أبوحفص
13-01-2011, 12:50 AM
http://www.picmool.com/images/944_4.gif
( صوت صفير البلبل )
القصة رغم انتشارها الواسع إلا أنها غير صحيحة!
ليس منا طبعا من لم يسمع بهذه القصيدة خاصة بصوت الشيخ أحمد القطان ....لكن مادرجة صحتها في التاريخ ....؟
السبب في انتشار هذه القصة وأمثالها أن الأنفس تحب الغرائب والعجائب وتهرب من المألوف!!!
دائمًا نهوى الجديد ونصفق له دون الالتفات لصحته أو البحث عن مصدره... للأسف!
وفي هذا الموضوع يوضح الدكتور/ أحمد سعد الدين أبو رحاب بطلان القصة وتهافتها من الأصل بالحقائق، ونترك الكلام للدكتور إذ يقول:
هذه الحكاية ملفقة ومستحيلة الحدوث .. كلما دخلت الى منتدى اجدها فأفكر فى التصدى لها ولكنى اسكت .. واخيرا شعرت انه طفح الكيل فقد بحثت فى بعض المتصفحات عن الأصمعى فلم اجد تقريبا غير هذه الحكاية الأكذوبة , منشورة أكثر من مائة مرة !!!
أخى/أختى, أرجو أن تسمعنى بهدوء :
1/ ابو جعفر المنصور لم تقع عينه على الأصمعى ولم يسمع باسمه .. فالأصمعى لم يظهر الا عن طريق " الفضل بن ربيع" حاجب هرون الرشيد الذى سعى لتقديمه الى الرشيد فأحبه وقربه منه ...( إلى أن قال الدكتور):
.. المهم ان أباجعفر المنصور لم يسمع عن اسم الأصمعي الذى كان وقتها شابا مغمورا يتجول فى البوادى لتدوين اللغة والشعر وكما تعلم فهو من مدرسة البصرة ( مدرسة السماع ) ضد مدرسة الكوفة ( مدرسة القياس )
2/ قافية هذه القصيدة مجرورة . فبالله عليك ايها الحبيب كيف ان الأصمعى يجر كلمة الثمل ( هيّج قلبى الثمل ) على اي اساس يا ترى ؟
إنها صفة لمفعول به أو هى فاعل اذا اعتبرناها مصدرا , فكيف يجرها شيخ مدرسة البصرة وأمام الخليفة؟؟؟
كذلك( يعجز عنها الأدب لى ) ما معنى الأدب لى ؟؟
وهل بحثت مثلا فى لسان العرب عن بعض الكلمات الغريبة الواردة فى هذه القصيدة/الأكذوبة ووجدتها ؟
ولسان العرب من تأليف ابن منظور تلميذ الأصمعى ؟
3/ طبعا هذا الكلام الفارغ من بحر الرجز ( مستفعلن ) فما رأيك ( قال لا لا لا لا ) مكسور كسرا بينا وكذلك ( فقالت لا تولولى ) .. فهل تصدق أن يقف أي انسان أمام الخليفة ليقول له كلاما بدون معنى مع أخطاء فى النحو والوزن , وهل تصدق أن الخليفة لم يكن سيأمر بقطع رأسه على الفور ؟
4/ الخليفة ابو جعفر المنصور لا يمكن ان يكون نصابا ويفعل مثل هذه الأفاعيل!
كان يكفيه أن يعطى عطايا قليلة وهو فعلا كان معروفا بالحرص ..
طبعا الشاعر لن يخدع عن قصيدته فإذا اضطر إلى التزام الصمت أمام الخليفة ولكنه سيخرج وهو واثق أن الخليفة يكذب لأنه طبعا يعرف قصيدته ومتأكد من أنها من تأليفه ..
( تخيل ! خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يكذب ؟ )
مع تكرار هذا الموقف ألم يكن تصرف الخليفة سينتشر , ويتوقف الشعراء عن مدحه أو حتى عن الذهاب اليه ؟
وهل كانت كل كتب الأدب كابن قتيبة والكامل والشعر والشعراء الخ الخ لن تذكر هذه القصة الأعجوبة ؟
/5 وبعيدا عن خزعبلات الجارية التى تحفظ من مرة والعبد الذى يحفظ من مرتين , ألم يكن كافيا أن يقول الخليفة : لقد سمعت هذه القصيدة من قبل؟ ..
من كان سيجرؤ أن يناقشه ؟
أما عن الحفظ , فما الذى يمنع من حفظ هذا الكلام؟ , أنا شخصيا مازلت أحفظ القصيدة الفكاهية التى كانت منتشرة من عشرين عاما , ( لأنني مازلت أحفظها لأن حفظ الغريب أسهل )، وتقول:
ومدعشر بالقعطلين تحشرمت ** شرافتاه فخر كالخربعصبلى
والهكيكذوب الهيكذوب تهيهعت ** مكن روكة العلقبوط المنفل ( مكسور)
وتفشخل الفشخال فى شخط الحفا ** برباسكاه وروكة البعبعبلِ
وقيل كذلك :
كون القصة حازت على إعجابك فهذا أمر آخر لسنا بصدد الحديث عنه هنا، أما في مجال الدراسة العلمية فلابدّ من التحقق من صدق الروايات وصحتها، وأظن أن الدكتور عبدالله سلك سبيل الباحث الجاد في التعامل مع القصة المذكورة، وعليه فقد توصل إلى ما توصل إليه من بطلان ثبوتها.
ومن الاستئناس قول أحدهم :
قد يظن بعض الناس أن كل ما يُروَى في كتب التاريخ والسيرة والأدب ، أن ذلك صار جزءًا لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي ، لا يجوز إنكارُ شيء منه !
وهذا تنكر بالغ للتاريخ الإسلامي الرائع ، الذي يتميز عن تواريخ الأمم الأخرى بأنه هو وحده الذي يملك الوسيلة العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح،وهي نفس الوسيلة التي يميَّز بها الحديثُ الصحيح من الضعيف، ألا وهو الإسناد الذي قال فيه بعض السلف: ( لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء)
نتهى كلام الدكتور؛ جزاه الله خيرًا
:abc_086: :abc_086: :abc_086:
( صوت صفير البلبل )
القصة رغم انتشارها الواسع إلا أنها غير صحيحة!
ليس منا طبعا من لم يسمع بهذه القصيدة خاصة بصوت الشيخ أحمد القطان ....لكن مادرجة صحتها في التاريخ ....؟
السبب في انتشار هذه القصة وأمثالها أن الأنفس تحب الغرائب والعجائب وتهرب من المألوف!!!
دائمًا نهوى الجديد ونصفق له دون الالتفات لصحته أو البحث عن مصدره... للأسف!
وفي هذا الموضوع يوضح الدكتور/ أحمد سعد الدين أبو رحاب بطلان القصة وتهافتها من الأصل بالحقائق، ونترك الكلام للدكتور إذ يقول:
هذه الحكاية ملفقة ومستحيلة الحدوث .. كلما دخلت الى منتدى اجدها فأفكر فى التصدى لها ولكنى اسكت .. واخيرا شعرت انه طفح الكيل فقد بحثت فى بعض المتصفحات عن الأصمعى فلم اجد تقريبا غير هذه الحكاية الأكذوبة , منشورة أكثر من مائة مرة !!!
أخى/أختى, أرجو أن تسمعنى بهدوء :
1/ ابو جعفر المنصور لم تقع عينه على الأصمعى ولم يسمع باسمه .. فالأصمعى لم يظهر الا عن طريق " الفضل بن ربيع" حاجب هرون الرشيد الذى سعى لتقديمه الى الرشيد فأحبه وقربه منه ...( إلى أن قال الدكتور):
.. المهم ان أباجعفر المنصور لم يسمع عن اسم الأصمعي الذى كان وقتها شابا مغمورا يتجول فى البوادى لتدوين اللغة والشعر وكما تعلم فهو من مدرسة البصرة ( مدرسة السماع ) ضد مدرسة الكوفة ( مدرسة القياس )
2/ قافية هذه القصيدة مجرورة . فبالله عليك ايها الحبيب كيف ان الأصمعى يجر كلمة الثمل ( هيّج قلبى الثمل ) على اي اساس يا ترى ؟
إنها صفة لمفعول به أو هى فاعل اذا اعتبرناها مصدرا , فكيف يجرها شيخ مدرسة البصرة وأمام الخليفة؟؟؟
كذلك( يعجز عنها الأدب لى ) ما معنى الأدب لى ؟؟
وهل بحثت مثلا فى لسان العرب عن بعض الكلمات الغريبة الواردة فى هذه القصيدة/الأكذوبة ووجدتها ؟
ولسان العرب من تأليف ابن منظور تلميذ الأصمعى ؟
3/ طبعا هذا الكلام الفارغ من بحر الرجز ( مستفعلن ) فما رأيك ( قال لا لا لا لا ) مكسور كسرا بينا وكذلك ( فقالت لا تولولى ) .. فهل تصدق أن يقف أي انسان أمام الخليفة ليقول له كلاما بدون معنى مع أخطاء فى النحو والوزن , وهل تصدق أن الخليفة لم يكن سيأمر بقطع رأسه على الفور ؟
4/ الخليفة ابو جعفر المنصور لا يمكن ان يكون نصابا ويفعل مثل هذه الأفاعيل!
كان يكفيه أن يعطى عطايا قليلة وهو فعلا كان معروفا بالحرص ..
طبعا الشاعر لن يخدع عن قصيدته فإذا اضطر إلى التزام الصمت أمام الخليفة ولكنه سيخرج وهو واثق أن الخليفة يكذب لأنه طبعا يعرف قصيدته ومتأكد من أنها من تأليفه ..
( تخيل ! خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يكذب ؟ )
مع تكرار هذا الموقف ألم يكن تصرف الخليفة سينتشر , ويتوقف الشعراء عن مدحه أو حتى عن الذهاب اليه ؟
وهل كانت كل كتب الأدب كابن قتيبة والكامل والشعر والشعراء الخ الخ لن تذكر هذه القصة الأعجوبة ؟
/5 وبعيدا عن خزعبلات الجارية التى تحفظ من مرة والعبد الذى يحفظ من مرتين , ألم يكن كافيا أن يقول الخليفة : لقد سمعت هذه القصيدة من قبل؟ ..
من كان سيجرؤ أن يناقشه ؟
أما عن الحفظ , فما الذى يمنع من حفظ هذا الكلام؟ , أنا شخصيا مازلت أحفظ القصيدة الفكاهية التى كانت منتشرة من عشرين عاما , ( لأنني مازلت أحفظها لأن حفظ الغريب أسهل )، وتقول:
ومدعشر بالقعطلين تحشرمت ** شرافتاه فخر كالخربعصبلى
والهكيكذوب الهيكذوب تهيهعت ** مكن روكة العلقبوط المنفل ( مكسور)
وتفشخل الفشخال فى شخط الحفا ** برباسكاه وروكة البعبعبلِ
وقيل كذلك :
كون القصة حازت على إعجابك فهذا أمر آخر لسنا بصدد الحديث عنه هنا، أما في مجال الدراسة العلمية فلابدّ من التحقق من صدق الروايات وصحتها، وأظن أن الدكتور عبدالله سلك سبيل الباحث الجاد في التعامل مع القصة المذكورة، وعليه فقد توصل إلى ما توصل إليه من بطلان ثبوتها.
ومن الاستئناس قول أحدهم :
قد يظن بعض الناس أن كل ما يُروَى في كتب التاريخ والسيرة والأدب ، أن ذلك صار جزءًا لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي ، لا يجوز إنكارُ شيء منه !
وهذا تنكر بالغ للتاريخ الإسلامي الرائع ، الذي يتميز عن تواريخ الأمم الأخرى بأنه هو وحده الذي يملك الوسيلة العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح،وهي نفس الوسيلة التي يميَّز بها الحديثُ الصحيح من الضعيف، ألا وهو الإسناد الذي قال فيه بعض السلف: ( لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء)
نتهى كلام الدكتور؛ جزاه الله خيرًا
:abc_086: :abc_086: :abc_086: