الراعي
20-07-2011, 12:50 AM
هم من قتلوك ............. يامحمد .
يقولون : الموت غياب !!!
تتوارى الأرواح والأجساد قسرا خلف ستاره
فلا ينفذ الميت ثانية الى عالمنا
الا عبر كُوة صغيرة في الذاكرة
نحن من نحدد مقاسها ...
نتذكر من خلالها بعضا من ملامحه ... نثني على بعض من محاسنه ...ثم نذرف عليه بعضا من دمعنا ..
وحتى لا تعبث ذكراه أكثر في حياتنا ....
نستجمع قلوبنا ...
نسترجع ...
نحوقل ...
ونتلو لازمتنا المشهورة : " الحي أبقى من الميت "
ثم نخلد الى أسرّ تنا ........... وننــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــام
ولأن ذاكرتي كلها كوىً
ولأنك لا تشبه الموتى يامحمد
فان ثمة تواطؤ في - غفلة من الموت - بين ذكراك وذاكرتي ...
يغتالني من فوقي .. يغتالني من تحتي .. يغتالني من كل الجهات
فكُفّ لوجه الله وجهك عني يامحمد ....
فانني .. وحتى لا تعبث ذكراك أكثر في حياتي
افعل مثلما يفعل الآخرون ...
كل ليلة ....
أستجمع شظايا قلبي ...
أسترجع ...
أحوقل ...
أتلو لا زمتنا المشهورة : " الحي أبقى من الميت "
ثم أخلد الى سريري ولا أ نــــــــــــــــــــــــ ــام .
هم من قتلوك يامحمد .... ولست أنا
هم من قتلوك .....
حين أوصدوا في وجه معدم مثلك أبواب جامعاتهم
أعطوك " محنة " في ثوب " المنحة "
ثم حرضوك بخبث على العلم : " تعلم فالعلم نور والجهل عار "
كبيرةً كانت محنتك ....
هزيلة ً كانت منحتهم بالقدر الذي يكفيك لتسقط خارج الاسوار
هم من قتلوك يامحمد ... ولست أنا
هم من قتلوك ...
حين سيجوا حلمك في الحصول على وظيفة تحفظ بها ماء وجهك
حتى لا يُراق أكثر في دروب البطالة
كم أدميتَ قدميك ياصاحبي في شوراع الرباط وطنجة والبيضاء وأغادير ..
كم نثرت لهاثك وأنت تدرع أرض هذا البلد الحبيب ....
كم .. وكم .. طال الانتظـــــــــــــار ..
ولم تكن محاصيلك من حلمك الذي أزهر في أشجار السراب سوى خيبة وغبــــــــــــار
( عجبا لهكذا أوطان تضن على أبناء الفقراء ولو بخُرم شاغر يلم بُؤسهم ويطوي جوعهم )
في الآونة الأ خيرة صرتَ تحدثني عن أشياء لم تكن ضمن اهتماماتك من قبل ...
حدثني مرة عن " رقصة الفلامنغو " واستنفذتَ قاموسكَ اللغوي بحثا عن مفردات الاطراء
على هذه "الرقصة " ...
ظننتُه حديثا عابرا ... ولكنك حدثني بعده عن سحر الكرة في بلاد " خوان كارلوس "
وكثيرا حدثني عن عشقك الجديد لــ " البارصا " ...عن نجومه التي لا تخبو وعن جمهوره الذي يُلهب
المدرجات هتاف وهياجا !!!!
وحين اقتنيتَ كتاب " تعلم الاسبانية في أسبوع " لم أكن ساعتها أقل ذكاءً لأ عرفَ أنك يارفيق الدرب
يمّمْتَ وجهك شطر الجارة اسبانيا ........
اسبانيا .. ياقبلةَ الهاربين منا اليك ...
لعلك تذكرين ....
ذات تاريخ مضيء لا تربطه اليوم صلة رحم بخيباتنا ...
عَبَرَ اليك بجنوده البحرَ ...
رجلٌ كانت تسكن صدره الفتوحات
أحرق خلفه كل السفن ....
ثم أطلقَ كلاما حين كان للكلام معنى : " البحر من ورائكم والعدو من أمامكم "
طارقٌ ... كان رجلا مؤمنا ..
محمدٌ ... أيضا كان رجلا مؤمنا ..
لكنـه ............
لم تكن تسكن صدره الفتوحات ...
كانت تسكن صدره فقط ...
غصة ظلم ذوي القربى
ولم يحرق سفنا خلفه ....
أحرق فقط قلبَ أمه ..... وقلبــــــــــــــــــي
ولم يُطلق كلاما .....
فقد صودرت منه حنجرتُه يوم صودر منه حلمه
خاتمة
في جنح ظلام ليلة ممطرة ......
ركبَ محمد .. و ( تلة من المعطلين في وطني )
قاربا مهترئا واستقبلوا بحرا لايعرفهم ...
كان محمد قاب قوسين أو أدنى من حلمه ...
أبصر بنور قلبه اسبانيا ....
ولم يبصرها بعينيه اذ ( حال بينهما الموج فكان من المغرقين )
الراعـــــــي
يقولون : الموت غياب !!!
تتوارى الأرواح والأجساد قسرا خلف ستاره
فلا ينفذ الميت ثانية الى عالمنا
الا عبر كُوة صغيرة في الذاكرة
نحن من نحدد مقاسها ...
نتذكر من خلالها بعضا من ملامحه ... نثني على بعض من محاسنه ...ثم نذرف عليه بعضا من دمعنا ..
وحتى لا تعبث ذكراه أكثر في حياتنا ....
نستجمع قلوبنا ...
نسترجع ...
نحوقل ...
ونتلو لازمتنا المشهورة : " الحي أبقى من الميت "
ثم نخلد الى أسرّ تنا ........... وننــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــام
ولأن ذاكرتي كلها كوىً
ولأنك لا تشبه الموتى يامحمد
فان ثمة تواطؤ في - غفلة من الموت - بين ذكراك وذاكرتي ...
يغتالني من فوقي .. يغتالني من تحتي .. يغتالني من كل الجهات
فكُفّ لوجه الله وجهك عني يامحمد ....
فانني .. وحتى لا تعبث ذكراك أكثر في حياتي
افعل مثلما يفعل الآخرون ...
كل ليلة ....
أستجمع شظايا قلبي ...
أسترجع ...
أحوقل ...
أتلو لا زمتنا المشهورة : " الحي أبقى من الميت "
ثم أخلد الى سريري ولا أ نــــــــــــــــــــــــ ــام .
هم من قتلوك يامحمد .... ولست أنا
هم من قتلوك .....
حين أوصدوا في وجه معدم مثلك أبواب جامعاتهم
أعطوك " محنة " في ثوب " المنحة "
ثم حرضوك بخبث على العلم : " تعلم فالعلم نور والجهل عار "
كبيرةً كانت محنتك ....
هزيلة ً كانت منحتهم بالقدر الذي يكفيك لتسقط خارج الاسوار
هم من قتلوك يامحمد ... ولست أنا
هم من قتلوك ...
حين سيجوا حلمك في الحصول على وظيفة تحفظ بها ماء وجهك
حتى لا يُراق أكثر في دروب البطالة
كم أدميتَ قدميك ياصاحبي في شوراع الرباط وطنجة والبيضاء وأغادير ..
كم نثرت لهاثك وأنت تدرع أرض هذا البلد الحبيب ....
كم .. وكم .. طال الانتظـــــــــــــار ..
ولم تكن محاصيلك من حلمك الذي أزهر في أشجار السراب سوى خيبة وغبــــــــــــار
( عجبا لهكذا أوطان تضن على أبناء الفقراء ولو بخُرم شاغر يلم بُؤسهم ويطوي جوعهم )
في الآونة الأ خيرة صرتَ تحدثني عن أشياء لم تكن ضمن اهتماماتك من قبل ...
حدثني مرة عن " رقصة الفلامنغو " واستنفذتَ قاموسكَ اللغوي بحثا عن مفردات الاطراء
على هذه "الرقصة " ...
ظننتُه حديثا عابرا ... ولكنك حدثني بعده عن سحر الكرة في بلاد " خوان كارلوس "
وكثيرا حدثني عن عشقك الجديد لــ " البارصا " ...عن نجومه التي لا تخبو وعن جمهوره الذي يُلهب
المدرجات هتاف وهياجا !!!!
وحين اقتنيتَ كتاب " تعلم الاسبانية في أسبوع " لم أكن ساعتها أقل ذكاءً لأ عرفَ أنك يارفيق الدرب
يمّمْتَ وجهك شطر الجارة اسبانيا ........
اسبانيا .. ياقبلةَ الهاربين منا اليك ...
لعلك تذكرين ....
ذات تاريخ مضيء لا تربطه اليوم صلة رحم بخيباتنا ...
عَبَرَ اليك بجنوده البحرَ ...
رجلٌ كانت تسكن صدره الفتوحات
أحرق خلفه كل السفن ....
ثم أطلقَ كلاما حين كان للكلام معنى : " البحر من ورائكم والعدو من أمامكم "
طارقٌ ... كان رجلا مؤمنا ..
محمدٌ ... أيضا كان رجلا مؤمنا ..
لكنـه ............
لم تكن تسكن صدره الفتوحات ...
كانت تسكن صدره فقط ...
غصة ظلم ذوي القربى
ولم يحرق سفنا خلفه ....
أحرق فقط قلبَ أمه ..... وقلبــــــــــــــــــي
ولم يُطلق كلاما .....
فقد صودرت منه حنجرتُه يوم صودر منه حلمه
خاتمة
في جنح ظلام ليلة ممطرة ......
ركبَ محمد .. و ( تلة من المعطلين في وطني )
قاربا مهترئا واستقبلوا بحرا لايعرفهم ...
كان محمد قاب قوسين أو أدنى من حلمه ...
أبصر بنور قلبه اسبانيا ....
ولم يبصرها بعينيه اذ ( حال بينهما الموج فكان من المغرقين )
الراعـــــــي