4- أن لا تخالف الكرامة أمراً من أمور الدين .
قال الشاطبي - رحمه الله - : ( إن الشريعة كما أنها عامة في جميع المكلفين ، وجارية علي مختلف أحوالهم ، فهي عامة أيضاً بالنسبة إلى عالم الغيب ،وعالم الشهادة من جهة كلّ مكلف ، فإليها نردّ كلّ ما جاءنا من جهة الباطن كما نرد إليها كل ما في الظاهر ) .
فمن أخبر أن رسول الله http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif قد جاءه يقظة بعد موته ، فهذا من الكذب و كيد الشيطان .
هـذا وقد وردت أمثلة كثيرة لكرامات الأوليـاء في الكتاب و السنة الصحيحة نذكر بعضها لتأكيد وتثبيت هذه العقيدة الصحيحة ، و إقامة الحجة الدامغة على منكري الكرامات من أهل الزيغ و الضلال .
? كرامات وردت في القرآن الكريم :
* قوله تعالى في قصة مريم ، عليها السلام : " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أني لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب "[ آل عمران : 37 ]
وقـد ذكر المفسرون في بيان هذة الكرامة أقوالاً كثيرة يرجع إليها في كتب التفسير .
وكذلك قوله تعالى في نفس القصة : " وهزّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا " [ مريم : 25 ]
ومن المعلوم أن النخلة لا يقدر على هزّها لإسقاط الرطب عصبة من الرجال الأقوياء ، فكيف تفعل ذلك امرأة في حال الولادة و الضعف ؟!! فهي كرامة ظاهرة .
* ومنها قوله تعالى عن زوجة إبراهيم الخليل عليه السلام : " وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق و من وراء إسحق يعقوب * قالت يا ويلتى أألد و أنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيئٌ عجيب "[ هود : 71،72 ] قال المفسرون : ضحكت أي: حاضت ، و هي في سن الشيخوخة .
* ومن الكرامات في القرآن أيضاً ما جاء في قصة سليمان عليه السلام : " قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك "[ النمل : 40 ] و كان الحديث عن عرش بلقيس .
? كرامات وردت في السنة الصحيحة :
* منها ما ورد في (( صحيح البخاري )) من ح عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : (( وافقت ربي في ثلاث !! فقلت : يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) [ البقـرة : 125 ] ؛ و آية الحجاب ، قلت : يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر و الفاجر فنزلت آية الحجاب ؛ واجتمع نساء النبي صلي الله عليه و سلم في الغيرة عليه فقلت لهن :" عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن ، فنزلت هذه الآية " .
و هي كرامات ظاهرة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، وقد حدث له غيرها كثير من الموافقات
* ومن الكرامات الواردة في السنة الصحيحة حديث الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار ، فنزلت صخرة عظيمة فسدت عليهم باب الغار ، فدعا كل منهم ربه وتوسل إليه بأعظم عمل صالح فعله في حياته ، حتى فرج الله عنهم وفتح باب الغار . وهو حديث صحيح (( رواة البخاري و مسلم )) .
* وقـد ورد في السنة كرامات كثيرة لأوليـاء الله الصالحين أصحاب رسول الله http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif كأسيد بن حضير ، و عباد بن بشير ، وعاصم بن ثابت ، وغير هؤلاء كثير . وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون و بقية العشرة المبشرين . وكذلك ثبتت كرامات كثيرة للصالحين من التابعين رضي الله عنهم .
ومن أراد أن يقف على هذه الكرامات بشئ من التفصيل فليرجع إلي المجلد الخامس من كتاب (( أصول الإعتقـاد )) لللالكائي ، وكتاب (( سيف الله على من كذب على أوليـاء الله )) تأليف صـنع الله الحنفي .
هـذا و ينبغي التنبيـه على مسألتين عظيمتين تتعلقان بموضوع كرامات الأوليـاء :
الأولـى : لا توجد علاقة شرعية بين الولاية و الضريح ، فليس كل مدفون في ضريح يكون من أوليـاء الله ، فقد يدفن في الضريح فاسق أو فاجر ، وقد يدفن ولي الله في شق أو لحد لا يعرف أحد مكانه .
وقد تعلق بأذهان العوام و الجهال هذه العلاقة الوهمية ، لكن الحقيقة أن الولاية إيمان و تقوى ، و الضريح قبر مـبتدع مخالف للسنة الصحيحة ، و إنما وقعت المخالفة ممن بناه و شيده وليست ممن دُفن فيه إلا إذا أوصــى بذلك أو رضي به حال حياته .
و أما المسألة الثانية : فهي الخلط الذي يقع عند بعض الناس بين الكرامة الربانية و الخوارق الشيطانية
و هـذا مثال يوضح هذا الفرق المهم :
قال ابن الحاج - رحمه الله - حكي عن بعض المريدين أنه كان يحضر مجلس شيخه ، ثم انقطع فسأل الشيخ عنه فقالوا له : هو في عافية فأرسل إليه فحضر فسأله ما الموجب لإنقطاعك ؟!
فقال : يا سيدي كنت أجئ لكي أصل ، و الآن قد وصلت فلا حاجة تدعو إلى الحضور . فسأله عن كيفية وصوله !! فأخبره : أنه في كل ليلة يصلي ورده في الجنة . فقال له الشيخ : يا بني ، والله ما دخلتها أبداً ، فلعلك أن تتفضل علي فتأخذني معك لعلي أن أدخلها كما دخلتها أنت . قال : نعم . فبات الشيخ عند المريد ، فلما أن كان بعد العشاء جاء طائر فنزل عند الباب فقال المريد للشيخ : هذا الطائر الذي يحملني في كل ليلة علي ظهره إلى الجنة .
فركب الشيخ و المريد على ظهر الطائر بهما ساعة ثم نزل بهما في موضع كثير الشجر ، فقام المريد ليصلي وقعد الشيخ ، فقال له المريد : يا سيدي ، أما تقوم الليلة ؟! فقال الشيخ : يا بني الجنة هذه و ليس في الجنة صـلاة . فبقي المريد يصلي والشيخ قاعد .
فلما طلع الفجر جاء الطائر و نزل ، فقال المريد للشيخ : قم بنا نرجع إلى موضعنا . فقال له الشيخ : اجلس ، ما رأيت أحدا يدخل الجنة و يخرج منها . فجعل الطائر يضرب بأجنحته ويصيح حتى أراهم أن الأرض تتحرك بهم . فبقي المريد يقول للشيخ : قم بنا لئلا يجري علينا منه شئ . فقال له الشيخ : هذا يضحك عليك ، يريد أن يخرجك من الجنة ، فاستفتح الشيخ يقرأ القرآن ، فذهب الطائر و بقيا كذلك إلى أن تبين الضوء ، وإذا هما على مزبلة و العذرة و النجاسات حولهما ، فصفع الشيخ المريد و قال له : هذه الجنة التي أوصلك الشيطان إليها .
إن الصوفية تعيش بين الأوهـام و الأحـلام ! وتستمد معظم عقيدتها من الخيال الذي أورثه الخبال !
والله أعلم ... وصلى الله وسلم وبارك علي نبينا محمد و آله و صحبه..