المغربي الجديد
04-01-2011, 05:23 PM
التحذير من مختصرات
محمد علي الصابوني في التفسير
تأليف الشيخ العلامة
بكر بن عبد الله أَبو زيد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة
الحمْدُ للهِ, وأَشهد أَن لا إِله إِلا الله, وأَشهد أَن محمداً رسول الله, اللهم صل وسلم عليه, وعلى آله, وعلى أَصحابه , ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين . . . أَما بعد :
فَإِنَّ التَّحلي بالأَمانة العلمية في الطَّلب, والتَّحمل, والأَداء, والعَمل والبَلاغ, والبَحث, والتَّأْليف: بُنْية الأَسَاسِ في صدق النية, وخلوصها من شَوْبِ الإِرادة لغير الله تعالى, لهذا فإِن العلماء –رحمهم الله تعالى– يبذلون فائق العناية بتلقين هذا الواجب الطلاب, وتصديره الآداب .
قال العلامة الشيخ محمد الخضر حسين المتوفى سنة 1377 هـ -رحمه الله تعالى-: ( صلاح الأُمة في صلاح أَعمالها, وصلاح أَعمالها في صحة علومها, وصحة علومها أَن يكون رجالها أُمناء فيما يروون أَو يصفون, فمن تحدث في العلم بغير أَمانة فقد مس العلم بقرحة, ووضع في سبيل فلاح الأُمة حجر عثرة . لا تخلو الطوائف المنتمية إَلى العلوم من أَشخاص لا يطلبون العلم ليتحلوا بأَسنى فضيلة, أَو لينفعوا الناس بما عرفوا من حكمة, وأَمثال هؤلاء لا تجد الأَمانة في نفوسهم مستقراً, فلا يتحرجون أَن يرووا ما لم يسمعوا, أَو يصفوا ما لم يعملوا, وهذا ما كان يدعو جهابذة أَهل العلم إِلى نقد الرجال, وتمييز من يسرف في القول ممن يصوغه على قدر ما يعلم, حتى أَصبح العلماء على بصيرة من قيمة ما يقرؤونه فلا تخفى عليهم منزلته, من القطع بصدقه أَو كذبه, أَو رجحان أَحدهما على الآخر, أَو احتمالهما على السواء ) اهـ (( رسائل الإِصلاح )) : (1 / 13) .
وامتداداً لهذا الحبل الموروث, شَهَرَ العلماء – من المفسرين والمحدثين, والفقهاء, والأُدباء, والمؤرخين, وغيرهم قَوْلَةَ الحق في كتبهم الكاشفة عن خلائق أَقوام في السطو, والانتحال, والكذب والتلبيس, والاختلاق: في نقل, أَو مسأَلة, أَو رسالة, أَو كتاب, وهكذا ... ومن تتبع الإَنتاج العلمي عَلِم .
هكذا كان دأب أٌمناء الشريعة, لكن إِذا دب إِلى الأُمة داء الغفلة, وضعف عامل الولاء والبراء, والحب والبغض في الله, وامتد التراخي عن التحذير من قطاع الطريق: تسورت النخالة حرم العلم الشرعي تخب فيه وتضع .
إِلاَّ أَن هذه الأُمة المرحومة يتوالى فضل الله عليها فما يزال المنهج السوي شارعاً في حياتها, تلوح منه سطور التيقظ والتذكير, والتنبيه والتحذير, على أَيدي علمائها الأُمناء, تحذيراً ممن مس العلم بقرحة فأَخل بأَمانة العلم, أَو خاض فيه من لم يتحمله, ولم يلجأ منه إِلى ركن وثيق . وليعلم كل مسرف على نفسه أَن عليه من أَلسنة الخلق حسيباً, ومن أَعينهم رقيباً, ومن أَقلامهم متابعاً .
وفي خط الدفاع من العلماء عن حرم العلم الشرعي, والذود عنه ترى وتسمع ردوداً فاضت على أَسلات أَلسنتهم, وأَسنة أَقلامهم, ومن المرقوم في حق كاتب وما كتب:
1- ((الرد على أَخطاء محمد علي الصابوني في كتابه: صفوة التفاسير, ومختصر تفسير ابن جرير)) . وعليه تقريظ للشيخ عبد الله بن عبد الغني خياط, إِمام وخطيب المسجد الحرام سابقاً, وعضو هيئة كبار العلماء حالياً.
2- ((مخالفات هامة في مختصر تفسير ابن جرير الطبري للشيخ محمد علي الصابوني)). كلاهما في غلاف واحد, تأْليف الشيخ محمد بن جميل زينو مدرس التفسير في دار الحديث الخيرية بمكة –حرسها الله تعالى– طُبعا عام 1406 هـ
3- ((تنبيهات هامة على كتاب صفوة التفاسير)): تأْليف الشيخ محمد بن جميل زينو. وفيه إِضافات إِلى رسالته السابقة, طبع عام 1407 هـ, وفي مقدمته تقاريظ وكلمات مؤيدة من عدد من العلماء, وفي آخره ردود لبعض العلماء هي:
4- ((ملاحظات على كتاب صفوة التفسير)): للشيخ سعد ظلام, عميد كلية اللغة العربية بمصر: (ص / 103 , 109 ) من مجلة منار الإسلام في العدد الرابع من السنة العاشرة, ونشر بعضها في مجلة التوحيد المصرية في العدد السادس عام 1408 هـ لشهر رجب .
5- ((ملاحظات على صفوة التفاسير)): للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين, عضو الرئاسة العامة لإِدارات البحـوث العلمية والإِفتاء والدعوة والإِرشاد:(ص /110 , 119 )
6- ((ملاحظات عامة على كتاب صفوة التفاسير للصابوني)): للشيخ صالح الفوزان الأُستاذ بجامعة الإِمام وعضو هيئة كبار العلماء: (ص / 120 , 147 ) .
7- للشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي من بلاد المغرب في كتابه: ((المفسرون بين التأْويل والإِثبات في آيات الصفات)): (ص / 148 , 149 ) . وقد طبع الكتاب في مجلدين عام 1405 هـ . فانظر منه: (2 / 371 , 379 ) .
8- ((تعقيبات وملاحظات على كتاب صفوة التفاسير)): للشيخ صالح الفوزان . مطبوع على الآلة الراقمة . ثم طبعته جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية, وفيه نحو من (155) ملاحظة .
9- في مقدمة الجزء الرابع من: ((السلسلة الصحيحة)) للأَلباني: (ص / هـ - م ), تعقيبات على ((مختصر تفسير ابن كثير)) .
10- وفي مواضع من الجزئيـن الثالث والرابع من ((السلسلة الضعيفة)) للأَلبـاني: (3 / 310 , 471 , 593 ) – (4 / 51 , 412 ) .
11- تعميم وزارة الحج والأَوقاف برقم 945 / 2 / ص في 16 / 4 / 1408 هـ من المديرية العامة للأَوقاف والمساجد في منطقة الرياض المتضمن مصادرة ((صفوة التفاسير)) وعدم توزيعه حتى يصلح ما فيه من أَخطاء عقدية .
12- ((ملاحظات على مختصر تفسير ابن جرير الطبري)): للشيخ إِسماعيل الأَنصاري مصورتها لدي .
13- وكتاب الشيخ عثمان بن عبد القادر الصافي الطرابلسي, وعنوانه: ((الأَخطار على المراجع العلمية لأَئمة السلف)) دراسة تمهيدية تهدف إلى المحافظة على التراث العلمي الإِسلامي, والتحذير من العبث به, على ضوء وجهة نظر في كتابَي: ((مختصر تفسير ابن كثير)), و ((صفوة التفاسير)) للشيخ علي الصابوني . طبعت على الراقمة في (82) صفحة عام 1403 هـ . وهي رسالة علمية جديرة بالاهتمام, لأَن الردود المذكورة إِن كانت في قضايا عينية للتدليل على التحريف و . . . فإِن هذا الكتيب يقتلع الموضوع من أَساس فكرة الاختصار والتصفية, بعيدة عن ضوابطها العلمية, والآداب التأْليفية الشرعية .
هذه الردود تتعلق بالكتب الثلاثة: ((صفوة التفاسير)) , ((مختصر تفسير ابن جرير الطبري)) , ((مختصر تفسير ابن كثير)) .
14- ((تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ علي الصابوني في صفات الله عزَّ وجلَّ)): لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز .
15- تعقيبات الشيخ صالح الفوزان .
16- ((منهج الأَشاعرة في العقيدة – تعقيب على مقالات الصابوني)): للشيخ سفر الحوالي . طبع في رسالة, عام 1407 هـ .
17- ((تعقيبات على مقالات الصابوني)): للشيخ إِدريس بن محمد علي . مطبوع على الراقمة في (26) صفحة, مصورته لدي .
18- ((محرر خطي)): للشيخ محمد بن سعيد القحطاني, رئيس قسم القراءات في كلية الدعوة وأُصول الدين بجامعة أُم القرى . . مصورته لدي .
19- محضر اتخذ عليه في مناقشة المشايخ له فيما نشره في مجلة المجتمع . وهو من محفوظات كلية الشريعة بجامعة أُم القرى في 16 / 3 / 1404 هـ أَدانته اللجنة فيه .
20- ((نظرات في كتاب النبوة والأَنبياء)): تأْليف الشيخ محمد محمود أَبو رحيم . طبع عام 1406 هـ .
21- الرد على الصابوني فيما سماه: ((الهدي النبوي الصحيح في صلاة التراويح)): تأْليف الشيخ محمد بن يوسف العجمي . طبع عام 1406 هـ .
22- ((الكشف الصريح عن أَغلاط الصابوني في صلاة التراويح)): تأْليف الشيخ علي بن حسن عبد الحميد الحلبي . مصورتها لدي .
فهذه كتبه عليها اثنان وعشرون رداً, وجميع الردود تحمل كلمات حق سارت مسار الشمس, كشفاً عن مدى تحمله لأَمانة العلم فيما كتب, إِذ اتسع نشر ما كتبه لتوزيعه بدون مقابل في الظاهر؟؟
وفي مطالع هذه القائمة من الردود رأَيت فيها وصفه بأُمور مذهلة يتعجب الإِنسان منها, كيف يقتحمها من ينتسب للعلوم الشرعية مع شيبته وتقادم سنه فيما يذكر . . . وأَهمها ما يلي:
1- وصفه بالإِخلال في الأَمانة العلمية كما في كلمة الشيخ عبد الله خياط, والشيخ صالح الفوزان: عضوي هيئة كبار العلماء .
2- وصفه بالجهل كما في مقدمة: ((السلسلة الصحيحة)) للأَلباني, ومحرر الشيخ محمد بن سعيد القحطاني .
3- خَلْفِيته في الاعتقاد بالتأْويل لآيات في الأَسماء والصفات جرته إِلى مسخ عقيدة السلف بزيغ عقيدة الخلف التي نزلها في تفسير الإِمامين السلفيين: شيخ المفسرين ابن جرير الطبري, والحافظ ابن كثير القرشي, في مختصريه لهما, وفي صفوة التفاسير . وأَن هذه نكاية عظيمة بأَهل السنة في تحريف مصادر لهم مهمة في الاعتقاد السلفي, تحت اسمي ((الاختصار والتصفية)) . وعلى هذه ترتكز عامة الردود المذكورة .
وبناء على ما تقدم صدر التعميم المذكور بمصادرة ((صفوة التفاسير)) كما أوقف توزيع المختصرين . والذين قرظوا كتبه من علماء السلف رجعوا عن تقاريظهم إِمَّا تحريراً أَو مشافهة, معلنين أَنه صار تغريره بهم, إِذ قرأَ عليهم مواضع ليست ذات دخل . والمحسن الذي قام بطباعة جملة كبيرة منها لما علم حقيقة الحال طبع عشرات الآلاف من بعض الردود عليه, وهكذا يمتد الانحسار عن كتبه, والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
وهذه الردود من علماء أَهل السنة لا يراد بها تعرية الرجل وكشفه بأَنه خَلْفِي صوفي, يغتلم في التعصب المذهبي فهو أَهون من أَن يلتفت إِليه لكنه لما حث الخطى بميادينه الثلاثة المذكورة التي يحسن الركض فيها, انبرى لصنيعه أَهل السنة دفاعاً عن كتاب الله تعالى, وصيانة لسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- من عبث المتعالمين, وتأْويل الجاهلين, موضحين ذلك في قالبين:
الأَول:
أَنه استجر تفسيري ابن جرير, وابن كثير في اختصاره لهما, لكنه شرق بمنهجهما السلفي في عقيدة التوحيد فأَفرز مختصريه, وابن جرير, وابن كثير, بريئان مما يخالف تفسيرهما .
الثاني:
((صفوة التفاسير)) اسم فيه تغرير وتلبيس, فأَنى له صفاء وهو مبني على الخلط بين التبر والتبن, إِذ مزج بين تفسيري ابن جرير, وابن كثير السلفيين, وتفسير الزمخشري المعتزلي, والرضي الرافضي, والطبرسي الرافضي, والرازي الأَشعري, والصاوي الأَشعري القبوري المتعصب, وغيرهم لا سيما وهذا المزج على يد من لا يعرف الصنعة ولا يتقنها كهذا الذي تسور هذا الصرح بلا سلم . وإِلا فإِن أَهل العلم يستفيدون من المفسرين المتميزين بما لا يخرج عن الجادة: مسلك السلف, وضوابط التفسير, وسَنَن لسان العرب .
وفي ضوء هذين القالبين يعطون التقويم الشرعي لما كَتَبَ وخلاصته: فقد الاعتبار بها .
فلا يغرنك صفو أَنت شاربه ** فربما كان بالتكدير ممتزجا
هذه خلاصة لما يقف عليه الناظر في الردود المذكورة . وقد جمعتها مع ما دارت عليه من كتب هذا الكاتب زيادة مني في التوثيق والمعذرة, لعل ما ذكر يكون من باب الخطِأ والوهم والغلط, الذي قل أَن ينجو منه أَحد سوى سيد البشر -صلى الله عليه وسلم- , لكنني رأَيت - وهذا أَمر مسلَّم به ابتداء ولله الحمد – أَن هؤلاء العلماء هم في ردودهم أَبصر من زرقاء اليمامة, إِذ أَثخنوه بالحجج القاهرة, والبيانات الظاهرة, وهذا هو المعهود من علماء أَهل السنة والجماعة – ولله الحمد والمنة -:
فوجدت لدى هذا الرجل أَمراً كُبَّاراً, وجدت كلمة العلامة الخياط واقعة موقعها في قوله:
(. . . لأَن الصابوني قد أَخل بما التزمه, أَولاً: من حيث أَمانة النقل, وثانياً: من حيث تفسير بعض الآيات بما يختلف عن مذهب السلف) اهـ .
ونحوه قول الشيخ صالح الفوزان:
(وهذا والعياذ بالله من التلبيس والخيانة في النقل) اهـ .
ووجدت أَن أَفاعيله يحدوها انفساح ذراع هذا الرجل في بحر لجي من عقيدة خَلْفية, وعصبية, يمسخ بتمشعره, عقيدة السلف من مكانتها في التفاسير الثلاثة – وذلك بالبتر للنص حيناً, والنقل لمذهب خَلْفي يحكيه ابن جرير, ويرد عليه ثم يقرر مذهب السلف, فينقل هذا الرجل مذهب الخلف, ويترك رد ابن جرير عليه, وتقريره لمذهب السلف, ويضيف في مواضع من تفسير آيات الاعتقاد من كلام الرازي وغيره من أَهل الرفض والاعتزال إلى ((صفوة التفاسير)) وهكذا في سلسلة من الدسِّ المهين ترى مجامعها العامة وضرب المثال لها في الردود المذكورة, واعتبر هذا من كتبه الثلاثة في تفسير عدد من آيات الصفات .
ووجدت أَن هذا الرجل في العلم كالدفتر, يحكي ما قاله غيره دون أَن يضرب في التحقيق بسهم وافر, وهذه أَدنى مراتب طلب العلم, ولهذا فأَنت تراه مضطرباً من مختصر إلى آخر في مواطن متكاثرة, ومن اندست عليه أَبواب مذهب السلف الحق, عميت عليه أَنباء التحقيق .
ووجدت لدى هذا الجمَّاع: انقداح زناده بشظايا نالت من أَمانته العلمية منالاً في مواضع متكاثرة واضحة كالشمس في رائعة النهار .
ووجدت الملاحظات ممن ذُكِرَ هي لضرب المثال, وإِلا فالأَمر أَعظم من ذلك !
ووجدت أَنه من مجموع ما كتبته يمينه له حظ وافر من الأُمور الثلاثة المتقدمة .
فيفيد وصفه بالجهل أَنه: يصحح الضعاف, ويضعف الصحاح, ويعزو أَحاديث كثيرة إِلى ((الصحيحين)), أَو السنن الأَربعة أَو غيرها, وليس في ((الصحيحين)) مثلاً أَو ليس في بعضها, ويحتج بالإِسرائيليات, ويتناقض في الأَحكام .
ويفيد وصفه بالإِخلال بالأَمانة العلمية: بتر النقول, وتقويل العالم ما لم يقله, وتحريف جمع من النصوص والأَقوال, وتقريره مذهب الخلف في كتب السلف .
ويفيد خًلْفيته في الاعتقاد: مسخه لعقيدة السلف في مواضع من تفسير ابن جرير, وتفسير ابن كثير, وبأَكثر في: ((صفوة التفاسير)), وما تحريفه لعدد من النصوص إِلا ليبرر هذه الغاية. وإِن تشويه هذين الكتابين: ((تفسير ابن جرير)), و ((تفسير ابن كثير)) أَمر لا يمكن بحال قبوله .
وبالجملة فهذه الوجادات التي كشفها هؤلاء الأَعلام هي حق لأَن في كتبه ما يؤدي شهادته على كل حرف منها: ((ومن فيه ندينه بما فيه)), وكما قيل: ((يَدَاكَ أَوْكَتَا وَفُوكَ نَفَخ)) .
ومن حاله كذلك, فعند السلف: لا يجوز أَن يعتمد في علم ولا نقل, فعلى كل مسلم بعامة وكل طالب علم بخاصة, عدم اقتناء كتبه, أَو العزو إِليها لأَنها مما اختلط فيها الحق بالباطل, والجهل بالعلم, والنقل الصحيح بالنقل المحرف .
وهنا أُقيد نماذج معدودة مما نفشت فيه همة هذا الكاتب, الواحد منها يسند ما ذكر بكل اطمئنان وثبات, أُوثقها بأَرقام الصفحات من قائمة الردود المذكورة وما وردت عليه, مصنفاً لها في الفصول الآتية:
1- أَمثلة الإِخلال بالأَمانة العلمية .
2- مسه عقيدة التوحيد بما ينابذها .
3- أَمثلة لجهالاته بالسنة
منقول عن
منتدى دار القران
محمد علي الصابوني في التفسير
تأليف الشيخ العلامة
بكر بن عبد الله أَبو زيد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة
الحمْدُ للهِ, وأَشهد أَن لا إِله إِلا الله, وأَشهد أَن محمداً رسول الله, اللهم صل وسلم عليه, وعلى آله, وعلى أَصحابه , ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين . . . أَما بعد :
فَإِنَّ التَّحلي بالأَمانة العلمية في الطَّلب, والتَّحمل, والأَداء, والعَمل والبَلاغ, والبَحث, والتَّأْليف: بُنْية الأَسَاسِ في صدق النية, وخلوصها من شَوْبِ الإِرادة لغير الله تعالى, لهذا فإِن العلماء –رحمهم الله تعالى– يبذلون فائق العناية بتلقين هذا الواجب الطلاب, وتصديره الآداب .
قال العلامة الشيخ محمد الخضر حسين المتوفى سنة 1377 هـ -رحمه الله تعالى-: ( صلاح الأُمة في صلاح أَعمالها, وصلاح أَعمالها في صحة علومها, وصحة علومها أَن يكون رجالها أُمناء فيما يروون أَو يصفون, فمن تحدث في العلم بغير أَمانة فقد مس العلم بقرحة, ووضع في سبيل فلاح الأُمة حجر عثرة . لا تخلو الطوائف المنتمية إَلى العلوم من أَشخاص لا يطلبون العلم ليتحلوا بأَسنى فضيلة, أَو لينفعوا الناس بما عرفوا من حكمة, وأَمثال هؤلاء لا تجد الأَمانة في نفوسهم مستقراً, فلا يتحرجون أَن يرووا ما لم يسمعوا, أَو يصفوا ما لم يعملوا, وهذا ما كان يدعو جهابذة أَهل العلم إِلى نقد الرجال, وتمييز من يسرف في القول ممن يصوغه على قدر ما يعلم, حتى أَصبح العلماء على بصيرة من قيمة ما يقرؤونه فلا تخفى عليهم منزلته, من القطع بصدقه أَو كذبه, أَو رجحان أَحدهما على الآخر, أَو احتمالهما على السواء ) اهـ (( رسائل الإِصلاح )) : (1 / 13) .
وامتداداً لهذا الحبل الموروث, شَهَرَ العلماء – من المفسرين والمحدثين, والفقهاء, والأُدباء, والمؤرخين, وغيرهم قَوْلَةَ الحق في كتبهم الكاشفة عن خلائق أَقوام في السطو, والانتحال, والكذب والتلبيس, والاختلاق: في نقل, أَو مسأَلة, أَو رسالة, أَو كتاب, وهكذا ... ومن تتبع الإَنتاج العلمي عَلِم .
هكذا كان دأب أٌمناء الشريعة, لكن إِذا دب إِلى الأُمة داء الغفلة, وضعف عامل الولاء والبراء, والحب والبغض في الله, وامتد التراخي عن التحذير من قطاع الطريق: تسورت النخالة حرم العلم الشرعي تخب فيه وتضع .
إِلاَّ أَن هذه الأُمة المرحومة يتوالى فضل الله عليها فما يزال المنهج السوي شارعاً في حياتها, تلوح منه سطور التيقظ والتذكير, والتنبيه والتحذير, على أَيدي علمائها الأُمناء, تحذيراً ممن مس العلم بقرحة فأَخل بأَمانة العلم, أَو خاض فيه من لم يتحمله, ولم يلجأ منه إِلى ركن وثيق . وليعلم كل مسرف على نفسه أَن عليه من أَلسنة الخلق حسيباً, ومن أَعينهم رقيباً, ومن أَقلامهم متابعاً .
وفي خط الدفاع من العلماء عن حرم العلم الشرعي, والذود عنه ترى وتسمع ردوداً فاضت على أَسلات أَلسنتهم, وأَسنة أَقلامهم, ومن المرقوم في حق كاتب وما كتب:
1- ((الرد على أَخطاء محمد علي الصابوني في كتابه: صفوة التفاسير, ومختصر تفسير ابن جرير)) . وعليه تقريظ للشيخ عبد الله بن عبد الغني خياط, إِمام وخطيب المسجد الحرام سابقاً, وعضو هيئة كبار العلماء حالياً.
2- ((مخالفات هامة في مختصر تفسير ابن جرير الطبري للشيخ محمد علي الصابوني)). كلاهما في غلاف واحد, تأْليف الشيخ محمد بن جميل زينو مدرس التفسير في دار الحديث الخيرية بمكة –حرسها الله تعالى– طُبعا عام 1406 هـ
3- ((تنبيهات هامة على كتاب صفوة التفاسير)): تأْليف الشيخ محمد بن جميل زينو. وفيه إِضافات إِلى رسالته السابقة, طبع عام 1407 هـ, وفي مقدمته تقاريظ وكلمات مؤيدة من عدد من العلماء, وفي آخره ردود لبعض العلماء هي:
4- ((ملاحظات على كتاب صفوة التفسير)): للشيخ سعد ظلام, عميد كلية اللغة العربية بمصر: (ص / 103 , 109 ) من مجلة منار الإسلام في العدد الرابع من السنة العاشرة, ونشر بعضها في مجلة التوحيد المصرية في العدد السادس عام 1408 هـ لشهر رجب .
5- ((ملاحظات على صفوة التفاسير)): للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين, عضو الرئاسة العامة لإِدارات البحـوث العلمية والإِفتاء والدعوة والإِرشاد:(ص /110 , 119 )
6- ((ملاحظات عامة على كتاب صفوة التفاسير للصابوني)): للشيخ صالح الفوزان الأُستاذ بجامعة الإِمام وعضو هيئة كبار العلماء: (ص / 120 , 147 ) .
7- للشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي من بلاد المغرب في كتابه: ((المفسرون بين التأْويل والإِثبات في آيات الصفات)): (ص / 148 , 149 ) . وقد طبع الكتاب في مجلدين عام 1405 هـ . فانظر منه: (2 / 371 , 379 ) .
8- ((تعقيبات وملاحظات على كتاب صفوة التفاسير)): للشيخ صالح الفوزان . مطبوع على الآلة الراقمة . ثم طبعته جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية, وفيه نحو من (155) ملاحظة .
9- في مقدمة الجزء الرابع من: ((السلسلة الصحيحة)) للأَلباني: (ص / هـ - م ), تعقيبات على ((مختصر تفسير ابن كثير)) .
10- وفي مواضع من الجزئيـن الثالث والرابع من ((السلسلة الضعيفة)) للأَلبـاني: (3 / 310 , 471 , 593 ) – (4 / 51 , 412 ) .
11- تعميم وزارة الحج والأَوقاف برقم 945 / 2 / ص في 16 / 4 / 1408 هـ من المديرية العامة للأَوقاف والمساجد في منطقة الرياض المتضمن مصادرة ((صفوة التفاسير)) وعدم توزيعه حتى يصلح ما فيه من أَخطاء عقدية .
12- ((ملاحظات على مختصر تفسير ابن جرير الطبري)): للشيخ إِسماعيل الأَنصاري مصورتها لدي .
13- وكتاب الشيخ عثمان بن عبد القادر الصافي الطرابلسي, وعنوانه: ((الأَخطار على المراجع العلمية لأَئمة السلف)) دراسة تمهيدية تهدف إلى المحافظة على التراث العلمي الإِسلامي, والتحذير من العبث به, على ضوء وجهة نظر في كتابَي: ((مختصر تفسير ابن كثير)), و ((صفوة التفاسير)) للشيخ علي الصابوني . طبعت على الراقمة في (82) صفحة عام 1403 هـ . وهي رسالة علمية جديرة بالاهتمام, لأَن الردود المذكورة إِن كانت في قضايا عينية للتدليل على التحريف و . . . فإِن هذا الكتيب يقتلع الموضوع من أَساس فكرة الاختصار والتصفية, بعيدة عن ضوابطها العلمية, والآداب التأْليفية الشرعية .
هذه الردود تتعلق بالكتب الثلاثة: ((صفوة التفاسير)) , ((مختصر تفسير ابن جرير الطبري)) , ((مختصر تفسير ابن كثير)) .
14- ((تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ علي الصابوني في صفات الله عزَّ وجلَّ)): لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز .
15- تعقيبات الشيخ صالح الفوزان .
16- ((منهج الأَشاعرة في العقيدة – تعقيب على مقالات الصابوني)): للشيخ سفر الحوالي . طبع في رسالة, عام 1407 هـ .
17- ((تعقيبات على مقالات الصابوني)): للشيخ إِدريس بن محمد علي . مطبوع على الراقمة في (26) صفحة, مصورته لدي .
18- ((محرر خطي)): للشيخ محمد بن سعيد القحطاني, رئيس قسم القراءات في كلية الدعوة وأُصول الدين بجامعة أُم القرى . . مصورته لدي .
19- محضر اتخذ عليه في مناقشة المشايخ له فيما نشره في مجلة المجتمع . وهو من محفوظات كلية الشريعة بجامعة أُم القرى في 16 / 3 / 1404 هـ أَدانته اللجنة فيه .
20- ((نظرات في كتاب النبوة والأَنبياء)): تأْليف الشيخ محمد محمود أَبو رحيم . طبع عام 1406 هـ .
21- الرد على الصابوني فيما سماه: ((الهدي النبوي الصحيح في صلاة التراويح)): تأْليف الشيخ محمد بن يوسف العجمي . طبع عام 1406 هـ .
22- ((الكشف الصريح عن أَغلاط الصابوني في صلاة التراويح)): تأْليف الشيخ علي بن حسن عبد الحميد الحلبي . مصورتها لدي .
فهذه كتبه عليها اثنان وعشرون رداً, وجميع الردود تحمل كلمات حق سارت مسار الشمس, كشفاً عن مدى تحمله لأَمانة العلم فيما كتب, إِذ اتسع نشر ما كتبه لتوزيعه بدون مقابل في الظاهر؟؟
وفي مطالع هذه القائمة من الردود رأَيت فيها وصفه بأُمور مذهلة يتعجب الإِنسان منها, كيف يقتحمها من ينتسب للعلوم الشرعية مع شيبته وتقادم سنه فيما يذكر . . . وأَهمها ما يلي:
1- وصفه بالإِخلال في الأَمانة العلمية كما في كلمة الشيخ عبد الله خياط, والشيخ صالح الفوزان: عضوي هيئة كبار العلماء .
2- وصفه بالجهل كما في مقدمة: ((السلسلة الصحيحة)) للأَلباني, ومحرر الشيخ محمد بن سعيد القحطاني .
3- خَلْفِيته في الاعتقاد بالتأْويل لآيات في الأَسماء والصفات جرته إِلى مسخ عقيدة السلف بزيغ عقيدة الخلف التي نزلها في تفسير الإِمامين السلفيين: شيخ المفسرين ابن جرير الطبري, والحافظ ابن كثير القرشي, في مختصريه لهما, وفي صفوة التفاسير . وأَن هذه نكاية عظيمة بأَهل السنة في تحريف مصادر لهم مهمة في الاعتقاد السلفي, تحت اسمي ((الاختصار والتصفية)) . وعلى هذه ترتكز عامة الردود المذكورة .
وبناء على ما تقدم صدر التعميم المذكور بمصادرة ((صفوة التفاسير)) كما أوقف توزيع المختصرين . والذين قرظوا كتبه من علماء السلف رجعوا عن تقاريظهم إِمَّا تحريراً أَو مشافهة, معلنين أَنه صار تغريره بهم, إِذ قرأَ عليهم مواضع ليست ذات دخل . والمحسن الذي قام بطباعة جملة كبيرة منها لما علم حقيقة الحال طبع عشرات الآلاف من بعض الردود عليه, وهكذا يمتد الانحسار عن كتبه, والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
وهذه الردود من علماء أَهل السنة لا يراد بها تعرية الرجل وكشفه بأَنه خَلْفِي صوفي, يغتلم في التعصب المذهبي فهو أَهون من أَن يلتفت إِليه لكنه لما حث الخطى بميادينه الثلاثة المذكورة التي يحسن الركض فيها, انبرى لصنيعه أَهل السنة دفاعاً عن كتاب الله تعالى, وصيانة لسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- من عبث المتعالمين, وتأْويل الجاهلين, موضحين ذلك في قالبين:
الأَول:
أَنه استجر تفسيري ابن جرير, وابن كثير في اختصاره لهما, لكنه شرق بمنهجهما السلفي في عقيدة التوحيد فأَفرز مختصريه, وابن جرير, وابن كثير, بريئان مما يخالف تفسيرهما .
الثاني:
((صفوة التفاسير)) اسم فيه تغرير وتلبيس, فأَنى له صفاء وهو مبني على الخلط بين التبر والتبن, إِذ مزج بين تفسيري ابن جرير, وابن كثير السلفيين, وتفسير الزمخشري المعتزلي, والرضي الرافضي, والطبرسي الرافضي, والرازي الأَشعري, والصاوي الأَشعري القبوري المتعصب, وغيرهم لا سيما وهذا المزج على يد من لا يعرف الصنعة ولا يتقنها كهذا الذي تسور هذا الصرح بلا سلم . وإِلا فإِن أَهل العلم يستفيدون من المفسرين المتميزين بما لا يخرج عن الجادة: مسلك السلف, وضوابط التفسير, وسَنَن لسان العرب .
وفي ضوء هذين القالبين يعطون التقويم الشرعي لما كَتَبَ وخلاصته: فقد الاعتبار بها .
فلا يغرنك صفو أَنت شاربه ** فربما كان بالتكدير ممتزجا
هذه خلاصة لما يقف عليه الناظر في الردود المذكورة . وقد جمعتها مع ما دارت عليه من كتب هذا الكاتب زيادة مني في التوثيق والمعذرة, لعل ما ذكر يكون من باب الخطِأ والوهم والغلط, الذي قل أَن ينجو منه أَحد سوى سيد البشر -صلى الله عليه وسلم- , لكنني رأَيت - وهذا أَمر مسلَّم به ابتداء ولله الحمد – أَن هؤلاء العلماء هم في ردودهم أَبصر من زرقاء اليمامة, إِذ أَثخنوه بالحجج القاهرة, والبيانات الظاهرة, وهذا هو المعهود من علماء أَهل السنة والجماعة – ولله الحمد والمنة -:
فوجدت لدى هذا الرجل أَمراً كُبَّاراً, وجدت كلمة العلامة الخياط واقعة موقعها في قوله:
(. . . لأَن الصابوني قد أَخل بما التزمه, أَولاً: من حيث أَمانة النقل, وثانياً: من حيث تفسير بعض الآيات بما يختلف عن مذهب السلف) اهـ .
ونحوه قول الشيخ صالح الفوزان:
(وهذا والعياذ بالله من التلبيس والخيانة في النقل) اهـ .
ووجدت أَن أَفاعيله يحدوها انفساح ذراع هذا الرجل في بحر لجي من عقيدة خَلْفية, وعصبية, يمسخ بتمشعره, عقيدة السلف من مكانتها في التفاسير الثلاثة – وذلك بالبتر للنص حيناً, والنقل لمذهب خَلْفي يحكيه ابن جرير, ويرد عليه ثم يقرر مذهب السلف, فينقل هذا الرجل مذهب الخلف, ويترك رد ابن جرير عليه, وتقريره لمذهب السلف, ويضيف في مواضع من تفسير آيات الاعتقاد من كلام الرازي وغيره من أَهل الرفض والاعتزال إلى ((صفوة التفاسير)) وهكذا في سلسلة من الدسِّ المهين ترى مجامعها العامة وضرب المثال لها في الردود المذكورة, واعتبر هذا من كتبه الثلاثة في تفسير عدد من آيات الصفات .
ووجدت أَن هذا الرجل في العلم كالدفتر, يحكي ما قاله غيره دون أَن يضرب في التحقيق بسهم وافر, وهذه أَدنى مراتب طلب العلم, ولهذا فأَنت تراه مضطرباً من مختصر إلى آخر في مواطن متكاثرة, ومن اندست عليه أَبواب مذهب السلف الحق, عميت عليه أَنباء التحقيق .
ووجدت لدى هذا الجمَّاع: انقداح زناده بشظايا نالت من أَمانته العلمية منالاً في مواضع متكاثرة واضحة كالشمس في رائعة النهار .
ووجدت الملاحظات ممن ذُكِرَ هي لضرب المثال, وإِلا فالأَمر أَعظم من ذلك !
ووجدت أَنه من مجموع ما كتبته يمينه له حظ وافر من الأُمور الثلاثة المتقدمة .
فيفيد وصفه بالجهل أَنه: يصحح الضعاف, ويضعف الصحاح, ويعزو أَحاديث كثيرة إِلى ((الصحيحين)), أَو السنن الأَربعة أَو غيرها, وليس في ((الصحيحين)) مثلاً أَو ليس في بعضها, ويحتج بالإِسرائيليات, ويتناقض في الأَحكام .
ويفيد وصفه بالإِخلال بالأَمانة العلمية: بتر النقول, وتقويل العالم ما لم يقله, وتحريف جمع من النصوص والأَقوال, وتقريره مذهب الخلف في كتب السلف .
ويفيد خًلْفيته في الاعتقاد: مسخه لعقيدة السلف في مواضع من تفسير ابن جرير, وتفسير ابن كثير, وبأَكثر في: ((صفوة التفاسير)), وما تحريفه لعدد من النصوص إِلا ليبرر هذه الغاية. وإِن تشويه هذين الكتابين: ((تفسير ابن جرير)), و ((تفسير ابن كثير)) أَمر لا يمكن بحال قبوله .
وبالجملة فهذه الوجادات التي كشفها هؤلاء الأَعلام هي حق لأَن في كتبه ما يؤدي شهادته على كل حرف منها: ((ومن فيه ندينه بما فيه)), وكما قيل: ((يَدَاكَ أَوْكَتَا وَفُوكَ نَفَخ)) .
ومن حاله كذلك, فعند السلف: لا يجوز أَن يعتمد في علم ولا نقل, فعلى كل مسلم بعامة وكل طالب علم بخاصة, عدم اقتناء كتبه, أَو العزو إِليها لأَنها مما اختلط فيها الحق بالباطل, والجهل بالعلم, والنقل الصحيح بالنقل المحرف .
وهنا أُقيد نماذج معدودة مما نفشت فيه همة هذا الكاتب, الواحد منها يسند ما ذكر بكل اطمئنان وثبات, أُوثقها بأَرقام الصفحات من قائمة الردود المذكورة وما وردت عليه, مصنفاً لها في الفصول الآتية:
1- أَمثلة الإِخلال بالأَمانة العلمية .
2- مسه عقيدة التوحيد بما ينابذها .
3- أَمثلة لجهالاته بالسنة
منقول عن
منتدى دار القران