أبو يوسف
24-12-2010, 10:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أروع ما قرأت لماجد الوبيران
إن كانت اللُّغات هي أصواتٌ وكلماتْ .. فإن الدُّموع هي لُغة حروفها الأنَّات ، ومِدادُها القَطَراتْ ... الدُّموع .. رسائل مُعبرة .. تكون في أوقات كثيرة مقبولة واردة .. وتكون في أُخرى مؤثرة حارقة !! كُلنا نبكي ، ولا بُدَّ أن نبكي .. نبكي ؛ لنشعرَ بإيماننا وإنسانيتنا .. نبكي لأننا نُحس فنتأثرْ .. نبكي لأننا نتألم فنرحمْ !!
تتساقط الدموع من عيني الإنسان في المواقف المؤثرة .. فيبكي بنشيجٍ مؤلم يملأ الدروب .. أو بصمتٍ كئيب يعصر القلوب ... تنسكبُ الدموع من عيون الكبار والصغار .. ومن مُقل العظماء والضعفاء .. فالكُل في البكاء سواء .. يبكون ليُزيلوا القَتَر عن وجوههم بأمواه مدامعهم .. وليُذهبوا خَبَث قلوبهم بوَبْل محاجرهم ..
ظلَّ نوح عليه السلام يبكي على قومه حتى شَقَّت الدموع الأخاديد في الخدود ؛ فصار اسمه نوحًا من شدَّة نَوْحه على قومه .. وفاضت عينا الحبيب عليه الصلاة والسلام في مواقف كثيرة مؤثِّرة !! لا رَيب في أنْ نحزن .. ولا عَيب في أن نبكي .. فنحنُ بَشر .. حياتنا دقائق نقضيها بين الحزن والفرحْ .. والسرور والتَرحْ !!
حين يبكي الطفل ، فهو يقول لك : اُنظر إليَّ .. أَحسسْ بي .. وما أقسى بكاء الأطفال حين يكون بسبب الكبار !! وحين تبكي المرأة ، فاربأ بنفسك أن تقول : " دموع التماسيح " .. بل اعملْ على إزالة حُزنها ، وتبديد شكواها .. ولا تنسَ بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد مسح دموع أم المؤمنين صفية بنت حيي - رضي الله عنها - بيده ، لَمَّا اعتلَّ بعيرها في سَفر !! وحين يبكي الرجل أو الشيخ ، فاعلمْ بأنه قد حَمل هَمًّا .. فالكبار هم مَن يبكون .. فهم من يحملون هموم الناس كما يحمل الحطَّاب الحطب .. يجمعه ، ثم يُشعله ؛ فيشعر بالدفء !!
إن الدموع ما كانت لتنهمر من سُحب الآماق إلَّا بعد أن حَزن الفؤاد ، وثار مكنون النفس .. فسَالت مجاري الدموع بماء القلوب !! فالدموع ليست لطرد الأجسام الغريبة ، وترطيب العين كما هي في التعريفات الجامدة جمود القلوب القاسية !! بل الدموع هي لُغة سامية راقية لا يُطلقها إلا أصحاب القلوب الحية .. ولا تُرسلها إلا صاحبات الأفئدة النقية !! ولا يُقدِّرها إلا مَن حَباه الله نفسًا رحيمة ، ومشاعر إنسانية .. فيعمل على إزاحة الشكوى ، وإزالة البلوى .. حتى وإن كان يعيش بقلبٍ تَلُفه الأحزان ، وتطويه الهموم .. فهو إنسانٌ اعتاد إطفاء نِيران الجِراح .. وإضاءة قناديل الأفراح ؛ ليفرحَ الناس ولو للحظات !!
ما أعظم الدمعة التي تُبعد صاحبها عن النار حين هَوتْ من خشية الله !! وما أجمل الدمعة التي تنأى بصاحبها عن الوقوع في مستنقعات الوحشية ، ودهاليز القسوة !! وما أصدق الدمعة التي تدُلُّ على إيمان صاحبها ، وسمو نفسه !! الإنسان يأتي إلى هذه الدُّنيا وهو يبكي .. ولكنه بكاء وصراخ يفرح معه الجميع بقدوم صغير وليد ، وإنسان جديد ... ويبكي الإنسان عند رحيل عزيز فقيد ، وقريب نَديد !!
فإذا رأيتَ مَن يبكي ... فاصمتْ .. فالصمتُ في عَرصات البكاء ... بُكاءُ !!
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أروع ما قرأت لماجد الوبيران
إن كانت اللُّغات هي أصواتٌ وكلماتْ .. فإن الدُّموع هي لُغة حروفها الأنَّات ، ومِدادُها القَطَراتْ ... الدُّموع .. رسائل مُعبرة .. تكون في أوقات كثيرة مقبولة واردة .. وتكون في أُخرى مؤثرة حارقة !! كُلنا نبكي ، ولا بُدَّ أن نبكي .. نبكي ؛ لنشعرَ بإيماننا وإنسانيتنا .. نبكي لأننا نُحس فنتأثرْ .. نبكي لأننا نتألم فنرحمْ !!
تتساقط الدموع من عيني الإنسان في المواقف المؤثرة .. فيبكي بنشيجٍ مؤلم يملأ الدروب .. أو بصمتٍ كئيب يعصر القلوب ... تنسكبُ الدموع من عيون الكبار والصغار .. ومن مُقل العظماء والضعفاء .. فالكُل في البكاء سواء .. يبكون ليُزيلوا القَتَر عن وجوههم بأمواه مدامعهم .. وليُذهبوا خَبَث قلوبهم بوَبْل محاجرهم ..
ظلَّ نوح عليه السلام يبكي على قومه حتى شَقَّت الدموع الأخاديد في الخدود ؛ فصار اسمه نوحًا من شدَّة نَوْحه على قومه .. وفاضت عينا الحبيب عليه الصلاة والسلام في مواقف كثيرة مؤثِّرة !! لا رَيب في أنْ نحزن .. ولا عَيب في أن نبكي .. فنحنُ بَشر .. حياتنا دقائق نقضيها بين الحزن والفرحْ .. والسرور والتَرحْ !!
حين يبكي الطفل ، فهو يقول لك : اُنظر إليَّ .. أَحسسْ بي .. وما أقسى بكاء الأطفال حين يكون بسبب الكبار !! وحين تبكي المرأة ، فاربأ بنفسك أن تقول : " دموع التماسيح " .. بل اعملْ على إزالة حُزنها ، وتبديد شكواها .. ولا تنسَ بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد مسح دموع أم المؤمنين صفية بنت حيي - رضي الله عنها - بيده ، لَمَّا اعتلَّ بعيرها في سَفر !! وحين يبكي الرجل أو الشيخ ، فاعلمْ بأنه قد حَمل هَمًّا .. فالكبار هم مَن يبكون .. فهم من يحملون هموم الناس كما يحمل الحطَّاب الحطب .. يجمعه ، ثم يُشعله ؛ فيشعر بالدفء !!
إن الدموع ما كانت لتنهمر من سُحب الآماق إلَّا بعد أن حَزن الفؤاد ، وثار مكنون النفس .. فسَالت مجاري الدموع بماء القلوب !! فالدموع ليست لطرد الأجسام الغريبة ، وترطيب العين كما هي في التعريفات الجامدة جمود القلوب القاسية !! بل الدموع هي لُغة سامية راقية لا يُطلقها إلا أصحاب القلوب الحية .. ولا تُرسلها إلا صاحبات الأفئدة النقية !! ولا يُقدِّرها إلا مَن حَباه الله نفسًا رحيمة ، ومشاعر إنسانية .. فيعمل على إزاحة الشكوى ، وإزالة البلوى .. حتى وإن كان يعيش بقلبٍ تَلُفه الأحزان ، وتطويه الهموم .. فهو إنسانٌ اعتاد إطفاء نِيران الجِراح .. وإضاءة قناديل الأفراح ؛ ليفرحَ الناس ولو للحظات !!
ما أعظم الدمعة التي تُبعد صاحبها عن النار حين هَوتْ من خشية الله !! وما أجمل الدمعة التي تنأى بصاحبها عن الوقوع في مستنقعات الوحشية ، ودهاليز القسوة !! وما أصدق الدمعة التي تدُلُّ على إيمان صاحبها ، وسمو نفسه !! الإنسان يأتي إلى هذه الدُّنيا وهو يبكي .. ولكنه بكاء وصراخ يفرح معه الجميع بقدوم صغير وليد ، وإنسان جديد ... ويبكي الإنسان عند رحيل عزيز فقيد ، وقريب نَديد !!
فإذا رأيتَ مَن يبكي ... فاصمتْ .. فالصمتُ في عَرصات البكاء ... بُكاءُ !!
.