المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسائل قال فيها الإمام ابن باز رحمه الله : لا أدري ... الله أعلم .


ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:44 PM
مسائل قال فيها الإمام ابن باز رحمه الله : لا أدري ... الله أعلم .
بسم الله الرحمن الرحيم


" لا أدري " كيف أبدأ ؟.

" ولا أدري " كيف أكتب ؟.

" ولا أدري " ماذا أكتب ؟.

" ولا أدري " ماذا أقول عن سماحة الإمام / عبدالعزيز بن باز رحمه الله ... وقد سبق السابقون ، وأثنى المثنون ... فلا مزيد على ماذكروا ، ولاجديد على ماكتبوا .




" لا أدري" ماذا أكتب عن " لا أدري " .


كان سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - قدوة في علمه ، وتعليمه ، وأدبه ، وأخلاقه ، وقوله ، وإنصاته ، وإجاباته ، وسؤاله ، وهديه ، ودَلْه ، وسمته ، ورحمته ، وصبره ، وكرمه ، وقوته ، وجلده ، واتباعه للسنة ، وقيامه بالحجة ، وأمره بالمعروف ، ونهي عن المنكر ، وصدعه بالحق بالحكمة والموعظة الحسنة .

ذكر السمعاني رحمه الله وغيره : أن مجلس الإمام أحمد رحمه الله كان يحضره خمسة آلاف ، قال الناقل : "فكان خمسمائة يكتبون ، والباقي يستمدون من سمته وخلقه وأدبه " .

وقال أبوبكر المطوعي رحمه الله : " حضرت مجلس أبي عبدالله - وهو يقرئ أبناءه المسند - اثنتي عشر سنة ، ولم أكن أكتب ، إنما أنظر إلى أدبه وخُلقه ".( سير أعلام النبلاء 11 / 316 ) ." معالم في طريق طلب العلم" .





كان مجالسه ودروسه - رحمه الله - تحفها سكينة وطمأنينة وراحة ؛ يشعر بها من حضرها .


لا أبالغ إن قلت إن عينيك لا تملُّ من النظر إليه ، والتأثر بنور وجهه ، وصدق كلماته ، وقبول قوله ، ونصحه ، وتوجيهه .... دون أن يكون في صدرك أدنى أدنى أدنى حرج من صدقه .

مما أذكره أن الدرس كان يبدأ بعد الفجر إلى الساعة الثامنة أو التاسعة ولا تلحظ على سماحة الشيخ أي تغير في الطرح ، أو تضجر من الأسئلة ، أو تململ من الوضع ....مع كثرة مشاغله ، وكبر سنه ، وقلة نومه ، وعمله في مصالح المسلمين طوال يومه .

أشعرُ - إذا جلسَ في مجلس العلم - أن كل جزء من جسده يستلذُ طعمَ العلم ويأنسُ به .

قد يتكلم عن أركان الإسلام وأنها خمسة! ... ثم يعددها! ، ويقول :

وأركان الإسلام خمسة : الشهادتان ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام .

ثم يقول : والصلوات المفروضة خمس! ... الفجر ركعتان ، والظهر أربع ركعات ، والعصر أربع ركعات ، والمغرب ثلاث ركعات ، والعشاء أربع ركعات .

كلماتٌ يسيرةٌ معروفةٌ .... لكن - والله وتالله وبالله - إن لها لذة وتأثر لا يعدلهما شيء !.




الشاهد :




أن من المواقف المؤثرة في دروسه رحمه الله :
عدم تردده أو تأخره - إذا سُئل عن مسألة - أن يقول فيها :


لا أدري ...




الله أعلم ...


المسألة تحتاج مزيد بحث ....


تحتاج تأمل ....


اكتبوا لنا حتى نتدارسها في مجلس كبار العلماء .


شيخ الإسلام والمسلمين في زمانه يقول في بعض المسائل التي لو طرحت على بعض صغار الطلبة لأجاب عنها وفصل فيها قبل أن ينتهي السائل من سؤاله !!.


كنتُ في حلقة أحد المشايخ ، فسألَ سؤالا ، وطلب من الطلبة الجواب عليه ، فرفع بعض الطلاب أيديهم ، وكلٌ أدلى بدلوه ، وطرحَ رأيه بدليل في حين ، وبدونه في أحايين كثيرة .

فصمت الشيخ قليلا .... ثم تبسم وقال :

هل تصدقون ؟!! .... هذه المسألة طُرحت على سماحة الشيخ في درس الأمس ، فقال : لا أدري ...الله أعلم !.

فكانت هذه اللفتة تساوي الدرس كله .... ولا تزال تجلجل في رأسي منذ سمعتها قبل ما يقارب الـ ( 16 ) سنة ... والكتاب بين يدي .

سألته مرة في مجلس عن مسألة الإيجار المنتهي بالتمليك ، فقال رحمه الله : لم تنتهي اللجنة من دراستها ، فقلت له : رأيكم حفظكم الله ، فتبسم وقال : انتظر فتوى اللجنة .

فقلت في نفسي : هذه المسألة بُتَّ فيها من صغار الطلبة قبل كبارهم - جوازا وتحريما - !! ، وأنتم ياشيخ تتنظر فتوى اللجنة !! ... لله دركم .




رحمه الله رحمة واسعة .



وفي هذا الموضوع سأطرح بعض المسائل التي قال عنها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - : لا أدري ... الله أعلم .



وقد استقيتها مما يلي :

1- بعض كتب طلاب الشيخ رحمه الله : وكنت أكتب أثناء القراءة فيها - على غلاف الكتاب من الداخل -: المسائل المهمة ، واللفتات العلمية ، والتنبيهات التربوية ، وأكتب أمام بعضها مما يلزم الإفادة به لإخواني : يُكتب في الملتقى ... ومن أبرزها :

- مسائل الإمام ابن باز رحمه الله تعالى : للشيخ المبارك عبدالله بن مانع العتيبي حفظه الله .

- سؤالات أبي عمر السدحان للإمام ابن باز رحمه الله تعالى : للشيخ الدكتور / عبدالعزيز السدحان حفظه الله .

- اللقاءات العلمية مع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله : للشيخ الدكتور : عبدالله الطيار حفظه الله .

- الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله : للشيخ عبدالرحمن الرحمة .

- الفوائد الجلية من دروس الشيخ ابن باز العلمية : للشيخ علي بن مفرح الزهراني .

- فوائد من دروس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله للدكتور : صالح بن غرم الله الغامدي .

- الإمام ابن باز - دروس ومواقف وعبر : للشيخ الدكتور : عبدالعزيز السدحان .

- غيرها .

2- ماتمت كتابته في دروس الشيخ رحمه الله .

3- بعض الأشرطة المسموعة : وكنت أكتبها نصا من الشيخ رحمه الله في دفتر خاص في السيارة أو في الهاتف الجوال ، ثم أفرغها .

وفي كل مسألة سأطرح المرجع - بإذن الله - .

وستكون متفرقة حسب التيسير ... أسأل الله التيسير .

والمقصد من الموضوع ظاهر جلي لمن كان له قلب .




أسأل الله أن يصلح قلوبنا .

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:45 PM
قال الشيخ المبارك / عبدالله بن مانع حفظه الله في كتابه الماتع : ( مسائل الإمام ابن باز رحمه الله تعالى ) ص 71 :

س156 : أحكام التجويد هل رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟.

الجواب : لا أعلم ، لكنها معروفة عند القراء ، ولكنها ليست واجبة .

----

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:45 PM
س 114 : هل يتيمم عند النوم حتى ينام طاهرا ؟.

الجواب : ما أعرف ، إلا إذا كان عاجزا .

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:47 PM
س 52 : سألت الشيخ عن دليل نقص الإيمان ؟.

الجواب : فسكت برهة .

فقلت له : حديث :( ناقصات عقل ودين )؟.
فسكت ، ثم قال : هذا ليس من كسبهن .

فذُكر له : ( نكت في قلبه نكتة سوداء ) .
فقال : نعم .



والنقل لهذا وسابقه
لطفــاً .. من هنـــا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134636

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:48 PM
قال الإمام الفقيه المحدث / محمد بن عبدالله بن مفلح رحمه الله تعالى في كتابه :" الآداب الشرعية " ج2 / 61 :



فصل ( في قول العالم : لا أدري ، واتقاء التهجم على الفتوى ) .




قال ابن عباس رضي الله عنهما : إذا ترك العالمُ "لا أدري" ، أصيبت مقاتله ، وكذا قال علي بن حسين .

وقال مالك : كان يقال إذا أغفل العالم "لا أدري" أصيبت مقاتله .

وقال أيضا : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إمامَ المسلمين وسيدَ العالمين يُسأل عن الشيء فلا يجيب حتى يأتيه الوحي من السماء .

وقال الشعبي : "لا أدري نصف العلم" .

وقال أحمد في رواية المروذي : كان مالك يُسأل عن الشيء فيقدم ويؤخر يَبْهَتُ ، وهؤلاء يقيسون على قوله ويقولون قال مالك .

وبإسناد حسن عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : ( من عِلْم الرجل أن يقول لما لا يعلم " الله أعلم " ؛ لأن الله عز وجل قال لرسوله عليه الصلاة والسلام : { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } .

وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( العلم ثلاثة : كتابٌ ناطق , وسنةٌ ماضية , ولا أدري ) .

وقال أحمد في رواية المروذي : ( ليس كل شيء ينبغي أن يتكلم فيه ، وذكر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم { كان يُسأل فيقول : لا أدري حتى أسأل جبريل } .

وقال عبد الله سمعت أبي يقول : كان سفيان لا يكاد يفتي في الطلاق ، ويقول : ( من يحسن ذا ؟ من يحسن ذا ؟ ).

وقال في رواية أبي الحارث : وددت أنه لا يسألني أحد عن مسألة , أو ما شيءٌ أشدُّ علي من أن أُسأل عن هذه المسائل ، البلاء يخرجه الرجلُ عن عنقه ويُقلَّدك , وخاصة مسائل الطلاق والفروج نسأل الله العافية .

ونقل الأثرم أنه سأله عن شيء ؛ فقلت : كيف هو عندك ؟ فقال : وما عندي أنا ؟ .

وسمعته يقول : إنما هو - يعني العلم - ما جاء من فوق .



المصدر السابق

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:49 PM
وكنت قيدت عن سماحته -رحمه الله - بعض المسائل التي توقف فيها وقال لا ادري




1-قتل الخنزير في بلاد المسلمين؟
(اعيد عليه السؤال مرتين متفاوتتين آخرها في 1413/10/13هـ)
( متوقف)

2-من خرج من المسجد وهو ينوي الرجوع هل تلزمه تحية المسجد
(سألته فقال الله أعلم)




3-هل من الجن رسل؟
قال: محتمل من غير جزم
والله أعلم

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:49 PM
4-الشهادة هل تمح الكبائر ؟
قال : الله اعلم


جعلك الله - والمسلمين- مبارك اينما كنت

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:50 PM
قال الشيخ الدكتور عبدالعزيز السدحان وفقه الله في كتابه :

( سؤالات أبي عمر السدحان للإمام ابن باز رحمه الله تعالى ) ص15 :

- وسألت شيخنا : عمّن قَدِم من سفر فوجد المسجد مغلقا ، وصلى ركعتين في بيته ، فهل يكون مدركا للسنّة ؟.

فاجاب - أثابه الله - بقوله : الله أعلم .

----

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:51 PM
- وسألته : هل من السنة أن يخرج الإمام عند الإقامة ؟.



فقال : هذا الغالب .

فقلت له : هل هذا أفضل بالنسبة للمأموم - يعني : لو أن المأموم صلى الراتبة القبلية في المنزل ثم خرج إلى المسجد عند وقت الإقامة - ؟.

فقال : المسألة تحتاج إلى تأمل . أ.هـ

المصدر عاليه

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:52 PM
في مسالة :سنة القدوم من السفر سمعته قال :ان لم يتيسر المسجد فيفعلها في البيت والامر واسع -رحمه الله-

======


لكن من باب الفائدة في مسألة القادم من السفر في كتاب ( الحلل الإبريزية من التعلقيات البازية ) على صحيح البخاري في تعليقه على باب الصلاة إذا قدم من السفر :

حديث جابر بن عبدالله :
(كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فلمّا قدمنا المدينة قال لي : ادخُل فصلِّ ركعتين )

ذُكر في الحاشية ما نصه :

(4) إن كان المسجد مغلقاً يصلي في بيته ؟ حسن لو صلى في بيته

الحلل الإبريزية ( 2/547 )


========

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:53 PM
قال الشيخ / محمد الدحيم وفقه الله في محاضلاة له بعنوان : " معالم تربوية من حياة الإمام ابن باز رحمه الله " :




من منهجه العلمـي أنه يقول : لا أدري



وهذا منهج نبوي ، فقد قالها محمد صلى الله عليه وسلم !!

لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم أي البقاع أحب إلى الله ؟ وأي البقـاع أبغض إلى الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " لا أدري حتى يأتي أخي جبريل فأسأله ".

فقول العالم لا أدري تـزيد من مكانته ، ويفتح الله عليه فتوحاً لم تـكن بالحسبان ، لأنه وكل العلم إلى عالمه ، والشيخ رحمه الله مع سعة علمه واطلاعه يقف عند المسائل التي لا علم له بها .

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:54 PM
- سئل ـ رحمه الله ـ عن رجل قرأ في الصلاة " آية الدَّيْن " فقسمها بين الركعتين ، فتوقف الشيخ ، ثم قال: لأول مرة أسأل عن هذه المسألة .

ثم قال : إن قرأها فلا بأس ، لكن الأولى أن يقرأها في ركعة واحدة .

فعلى كثرة المسائل والفتاوى التي تعرض عليه ، يعترف ويقول على مسامع الطلبة ببساطة : أنا أول مرة تمـر علي هذه المسألة .

الشاهد قوله : لأول مرة تعرض علي هذه المسألة ، بعكس المتعالم الذي كل شيء يعلمه وعلى اطلاع بكل شيء ، أما الشيخ رحمه الله تعالى فكان العالم الحق الذي يخشى الله عز وجل ، هكذا نحسبه والله حسيب الجميع .

- حصل كثيرا جداً أن يقول الشيخ : هذه المسألة تحتاج إلى مراجعة ، فيحيل هذه المسألة إلى بعض طلبة العلم في الدرس

فيقول : يافلان هل تبحث لنا المسألة ولك منا الدعاء ؟

فيقول الطالب : نعم ، ثم يأتي بالبحث ويقرأه على الشيخ ، ثم يعلق عليه رحمه الله .

وقد صدر في ذلك أجزاء حديثية مما قرأ على الشيخ مما أمر ببحثه.

- جاء رجل واستفتى الشيخ رحمه الله أثناء الدرس ، وكان الشيخ يفتي الذين خارج الدرس حتى أثناء الدرس ؛ يقول : هم أصحاب حاجات ، يعني لا علاقة لهم بالدرس ، فهذا الرجل استفتى الشيخ .

فقال الشيخ : لا أدري ، لا أعرف .

فقال الرجل : أنت تقول لا أعرف .

قال الشيخ : أذّن في الآفاق أن ابن باز لا يعرف .



رحمه الله رحمة واسعة .

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:54 PM
رحم الله الشيخ ابن باز

وأذكر أنني سمعت الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله قال:

سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن الرجل يكون في العربية لسّعي ثم ينام ولايستيقظ إلا في نهاية السعي هل سعيه صحيح أم لا ؟

فأجاب الشيخ ابن باز رحمه الله قائلاً الله أعلم!


يقول الشيخ عبد الكريم معلقاً:لو طرح هذا السؤال على بعض طلية العلم لم يتورع عن الإجابه


==========

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:55 PM
في شرح الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى لكتاب رياض الصالحين ( الشريط السابع / الوجه الثاني ) ذكر َ ليلة القدر وعلاماتها :
قال سائل : أحسن الله إليكم ؛ من قال إن الهواء في ليلة القدر يكون هادئا ؟.
فقال رحمه الله : الله أعلم ، الله أعلم ، ماعليه دليل .

----

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:55 PM
وقال الشيخ الدكتور / عمر العيد وفقه الله تعالى في محاضرة له بعنوان : ( ابن باز ومنهجه في الفتوى ) :

سئل رحمه الله : إن هناك أدوية يستخدمها بعض قصار القامة ، فتجعل طولهم مناسبا ؟.

فقال الشيخ رحمه الله : ليس عندي علم ، والتجارب هي التي تبين .


=======

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:56 PM
قال الإمام الفقيه المحدث / محمد بن عبدالله بن مفلح رحمه الله تعالى في كتابه :" الآداب الشرعية " ج2 / 61 :

وقال سفيان : لقد كان الرجل يُستفتَى فيفتي وهو يَرْعُد .

وقال سفيان : من فتنة الرجل إذا كان فقيها أن يكون الكلام أحب إليه من السكوت .

وقال المروذي : قلتُ لأبي عبد الله : إن العالم يظنونه عنده علمُ كلِ شيء ، فقال : قال ابن مسعود رضي الله عنه : إن الذي يفتي الناسَ في كل ما يستفتونه لمجنون .

وأنكر أبو عبد الله على من يتهجم في المسائل والجوابات .

وسمعت أبا عبد الله يقول : ليتَقِ اللهَ عبدٌ ولينظر ما يقول وما يتكلم , فإنه مسئول .

وقال : من أفتى الناسَ ليس ينبغي أن يحمل الناس على مذهبه ويُشدد عليهم .

وقال في رواية ابن القاسم : إنما ينبغي أن يُؤمر الناس بالأمر البيَّن الذي لا شك فيه ، وليت الناسَ إذا أُمروا بالشيء الصحيح أن لا يجاوزوه .

ونقل محمد بن أبي طاهر عنه : أنه سئل عن مسألة في الطلاق ، فقال : سَلْ غيري ليس لي أن أفتي في الطلاق بشيء .

وقال في رواية ابن منصور : لا ينبغي أن يجيب في كل ما يُستفتى .

وصح عن مالك أنه قال : ذُلٌّ وإهانةٌ للعلم أن تُجيب كل من سألك .

وقال أيضا : كل من أخبر الناس بكل ما يسمع فهو مجنون .

وقال أحمد في رواية أحمد بن علي الأبار وقال له رجل : حلفت بيمين لا أرى أيش هي ؟ قال : ليت أنك إذا دريتَ دريتُ أنا .

وقال في رواية الأثرم : إذا هاب الرجل شيئا ، فلا ينبغي أن يُحملَ على أن يقول .

وعن ابن المسيب قال : قال عمر رضي الله عنه : إذا رأيتم القارئ يغشى السلطان فهو لص ، وإذا رأيتموه يخالطُ الأغنياء فهو مُرَاءِ .

وقال الميموني : جلست مع أبي عبد الله في المقبرة ، وكنا نتحدث وكنت أسائله ويجيبني .

قال الخلال : وكنت أمضي مع المروذي إلى المقابر ويصلي على الجنائز فأقرأ عليه ، ونحن قعود بين القبور إلى أن يفرغ من دفن الميت .


يتبع بإذن الله .

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:57 PM
قال الشيخ الدكتور / عمر العيد وفقه الله تعالى في محاضرة له بعنوان : ( ابن باز ومنهجه في الفتوى ) :

" يأتي شيخُنا - أحيانا - عند القراءة عليه في بعض الكتب ، فيقول : لعلنا نؤجل القراءة في هذا الكتاب .... فأنا لم أحضّر له ".

أي لم يقرأ فيه ، ويستعد له قبل بداية الدرس .... فيطلب رحمه الله تأجيل القراءة فيه .

شيخ الإسلام والمسلمين في زمانه يعتذر عن القراءة عليه لأنه لم يحضّر للدرس .

فأين نحن من ذلك .

ما أجرأنا .... وما أحلم الله علينا .

ويستفاد من ذلك أن العبد إذا سُئل عن مسألة لا يعرف جوابها ، أو يشك فيه ، أو يحتاج إلى توثيق المنقول عنه ، فلا مانع من أن يؤجل طلب السائل حتى يراجع المسألة ، ويبحثها ، ثم يجيبه .

وهذا - والله - لا يُعدّ عيبا قادحا ، ثالما ، خارما ، جارحا في عدالة شخص المسئول الكريم .

أسأل الله أن يرحم حالنا .


=====

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:57 PM
هذا ابن باز المتبعُ -فيما يُحسَبُ- أثر من سبقه إلى الله من أئمة هذا الدين.

يسألُ أحد العامِّة القاسمَ بنَ محمد وهو أحد فقهاء المدينة السبعة , فيقول له : لا أدري

ثمَّ يكرر عليه قائلاً : أجبني لا أعرف غيرَك

فينتفض ورعاً ويقول له بحضرة النَّاس:




لا تنظر إلى طول لحيتي واجتماع النَّاس حولي

فو الله لَأَنْ يُقطَع لساني أحبُّ إليَّ أن أتَكلم بما لا علم لي به.!


وهذا عُبَـيدُ الله بنُ عبد الله بن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنهم يقال له :

إنه يقبح بمثلك وأنت ابنُ إماميْ هدى (المراد أبو بكر وهو جده لأمه وعمر جده لأبيه) أن تُسأل عن شيء من الدين تقول : لا أعلمه

فقال : أقبحُ منه أن أتكلف ما لا أعلم.!

وبعضنا اليومَ فضَّ الله فاهُ يلبّس على العامة ويمخرق عليهم بأسلوب مقيت يمكننا تطبيقه على 90% من مسائل الفقه خلا مسائل الإجماع

فيقول إن حُشر في برنامج مباشر أو قاعة دراسية ونحوهما:



هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم - رحمهم الله - وتعددت مشاربهم

ولكل منهم فيها مورده ودليله

وأنا في حقيقة الأمر لم يترجح لي فيها شيئ

ولكن أنصح السائل بمراجعة المجموع أو الفتح أو المغني وغيره من الكتب المحفوظة في ذهنه (عناويناً), ويختم تلبسه وحيلته بقوله : الله أعلم.

فهلاّ قال : لا أدري

بدل أن يوهم سائله أنه محيطٌ بالخلاف ويمنعه الورع من الإجابة

وقد يكون لم يمسع بالمسألة من قبلُ ولا جاءه عنها بشير ولا نذير.!!

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:58 PM
من فتاوى نور على الدرب :

يقول السائل : هل الملائكة يرون ربهم في الدنيا أم يوحى إليهم من وراء حجاب ؟.

فقال رحمه الله تعالى : الله أعلم .

----

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 02:59 PM
السؤال : أنه يعيش مع زوجة يمتدحها كثيراً ، ولكنها سبق وأن تزوجت رجلاً قبله ، ويرجو أن تكون زوجة له في الآخرة نظراً لما لمسه منها من حسن العشرة، ويسأل - سماحة الشيخ -: هل المرأة إذا تزوجت رجلين في الدنيا مع من تكون في الآخرة ؟.

فأجاب رحمه الله :
ليس هناك نص يدل على أنها تكون لفلان أو فلان ، ولكن يروى في بعض الأحاديث التي فيها بعض الضعف أنها إذا كانت تزوجت رجالاً عدة فإنها تخيّر يوم القيامة ، فتختار أحسنهم خلقاً ، ولكن هذا الحديث ليس فيه تصريح لا يعتمد عليه بل سنده ضعيف ، والعلم عند الله - عز وجل - هل تكون للأول أو للآخر أو للأوسط الله أعلم بهذا - سبحانه وتعالى - .

أما هذا الحديث ففيه أنها تخير هي فتختار أحسنهم خلقاً ، لكن ليس هذا الإسناد بمعتمد ، وليس بصحيح حتى يقال به ، ولكن الحقيقة أنها إلى الله - سبحانه وتعالى - هو الذي يعلم لمن تكون له ، ولا شك أنها إذا كانت تعلم أن فلان كان أحسن عشرة لها ، وكان أقوم بحقها ، وكان أنفع لها ، وكان أحسن خلقاً هو حري بأن يختارها وتختاره في الآخرة هو حري بذلك وهي حرية بذلك .

فينبغي لكل زوج أن يتقي الله في زوجته، وأن يحسن عشرته، وأن يحسن خلقه، وأن يؤدي حق الأهل حتى لا يكون عليه تبعة يوم القيامة، وحتى يبرأ من عهدتها، وربما كان ذلك من أسباب اختيارها له يوم القيامة إذا كان ذو خلق حسن .

والله المستعان .

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 03:03 PM
قال الشيخ الدكتور / عمر العيد وفقه الله تعالى
في محاضرة له بعنوان : ( ابن باز ومنهجه في الفتوى ) :



" كان رحمه الله حريصا أشد الحرص على تقييد الفوائد والمسائل ، فإذا سُئل عن مسألة فما أكثر مانسمعه يقول : لا أدري ..... وكأنها عنده ماءً باردا يشربه .

ووالله إنا لنجلس في درسه فتلقى عليه الأسئلة ، ونظن أنها سهلة ، فننتظر إجابته عليها ، فيقول : الله أعلم ، لعلنا نبحثها مرة أخرى .

---

وقال الشيخ عمر العيد وفقه الله :



وسُئل رحمه الله : هل فضل صلاة جماعة النساء مثل فضل صلاة جماعة الرجال ؟.

فقال رحمه الله :
الله أعلم ، لأن صلاة الجماعة شُرعت للرجال ، أما النساء فقصارى مايقال فيهن أنه يجوز لهن أن يصلين جماعة .



ثم قال رحمه الله :
وكونه يحصل لهن فضل الجماعة التي وعد الله بها الرجال فالله أعلم .

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 03:04 PM
رابط ذو صلة :
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=737110

"ينبغي للعالم أن يورث جلساءه من بعده لا أدري ، حتى يكون ذلك أصلا في أيديهم يفزعون إليه!".


في كتابه العظيم " إعلام الموقعين " قال ابن القيم – رحمه الله تعالى - :



[ قال سعيد بن منصور حدثنا خلف بن خليفة ثنا أبو زيد عن الشعبي قال : قال ابن مسعود : ( إياكم وأرأيت أرأيت ! ، فإنما هلك من كان من قبلكم بأرأيت أرأيت !! ، ولا تقيسوا شيئا فتزل قدم بعد ثبوتها ، وإذا سئل أحدكم عما لا يعلم ، فليقل لا أعلم فإنه ثلث العلم ) .

وقال ابن أبي حاتم : ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ثنا وهب بن إسماعيل عن داود الأودي قال : قال لي الشعبي : " احفظ عني ثلاثا لها بيان :

إذا سئلت عن مسألة فأجبت فيها ، فلا تتبع مسألتك أرأيت ! ، فإن الله قال في كتابه : { أرأيت من اتخذ إلهه هواه } حتى فرغ من الآية الأولى . والثانية إذا سئلت عن مسألة ، فلا تقس شيئا بشيء ، فربما حرمت حلالا، أو حللت حراما ، وإذا سئلت عما لا تعلم ، فقل : لا أعلم وأنا شريكك! " .


وصح عن ابن مسعود ، وابن عباس : ( من أفتى الناس في كل ما يسألونه عنه فهو مجنون ).



وقال ابن شبرمة : سمعت الشعبي إذا سئل عن مسألة شديدة قال : " رب ذات وبر لا تنقاد ، ولا تنساق ! ولو سئل عنها الصحابة لعضلت بهم !".



وقال أبو حصين الأسدي : " إن أحدهم ليفتي في المسألة ، ولو وردت على عمر لجمع لها أهل بدر!!".



وقال ابن سيرين : " لأن يموت الرجل جاهلا ، خير له من أن يقول ما لا يعلم ".


وقال القاسم : " من إكرام الرجل نفسه ، أن لا يقول إلا ما أحاط به علمه ".
وقال : " يا أهل العراق ! ، والله لا نعلم كثيرا مما تسألوننا عنه ، ولأن يعيش الرجل جاهلا إلا أن يعلم ما فرض الله عليه ، خير له من أن يقول على الله ورسوله ما لا يعلم ".


وقال مالك : " من فقه العالم أن يقول لا أعلم ، فإنه عسى أن يتهيأ له الخير " .



وقال : " سمعت ابن هرمز يقول : ينبغي للعالم أن يورث جلساءه من بعده لا أدري ، حتى يكون ذلك أصلا في أيديهم يفزعون إليه!".



وقال الشعبي : " لا أدري نصف العلم " .



وقال ابن جبير : " ويل لمن يقول لما لا يعلم إني أعلم " .



وقال الشافعي : سمعت مالكا يقول : سمعت ابن عجلان يقول : " إذا أغفل العالم لا أدري ، أُصِيبت مقاتلُهُ " .



وذكره ابن عجلان عن ابن عباس.



وقال عبد الرحمن بن مهدي :



" جاء رجل إلى مالك فسأله عن شيء ، فمكث أياما ما يجيبه ، فقال : يا أبا عبد الله ، إني أريد الخروج ، فأطرق طويلا ، ورفع رأسه فقال : ما شاء الله ، يا هذا : إني أتكلم فيما أحتسب فيه الخير ، ولست أحسن مسألتك هذه " .



وقال ابن وهب : سمعت مالكا يقول : " العجلة في الفتوى نوع من الجهل والخرق " .



قال : وكان يقال : " التأني من الله ، والعجلة من الشيطان ".



وهذا الكلام قد رواه الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس أن رسول الله ص – قال : (( التأني من الله والعجلة من الشيطان )). وإسناده جيد.



وقال ابن المنكدر : " العالم بين الله وبين خلقه ، فلينظر كيف يدخل بينهم!".



وقال ابن وهب : قال لي مالك - وهو ينكر كثرة الجواب في المسائل - : " يا عبد الله : ما عملت فقل ، وإياك أن تقلد الناس قلادة سوء " .



وقال مالك : حدثني ربيعة قال : قال لي أبو خلدة - وكان نعم القاضي - : " يا ربيعة : أراك تفتي الناس ، فإذا جاءك الرجل يسألك ، فلا يكن همك أن تتخلص مما سألك عنه " .


وكان ابن المسيب لا يكاد يفتي إلا قال : " اللهم سلمني وسلم مني !! " ].
__________________
(( قال سفيان الثوري : إنما يُتَعلّم العلم ليُتّقى الله عزوجل )).

"المجالسة" وحسنه شيخنا الشيخ مشهور.

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 03:04 PM
من فتاوى نور على الدرب :

---

السؤال /
إني ولدتُ بنتا فيها بعض التشويه الخلقي ، وبقيت أنا بعد الولادة ثلاثة أيام فاقدة الوعي ، ثم خفت بعد ذلك ، وتوفيت البنت في اليوم السابع من عمرها ، وأنا الآن متندمة ؛ لأنني لم أرضعها في هذه المدة ، ولم أحسن إليها ، وكانت موضوعة في غرفة بعيدة عني ومظلمة ، وإنني الآن متندمة كثيراً ؟.

فقال رحمه الله /
هذه لها إشكال ، ولا أدري عنها الآن ، وهذه مسألة تحتاج إلى تأمل يكون في حلقة أخرى إن شاء الله نتأملها لأن فيها إشكال في الحكم .

---

السؤال /
ما حكم المهملات التي يتركها البعض من الزبائن ، سواءً كانت فلوس أو ملابس ، حيث أنني أشتغل في محل للملابس ، ويحصل مثل هذا ؟.

فقال رحمه الله /
هذا يحتاج إلى تأمل إن كان تركها سامحاً بها ، ملابس أو فلوس تركها لصاحب الدكان يعني يتصدق بها أو هي له عطيَّة منه فهذا لا بأس به ، أما إذا كان يُظن فيه أنه ناسي قد نسيها أو جهلها فلا بد تحفظها حتى تعاد إليه ، أما إذا كان لا الظاهر أنه تساهل بها ؛ لأنها قليلة ، أرادها -مثلاً- لصبيان أهل المحل ، أو صاحب المحل ، أو أراد الصدقة بها ، المقصود أنه لا بد يستفسر منه ، ولا تؤخذ هذه الأشياء ؛ لأن الظاهر -والله أعلم- أنه تركها ناسياً ، الملابس أو النقود أو النعال ، أو مداس أو ما أشبه ذلك ، أما إذا وجد قرينة أو صراحة تدل على أنه تركها عامداً ، وأنه يريدها مساعدة لصاحب الدكان أو صاحب العمل فهذا لا بأس به ، أو كانت لا قيمة لها ، نسيها لكن لا قيمة لها مثل ريال , ريالين , أشياء حقيرة أمرها سهل . جزاكم الله خيراً .

----

السؤال /
قرأت في كتاب أن الله جمع حروف كتابه الكريم في آيتين ، في الآية 154من آل عمران ، وفي الآية 29 من سورة الفتح ، فما صحة ذلك ؟.


فقال رحمه الله :
هذا يحتاج إلى تأمل الآيتين أو يحتاج إلى تأمل ؛ فإن جمعت الحروف وهي ثمانية وعشرون حرفاً من الألف إلى آخر آية صح الكلام ، وإن لم تجمع هذه الحروف لم يصح الكلام .

مقدم الأسئلة : إذاً هذا يعتبر أيضاً إعجازاً من إعجاز القرآن الكريم ؟.

فقال رحمه الله : لا ، ما يسمى إعجاز لأنه قد يقع الكلام ، قد يجتمع في الكلمات هذه الحروف ، قد تجتمع في آيات ، ممكن ، أو في كلام للشخص في حديثٍ له أو خطبةٍ له أو بيتٍ من أبيات الشعر أو غيرها قد يجتمع حروف كثيرة .


----

السؤال /
قلت لأحد الإخوان : أشرف على عمارتي وسأبيعها عليك بعد نهايتها إن شاء الله , وهو حريص جداً على شرائها , وهو الآن يقوم بتسديد المبالغ , ثم أعطيه إذا توفرت المبالغ عندي , فهل تسديده عندي من القرض الذي جر نفعاً ؟.

فقال رحمه الله :
هذا يحتاج إلى تأمل ، في لقاء آخر إن شاء الله . يحتاج إلى تأمل في لقاء آخر .

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 03:05 PM
ماذا يفعل إذا صعب عليه استحضار الدليل ؟.

أنا طالب علم ، كثيرا ما توجه إليَّ المسائل عن أمر من الأمور ، سواء في العبادة أو غيرها ، فأعرف الإجابة جيدا ، إما عن سماع أحد المشايخ ، أو في الفتاوى ، ولكن يصعب عليّ استحضار الدليل الصحيح فقد يصعب علي ترجيحه فبماذا توجهون طلبة العلم في ذلك ؟.


فأجاب رحمه الله :

لا تفتي إلا على بصيرة ، وأرشدهم إلى غيرك ممن تظن في البلد أنه خير منك وأعلم بالحق ، وإلا فقل أمهلوني حتى أراجع الأدلة وأنظر في المسألة ، فإذا اطمأننت إلى الصواب بالأدلة ، فأفتهم بما ظهر لك من الحق.

وأوصي المدرسين لأجل هذا السؤال وغيره :

أن يعنوا بتوجيه الطلبة إلى هذا الأمر العظيم ، وأن يحثوهم على التثبت في الأمور ، وعدم العجلة في الفتوى والجزم في المسائل إلا على بصيرة ، وأن يكونوا قدوة لهم في ذلك بالتوقف عما يشكل والوعد بالنظر فيه بعد يوم أو يومين ، أو في الدرس الآتي ، حتى يتعود الطالب ذلك من الأستاذ بعدم العجلة في الفتوى والحكم ، إلا بعد التثبت والوقوف على الدليل ، والطمأنينة إلى أن الحق ما يقوله الأستاذ .

ولا حرج أن يؤجل إلى وقت آخر ، حتى يراجع الدليل ، وحتى يراجع كلام أهل العلم في ذلك .

فقد أفتى مالك في مسائل قليلة ، وردّ مسائل كثيرة ، قال فيها : لا أدري .

وهكذا غيره من أهل العلم .

فطالب العلم من مناقبه أن لا يعجل ، وأن يقول : "لا أدري" فيما يجهل .

والمدرسون عليهم واجب عظيم ، بأن يكونوا قدوة صالحة ، في أخلاقهم وأعمالهم للطلبة ، ومن الأخلاق الكريمة أن يُعَوَّد الطالب كلمة لا أدري ، وتأجيل المسائل ، حتى يفهم دليلها وحتى يعرف حكمها ، مع التحذير من الفتوى بغير علم ، والجرأة عليها .


والله ولي التوفيق .


===




من فتاوى نور على الدرب :




العاق لوالديه واجب عليه الاستغفار والدعاء لهما بعد موتهما


ما صحة هذا الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إن العبد ليموت والداه أو أحدهما وإنه لهما لعاق فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتب عند الله باراً)) ؟.



فقال رحمه الله :

لا أعرف حال هذا الحديث ، ولا أدري عن صحته ولكن المعنى صحيح ، فإن الدعاء للوالدين والاستغفار لهما والصدقة عنهما من جملة البر بعد الموت ، ولعل الله يخفف عنه بذلك ما سبق منه من عقوق مع التوبة الصادقة ، وعليه أن يتوب إلى الله ويندم على ما فعل ، ويكثر من الاستغفار والدعاء لهما بالرحمة والعفو والمغفرة ، مع الإكثار من الصدقة عنهما

فإن هذا كله مما شرعه الله تعالى في حق الولد لوالديه ، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأله سائل فقال: يا رسول الله هل بقي لوالدي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟

فقال عليه الصلاة والسلام : (( نعم ، الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما من بعدهما ، وإكرام صديقهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ))[1] .

والصلاة عليهما : يعني الدعاء لهما ؛ ومن ذلك صلاة الجنازة .

والاستغفار لهما : أي طلب المغفرة من الله لهما .

وإنفاذ عهدهما : يعني وصاياهما إذا أوصيا بشيء لا يخالف الشرع ، فمن برهما تنفيذ الوصية الموافقة للشرع

وإكرام صديقهما : أي أصدقاء والديه يكرمهم ويحسن إليهم ويراعي حقوق الصداقة بينهم وبين والديه ، وإن كان الصديق فقيراً واساه ، وإن كان غير فقير اتصل به للسلام عليه والسؤال عن حاله استصحاباً للصداقة التي بينهم وبين والديه إذا كان ذلك الصديق ليس ممن يستحق الهجر .

كذلك صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما كالإحسان إلى أخواله وأعمامه وأقاربه من جهة أبيه وأمه ، فكل هذا من بر الوالدين .


-----------------------------------------



[1] أخرجه الإمام أحمد في مسند المكيين حديث أبي أسيد الساعدي برقم 15479، وأبو داود في الأدب باب في بر الوالدين برقم 4476.




موقع الشيخ رحمه الله .

ابو اميمة محمد
28-03-2011, 03:06 PM
قال الشيخ الدكتور عبدالعزيز السدحان وفقه الله في كتابه : ( سؤالات أبي عمر السدحان للإمام ابن باز رحمه الله تعالى ) ص10 :

وسألت شيخنا : عن قول بعض شرّاح الحنفية : إن السواك يساعد على خروج الروح ، ويحتج بحديث تسوُّك النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته ؟.

فأجاب - أثابه الله - : الله أعلم ، والذي ورد عنه أنه كان يُكثر من السواك والأمر به . أ.هـ

----

وقال حفظه الله في ص 19 :
سألتُ شيخنا : عن قول الفقهاء : ( ويُسنّ القيام عند "قد" من إقامتها ) - يعني من :" قد قامت الصلاة "- ؟.

فأجاب بقوله مامعناه : مابلغني شيء .أ.هـ

---

رحمه الله رحمة واسعة .




=======


حدثنا شيخُنا الدكتور عبدالله التويجري في الجامعة قال : سمعتُ الشبخ ابن باز في نور من الدرب ، وقد سئل عن حديث [ نسيتُه أنا الآن ] ، فقال : لا أعرفه.

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في الممتع (6/95) : " وكان الشيخ ابن باز مع اللجنة الدائمة أصدروا فتوى بالتحريم ؛ ثم إن الشيخ حدثنا أخيرا قال : كنتُ أقول بالتحريم وبكني توقفتُ فيه هل يحرم أم لا ؟ "
في مسألة صرف ريالات من المعدن بريالات من الورق بالتفاضل.

والله المستعان ، ما أحوجنا لمنهج كهذا ، كم هي المسائل التي توقف فيها فطاحل العلماء ، فتجرأ فيها الصغار!
ووالله إن الشخص ليعجب كم هو عظيم ورع هؤلاء العلماء - رحمهم الله - ، وفي قصصهم عبرة لأولي الألباب.

بارك الله فيك ، واصل ونحنُ معك.


========


قال الشيخ المبارك / عبدالله بن مانع حفظه الله في كتابه الماتع : ( مسائل الإمام ابن باز رحمه الله تعالى ) :

س 103 : من استيقظ ورأى في ملابسه شيئا ، وشك هل هو مَنِيّ أم لا ؟.
الجواب : الأحوط الغسل ، ولا يجب إلا إذا تيقن ، والأصل براءة الذمة .

س 104 : فقلت : من يقول : إن الأصل أنه من الاحتلام ؟.
الجواب : فسكت ، ثم قال : ما هو بظاهر قد يكون غيره ..... ( الشاهد : فسكت ) .

----

س 129 : استقبال القبلة عند الوضوء ؟.
الجواب : لا أعلم فيه شيئا ، إن فعله فحسن .

---

س 159 : هل كل رجوع يؤجر عليه كالرجوع من المسجد ؟.



الجواب :

الله أعلم ، العبد يؤجر في رجوعه من عمرته ، وفي رجوعه من المسجد ؛ لحديث أبي بن كعب عند مسلم ، وفيه :" إن الله قد جمع لك ذلك كله " .




وجميع النقل عاليه المصدر الأصلي

حسام معا
03-04-2011, 08:34 PM
نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة وأن يغفر له زلاته ونحسبه على خير ولا نزكى على الله أحدا:abc_139:

حمد محمد
03-04-2011, 08:40 PM
ماشاء الله

تعب كبير ، جعله الله في ميزان حسناتك

تقبل تحياتي

سفيرة الاسلام
04-04-2011, 02:19 AM
جزاك الله خيراً

ابو اميمة محمد
22-07-2011, 09:21 AM
جزيتم خيرا على مروركم الطيب

أبو يوسف
22-07-2011, 10:38 AM
جزاك الله خيرا أخانا ابا اميمة

ومن قال لا أدري فقد أفتى

ابو اميمة محمد
25-07-2011, 07:25 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أبو صخر
27-07-2011, 01:17 PM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ابو اميمة محمد
28-07-2011, 02:02 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

abohmam
30-07-2011, 12:41 AM
بارك الله فيك أخانا ابا أميمة

ورحم الله إمام أهل السنة الإمام أحمد