أبو يوسف
27-06-2011, 10:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطغرائي هو ما اشتهر به الشاعر العربي مؤيد الدين الحسين علي بن عبدالصمد، الذي شهدت أصفهان مولده سنة 453 هـ كما شهدت مقتله سنة 515 هـ. وللطغرائي ديوان ضخم، طبع عدة مرات، لكن لامية العجم على وجه التحديد هي أشهر قصائد هذا الديوان، وقد سميت القصيدة لامية العجم رغم أن صاحبها عربي وإن كان قد ولد في أصفهان ، تمييزاً لها عن قصيدة رائعة أخري لكنها أسبق منها زمنياً، وهي قصيدة لامية العرب للشنفري أحد الشعراء الصعاليك المشاهير.
خاض الطغرائي تجارب مريرة مع كثيرين من الناس في زمانه، ومن خلال تأمله لتلك التجارب أصبح ذا خبرة عميقة بطبائع النفس البشرية، واخترنا من لامية العجم أبياتها الثلاثين الأخيرة، وهي مليئة بالحكم، كما تتأرجح ما بين اليأس والرجاء، ومن الرجاء اخترنا العنوان ..
أعلل النفس بالآمال أرقبها ** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ..
والقصيدة تنتمي لبحر البسيط مستفعلن فاعل مستفعلن فاعلن .
حب السلامة يثني همّ صاحبه ........... عن المعالي ويغري المرء بالكسل
فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً .......... في الأرض أو سلّماً في الجو فاعتزلِ
ودع غمار العلا للمقدمين على .............. ركوبها واقتنع منهن بالبللِ
رضا الذليل بخفض العيش يخفضه.............والعزّ تحت رسيم الاينق الذللِ
فادرأ بها في نحور البيد حافلة..............معارضات مثاني اللجم بالجدلِ
إنّ العلا حدّثتني وهي صادقة ............. فيما تحدّث أن العزّ في النقلِ
لو أنّ في شرف المأوى بلوغ منى ... ...... لم تبرح الشمس يوماً دارة الحملِ
أهبت بالحظّ لو ناديت مستمعاً ...............والحظّ عني بالجهّال في شغلِ
لعلّه إن بدا فضلي ونقصهم ............... لعينه نام عنهم أو تنبّه لي
أعلّل النفس بالآمال أرقبها ........... ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ
لم أرتضِ العيش والأيّام مقبلة ...........فكيف أرضى وقد ولّت على عجلِ
غالى بنفسي عرفاني بقيمتها .......... فصنتها عن رخيص القدر مبتذلِ
وعادة النصل أن يزهى بجوهره ........... وليس يعمل إلا في يدي بطلِ
ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني.. ...... حتى أرى دولة الأوغاد والسفلِ
تقدّمتني أناس كان شوطهم ...... .. وراء خطوي إذ أمشي على مهلِ
هذا جزاء امريء أقرانه درجوا ........... من قبله فتمنى فسحة الأجلِ
وإن علاني من دوني فلا عجب ....... لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحلِ
فاصبر لها غير محتال ولا ضجر ........ في حادث الدهر ما يغني عن الحيلِ
أعدى عدوك أدني من وثقت به...........فحاذر الناس واصحبهم على دخلِ
وإنما رجل الدنيا وواحدها .......... من لا يعوّل في الدنيا على رجلِ
وحسن ظنّك بالأيام معجزة........... فظنّ شراً وكن منها على وجلِ
غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت..........مسافة الخلف بين القول والعملِ
وشان صدقك عند الناس كذبهم..............وهل يطابق معوج بمعتدلِ
إن كان ينجع شيء في ثباتهم ...........على العهود فسبق السيف للعذلِ
يا واردا سؤر عيش كلّه كدر.............أنفقت صفوك في أيامك الأولِ
فيم اعتراضك لجّ البحر تركبه.............وأنت يكفيك منه مصّة الوشلِ
ملك القناعة لا يخشى عليه ولا............يحتاج فيه إلي الأنصار والخولِ
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها..............فهل سمعت بظل غير منتقلِ
ويا خبيراً على الأسرار مطّلعاً...........اصمت ففي الصمت منجاة من الزللِ
قد هيؤك لأمر لو فطنت له.............فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ
.
(منقوووول من مجموعة الخليفي )
:bar:
http://www.abc4web.net/uploaded/407_11293633573.gif
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطغرائي هو ما اشتهر به الشاعر العربي مؤيد الدين الحسين علي بن عبدالصمد، الذي شهدت أصفهان مولده سنة 453 هـ كما شهدت مقتله سنة 515 هـ. وللطغرائي ديوان ضخم، طبع عدة مرات، لكن لامية العجم على وجه التحديد هي أشهر قصائد هذا الديوان، وقد سميت القصيدة لامية العجم رغم أن صاحبها عربي وإن كان قد ولد في أصفهان ، تمييزاً لها عن قصيدة رائعة أخري لكنها أسبق منها زمنياً، وهي قصيدة لامية العرب للشنفري أحد الشعراء الصعاليك المشاهير.
خاض الطغرائي تجارب مريرة مع كثيرين من الناس في زمانه، ومن خلال تأمله لتلك التجارب أصبح ذا خبرة عميقة بطبائع النفس البشرية، واخترنا من لامية العجم أبياتها الثلاثين الأخيرة، وهي مليئة بالحكم، كما تتأرجح ما بين اليأس والرجاء، ومن الرجاء اخترنا العنوان ..
أعلل النفس بالآمال أرقبها ** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ..
والقصيدة تنتمي لبحر البسيط مستفعلن فاعل مستفعلن فاعلن .
حب السلامة يثني همّ صاحبه ........... عن المعالي ويغري المرء بالكسل
فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً .......... في الأرض أو سلّماً في الجو فاعتزلِ
ودع غمار العلا للمقدمين على .............. ركوبها واقتنع منهن بالبللِ
رضا الذليل بخفض العيش يخفضه.............والعزّ تحت رسيم الاينق الذللِ
فادرأ بها في نحور البيد حافلة..............معارضات مثاني اللجم بالجدلِ
إنّ العلا حدّثتني وهي صادقة ............. فيما تحدّث أن العزّ في النقلِ
لو أنّ في شرف المأوى بلوغ منى ... ...... لم تبرح الشمس يوماً دارة الحملِ
أهبت بالحظّ لو ناديت مستمعاً ...............والحظّ عني بالجهّال في شغلِ
لعلّه إن بدا فضلي ونقصهم ............... لعينه نام عنهم أو تنبّه لي
أعلّل النفس بالآمال أرقبها ........... ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ
لم أرتضِ العيش والأيّام مقبلة ...........فكيف أرضى وقد ولّت على عجلِ
غالى بنفسي عرفاني بقيمتها .......... فصنتها عن رخيص القدر مبتذلِ
وعادة النصل أن يزهى بجوهره ........... وليس يعمل إلا في يدي بطلِ
ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني.. ...... حتى أرى دولة الأوغاد والسفلِ
تقدّمتني أناس كان شوطهم ...... .. وراء خطوي إذ أمشي على مهلِ
هذا جزاء امريء أقرانه درجوا ........... من قبله فتمنى فسحة الأجلِ
وإن علاني من دوني فلا عجب ....... لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحلِ
فاصبر لها غير محتال ولا ضجر ........ في حادث الدهر ما يغني عن الحيلِ
أعدى عدوك أدني من وثقت به...........فحاذر الناس واصحبهم على دخلِ
وإنما رجل الدنيا وواحدها .......... من لا يعوّل في الدنيا على رجلِ
وحسن ظنّك بالأيام معجزة........... فظنّ شراً وكن منها على وجلِ
غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت..........مسافة الخلف بين القول والعملِ
وشان صدقك عند الناس كذبهم..............وهل يطابق معوج بمعتدلِ
إن كان ينجع شيء في ثباتهم ...........على العهود فسبق السيف للعذلِ
يا واردا سؤر عيش كلّه كدر.............أنفقت صفوك في أيامك الأولِ
فيم اعتراضك لجّ البحر تركبه.............وأنت يكفيك منه مصّة الوشلِ
ملك القناعة لا يخشى عليه ولا............يحتاج فيه إلي الأنصار والخولِ
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها..............فهل سمعت بظل غير منتقلِ
ويا خبيراً على الأسرار مطّلعاً...........اصمت ففي الصمت منجاة من الزللِ
قد هيؤك لأمر لو فطنت له.............فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ
.
(منقوووول من مجموعة الخليفي )
:bar:
http://www.abc4web.net/uploaded/407_11293633573.gif
.