المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القاعدة في اليمن.. حروب معلنة وعلاقات شائكة


ذوالجناح
02-01-2011, 05:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد الغابري

أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب –ومقره اليمن- في 11 أكتوبر الجاري عن عزمه إنشاء جيش عدن أبين، وجاء الإعلان على لسان قاسم الريمي –أبو هريرة الصنعاني- الذي يوصف بالقائد العسكري للتنظيم، في حديث عبر الشبكة العالمية "الإنترنت".
الإعلان وما رافقته من تداعيات يستدعي الوقوف على تنظيم القاعدة في اليمن، وطبيعة إدارة السلطة اليمنية للصراع وموقع اليمن في الحرب الأمريكية على ما يوصف بالإرهاب.
اليمن.. بين القاعدة والغرب


تحتل اليمن أهمية خاصة لدى تنظيم القاعدة ولدى الغرب معا، فتنظيم القاعدة ينظر لليمن من جوانب متعددة، أهمها أنها عبارة عن سلسلة من مجتمعات قبلية، محافظة تنتشر في مناطق جبلية وعرة لا تسيطر عليها الحكومة، إلى جانب كونها مجاورة للمملكة العربية السعودية "أرض الحرمين"، والأحاديث الواردة بشأن اليمن وأهلها.

ويذهب بعض المحللين إلى القول أن اليمن قد يغدو الملاذ الأخير للقاعدة مع استمرار الحرب الأمريكية في أفغانستان وباكستان، وتضييق الخناق عليه في العراق.
أماالغرب فينظر إلى اليمن من موقعها ويصفه بالأهمية الاستراتيجية للمصالح الحيوية وهي مسألة حياة أو موت، وذلك للأسباب التالية:


1- الإشراف على الممرات المائية: البحر العربي وخليج عدن والمحيط الهندي "جزيرة سقطرى" ومضيق باب المندب "جزيرة ميون" والبحر الأحمر جزئيا.
2- أن اليمن تقع بين الإقليمين الكبيرين الخليج والقرن الأفريقي. وينظر للخليج باعتباره أهم مصادر الطاقة "الموجه الرئيس لسياستنا في المنطقة" حسب الجنرال الأمريكي أنطوني رايتي.
أما القرن الأفريقي الذي يشترك مع اليمن في الإشراف على الممرات المائية في بحر العرب وخليج عدن، ومضيق باب المندب والبحر الأحمر وحسب السفير الأمريكي في صنعاء 95-96 "فإن اليمن مهمة في منطقة مهمة، مهمة لذاتها ومهمة لمصالحنا في المنطقة".
القاعدة في اليمن

لم يشكل العائدون من أفغانستان إلى اليمن أي معضلة في بداية التسعينيات، فقد تم استقبالهم وإدماجهم في المجتمع وإلحاق معظمهم بوحدات الجيش والأجهزة الأمنية ولم تعرف اليمن جماعات جهادية كـ"الجماعة الإسلامية" و"جماعة الجهاد" في مصر و"السلفية المقاتلة" في الجزائر.
تمت عام 1990م الوحدة بين شطري اليمن وإعلان قيام الجمهورية اليمنية، وكان العائدون من أفغانستان الذين هم من المحافظات الجنوبية والشرقية "الشطر الجنوبي سابقا" قد جاءوا وفي أذهانهم مواقف من الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان هو حكومة عدن قبل الوحدة.
بين أعوام 92 -94 نشبت أزمات بين الرئيس علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي من جهة وبين نائب الرئيس –حينها- علي سالم البيض والحزب الاشتراكي من الجهة الأخرى وأثناء الأزمة تعرضت بعض قيادات الحزب الاشتراكي لعمليات اغتيال، ومحاولات اغتيال قادة الحزب، و كان إعلام الحزب الاشتراكي يتهم الطرف الآخر باستخدام مجموعات "إرهابية" ضد الحزب.
خريطة انتشار القاعدة

تحتل محافظة أبين المركز الأول في حجم انتشار تنظيم القاعدة، وتأتي محافظة شبوة في المركز الثاني ثم محافظة مأرب ومحافظة حضرموت. وثمة أسباب متعددة لهذا الانتشار:
أ- تاريخية وسياسية: يوجد تمايز بين محافظتي أبين وشبوة من جهة ومحافظتي لحج والضالع من الجهة الأخرى، وقد تكرس عقب أحداث يناير 1986م لخروج الرئيس الأسبق لليمن الجنوبي علي ناصر محمد وفريقه الذي ينحدر معظمه من محافظتي أبين وشبوة، واتخاذ الفريق "المنتصر" إجراءات عقابية ضد المحافظتين ما بين "إقصاء واعتقال" حيث كان معظم القيادات العسكرية والأمنية للحزب الاشتراكي من منطقتي لحج والضالع.
بعد قيام الجمهورية اليمنية "الوحدة بين شطري اليمن"، لم يخف أسامة بن لادن نيته في قيام حركة جهادية في جنوب البلاد لتطهيرها من الحزب الاشتراكي. وأثناء الأزمة والحرب 93 -94م قاتلت مجموعات من الجهاديين من المحافظات الجنوبية بجانب القوات التي كانت توصف بالشرعية.
وبعد الحرب غضت صنعاء الطرف عن الجهاديين في محافظ أبين فبدءوا بتنظيم صفوفهم واتخاذ مواقع حيويةمن خلالعلاقاتهم بالسلطة مكنتهم من ترسيخ وجودهم.

ب-أسباب وعوامل فكرية واجتماعية: تشترك محافظتا أبين وشبوة في خصائص مشتركة كمجتمع قبلي محافظ أكثر من غيره باستثناء حضرموت، يضاف إلى ذلك ما ورد في الحديث النبوي "يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا ينصرون الله ورسوله هم خير من بيني وبينهم" أو كمال قال صلى الله عليه وسلم مما يعطي للجغرافيا بعدا دينيا.
وتذهب عشائر العوالق -قسمتها بريطانيا بين أبين وشبوة- إلى الاعتقاد بأن الذين سيخرجون حسب مفهوم الحديث ينحدرون منهم، وهذا ما يجعل بعض الشباب يتطلعون لنيل هذا الشرف فيسهل استقطابهم من قبل القاعدة.
أما محافظتي مأرب وحضرموت فإن وجود السلطة فيها محدود وغير مستقر، ويظل حجم تنظيم القاعدة هناك محدودا وليس كما تصوره وسائل الإعلام والتصريحات لمسئولين غربيين، وكأنه يسيطر على اليمن.

القاعدة بين التنشيط والتعقيد

بنظرة سريعة لتسلسل عمليات القاعدة في اليمن نجد أنها بدأت في ديسمبر 1992م بعملية تفجير في فندق بمدينة عدن، كان نزلاءه من مشاة البحرية الأمريكية الذين يمكثون في عدن قبل إبحارهم إلى الصومال.
- في عام 1998م ظهر إلى العلن ما عرف بجيش عدن أبين بقيادة أبو الحسن المحضار، وقام بعملية اختطاف لسياح في محافظة أبين وانتهت بمقتل بعض المخطوفين وإلقاء القبض على المحضار وتمت محاكمته وإعدامه.
- في 12 من أكتوبر2000م وقعت عملية تفجير المدمرة الأمريكية u.s.s كول في عدن والتي كانت غاية في الدقة والتعقيد تتطلب معلومات استخبارية نوعية. فقدوم المدمرة إلى عدن ومغادرتها تتم في أوقات متغيرة، وتمكث لثلاث ساعات وفي سرية تامة حتى الحكومة اليمنية وأجهزتها لا تعلم بمواعيدها وفقا للرئيس علي عبدالله صالح وفي حديث لشبكة cnn فقد ألقى اللوم على الأمريكيين، بأنهم لم يبلغوا الحكومة اليمنية بمقدم المدمرة، ومن ثم توفر لها الحماية.
- 6 أكتوبر 2002م تمت إصابة الناقلة الفرنسية ليمبرج في سواحل حضرموت وكشفت العملية عن حضور زوارق حربية فرنسية قبل خفر السواحل اليمنية.
- بين الأعوام 2003- 2008 سجلت عمليات ضد سياح أوروبيين من بلجيكا والسويد وإسبانيا في محافظتي حضرموت ومأرب.
- أطلقت قذائف آر بي جي باتجاه السفارة الأمريكية في مارس 2008م وقعت في سور مدرسة للبنات.
- في 17 سبتمبر 2008 وقع اشتباك أمام السفارة الأمريكية أدى إلى قتل جنود من الحرس واثنين من المارة.
- 9 يناير 2009م أعلن عن قيام "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" بعد اندماج فرعي القاعدة في اليمن والسعودية.
- في 2/8/2009م وقعت محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية السعودي منفذ العملية حسب وزير الخارجية اليمني د. أبو بكر القربي عبر من اليمن.
- 25 ديسمبر "كانون الثاني" 2009م تم الإعلان في الولايات المتحدة عن إحباط محاولة لتفجير طائرة ركاب أمريكية في سماء ديترويت، وإلقاء القبض على عمر الفاروق عبد المطلب نيجيري الجنسية.
- في 27 يوليو 2010م حصلت محاولة اغتيال السفير البريطاني بصنعاء عندما قام شخص انتحاري بإلقاء نفسه باتجاه الموكب غير أنه أخطأه وقتل منفذ العملية فقط.
- في 5 أكتوبر "تشرين الثاني" 2010م أطلقت صواريخ باتجاه سيارات نقل نائب السفير البريطاني مع مجموعة من الدبلوماسيين في السفارة وجرح دبلوماسي واحد، ومقتل اثنين من المارة.
- وقع هجوم مسلح على فرع الأمن السياسي بمدينة عدن في 24/5/2010م، وقتل 11 شخصا وجرح آخرين.
- في 28/8/2010م وقع هجوم مسلح على فرع الأمن السياسي بمدينة جعار "محافظة أبين" ومقتل 8 جنود وواحد مدني.
- تم الهجوم على حافلة نقل عاملين في جهاز الأمن السياسي أدى إلى مقتل واحد وجرح 10، وذلك في 25/9/2010م.

السلطة والقاعدة

ما هو معلن أن السلطة في اليمن، في حالة حرب مع تنظيم القاعدة وأنها تقوم بملاحقة عناصر القاعدة، والاشتباك معهم وشن غارات جوية على مراكز تحصين لهم. وبين فترة وأخرى تنشر وسائل الإعلام أخبارا عن قيام الأجهزة الأمنية بقتل عناصر من القاعدة، وإلقاء القبض على آخرين ويتم اعتقال كثيرين، ومحاكمتهم. إلى جانب اشتباكات في محافظة مأرب بوادي عبيدة وفي محافظتي شبوة وأبين ومحافظة حضرموت وفي العاصمة صنعاء.
وقد استهدف تنظيم القاعدة مؤخرا مقرات وعناصر جهاز الأمن السياسي في محافظة عدن ومنطقة جعار بمحافظة أبين وصنعاء ونقاط أمنية في شبوة.
ويمكن تصنيف تعامل السلطة في اليمن مع تنظيم القاعدة وفي الحرب على ما يوصف بالإرهاب إلى ثلاثة مستويات.
المستوى الأول: تلتقي فيه مصالح السلطة مع المصالح الأمريكية ويتم التعامل معها بجدية، لقد كان هناك شعور بمخاطر استهداف المدمرة الأمريكية كول فقامت السلطة باعتقال مجموعات وإيداعها السجن ومن التحقيقات يتم توجيه صحائف اتهام لأشخاص بضلوعهم في العملية أي أنها عملت بجدية لاعتقالهم ومحاكمتهم.
وينظر إلى اختفاء المواطن اليمني عبد السلام الحيلة في القاهرة ثم ظهوره في غوانتنامو على أنه في هذا السياق أي تعاون مع الأمريكيين، وتسليم لذلك المواطن بطريقة وفيها استدراج بدلا من تسليم مباشر.
المستوى الثاني: تتعارض فيه المصالح بين السلطة والأمريكيين فتبدو السلطة متلكئة ومترددة ومتناقضة. وينظر إلى فرار 23 معتقلا من سجن الأمن السياسي في عدن عام 2003م وسجن الأمن السياسي بصنعاء في فبراير 2006م كأمثلة على ذلك.
ظهور اثنين من المحكومين بشأن المدمرة كول مطلقي السراح وهما جمال البدوي وجبر البنا وقد احتج الأمريكيون على ذلك كما جاء في مقابلة مع الرئيس صالح بمجلة نيويورك تايمز عام 2008م وقد برر الرئيس إطلاق البدوي بأنه لغرض الاستعانة به في إقناع عناصر القاعدة بالكف عن الإضرار بالمصالح الوطنية أو الإرشاد إليهم، أما جبر البنا فقد تم تخفيض العقوبة من عشر سنوات إلى خمس سنوات.
المستوى الثالث:استهداف بعض الخصوم بوصفهم بـ"الإرهاب" مرارا وأحيانا وصف القوى السياسية المعارضة بأنها داعمة للإرهاب ذلك عندما تعترض تلك الأحزاب على القتل دون محاكمة أو السماح لغارات أمريكية على الأرض اليمنية وقتل مواطنين يمنيين.
ويدخل في هذا المستوى إدراج اسم الشيخ عبد المجيد الزنداني في قائمة الأمم المتحدة لداعمي الإرهاب.

كتابات أمريكية

مجلة فورين بوليسيي الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية وفقا لموقع الصحوة نت 12/7/2010م نقلت عن لورانس كلاين -عمل ضابط استخبارات في الشرق الأوسط- قوله "وجود تنظيم القاعدة في اليمن لا يمثل إزعاجا كبيرا للنظام اليمني على العكس فإن وجود القاعدة في اليمن من شأنه جلب مساعدات دولية له" وأضاف: "إن كلا من الحكومة في اليمن والقاعدة توافقا على علاقة منفعة متبادلة، الحكومة ليست ذات أولوية في مكافحة التنظيم، ويجد في ظلها ملاذا في المناطق النائية".
المجلة ذاتها وفي مقال للكاتبة الأمريكية ايلين نك ماير وتعمل حالياً رئيسة مكتب واشنطن بوست في الشرق الأوسط-: تحت عنوان "لماذا المشكلة في اليمن هو رئيس اليمن؟" جاء فيه –نقلته إلى العربية المصدر أونلاين 2/10/2010م قالت فيه :"سمحت السلطة للقاعدة أن يكون لها موطئا هنا طالما أنهم لا يستهدفون حكومته".
وشأن العمليات التي شنت ضد القاعدة في مدينة الحوطة بمحافظة شبوة "في اليوم الذي زار فيه برانيان مستشار الرئيس أوباما لمكافحة الإرهاب اليمن نفذت الحكومة اليمنية بمساعدة الولايات المتحدة هجوما على أحد أوكار تنظيم القاعدة في جنوب شرق البلاد لكن الحصار انتهى بمنظر مبهرج للدبابات والمدفعية والقوات والطائرات الحربية حول مدينة الحوطة حيث تم السماح لكبار قادة تنظيم القاعدة بالفرار بطريقة أو بأخرى كما ضربت القوات اليمنية حصار آخر في مدينة لودر الجنوبية".
وهناك شواهد على أن السلطة في اليمن والقاعدة يرتبطان بعلاقات واتفاقيات ضمنية فالقاعدة لا تنفذ عمليات ضد المسئولين أو المنشآت الرسمية مقابل أن السلطة تغض الطرف عن أنشطة القاعدة.

صحيح أنها ليست على إطلاقها لكنها السائدة، والاستثناء هو العكس. ولذلك فإن الغارات التي شنت على عناصر القاعدة في نوفمبر وديسمبر من العام المنصرم لم يقتل فيها شخص من قيادات القاعدة، وكما جاء في مقال الكاتبة الأمريكية عن أحداث الحوطة "لقد تم السماح لكبار قادة التنظيم بالفرار بطريقة أو بأخرى".
إن استهداف تنظيم القاعدة لمقار وعناصر الأمن السياسي يفسر لدى الكثيرين المراقبين في اليمن على أنه صراع بين الأجهزة الأمنية.
الأمريكان والقاعدة بين "المكافحة والاستثمار"


إن ما هو معلن أن الولايات المتحدة في حالة حرب مع القاعدة في اليمن، وأن الأولوية في هذا البلد، الحرب على الإرهاب وتصدر تصريحات لمسئولين أمريكيين تصور القاعدة في اليمن على أنه الأخطر ونقلت صحيفة الشرق الأوسط 25/5/2010 غداة الهجوم على الأمن السياسي في عدن عن أوساط رسمية أمريكية قولها أن اليمن ستكون ساحة الحرب على الإرهاب.

تشكل العمليات المباشرة التي تشنها الولايات المتحدة على الأراضي اليمنية أحد أبعاد الاهتمام واشنطن بالقاعدة في اليمن،ففي 4 نوفمبر 2002م قامت طائرة بدون طيار أمريكية بقصف سيارة كان يقلها أبو علي الحارثي من محافظة مأرب وقتلته وخمسة من مرافقيه. وفي ديسمبر 2009م شنت غارة على منطقة المعجلة بمحافظة أبين قدر فيها القتلى من القاعدة بـ14 شخصا والقتلى من المدنيين بـ41 شخصا معظمهم نساء وأطفال.
وفي 2/5/2010م قتل نائب محافظ مأرب في غارة يعتقد على نطاق واسع على أنها أمريكية وثمة دعوات لقادة أمريكيون بالتوسع في استخدام طائرات الاستطلاع في اليمن.
ويتحدث المسئولون الأمريكيون أن الإدارة الأمريكية في حالة تحالف وتعاون مع السلطة في اليمن في الكفاح ضد تنظيم القاعدة.

ورغم كل هذه الغارات تبقى هناك تساؤلات عديدة تطرح نفسها بقوة على المشهد وتعبر عن وجود ريب في جدية الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب في اليمن.
- كيف يمكن تفسير السكوت الأمريكي عن ناصر الوحيشي وسعد الشهري، فإحياء تنظيم القاعدة وإعلان قيام نسخة قاعدة الجهاد في جزيرة العرب جاء على يد ناصر الوحيشي "أبو بصير" الذي يوصف بقائد التنظيم، وسعد الشهري "السعودي" نائب الوحيشي. وهما ممن كانوا معتقلين في غوانتنامو وذلك يعطي مبررا للشك في أنهم أرسلا أو تم غض الطرف عنهما لقد كان بإمكان أمريكا والسلطة في اليمن وفي المملكة اتخاذ تدابير وقائية للحيلولة دون عودتهما لأنشطة تنظيم القاعدة.
- إن الإدارة الأمريكية لم تذكر يوما أنها بصدد استهدافهما ولا يمكن القول بأنها سعت لقتلهما في حين يعطي الرئيس أوباما –حسب ما هو معلن- ضوءا أخضر لقتل أنور العولقي.
- تحدث الأمريكيون عن مواطنين أمريكيين سافروا إلى اليمن والتحقوا بالقاعدة هل يمكن أن يكونوا فعلوا ذلك دون ضوء أخضر من الأجهزة الأمريكية، ألا يمكن أن يكون بينهم من يعمل لصالح المخابرات الأمريكية؟
- ما السر في أن القاعدة "جزيرة العرب" لم تستهدف رعايا أمريكيين أو منشآت أمريكية، وأما استهداف السفارة الأمريكية كان عشوائيا لم يحدث إلا أضرارا باليمنيين، فأين القاعدة في جزيرة العرب من المصالح الأمريكية في الخليج؟

ومن الطبيعي أن تسعى المخابرات الأمريكية لاختراق تنظيم القاعدة، وذلك لتحقيق أهداف منها الوقوف على حقيقة التنظيم ومخططاته وتصنيف عملياته ما بين ما يتطلب إحباطها وما يمكن غض الطرف عنها أو تسهيلها لأغراض بعضها استراتيجية والبعض الآخر تكتيكية.

فأنور العولقي مواطن أمريكي من أصل يمني يصفه الأمريكيون بالقائد في القاعدة، ويتهمونه بإقناع نضال حسن بقتل جنود أمريكيين في أمريكا، وتحدثوا عن إمكانية قتله في اليمن، إن مجيء العولقي تزامن مع ظهور عبد المطلب النيجيري، وفي ظل إعلان أمريكي بأن القاعدة في اليمن تشكل خطرا على مصالح الولايات المتحدة، والقيام بشن غارات جوية على أبين وشبوة ومأرب.
توظيف الأحداث


إن الإدارة الأمريكية بارعة في توظيف الأحداث لتحقيق مصالح ربما ما كانت لتتحقق بدون تلك الأحداث وذلك يدفع إلى القول أن الإدارة الأمريكية وأجهزتها قد تفتعل أحداثا لتوظيفها.
في عام 98م وبعد تفجير السفارتين في نيروبي ودار السلام وظهور جوازات يمنية مزورة مع بعض المشتبه بهم تكثفت الزيارات لمسئولين عسكريين وأمنيين لليمن وظهر في ذلك الوقت مطالب أمريكية بإنشاء إدارة مكافحة الإرهاب
.
الجنرال أنطوني زيتي قائد المنطقة الوسطى في مصر والقرن الأفريقي مرورا باليمن والخليج وإيران إلى باكستان تكررت زياراته لليمن خمس مرات ووقعت اتفاقيات وتسهيلات للجيش الأمريكي في السواحل اليمنية
.
عقب حادث المدمرة كول جاء فرق من مكتب التحقيقات الفيدرالي وتم توسيع نشاط المكتب في اليمن وزاد التنسيق بين المخابرات الأمريكية واليمنية حتى يمكن القول أن اليمن صارت منكشفة كليا للأمريكيين
.
تسعى الإدارة الأمريكية لتخويف شعبها من القاعدة فيتم اتخاذ قرارات تشديد الإجراءات الأمنية واتباع إجراءات استثنائية وهنا تضمن ألا تقع معارضة واسعة من الأمريكيين.
إن إلقاء اللوم على الأمريكيين من قبل الرئيس صالح بأنهم لم يبلغوا السلطات في اليمن بقدوم المدمرة كول لتوفير الحماية لها هو ملخص بليغ لمدى السيطرة الأمريكية وأنهم لا يستأذنون وحسب ولا يُعلمون مجرد إعلام أو إشعار.

احتمالات مستقبلية

وبعد كل ما تطرقنا إليه خلال المقال حول القاعدة واليمن يمكننا توقع احتمالات ثلاث:
1- أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب غير مرشح للمزيد من القوة والانتشار إذ على الرغم من اتساع المناطق الجبلية التي تمثل حصونا وقلاعا طبيعية فإن تركز التنظيم يظل محدودا في مناطق محدودة من محافظتي أبين وشبوة.
وإن قلة استهداف التنظيم للسلطة وللأمريكيين فيه إشارات على وجود اختراق للتنظيم وأن هناك ما يشبه وجود اتفاق ضمني بحيث تقدم السلطة اليمنية تسهيلات لوجود القاعدة في مناطق مقابل تحييده تجاهها والمثل فالأمريكيين ربما وصلوا إلى تجسيد القاعدة بطرق ما.
2- أن الإعلان من قبل القاعدة في جزيرة العرب عزمه تشكيل جيش عدن أبين هو خطوة في سبيل استقطاب أكثر للشباب في منطقة أبين وشبوة خاصة ومن اليمن عامة، وأنه في حالة نمو مستمر ومن ثم يشكل مخاطر حقيقية.
3- أن استهداف تنظيم القاعدة بالاختراق بغرض تجنيده عناصر أو تحييدها أو احتواءها وإحباط عملياتها شيء وتحقيق ذلك في المواقع شيء آخر أي أنه ليس بالضرورة أن يكون التنظيم كله مخترق، لقد أثبت تنظيم القاعدة أنه في تنام مستمر ونفذ عمليات نوعية معقدة تشير إلى نجاحه في اختراق أجهزة أمنية وذلك يعطي مؤشرات على احتمال توسع التنظيم وانتشاره وتطور عملياته.

وبين مكافحة القاعدة والحرب على الإرهاب وبين محاولة تهدئته واختراقه وتحييد عملياته يكون المستقبل الذي قد يسمح بتوسع للقاعدة قليلا لكن لا يتوقع أن يترك حتى يشكل مخاطر حقيقية يهدد السلطة والمصالح الغربية الإستراتيجية في المنطقة.
كما أن ترشيح اليمن بدلا عن أفغانستان وباكستان فيه قدر من الصحة وقدر من المبالغة، قدر من الصحة لوجود بيئة ملائمة تتصل بعاملين الجغرافي المتمثل في وجود تضاريس وعرة والسياسي المتمثل في ضعف السلطة في بعض المناطق لوجود قوى "الحراك" التي تنازعها النفوذ.

أما كونه قدر من المبالغة فإن ذلك القول تردد كثيرا ومنذ زمن طويل لكنه لم يثبت أن فارين من أفغانستان وباكستان في السنوات الأخيرة قد قدموا إلى اليمن.

نقلا عن إسلام أون لاين (http://www.islamonline.net/ar/IOLArticle_C/1278407070779/1278406720653/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86..-%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%86%D8%A9-%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%B4%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A9-)

المغربي الجديد
02-01-2011, 06:59 PM
جزاك الله خيرا
وبارك الله بك وفيك الى يوم الدين
موضوع ممتاز بكل المعايير ولا ننسى الاصول اليمنية لابن لادن وبالتالي فهو يريد تسجيل حضوره في بلده الاصلي ويريد لو استطاع ان يعجنه بالطريقة التي يحب ويراها صالحة
اللهم أعن اخواننا اليمنيين على تخطي هذه المرحلة بسلام وباقل الاضرار
تسلم الايادي
:abc_152:

فلسطيني
02-01-2011, 07:18 PM
جزاك الله خيرا أخي ذو الجناح و بارك الله فيك

أبو يوسف
02-01-2011, 07:20 PM
جزاك الله خيرا أخي ذو الجناح على هذا البحث المتأني

للأسف الأنظمه العربيه واستبدادها هو السبب في التطرف ؛ فأي طرف يخرج على النظام ولو كان شيوعي ترى له حضوره الجماهيري ؛ فكيف إذا كان هذا التطرف يلبس عباءة إسلاميه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

abohmam
06-01-2011, 01:30 PM
بارك الله فيك أخانا الفاضل سالم

نسال الله ان يسلم أهلنا فى اليمن وجميع بلاد المسلمين من الفكر الخارجي

جزاك الله خيرا