سفيرة الاسلام
20-10-2008, 09:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.abc4web.net/vb/imgcache/5509.abc4web.jpg
المفاضلة بين العمرة في رمضان وأشهر الحج
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجته قال لأمِّ سنانٍ الأنصارية: "مَا مَنَعَكِ مِنْ الْحَجِّ؟"، قالت: أبو فلانٍ -تعني زوجها- كان له ناضحان؛ حجَّ على أحدِهما والآخر يسقي أرضاً لنا، قال: "فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً، أو: حَجَّةً مَعِي" [البخاري 1764].
"عُمَر النبي صلى الله عليه وسلم كلها كانت في أشهر الحج مخالفة لهدي المشركين؛ فإنهم كانوا يكرهون العمرة في أشهر الحج، ويقولون: هي من أفجر الفجور، وهذا دليل على أن الاعتمار في أشهر الحج أفضل منه في رجب بلا شك.
وأما المفاضلة بينه وبين الاعتمار في رمضان فموضع نظر، فقد صح عنه أنه أمر أم معقل لما فاتها الحج أن تعتمر في رمضان وأخبرها أن عمرة في رمضان تعدل حجة.
وأيضا: فقد اجتمع في عمرة رمضان أفضل الزمان وأفضل البقاع.
ولكن الله لم يكن ليختار لنبيه صلى الله عليه و سلم في عمره إلا أولى الأوقات وأحقها بها فكانت العمرة في أشهر الحج، نظير وقوع الحج في أشهره، وهذه الأشهر قد خصها الله تعالى بهذه العبادة وجعلها وقتا لها، والعمرة حج أصغر فأولى الأزمنة بها أشهر الحج وذو القعدة أوسطها وهذا مما نستخير الله فيه فمن كان عنده فضل علم فليرشد إليه.
وقد يقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشتغل في رمضان من العبادات بما هو أهم من العمرة، ولم يكن يمكنه الجمع بين تلك العبادات، وبين العمرة فأخر العمرة إلى أشهر الحج، ووفَّر نفسه على تلك العبادات في رمضان.
مع ما في ترك ذلك من الرحمة بأمته والرأفة بهم؛ فإنه لو اعتمر في رمضان لبادرت الأمة ذلك، وكان يشق عليها الجمع بين العمرة والصوم، وربما لا تسمح أكثر النفوس بالفطر في هذه العبادة حرصا على تحصيل العمرة وصوم رمضان، فتحصل المشقة، فأخرها إلى أشهر الحج. وقد كان يترك كثيرا من العمل وهو يحب أن يعمله خشية المشقة عليهم".
[ابن القيم في زاد المعاد 2/90]
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.abc4web.net/vb/imgcache/5509.abc4web.jpg
المفاضلة بين العمرة في رمضان وأشهر الحج
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجته قال لأمِّ سنانٍ الأنصارية: "مَا مَنَعَكِ مِنْ الْحَجِّ؟"، قالت: أبو فلانٍ -تعني زوجها- كان له ناضحان؛ حجَّ على أحدِهما والآخر يسقي أرضاً لنا، قال: "فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً، أو: حَجَّةً مَعِي" [البخاري 1764].
"عُمَر النبي صلى الله عليه وسلم كلها كانت في أشهر الحج مخالفة لهدي المشركين؛ فإنهم كانوا يكرهون العمرة في أشهر الحج، ويقولون: هي من أفجر الفجور، وهذا دليل على أن الاعتمار في أشهر الحج أفضل منه في رجب بلا شك.
وأما المفاضلة بينه وبين الاعتمار في رمضان فموضع نظر، فقد صح عنه أنه أمر أم معقل لما فاتها الحج أن تعتمر في رمضان وأخبرها أن عمرة في رمضان تعدل حجة.
وأيضا: فقد اجتمع في عمرة رمضان أفضل الزمان وأفضل البقاع.
ولكن الله لم يكن ليختار لنبيه صلى الله عليه و سلم في عمره إلا أولى الأوقات وأحقها بها فكانت العمرة في أشهر الحج، نظير وقوع الحج في أشهره، وهذه الأشهر قد خصها الله تعالى بهذه العبادة وجعلها وقتا لها، والعمرة حج أصغر فأولى الأزمنة بها أشهر الحج وذو القعدة أوسطها وهذا مما نستخير الله فيه فمن كان عنده فضل علم فليرشد إليه.
وقد يقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشتغل في رمضان من العبادات بما هو أهم من العمرة، ولم يكن يمكنه الجمع بين تلك العبادات، وبين العمرة فأخر العمرة إلى أشهر الحج، ووفَّر نفسه على تلك العبادات في رمضان.
مع ما في ترك ذلك من الرحمة بأمته والرأفة بهم؛ فإنه لو اعتمر في رمضان لبادرت الأمة ذلك، وكان يشق عليها الجمع بين العمرة والصوم، وربما لا تسمح أكثر النفوس بالفطر في هذه العبادة حرصا على تحصيل العمرة وصوم رمضان، فتحصل المشقة، فأخرها إلى أشهر الحج. وقد كان يترك كثيرا من العمل وهو يحب أن يعمله خشية المشقة عليهم".
[ابن القيم في زاد المعاد 2/90]