المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشهد السلامة وبرد القلب


سفيرة الاسلام
27-03-2011, 05:50 AM
:slaam:

لا تشغل قلبك بما ينالك من الأذى

فبسلامة القلب ـ إخوة الإسلام ـ يتم العدل في جميع الأمور,

وصاحب القلب السليم لا يؤذي المسلمين ولو آذوه، ولا ينتقم لنفسه.

وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين

أحد عشر مشهدًا فيما يصيب المسلم من أذى الخلق وجنايتهم عليه,

نكتفي بمشهد واحد؛ حيث يقول رحمه الله:

"المشهد السادس: مشهد السلامة وبرد القلب،

وهذا مشهد شريف جدًا لمن عرفه وذاق حلاوته،

وهو أن لا يشغل قلبه وسِره بما ناله من الأذى

وطلب الوصول إلى درك ثأره وشفاء نفسه، بل يفرّغ قلبه من ذلك،

ويرى أن سلامته وبرده وخلوّه منه أنفع له وألذ وأطيب، وأعون على مصالحه؛

فإن القلب إذا اشتغل بشيء فاته ما هو أهم عنده وخير له منه،

فيكون بذلك مغبونًا،

والرشيد لا يرضى بذلك ويرى أنه من تصرفات السفيه،

فأين سلامة القلب من امتلائه بالغلّ والوساوس وإعمال الفكر في إدراك الانتقام.

ولابن تيمية رحمه الله رسالة كتبها إلى تلامذته بدمشق

تبرز فيها هذه الصفة ـ سلامة القلب ـ بجلاء, نذكر مقاطع منها:

يقول رحمه الله في رسالته لتلامذته:

"وتعلمون من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين

تأليف القلوب, واجتماع الكلمة, وصلاح ذات البين؛

فإن الله تعالى يقول: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا},

ويقول:

{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ},

وأمثال ذلك من النصوص التي تأمر بالجماعة والائتلاف وتنهى عن الفرقة والاختلاف,

وأهل هذا الأصل هم أهل الجماعة، كما أن الخارجين عنه هم أهل الفرقة".

إلى أن قال في الرسالة نفسها:

"وأول ما أبدأ به من هذا الأصل ما يتعلق بي, فتعلمون ـ رضي الله عنكم ـ

أني لا أحب أن يؤذى أحد من عموم المسلمين ـ فضلاً عن أصحابنا ـ بشيء أصلاً,

لا باطنًا ولا ظاهرًا، ولا عندي عتب على أحد منهم ولا لوم أصلاً,

بل لهم عندي من الكرامة والإجلال والمحبة والتعظيم أضعاف أضعاف ما كان كلٌّ يحسبه,

ولا يخلو الرجل إما أن يكون مجتهدًا مصيبًا أو مخطئًا أو مذنبًا،

فالأول مشكور، والثاني مع أجره على الاجتهاد فمعفو عنه مغفور له،

والثالث فالله يغفر لنا وله ولسائر المؤمنين،

فنطوي بساط الكلام المخالف لهذا الأصل كقول القائل:

فلان قصّر، فلان ما عمل، فلان أوذي الشيخ بسببه، فلان كان سبب هذه القضية،

فإني لا أسامح من آذاهم من هذا الباب ولا حول ولا قوة إلا بالله،

بل مثل هذا يعود على قائله بالملام إلا أن يكون له من حسنة،

وممن يغفر الله له إن شاء الله, وقد عفا الله عما سلف".

إلى أن قال رحمه الله في الرسالة نفسها:

"فلا أحب أن يُنتصر من أحد بسبب كَذِبِه عليّ، أو ظُلمِه وعدوانه؛

فإني أحب الخير لكل المسلمين، وأريد لكل مؤمن من الخير ما أحبه لنفسي,

والذين كذبوا وظلموا في حلّ من جهتي".

انتهى كلامه رحمه الله، وهو كلام عظيم يستشعر قارئه فيه

الصدق وقمة التجرد من الهوى، وقلّ من يكون كذلك..

وقد قال الإمام ابن ناصر الدين الدمشقي:

"هيهات هيهات! إن في مجال الكلام في الرجال عقبات،

مرتقيها على خطر، ومرتقيها هوىً لا منجى له من الإثم ولا وزر،

فلو حاسب نفسَه الرامي أخاه ما السبب الذي أهاج ذلك؟

لتحقق أنه الهوى الذي صاحبه هالك.

موقع الشيخ أيمن سامى

أبو يوسف
27-03-2011, 04:12 PM
جزاك الله خيرا اختنا الفاضله

abohmam
27-03-2011, 10:23 PM
جزاك الله خيرا سفيرة الإسلام

موضوع قيم ورائع وبه من الفوائد الكثير

فأين سلامة القلب من امتلائه بالغلّ والوساوس وإعمال الفكر في إدراك الانتقام.

فعلا من كان قلبه سليما وفكره مستقيما وإيمانه راسخا لايمتلئ قلبه بالوساوس والغلّ أو حتى الإنشغال عن المفضول فضلا عن الفاضل من الأعمال

بارك الله فيك