أبو يوسف
29-04-2011, 12:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حالات عمل أفعال القلوب
أفعال القلوب أو الأفعال القلبية هي من أخوات ظن، وسميت بالأفعال القلبية؛ لأن معانيها تتعلق بالقلب.
لأفعال القلوب من حيث العمل ثلاثة أحوال : ـ
أولا ـ الإعمال : ـ
بمعنى أنها تدخل على المبتدأ والخبر ، وتعمل فيهما النصب ، ويكونان مفعولين للفعل ، وعملها واجب إذا تقدمت على معموليها ، أما إذا توسطت فعملها جائز . نحو : زيدا ظننت مسافرا .
أو إذا تأخر الفعل . نحو : زيدا مسافرا ظننت .
ففي هاتين الحالتين : يجوز إعمال الفعل ، ويجوز إهماله .
وفي حالة الإهمال يعرب الاسم الواقع قبل الفعل مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر إذا كان الفعل متوسطا بين الاسمين ، وإذا كان الفعل متأخرا أعربا مبتدأ وخبرا .
ثانيا ـ الإلغاء :
وهو إبطال عمل أفعال القلوب بنوعيها في اللفظ ، وفي المحل معا إذا توسطت معمليها ، أو تأخرت عنهما .
نحو : محمد ظننت حاضر ، وعمرو حسبت متأخر .
ففي هذه الحالة يلغى عمل ظن وحسب ، وما دخل في بابهما من الأفعال ، ويشمل الإلغاء عدم العمل في لفظ الكلمة المعمول فيها ،وفي محلها أيضا .
فـ " محمد " مبتدأ ، وظننت جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب ، و " مسافر " خبر . وقس على ذلك .
ثالثا ـ التعليق :
وهو إبطال عمل تلك الأفعال في اللفظ دون المحل ، وذلك إذا تلا الفعل ما له الصدارة في الكلام كالآتي :
1 ـ لام الابتداء .نحو :علمت لخالد موجود .فقد علق عمل الفعل عن لفظ المعمول ، ولكنه لم يعلق في المحل أوالتقدير ، فيكون " خالد " مرفوعا لفظا منصوبا محلا .
ـ ومنه قوله تعالى :{ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق}.ومنه قوله تعالى{ والله يعلم إنك لرسوله } .
وقد منع بعض النحاة التعليق في باب أعلم خاصة ، والصحيح جوازه ، واستشهدوا عليه 21 ـ بقول الشاعر : بلا نسبة
حذار فقد نبئت إنك للذي ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى
فعلق الفعل " نبئت "عن العمل لاتصال خبر إن باللام،ولولا اتصال اللام بخبرها لكانت همزتها مفتوحة بعد الفعل نبأ .
2 ـ لام جواب القسم . نحو : علمت ليحضرن أخوك .والتقدير:علمت والله ليحضرن أخوك .ومنه قول لبيد :
ولقد علمت لتاتين منيتي إن المنايا لا تطيش سهامها
فقد علق الفعل " علم " عن العمل في لفظ المعمول دون محله ، ولوعمل فيهما لكان التقدير : علمت منيتي آتية .
منيتي : مفعول به أول . والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان .
3 ـ لا النافية . نحو : ظننت لا محمد قائم ولا أحمد ونحو : علمت لا طالب في الفصل ولا مدرس .
4 ـ ما النافية .نحو قوله تعالى :{ لقد علمت ما هؤلاء ينطقون }.وقوله تعالى :{ ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص } . وقوله تعالى : { قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق } .
5 ـ إن النافية . نحو قوله تعالى : { وتظنون إن لبثتم إلا قليلا } .
6 ـ الاستفهام بالهمزة .
كقوله تعالى :{وإن أدري أقريب أم بعيد ما تدعون }.أو بأي.نحو قوله تعالى :{وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } . وقوله تعالى : { ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى } .
7 ـ الاستفهام بكم نحو قوله تعالى : ( ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن } .
8 ـ الاستفهام بأنَّى . نحو قوله تعالى : { ثم انظر أنى يأفكون } .
9 ـ الاستفهام بأيان . نحو قوله تعالى : { يسألون أيان يوم الدين } .
10 ـ الاستفهام بكيف .نحو قوله تعالى :{ فستعلمون كيف نذير } . وقوله تعالى : { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل }10 .
11 ـ الاستفهام بما . نحو قوله تعالى : { وما أدراك ما الحاقة }. وقوله تعالى : { وما أدراك ما ليلة القدر }
12 ـ الاستفهام بمن . نحو قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } .
13 ـ الاستفهام بهل . نحو قوله تعالى : { فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ } .
14-الاستفهام بماذا نحو قوله تعالى :{ يسألونك ماذا أحل لهم }وقوله تعالى وما تدري نفس ماذا تكسب غدا } .
وما أضيف إلى اسم الاستفهام . نحو : علمت غلام أيهم أبوك . وقد علق فعل الظن بـ " لعل " .نحو قوله تعالى : { وإن أدري لعله فتنه لكم } . وقوله تعالى : { وما يدريك لعل الساعة قريب } .
قال أبو حيان : ولم أعلم أحدا ذهب إلى أن " لعل " من أدوات التعليق ، وإن كان ذلك ظاهر فيها .
موقع الجملة المعلقة من الإعراب : ـ
ذكرنا أن التعليق يقع على لفظ المعمول دون محله ، لذلك فإن موقع الجملة المعلقة مع التعليق في تأويل المصدر مفعولا به للفعل المعلق .
فإن كان الفعل مما يتعدى لمفعولين ، كانت الجملة المعلقة في موضع المفعول الأول والثاني ، وإن كان مما يتعدى لثلاثة كانت الجملة المعلقة في موضع الثاني والثالث . نحو : أعلمتك هل محمد في المدرسة .
وقد تسد الجملة المعلقة مسد المفعول الثاني فقط .
نحو : علمت خالدا أبو من هو . أو مسد المفعول الثالث . نحو : أعلمتك عليا أبو من هو .
ولما كان التعليق لا يمنع من العمل في محل اللفظ ، جاز العطف بالنصب على المحل .
:bar:
---------------------------------
لغـة حباها الله حرفاً خــــالـــداً : فتوضعت عبقاً على الأكـــــــــــــوان
وتلألأت بالضـــــــــاد تشمخ عــــــزةً : وتسيل شهداً في فم الأزمــــان
فاحذر أخي العربي من غدر المدى :واغرس بذور الضاد في الوجدان
ولئـن نطقت أيـاً شقيقي فلتقــــــــل : خيـر اللغـــــات فصـاحــة القرآن
:bar:
منقول معظمه من درار1
:bar:
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حالات عمل أفعال القلوب
أفعال القلوب أو الأفعال القلبية هي من أخوات ظن، وسميت بالأفعال القلبية؛ لأن معانيها تتعلق بالقلب.
لأفعال القلوب من حيث العمل ثلاثة أحوال : ـ
أولا ـ الإعمال : ـ
بمعنى أنها تدخل على المبتدأ والخبر ، وتعمل فيهما النصب ، ويكونان مفعولين للفعل ، وعملها واجب إذا تقدمت على معموليها ، أما إذا توسطت فعملها جائز . نحو : زيدا ظننت مسافرا .
أو إذا تأخر الفعل . نحو : زيدا مسافرا ظننت .
ففي هاتين الحالتين : يجوز إعمال الفعل ، ويجوز إهماله .
وفي حالة الإهمال يعرب الاسم الواقع قبل الفعل مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر إذا كان الفعل متوسطا بين الاسمين ، وإذا كان الفعل متأخرا أعربا مبتدأ وخبرا .
ثانيا ـ الإلغاء :
وهو إبطال عمل أفعال القلوب بنوعيها في اللفظ ، وفي المحل معا إذا توسطت معمليها ، أو تأخرت عنهما .
نحو : محمد ظننت حاضر ، وعمرو حسبت متأخر .
ففي هذه الحالة يلغى عمل ظن وحسب ، وما دخل في بابهما من الأفعال ، ويشمل الإلغاء عدم العمل في لفظ الكلمة المعمول فيها ،وفي محلها أيضا .
فـ " محمد " مبتدأ ، وظننت جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب ، و " مسافر " خبر . وقس على ذلك .
ثالثا ـ التعليق :
وهو إبطال عمل تلك الأفعال في اللفظ دون المحل ، وذلك إذا تلا الفعل ما له الصدارة في الكلام كالآتي :
1 ـ لام الابتداء .نحو :علمت لخالد موجود .فقد علق عمل الفعل عن لفظ المعمول ، ولكنه لم يعلق في المحل أوالتقدير ، فيكون " خالد " مرفوعا لفظا منصوبا محلا .
ـ ومنه قوله تعالى :{ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق}.ومنه قوله تعالى{ والله يعلم إنك لرسوله } .
وقد منع بعض النحاة التعليق في باب أعلم خاصة ، والصحيح جوازه ، واستشهدوا عليه 21 ـ بقول الشاعر : بلا نسبة
حذار فقد نبئت إنك للذي ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى
فعلق الفعل " نبئت "عن العمل لاتصال خبر إن باللام،ولولا اتصال اللام بخبرها لكانت همزتها مفتوحة بعد الفعل نبأ .
2 ـ لام جواب القسم . نحو : علمت ليحضرن أخوك .والتقدير:علمت والله ليحضرن أخوك .ومنه قول لبيد :
ولقد علمت لتاتين منيتي إن المنايا لا تطيش سهامها
فقد علق الفعل " علم " عن العمل في لفظ المعمول دون محله ، ولوعمل فيهما لكان التقدير : علمت منيتي آتية .
منيتي : مفعول به أول . والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان .
3 ـ لا النافية . نحو : ظننت لا محمد قائم ولا أحمد ونحو : علمت لا طالب في الفصل ولا مدرس .
4 ـ ما النافية .نحو قوله تعالى :{ لقد علمت ما هؤلاء ينطقون }.وقوله تعالى :{ ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص } . وقوله تعالى : { قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق } .
5 ـ إن النافية . نحو قوله تعالى : { وتظنون إن لبثتم إلا قليلا } .
6 ـ الاستفهام بالهمزة .
كقوله تعالى :{وإن أدري أقريب أم بعيد ما تدعون }.أو بأي.نحو قوله تعالى :{وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } . وقوله تعالى : { ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى } .
7 ـ الاستفهام بكم نحو قوله تعالى : ( ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن } .
8 ـ الاستفهام بأنَّى . نحو قوله تعالى : { ثم انظر أنى يأفكون } .
9 ـ الاستفهام بأيان . نحو قوله تعالى : { يسألون أيان يوم الدين } .
10 ـ الاستفهام بكيف .نحو قوله تعالى :{ فستعلمون كيف نذير } . وقوله تعالى : { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل }10 .
11 ـ الاستفهام بما . نحو قوله تعالى : { وما أدراك ما الحاقة }. وقوله تعالى : { وما أدراك ما ليلة القدر }
12 ـ الاستفهام بمن . نحو قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } .
13 ـ الاستفهام بهل . نحو قوله تعالى : { فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ } .
14-الاستفهام بماذا نحو قوله تعالى :{ يسألونك ماذا أحل لهم }وقوله تعالى وما تدري نفس ماذا تكسب غدا } .
وما أضيف إلى اسم الاستفهام . نحو : علمت غلام أيهم أبوك . وقد علق فعل الظن بـ " لعل " .نحو قوله تعالى : { وإن أدري لعله فتنه لكم } . وقوله تعالى : { وما يدريك لعل الساعة قريب } .
قال أبو حيان : ولم أعلم أحدا ذهب إلى أن " لعل " من أدوات التعليق ، وإن كان ذلك ظاهر فيها .
موقع الجملة المعلقة من الإعراب : ـ
ذكرنا أن التعليق يقع على لفظ المعمول دون محله ، لذلك فإن موقع الجملة المعلقة مع التعليق في تأويل المصدر مفعولا به للفعل المعلق .
فإن كان الفعل مما يتعدى لمفعولين ، كانت الجملة المعلقة في موضع المفعول الأول والثاني ، وإن كان مما يتعدى لثلاثة كانت الجملة المعلقة في موضع الثاني والثالث . نحو : أعلمتك هل محمد في المدرسة .
وقد تسد الجملة المعلقة مسد المفعول الثاني فقط .
نحو : علمت خالدا أبو من هو . أو مسد المفعول الثالث . نحو : أعلمتك عليا أبو من هو .
ولما كان التعليق لا يمنع من العمل في محل اللفظ ، جاز العطف بالنصب على المحل .
:bar:
---------------------------------
لغـة حباها الله حرفاً خــــالـــداً : فتوضعت عبقاً على الأكـــــــــــــوان
وتلألأت بالضـــــــــاد تشمخ عــــــزةً : وتسيل شهداً في فم الأزمــــان
فاحذر أخي العربي من غدر المدى :واغرس بذور الضاد في الوجدان
ولئـن نطقت أيـاً شقيقي فلتقــــــــل : خيـر اللغـــــات فصـاحــة القرآن
:bar:
منقول معظمه من درار1
:bar:
.