أبو يوسف
25-03-2011, 03:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
لقد سمعت مقطعا من القرني وفيه بلاغه وفصاحه لم اعهدها بخطباء هذا العصر ؛ وبالصدفه كنت اتصفح كتاب النقائض والتي جرت بين جرير من جهه وبين الفرزذق والأخطل فوجدت بعض ما استشهد به هذا الخطيب موجودا ؛ فلشعر النقائض فضل وأهميه حتى أن أهل اللغه قالوا : لولا النقائض لضاع ثلثي اللغه ؛ اقتبست هذا المقطع ففيه بلاغه وفصاحة وموقف طريف أيضا
وقال هشام بن محمد الكلبي، عن أبيه، قال:
دخل رجل من بني عذرة على عبد الملك بن مروان يمتدحه بقصيدة، وعنده الشعراء الثلاثة: جرير والفرزدق والأخطل، فلم يعرفهم الأعرابي، فقال عبد الملك للأعرابي: هل تعرف أهجى بيت قالته العرب في الإسلام؟
قال: نعم ! قول جرير:
فغض الطرف إنك من نمير * فلا كعباً بلغت ولا كلاباً
فقال: أحسنت ! فهل تعرف أمدح بيت قيل في الإسلام؟
قال: نعم ! قول جرير:
ألستم خير من ركب المطايا * وأندى العالمين بطون راح
فقال: أصبت وأحسنت ! فهل تعرف أرق بيت قيل في الإسلام؟
قال: نعم ! قول جرير:
إن العيون التي في طرفها حور * قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به * وهن أضعف خلق الله أركانا
فقال أحسنت ! فهل تعرف جريراً؟
قال: لا والله وإني إلى رؤيته لمشتاق.
قال: فهذا جرير وهذا الفرزدق وهذا الأخطل، فأنشأ الأعرابي يقول:
فحيا الإله أبا حرزة * وأرغم أنفك يا أخطل
وجد الفرزدق أتعس به * ودقَّ خياشيمه الجندل
فأنشأ الفرزدق يقول:
يا أرغم الله أنفاً أنت حامله * يا ذا الخنا ومقال الزور والخطل
ما أنت بالحكم الترضى حكومته * ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
ثم أنشأ الأخطل يقول:
يا شر من حملت ساق على قدم * ما مثل قولك في الأقوام يحتمل
إن الحكومة ليست في أبيك ولا * في معشر أنت منهم إنهم سفل
فقام جرير مغضباً وقال:
أتشتمان سفاهاً خيركم حسباً * ففيكم -وإلهي - الزور والخطل
شتمتماه على رفعي ووضعكما * لا زلتما في سفال أيها السفل
ثم وثب جرير فقبل رأس الأعرابي، وقال: يا أمير المؤمنين جائزتي له، وكانت خمسة آلاف، فقال عبد الملك: وله مثلها من مالي، فقبض الأعرابي ذلك كله وخرج
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
لقد سمعت مقطعا من القرني وفيه بلاغه وفصاحه لم اعهدها بخطباء هذا العصر ؛ وبالصدفه كنت اتصفح كتاب النقائض والتي جرت بين جرير من جهه وبين الفرزذق والأخطل فوجدت بعض ما استشهد به هذا الخطيب موجودا ؛ فلشعر النقائض فضل وأهميه حتى أن أهل اللغه قالوا : لولا النقائض لضاع ثلثي اللغه ؛ اقتبست هذا المقطع ففيه بلاغه وفصاحة وموقف طريف أيضا
وقال هشام بن محمد الكلبي، عن أبيه، قال:
دخل رجل من بني عذرة على عبد الملك بن مروان يمتدحه بقصيدة، وعنده الشعراء الثلاثة: جرير والفرزدق والأخطل، فلم يعرفهم الأعرابي، فقال عبد الملك للأعرابي: هل تعرف أهجى بيت قالته العرب في الإسلام؟
قال: نعم ! قول جرير:
فغض الطرف إنك من نمير * فلا كعباً بلغت ولا كلاباً
فقال: أحسنت ! فهل تعرف أمدح بيت قيل في الإسلام؟
قال: نعم ! قول جرير:
ألستم خير من ركب المطايا * وأندى العالمين بطون راح
فقال: أصبت وأحسنت ! فهل تعرف أرق بيت قيل في الإسلام؟
قال: نعم ! قول جرير:
إن العيون التي في طرفها حور * قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به * وهن أضعف خلق الله أركانا
فقال أحسنت ! فهل تعرف جريراً؟
قال: لا والله وإني إلى رؤيته لمشتاق.
قال: فهذا جرير وهذا الفرزدق وهذا الأخطل، فأنشأ الأعرابي يقول:
فحيا الإله أبا حرزة * وأرغم أنفك يا أخطل
وجد الفرزدق أتعس به * ودقَّ خياشيمه الجندل
فأنشأ الفرزدق يقول:
يا أرغم الله أنفاً أنت حامله * يا ذا الخنا ومقال الزور والخطل
ما أنت بالحكم الترضى حكومته * ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
ثم أنشأ الأخطل يقول:
يا شر من حملت ساق على قدم * ما مثل قولك في الأقوام يحتمل
إن الحكومة ليست في أبيك ولا * في معشر أنت منهم إنهم سفل
فقام جرير مغضباً وقال:
أتشتمان سفاهاً خيركم حسباً * ففيكم -وإلهي - الزور والخطل
شتمتماه على رفعي ووضعكما * لا زلتما في سفال أيها السفل
ثم وثب جرير فقبل رأس الأعرابي، وقال: يا أمير المؤمنين جائزتي له، وكانت خمسة آلاف، فقال عبد الملك: وله مثلها من مالي، فقبض الأعرابي ذلك كله وخرج
.