محمود عفيفى
30-12-2010, 11:39 PM
أغرب حالة وفاة فى مطار القاهرة
كتبه:- خالد الشافعي
الحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فبينما كنت أتنقل بين مواقعي المفضلة على الشبكة العنكبوتية لمحت عنواناً، يبدو عادياً، وليس من نوعية الأخبار التي تستوقفني، لكن لا أعرف لماذا توقفت عنده وقررت أن أضغط عليه لأقرأ باقي الخبر.
عنوان الخبر: أغرب حالة وفاة في مطار القاهرة.
فلما فتحت العنوان وقرأت، تفاصيل الخبر، انخلع قلبي من تفاصيل الحكاية، وتذكرت الحقيقة التي لا أعرف كيف أنساها وينساها الناس.
يقول الخبر المنشور على موقع شبكة محيط:
حدثت حالة وفاة غريبة بمطار القاهرة، حيث كان ركاب الطائرة السعودية المتجهة إلى جدة الجمعة قد فوجئوا أثناء إنهاء إجراءات سفرهم ببكاء مستمر لطفلة تبلغ من العمر 6 شهور تحتضنها والدتها، وبالوقوف على الأمر تبين أن الأم في حالة إغماء ولا تتحرك، فتم على الفور استدعاء طبيب الحجر الصحي بالمطار الذي أكد وفاتها بسبب هبوط حاد بالدورة الدموية.
وقد قامت السلطات الأمنية بالمطار بالاتصال بأهل المتوفاة التي تدعى هدى محمد "28 سنة" عن طريق رقم الهاتف المدون على تذكرة سفرها، وكانت المفاجأة أن الرقم يخص شقيقها الذي كان في وداعها بالمطار منذ لحظات والذي عاد إلى المطار وهو غير مصدق لما حدث، حيث تم تسليم الطفلة إليه، في حين تم نقل جثمان الأم إلى مستشفى هليوبوليس تمهيدا لتسليمها إلى ذويها لدفنها ببلدتها.
يالله،،، اللهم إنا نعوذ بك من موت الفجأة الذي هو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: موت الفجأة أخذة آسف، يالله،،، كأني بهذه المسكينة وقد وقفت في الصباح أمام المرآة وارتدت ملابسها وهى لا تعلم أنها ليست التي ستخلعها بل المغسلة، كأني بها وهى تستيقظ في فراشها الدافئ النظيف، وهى لا تدرى إن هذه آخر نومة لها فى فراشها، وأن نومتها القادمة في بيت الدود، تصوروا هذه المسكينة -وكلنا هي- التي تخاف من الظلام، وترتعد من الوحدة، هي الآن في بيت الوحشة والظلمة، كأني بها وهى تخرج من بيتها وهى لا تدرى أنها آخر مرة تخرج من بيتها، كأني بها وهى جالسة على مقعدها في المطار وقد سرحت بخيالها بعيداً وهى تنظر إلى طفلتها وتتصور نفسها وهى تزفها إلى زوجها، فبينما هي في أحلامها إذ حانت ساعة الحقيقة وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد، ما هذا؟ وعكة مفاجئة؟؟ هبوط عارض؟؟ ما هذا؟ معقول؟ يالله أنا أموت!! لا لا، أنا ما زلت صغيرة، أنا لست مريضة، أنا لم أستعد، أنا لم أوصى، على ديون، هذه الصغيرة من سيربيها؟ من سيعتني بها؟ من سيغطيها من البرد؟ ومن سيتذوق اللبن قبل أن تشربه، يالله!! معقول؟ هكذا؟ في غمضة عين؟ من هؤلاء؟ ملائكة الموت؟ لا إله إلا الله، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، فجأة نزل الموت بساحتها، واستل روحها بدأت السكرات، وشريط حياتها يمر أمام عينيها، يالله.
ياليتني قدمت لحياتي، يالله قتل الإنسان ما أكفره، يالله يالله، من التالي؟ يالله متى سأموت؟ وكيف وأين سأموت؟ وعلى أي شيء سأقبض؟ وما شكل خاتمتي؟ اللهم إني أسألك حسن الخاتمة، اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك، اللهم اجعل قبري روضة من رياض الجنة، اللهم نور لي قبري.
يالله!! هكذا في غمضة عين، يرحل المرء عن الدنيا، وينزل حفرة مظلمة، فيجزى المحسن على قدر إحسانه، ويجزى المسيء على قدر إساءته.
أفق يا عبد الله، انتبهي يا أمة الله، أفق يا من تأكل الربا، ويا من تترك الصلاة، ويا من تعق والديك ويا من تنظر إلى الحرام، ويا من تقبل الرشوة، أفيقي أيتها المتبرجة، أفيقي يا من تصاحبين الرجال، وتخضعين بالقول، وتنشزين على زوجك، أفيقوا فالموت أقرب إليكم من شراك نعالكم، أفيقوا فربما هذه هى الفرصة الأخيرة، توبوا الآن لا بعد ثانية، توبوا واندموا واعزموا على عدم العودة، توبوا وقدموا لحياتكم، توبوا قبل يوم يفر المرء فيه من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرأ منهم يومئذ شأن يغنيه.
توبوا قبل نزع الروح، وسكرات الموت، وغرغرة النفس، وضمة القبر، وتطاير الصحف، توبوا قبل أن تقفوا بين يدي الجبار فتُسألون عن كل شيء، ثم تنصرفون إلى جنة أو إلى نار، توبوا فلا شيء يستحق، لو جمعت مال الدنيا فأنت عنه راحل، ولو بلغت من المنصب والجاه أن سجد لك الناس فسيموت الساجد والمسجود له.
توبي أيتها المتبرجة فلن ينفعك أن يقولوا عنك أنك أجمل امرأة في الدنيا، وجهك في النهاية طعام للدود، وبشرتك التي تبالغين في الاعتناء بها ستكون قيحاً وصديداً، وملامحك الحسناء ستتشوه في القبر، ولا تظنين ذلك بعيداً فربما اليوم أو غداً على كرسي المطار، أو أمام شاشة تلفاز، أو وأنت تهاتفين شاباً ساقطاً. توبوا جميعاً، ردوا المظالم، لينوا لإخوانكم، كفى اقتتالاً على الدنيا، كفى قطيعة للأرحام والجيران لأجل توافه الدنيا، أيها المؤمنون لعل الله يرحمكم.
توبي يا نفسي فلا شيء يستحق، المال إلى غيرك، والجاه والمنصب إلى زوال.
أنا آسف يا كل من اغتبته أو سببته أو ظلمته أو بهته، سامحوني فقد غلبتنى شقوتي، وغرني حلم الله، ودفعني لؤمي وظلمي، سامحوني فلا أريد أن أكون هناك مفلساً.
يحكى أن راهباً اعتزل الناس في صومعة، فبينا هو كذلك، إذ جاء إلى باب الصومعة رجل، فجعل ينادى: يا راهب، يا عابد، يا ناسك، يا عبد الله، فلما ألح في النداء، وطال وقوفه بباب الصومعة، خرج إليه الراهب، فقال له الرجل: لماذا لا ترد على؟ قال لأنك لم تناديني باسمي؟ لو قلت: يا كلب، لخرجت إليك، فإن نفسي كلب عقور حبستها حتى لا تعقر الناس.
اللهم هون علينا سكرات الموت، وهون علينا ضمة القبر، وارزقنا حسن الخاتمة.
كتبه:- خالد الشافعي
الحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فبينما كنت أتنقل بين مواقعي المفضلة على الشبكة العنكبوتية لمحت عنواناً، يبدو عادياً، وليس من نوعية الأخبار التي تستوقفني، لكن لا أعرف لماذا توقفت عنده وقررت أن أضغط عليه لأقرأ باقي الخبر.
عنوان الخبر: أغرب حالة وفاة في مطار القاهرة.
فلما فتحت العنوان وقرأت، تفاصيل الخبر، انخلع قلبي من تفاصيل الحكاية، وتذكرت الحقيقة التي لا أعرف كيف أنساها وينساها الناس.
يقول الخبر المنشور على موقع شبكة محيط:
حدثت حالة وفاة غريبة بمطار القاهرة، حيث كان ركاب الطائرة السعودية المتجهة إلى جدة الجمعة قد فوجئوا أثناء إنهاء إجراءات سفرهم ببكاء مستمر لطفلة تبلغ من العمر 6 شهور تحتضنها والدتها، وبالوقوف على الأمر تبين أن الأم في حالة إغماء ولا تتحرك، فتم على الفور استدعاء طبيب الحجر الصحي بالمطار الذي أكد وفاتها بسبب هبوط حاد بالدورة الدموية.
وقد قامت السلطات الأمنية بالمطار بالاتصال بأهل المتوفاة التي تدعى هدى محمد "28 سنة" عن طريق رقم الهاتف المدون على تذكرة سفرها، وكانت المفاجأة أن الرقم يخص شقيقها الذي كان في وداعها بالمطار منذ لحظات والذي عاد إلى المطار وهو غير مصدق لما حدث، حيث تم تسليم الطفلة إليه، في حين تم نقل جثمان الأم إلى مستشفى هليوبوليس تمهيدا لتسليمها إلى ذويها لدفنها ببلدتها.
يالله،،، اللهم إنا نعوذ بك من موت الفجأة الذي هو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: موت الفجأة أخذة آسف، يالله،،، كأني بهذه المسكينة وقد وقفت في الصباح أمام المرآة وارتدت ملابسها وهى لا تعلم أنها ليست التي ستخلعها بل المغسلة، كأني بها وهى تستيقظ في فراشها الدافئ النظيف، وهى لا تدرى إن هذه آخر نومة لها فى فراشها، وأن نومتها القادمة في بيت الدود، تصوروا هذه المسكينة -وكلنا هي- التي تخاف من الظلام، وترتعد من الوحدة، هي الآن في بيت الوحشة والظلمة، كأني بها وهى تخرج من بيتها وهى لا تدرى أنها آخر مرة تخرج من بيتها، كأني بها وهى جالسة على مقعدها في المطار وقد سرحت بخيالها بعيداً وهى تنظر إلى طفلتها وتتصور نفسها وهى تزفها إلى زوجها، فبينما هي في أحلامها إذ حانت ساعة الحقيقة وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد، ما هذا؟ وعكة مفاجئة؟؟ هبوط عارض؟؟ ما هذا؟ معقول؟ يالله أنا أموت!! لا لا، أنا ما زلت صغيرة، أنا لست مريضة، أنا لم أستعد، أنا لم أوصى، على ديون، هذه الصغيرة من سيربيها؟ من سيعتني بها؟ من سيغطيها من البرد؟ ومن سيتذوق اللبن قبل أن تشربه، يالله!! معقول؟ هكذا؟ في غمضة عين؟ من هؤلاء؟ ملائكة الموت؟ لا إله إلا الله، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، فجأة نزل الموت بساحتها، واستل روحها بدأت السكرات، وشريط حياتها يمر أمام عينيها، يالله.
ياليتني قدمت لحياتي، يالله قتل الإنسان ما أكفره، يالله يالله، من التالي؟ يالله متى سأموت؟ وكيف وأين سأموت؟ وعلى أي شيء سأقبض؟ وما شكل خاتمتي؟ اللهم إني أسألك حسن الخاتمة، اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك، اللهم اجعل قبري روضة من رياض الجنة، اللهم نور لي قبري.
يالله!! هكذا في غمضة عين، يرحل المرء عن الدنيا، وينزل حفرة مظلمة، فيجزى المحسن على قدر إحسانه، ويجزى المسيء على قدر إساءته.
أفق يا عبد الله، انتبهي يا أمة الله، أفق يا من تأكل الربا، ويا من تترك الصلاة، ويا من تعق والديك ويا من تنظر إلى الحرام، ويا من تقبل الرشوة، أفيقي أيتها المتبرجة، أفيقي يا من تصاحبين الرجال، وتخضعين بالقول، وتنشزين على زوجك، أفيقوا فالموت أقرب إليكم من شراك نعالكم، أفيقوا فربما هذه هى الفرصة الأخيرة، توبوا الآن لا بعد ثانية، توبوا واندموا واعزموا على عدم العودة، توبوا وقدموا لحياتكم، توبوا قبل يوم يفر المرء فيه من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرأ منهم يومئذ شأن يغنيه.
توبوا قبل نزع الروح، وسكرات الموت، وغرغرة النفس، وضمة القبر، وتطاير الصحف، توبوا قبل أن تقفوا بين يدي الجبار فتُسألون عن كل شيء، ثم تنصرفون إلى جنة أو إلى نار، توبوا فلا شيء يستحق، لو جمعت مال الدنيا فأنت عنه راحل، ولو بلغت من المنصب والجاه أن سجد لك الناس فسيموت الساجد والمسجود له.
توبي أيتها المتبرجة فلن ينفعك أن يقولوا عنك أنك أجمل امرأة في الدنيا، وجهك في النهاية طعام للدود، وبشرتك التي تبالغين في الاعتناء بها ستكون قيحاً وصديداً، وملامحك الحسناء ستتشوه في القبر، ولا تظنين ذلك بعيداً فربما اليوم أو غداً على كرسي المطار، أو أمام شاشة تلفاز، أو وأنت تهاتفين شاباً ساقطاً. توبوا جميعاً، ردوا المظالم، لينوا لإخوانكم، كفى اقتتالاً على الدنيا، كفى قطيعة للأرحام والجيران لأجل توافه الدنيا، أيها المؤمنون لعل الله يرحمكم.
توبي يا نفسي فلا شيء يستحق، المال إلى غيرك، والجاه والمنصب إلى زوال.
أنا آسف يا كل من اغتبته أو سببته أو ظلمته أو بهته، سامحوني فقد غلبتنى شقوتي، وغرني حلم الله، ودفعني لؤمي وظلمي، سامحوني فلا أريد أن أكون هناك مفلساً.
يحكى أن راهباً اعتزل الناس في صومعة، فبينا هو كذلك، إذ جاء إلى باب الصومعة رجل، فجعل ينادى: يا راهب، يا عابد، يا ناسك، يا عبد الله، فلما ألح في النداء، وطال وقوفه بباب الصومعة، خرج إليه الراهب، فقال له الرجل: لماذا لا ترد على؟ قال لأنك لم تناديني باسمي؟ لو قلت: يا كلب، لخرجت إليك، فإن نفسي كلب عقور حبستها حتى لا تعقر الناس.
اللهم هون علينا سكرات الموت، وهون علينا ضمة القبر، وارزقنا حسن الخاتمة.