أبو يوسف
14-01-2011, 10:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كَيْفَ تُخَاطَبُ الْأُنْثَى؟!
قال ابن عاشور رحمه الله في تفسيره :
(( والخطاب بصيغة الجمع لقصد التعظيم طريقة عربية، وهو يلزم صيغة التذكير فيقال في خطاب المرأة إذا قصد تعظيمها: أنتم، ولا يقال: أنتن، قال العرجي:
فإن شئتِ حرمتُ النساءَ سواكمُ ....وإن شئتِ لم أطعَمْ نُقاخًا ولا بَرْدًا
فقال: سواكم.
وقال جعفر بن علبة الحارثي من شعراء الحماسة:
فلا تحسبي أني تخشعت بعدكم ....... لشيء ولا أني من الموت أفرق
فقال: بعدكم.
وقد حصل لي هذا باستقراء كلامهم، ولم أر من وقف عليه ))اهـ.
يقصد العلامة ابن عاشور -رحمه الله- أنه لم ير مَن نص على هذه القاعدة صراحة، وإلا فإشارات أهل العلم لهذا المعنى، واستدلالاتهم ببيت العرجي كثيرة؛ لا يمكن أن تخفى على تلامذة ابن عاشور فضلا عنه؛ فقد ذكره الزمخشري في الكشاف، والرازي في مفاتيح الغيب، وأبو حيان في البحر المحيط، والسمين الحلبي في الدر المصون، وغيرهم كثير. ويُنظر أيضا كلام العلامة الأمين الشنقيطي في دفع إيهام الاضطراب عند قوله تعالى: {فقال لأهله امكثوا}.
و منه حديث النبي –صلى الله عليه وسلم - :
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: { دَخَلَ عَلَيَّ اَلنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ. فَقَالَ: " هَلْ عِنْدَكم شَيْءٌ? " قُلْنَا: لَا. قَالَ: " فَإِنِّي إِذًا صَائِمٌ " ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ, فَقُلْنَا: أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ, فَقَالَ: " أَرِينِيهِ, فَلَقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا " فَأَكَلَ } رَوَاهُ مُسْلِمٌ
ومنه قول العرجي ــ ويظهر أنه كان مولعا بتعظيم النساء ــ :
أظلوم إن مصابكم رجلا *** أهدى السلام تحية ظلم
وللبيت قصة مشهورة.
وقال أبو حية النميري:
وخبرك الواشون أن لن أحبكم ****بلى وستور الله ذات المحارم
وقال أبو نواس :
أحببت من شعر بشار لحبكم **بيتا لهجت به من شعر بشار
يا رحمة الله حلي في منازلنا ***وجاورينا فدتك النفس من جار
وقال العباس بن الأحنف:
وصالكم صرم وحبكمو قلى*** وعطفكمو صد وسلمكمو حرب
وقال العرجي ــ كعادته ــ :
ولو أن ما بي في حبكم عدلت **** به جبال السراة ما اعتدلا
وقال ابن أبي ربيعة:
قالت أجيبي عاشقا ....بحبكم مكلف
و هذا ابن زيدون و"بكاءه" بين يدي محبوبته ولادة بنت المستكفي
قال يخاطب ولادة:
بنتم وبنا وما ابتلت جوانجنا *** شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
حالت لفقدكمو أيامنا فغدت***سودا،وكانت بكم بيضا ليالينا
إذ جانب العيش طلق من تآلفنا**** ومورد اللهو صفو من تصافينا
ليسق عهدكم غيث السرور فما ***كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
و الشواهد الشعرية السابقة ، فيها ما هو من باب التفخيم ، وفيها ما هو من باب الكناية .
منقول بتصرف
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كَيْفَ تُخَاطَبُ الْأُنْثَى؟!
قال ابن عاشور رحمه الله في تفسيره :
(( والخطاب بصيغة الجمع لقصد التعظيم طريقة عربية، وهو يلزم صيغة التذكير فيقال في خطاب المرأة إذا قصد تعظيمها: أنتم، ولا يقال: أنتن، قال العرجي:
فإن شئتِ حرمتُ النساءَ سواكمُ ....وإن شئتِ لم أطعَمْ نُقاخًا ولا بَرْدًا
فقال: سواكم.
وقال جعفر بن علبة الحارثي من شعراء الحماسة:
فلا تحسبي أني تخشعت بعدكم ....... لشيء ولا أني من الموت أفرق
فقال: بعدكم.
وقد حصل لي هذا باستقراء كلامهم، ولم أر من وقف عليه ))اهـ.
يقصد العلامة ابن عاشور -رحمه الله- أنه لم ير مَن نص على هذه القاعدة صراحة، وإلا فإشارات أهل العلم لهذا المعنى، واستدلالاتهم ببيت العرجي كثيرة؛ لا يمكن أن تخفى على تلامذة ابن عاشور فضلا عنه؛ فقد ذكره الزمخشري في الكشاف، والرازي في مفاتيح الغيب، وأبو حيان في البحر المحيط، والسمين الحلبي في الدر المصون، وغيرهم كثير. ويُنظر أيضا كلام العلامة الأمين الشنقيطي في دفع إيهام الاضطراب عند قوله تعالى: {فقال لأهله امكثوا}.
و منه حديث النبي –صلى الله عليه وسلم - :
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: { دَخَلَ عَلَيَّ اَلنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ. فَقَالَ: " هَلْ عِنْدَكم شَيْءٌ? " قُلْنَا: لَا. قَالَ: " فَإِنِّي إِذًا صَائِمٌ " ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ, فَقُلْنَا: أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ, فَقَالَ: " أَرِينِيهِ, فَلَقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا " فَأَكَلَ } رَوَاهُ مُسْلِمٌ
ومنه قول العرجي ــ ويظهر أنه كان مولعا بتعظيم النساء ــ :
أظلوم إن مصابكم رجلا *** أهدى السلام تحية ظلم
وللبيت قصة مشهورة.
وقال أبو حية النميري:
وخبرك الواشون أن لن أحبكم ****بلى وستور الله ذات المحارم
وقال أبو نواس :
أحببت من شعر بشار لحبكم **بيتا لهجت به من شعر بشار
يا رحمة الله حلي في منازلنا ***وجاورينا فدتك النفس من جار
وقال العباس بن الأحنف:
وصالكم صرم وحبكمو قلى*** وعطفكمو صد وسلمكمو حرب
وقال العرجي ــ كعادته ــ :
ولو أن ما بي في حبكم عدلت **** به جبال السراة ما اعتدلا
وقال ابن أبي ربيعة:
قالت أجيبي عاشقا ....بحبكم مكلف
و هذا ابن زيدون و"بكاءه" بين يدي محبوبته ولادة بنت المستكفي
قال يخاطب ولادة:
بنتم وبنا وما ابتلت جوانجنا *** شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
حالت لفقدكمو أيامنا فغدت***سودا،وكانت بكم بيضا ليالينا
إذ جانب العيش طلق من تآلفنا**** ومورد اللهو صفو من تصافينا
ليسق عهدكم غيث السرور فما ***كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
و الشواهد الشعرية السابقة ، فيها ما هو من باب التفخيم ، وفيها ما هو من باب الكناية .
منقول بتصرف
.