المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مطريات


أبو يوسف
17-04-2011, 06:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






الكلام يستمد قوته وعزيمة رشده بالتصاقه بالحق الذي هو اسم الله ، والذي هو شرع الله، ويزداد رفعة وسموا ومنعة في زمن شبه الرجال، حينما تصطك الأسنان، وترتعد الفرائص، لمجرد تلويح الحاكم بعصا عزه ؛ فأحرى إن تحول هو قاطع سبيل، ومانع لمسلك الدروب؟ هناك تدرك النساء بأن لا حماة لبكارة بناتهن، ما دامت عزيمة رجالهن سالت وهمتهم خارت، وأن الحمى بات مستباحا...

فلا يقتصر التذوق على فن حبك الألفاظ وسبكها في بحر من المعاني جذاب، ولا التيه مع الخيال والتصور، بل فوق ذلك كله سكينة تغمر القلوب، وطمأنينة تستحوذ على النفوس ويلهج القلب ذكرا لله، كأنما ساح سياحة في ظلال آي الكتاب.


الشاعر القدير أحمد مطر يعتمد أسلوب الأدب الساخر ، وهو لا غرو أسلوب ركبته أفئدة أرعبتها شدة السلطان وقوة الشيطان، فاستبدلت قولة : " يا ظالم " بأسلوبها الساخر ، والسخرية شتم العاجز، وسلاحه الأوحد، وحين تلج دروبه الأيادي المتوضئة تأخذه مأخذ العفة الحساسة، كي لا تخرق المحارم، ولا تتعدى المكارم، حينما يعتمده المسلم فهو أدب لفه حياء عام في أدب جم، وقال كلمة حق لم تخش في الله لومة لائم ، قصيده قالها مطر منذ أمد بعيد ولكن لا يزال لها صدى

مفقــودات

زارَ الرّئيسُ المؤتَمَـنْ
بعضَ ولاياتِ الوَطـنْ
وحينَ زارَ حَيَّنا
قالَ لنا :
هاتوا شكاواكـم بصِـدقٍ في العَلَـنْ
ولا تَخافـوا أَحَـداً..
فقَـدْ مضى ذاكَ الزّمَـنْ .
فقالَ صاحِـبي ( حَسَـنْ ) :
يا سيّـدي
أينَ الرّغيفُ والَلّبَـنْ ؟
وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟
وأيـنَ توفيرُ المِهَـنْ ؟
وأينَ مَـنْ
يُوفّـرُ الدّواءَ للفقيرِ دونمـا ثَمَـنْ ؟
يا سـيّدي
لـمْ نَـرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً .
قالَ الرئيسُ في حَـزَنْ :
أحْـرَقَ ربّـي جَسَـدي
أَكُـلُّ هذا حاصِـلٌ في بَلَـدي ؟!
شُكراً على صِـدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَـدي
سـوفَ ترى الخيرَ غَـداً .
**
وَبَعـْـدَ عـامٍ زارَنـا
ومَـرّةً ثانيَـةً قالَ لنا :
هاتـوا شكاواكُـمْ بِصـدْقٍ في العَلَـنْ
ولا تَخافـوا أحَـدا.ً
فقـد مَضى ذاكَ الزّمَـنْ!
لم يَشتكِ النّاس:ُ
فقُمتُ مُعْلِنـاً
أينَ الرّغيفُ واللّبَـنْ ؟
وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟
وأينَ توفيـرُ المِهَـنْ ؟
وأينَ مَـنْ
يوفِّـر الدّواءَ للفقيرِ دونمَا ثمَنْ ؟
مَعْـذِرَةً يا سيّـدي
.. وَأيـنَ صاحـبي ( حَسَـنْ ) ؟!


سالت هذه العبارات بعد أن تغذت بتلك العيارات، فذاقت وتذوقت طعما شريفا ، وخبزا نظيفا عفيفا ، فهل خالط بشاشتها ذوق سقيم، أو قول لئيم، أو عبارات زنيم؟ أم صفاء مطلق، وشاشة تلفاز خالصة من غير تعكير، وإخلاص من غير تغرير، وإنفاق بغير تبذير...وكلمات حق عند سلطان جائر.

وقد يقول قائل : ها هو صديقه عرض نفسه للخطر، فأي موقف ذاك الذي جنى ثمرة معكوسة، وبات في سرداب سجن مدسوسة؟ أخفوه عن العيون، وتشتت به الظنون.

على رسلك يا أُخَيّ، فقد هفا نحو العلا، وامتطى صهوة سيد الشهداء، فلئن بات سجينا، فربه ادخر له الذخائر الدفين، ولرباط في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها. تلك مقاييسنا، تلك أصالتنا، ذاك شرعنا.
مجتزأه من درب الالم بتصرف

.

ايمن سالم
17-04-2011, 06:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع رائع اخي ابو يوسف ! أثلج الله صدرك وأنار قلبك بمحبته ،،
تقبل تحياتي:abc_152:

المغربي الجديد
17-04-2011, 08:56 PM
جزاك الله كل خير
وبارك الله بك وفيك الى يوم الدين
هذا الرجل كانت له دقة في الملاحظة دقة في التعبير وجرأة في اعلان رأيه باسلوب متميز مشوق
جعل الله عملك في ميزان حسناتك
تسلم الايادي
:abc_152:

أبو فارس
19-04-2011, 08:54 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .