أبوحفص
06-09-2011, 01:51 PM
http://up.cgway.net/out.php/i8376_.png
دراسة علمية تؤكد:
التدين.. يحميك من الأمراض النفسية
أكدت دراسة علمية حديثة أجراها باحثان بكلية الطب بجامعة الأزهر أنّ الإلتزام الديني والحرص على أداء العبادات يحمي الإنسان من مخاطر الأمراض النفسية ويخفف من حدة الإصابة بها ويساعد على سرعة الشفاء منها.
وانتهت الدراسة التي أجريت على عينة من المرضى النفسانيين إلى أنّ الحرص على الوضوء والصلاة بانتظام والصيام وقراءة القرآن والإستماع إلى المواعظ الدينية ساعد في علاج 54% من المرضى.
أوضحت الدراسة أن معدلات الشفاء من الأمراض النفسية تكون أسرع عند المرضى المواظبين على أداء الصلوات وقراءة القرآن حيث تمتلئ قلوبهم بالإيمان والسكينة والتفاؤل والراحة النفسية.
طُرحت نتائج هذه الدراسة على عدد من علماء الإسلام وأساتذة الطب النفسي، فبماذا عقبوا عليها؟
التدين.. والصحة النفسية في البداية يؤكد د. أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي ورئيس الإتحاد العربي للأطباء النفسانيين أنّ التدين الصحيح هو أحد علامات الصحة النفسية، فلا يوجد إنسان يفهم دينه فهما صحيحا ويطبق تعاليمه وأخلاقياته وآدابه في تعاملاته اليومية مع الناس يعاني من مشكلة نفسية لأنّ الدين وخاصة الدين الإسلامي ينظم علاقة الإنسان بكل ما يحيط به ويرسم له حياة هادئة مطمئنة بعيداً عن الصراعات المادية والمشاحنات والأطماع وتصفية الحسابات مع الآخرين والإنتقام منهم.. وغير ذلك من مشاعر كراهية تسيطر على نفوس هؤلاء الذين لم تذق قلوبهم طعم الإيمان ولم تهذب أخلاقياتهم تعاليمه وآدابه.
ويوضح د. عكاشة من خلال رصيده العلمي وتجاربه العديدة أنّ الإلتزام الديني يحمي الإنسان فعلا من المخاطر النفسية، وقد أكدت هذه الحقيقة العديد من الدراسات والتجارب التي أجراها باحثون في دول أوروبية عديدة، فالأمر ليس جديداً.. لكن من المفيد توضيح ذلك للناس حتى ندفعهم إلى الإحتماء بتعاليم وأخلاقيات الدين فهي بالفعل أفضل حماية وخاصة للشباب الذي يعيش حالة من الضياع بسبب حالة الفراغ الروحي والعاطفي التي يعاني منها.
ويؤكد د. عكاشة أنّ السعادة التي يتطلع إليها الإنسان في بلادنا العربية لن تحققها الأموال الطائلة ولا مظاهر الرفاهية المادية، ولكن يحققها شيء آخر وهو الإطمئنان والرضا النفسي، فلو شعر الإنسان بأنّه يؤدي دوره في الحياة بالأسلوب الذي يريحه ويرضي ضميره لشعر بالسعادة وتخلص من كل مظاهر الإكتئاب التي يعاني منها الآن سواء أكان هذا الإنسان من فئة الفقراء أو من فئة الأثرياء.
كما أن علم الإنسان وثقافته الواسعة لا توفران له السعادة، بل قد تكونان سبباً في شقائه، الشيء الوحيد الذي يقود الإنسان إلى السعادة هو الإيمان، ولذلك تقل أو تندر حوادث الإنتحار بين المتدينين، وتقل الجريمة بشكل عام بين هؤلاء الذين يحرصون على أداء العبادات والفرائض ويعيشون حياة إجتماعية سوية بعيداً عن المخالفات والتجاوزات اللأخلاقية الشائعة بين فئة كبيرة من الشباب في بلادنا العربية والإسلامية.
تدين.. لا تطرف وينبه د. عكاشة هنا إلى أنّ المطلوب هو التدين الصحيح وليس التطرف، لأنّ المفاهيم الدينية المتشددة تقود الإنسان إلى العزلة وأحياناً إلى العنف والتعامل مع الآخرين بقسوة وهذا ما يضاعف من معاناة الإنسان النفسية.
ويضيف: لو دققنا النظر في تعاليم ومبادئ وأخلاقيات الإسلام لوجدنا أنّه دين منفتح يرفض التشدد والغلو في كل شيء، هو دين وسطية وإعتدال وكل تعاليمه وأحكامه تستهدف مصلحة الإنسان، فلا يأمر الدين بشيء إلا إذا كانت فيه مصلحة، ولا ينهى أن يحذر من شيء إلا إذا كان فيه ضرر، ولذلك لا خوف على الإنسان من تعاليم الدين وتوجيهاته، والذين يحاربون التدين تحت شعار مواجهة التطرف مخطئون، لأنّ التدين الحقيقي شيء والتطرف شيء آخر، التدين يقود الإنسان إلى حياة سوية ويدفعه إلى الإلتزام الأخلاقي، أمّا التطرف فينحرف به عن طريق الحق ويقوده إلى سلوكيات خاطئة لا يقرها دينه، ولا يمكن أن تحقق له مصلحة.
لذلك ينبغي علينا أن نشجع التدين الصافي، التدين الذي يعرّف الإنسان بحقوقه وواجباته ويفرض عليه أن يقوم بواجباته قبل المطالبة بحقوقه.. نحن في حاجة إلى التدين الذي يفرض على الإنسان أن يحترم والديه، وأن يذهب إلى عمله في وقته من دون تأخير وأن يؤدي عمله بإخلاص وكفاءة، وأن يحافظ على المال العام ولا يمد يده بقبول رشوة أو هدية تؤثر على ميزان العدالة، نحن في حاجة إلى التدين الذي يفرض على كل رجل أن يحسن تربية أولاده وأن يعترف بحقوقهم وأن يتعامل معهم برحمة وأن يتعامل مع زوجته باحترام فلا يهدر حقوقها ويسيء إليها.
فوائد العبادات د. يسري عبدالحسن، أستاذ الطب النفسي المصري الشهير، يتفق مع زميله د. أحمد عكاشة في التأثير الإيجابي للإلتزام الديني على الحالة النفسية والمزاجية للإنسان.. ويقول: العبادات الإسلامية لها تأثيرات إيجابية على الحالة النفسية والإجتماعية للإنسان، فهذه العبادات كما نفهم من أهدافها ومقاصدها الشرعية التي يتحدث عنها بصورة أعمق علماء الدين تستهدف إصلاح الإنسان من الداخل وضبط علاقاته بالآخرين، ولو نظرنا لكل فريضة على حدة لوجدنا أن لها مكاسب ومنافع عديدة من الناحية الروحية والصحية، وعندما أقول "الصحية" أعني الصحة النفسية والصحة البدنية والفوائد أو المكاسب التي تعود على الصحة النفسية أكثر من الفوائد البدنية.
الصلاة مثلاً تهذب سلوكيات الإنسان وتربطه بخالقه وتصرفه عن سلوكيات خاطئة كثيرة، وهذا سر قول الحق سبحانه وتعالى: "إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" والفحشاء والمنكر جرائم سلوكية لا أخلاقية، ولذلك نادراً ما تجد إنساناً يصلي بانتظام، وله علاقات نسائية محرمة، أو يصلي ويسب الناس، أو يصلي ويسهر في مكان مشبوه.
أمّا الصيام فهدفه كما جاء في القرآن الكريم "التقوى" والتقوى كلمة شاملة جامعة لحالة سلوكية ومزاجية نادرة، والإنسان الذي يتحلى بصفة التقوى تلتقي فيه كل الفضائل ويعيش في سعادة حقيقية فهو قانع بما رزقه الله به، وهو مدرك لرسالته في الحياة ويعرف أنها مجرد رحلة وسوف تنتهي في يوم من الأيام، ولذلك لا يظلم ولا يفسق ولا يسيء إلى الآخرين ومثل هذا الإنسان يعيش حالة نادرة من التوازن النفسي.
أيضاً من يحرص على أداء الزكاة والعطف على الفقراء والمحتاجين هو إنسان خير يعيش حالة من الرضا الداخلي ويحظى بحب وإحترام وتقدير الناس.. والحج هو الآخر رحلة روحية يضحي فيها الإنسان بماله وراحته ويبذل كل جهده لإرضاء خالقه، ولو دققنا النظر في المحاذير الشرعية التي تحيط بهذه الفريضة وقائمة الممنوعات التي تحيط بالحاج لتأكدنا أن هدف الحج هو الإرتقاء النفسي والسلوكي بالإنسان، ولهذا لو عقدنا مقارنة بين الحالة النفسية للحاج قبل وبعد عودته من هذه الرحلة المباركة لوجدنا فارقاً كبيراً.
من هنا فإنّه ليس من قبل الدجل والشعوذة الطبية أن يعتمد كثير من أطباء الأمراض النفسية والعصبية المسلمين على البعد الديني في دراساتهم لأحوال مرضاهم والتعامل مع الإلتزام الديني كأحد أدوات العلاج التي تحقق نتائج مبهرة.
رمضان.. فرصة ذهبية ويرى د. يسري عبدالمحسن، أن شهر رمضان المبارك الذي نستعد لإستقباله فرصة ذهبية لكي يحقق الإنسان راحته النفسية فيه ويتخلص من التوتر الذي يعاني منه، ذلك أنّ هذا الشهر الكريم ملتقي كل الفرائض والعبادات، وهي كما قلت لها تأثير نفسي رائع في الإنسان الذي يلتزم بآدابها وأخلاقياتها، وفي شهر رمضان نشهد حالة من التوازن الدائم بين قوى الإنسان الجسدية والروحية، وهذه حالة من الصحة الإيجابية التي يتطلع إليها كل فرد ويسعى إلى تحقيقها لكي تتوافق المعادلة الطبيعية بين كل ما هو ملموس وما هو معنوي غير محسوس.
احموا أولادكم بالدين د. أحمد عمر هاشم – أستاذ السنة النبوية والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر – يؤكد أنّ التدين الصحيح يحمي الإنسان بالفعل من كل المخاطر الصحية والأخلاقية وهذا أمر واضح ولا يحتاج إلى دراسات وتجارب.. لكنه يرحب بإجراء مثل هذه الدراسات والتجارب هنا وهناك لكي يقتنع هؤلاء المترددون والمتشككون والذين لم يتذوقوا بعد حلاوة الإيمان.
نتائج مثل هذه الدراسات يجب أن تدفعنا – كما يقول د. هاشم – إلى العودة الصادقة إلى الدين، نتعلم أحكامه ونلتزم بتعاليمه، ونتخلق بأخلاقياته، ونحتمي به من كل المخاطر التي تحيط بنا الآن وهي مخاطر كثيرة ومتنوعة ولا حماية لنا منها إلا بالإسلام الصافي الذي يحقق الإستقرار النفسي للإنسان وخاصة شبابنا التائه وسط زحام الأفكار والثقافات الوافدة التي تستهدف عقله وبدنه.
ويتساءل د. هاشم قائلاً: الأمراض النفسية التي تقرأ ونسمع عنها لماذا لا تصيب إلا هؤلاء الذي حرموا أنفسهم من هداية السماء؟ ولماذا يتطرق القلق والإكتئاب والإضطراب النفسي إلى هؤلاء؟
ويقول: الملتزمون دينياً لا يعانون من مشكلة.. وفي المقابل فإننا إذا نظرنا إلى حال الشباب البعيد عن ربه والذي لا يلتزم بأخلاق الإسلام وتعاليمه وآدابه سنجد أن عدم إحساسه بمسؤوليته أمام خالقه يجعله يرتكب الكثير من الحماقات والسلوكيات المرفوضة.
قوة روحية ويؤكد د. هاشم أنّ الإلتزام بتعاليم الإسلام يمنح المسلم قوة روحية ونفسية وبدنية وتمده بطاقة تعينه على مواجهة كل متاعب الحياة ومصائب الدنيا، لذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة/ 153).
ويقول: إنّ الحيرة والشك والحسرة هي السبب المباشر للإضطرابات النفسية والإجتماعية وهي البديل المر عن غياب الإيمان والأمان.
وهذا هو دور الأسرة التي يجب عليها أن تربي أولادها منذ نعومة أظفارهم على تعاليم ومبادئ الدين وعلى الحرص على العبادات والطاعات واللجوء إلى الله تعالى والتحصن بحصنه الحصين والتأكيد لهم دائماً على أن مَن يتوكل على الله فلن يضيعه حتى لا يشب الطفل قانطاً من رحمة الله.
الشيخ فرحات المنجي الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر، يؤكد أنّ إلتزام الإنسان بأخلاقيات الإسلام يحقق له الهدوء والإستقرار ويمنحه الفرصة ليعيش حالة من الصفاء الروحي الذي تذوب معه كل هموم الدنيا ومتاعب الحياة، فالصلاة مفتاح الفرج والصيام يخرج الإنسان من دائرة الهم والكرب والقلق، والذكر يذيب معه كل رذائل النفس وهموم الروح.
ويقول: التدين يجعل الإنسان في حالة من التواؤم مع نفسه ومع خالقه فمع العبادات والشعائر يمارس الفرد العلاج الروحاني الذاتي فيزيح عن نفسه الهموم ويتخلص من العيوب ويعالج النواقص ويتوب توبة نصوحاً ويعاهد نفسه وخالقه على عدم الرجوع إلى عالم المعصية والرذيلة.
أدعية تريح النفس سألت الشيخ المنجي: ماذا يفعل المسلم عندما يصاب بأرق ويرى رؤى مفزعة؟
قال: عندما يصاب المسلم بالأرق ويرى رؤى مفزعة عليه أن يلجأ إلى الصلاة وإلى قراءة القرآن، وأن يردد الأدعية المأثورة عن رسول الله (ص).. ومن أقواله الشريفة: "إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشيطان وأن يحضرون فإنّها لن تضره".
روي أن خالد بين الوليد شكى إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله، ما أنام الليل من الأرق.. فقال له (ص): "إذا أويت إلى فراشك فقل: اللّهمّ ربّ السماوات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جاراً من شر خلقك كلهم جميعاً أن يفرط على أحد أو أن يبغي عليّ، عز جارك، وجل ثناؤك ولا إله غيرك، ولا إله إلاّ أنت.
وقال رسول الله (ص) أيضاً في الحديث الصحيح: "إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها، فليبصق يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه".
وقال في حديث آخر: "إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك ما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فإنّها لا تضر
دراسة علمية تؤكد:
التدين.. يحميك من الأمراض النفسية
أكدت دراسة علمية حديثة أجراها باحثان بكلية الطب بجامعة الأزهر أنّ الإلتزام الديني والحرص على أداء العبادات يحمي الإنسان من مخاطر الأمراض النفسية ويخفف من حدة الإصابة بها ويساعد على سرعة الشفاء منها.
وانتهت الدراسة التي أجريت على عينة من المرضى النفسانيين إلى أنّ الحرص على الوضوء والصلاة بانتظام والصيام وقراءة القرآن والإستماع إلى المواعظ الدينية ساعد في علاج 54% من المرضى.
أوضحت الدراسة أن معدلات الشفاء من الأمراض النفسية تكون أسرع عند المرضى المواظبين على أداء الصلوات وقراءة القرآن حيث تمتلئ قلوبهم بالإيمان والسكينة والتفاؤل والراحة النفسية.
طُرحت نتائج هذه الدراسة على عدد من علماء الإسلام وأساتذة الطب النفسي، فبماذا عقبوا عليها؟
التدين.. والصحة النفسية في البداية يؤكد د. أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي ورئيس الإتحاد العربي للأطباء النفسانيين أنّ التدين الصحيح هو أحد علامات الصحة النفسية، فلا يوجد إنسان يفهم دينه فهما صحيحا ويطبق تعاليمه وأخلاقياته وآدابه في تعاملاته اليومية مع الناس يعاني من مشكلة نفسية لأنّ الدين وخاصة الدين الإسلامي ينظم علاقة الإنسان بكل ما يحيط به ويرسم له حياة هادئة مطمئنة بعيداً عن الصراعات المادية والمشاحنات والأطماع وتصفية الحسابات مع الآخرين والإنتقام منهم.. وغير ذلك من مشاعر كراهية تسيطر على نفوس هؤلاء الذين لم تذق قلوبهم طعم الإيمان ولم تهذب أخلاقياتهم تعاليمه وآدابه.
ويوضح د. عكاشة من خلال رصيده العلمي وتجاربه العديدة أنّ الإلتزام الديني يحمي الإنسان فعلا من المخاطر النفسية، وقد أكدت هذه الحقيقة العديد من الدراسات والتجارب التي أجراها باحثون في دول أوروبية عديدة، فالأمر ليس جديداً.. لكن من المفيد توضيح ذلك للناس حتى ندفعهم إلى الإحتماء بتعاليم وأخلاقيات الدين فهي بالفعل أفضل حماية وخاصة للشباب الذي يعيش حالة من الضياع بسبب حالة الفراغ الروحي والعاطفي التي يعاني منها.
ويؤكد د. عكاشة أنّ السعادة التي يتطلع إليها الإنسان في بلادنا العربية لن تحققها الأموال الطائلة ولا مظاهر الرفاهية المادية، ولكن يحققها شيء آخر وهو الإطمئنان والرضا النفسي، فلو شعر الإنسان بأنّه يؤدي دوره في الحياة بالأسلوب الذي يريحه ويرضي ضميره لشعر بالسعادة وتخلص من كل مظاهر الإكتئاب التي يعاني منها الآن سواء أكان هذا الإنسان من فئة الفقراء أو من فئة الأثرياء.
كما أن علم الإنسان وثقافته الواسعة لا توفران له السعادة، بل قد تكونان سبباً في شقائه، الشيء الوحيد الذي يقود الإنسان إلى السعادة هو الإيمان، ولذلك تقل أو تندر حوادث الإنتحار بين المتدينين، وتقل الجريمة بشكل عام بين هؤلاء الذين يحرصون على أداء العبادات والفرائض ويعيشون حياة إجتماعية سوية بعيداً عن المخالفات والتجاوزات اللأخلاقية الشائعة بين فئة كبيرة من الشباب في بلادنا العربية والإسلامية.
تدين.. لا تطرف وينبه د. عكاشة هنا إلى أنّ المطلوب هو التدين الصحيح وليس التطرف، لأنّ المفاهيم الدينية المتشددة تقود الإنسان إلى العزلة وأحياناً إلى العنف والتعامل مع الآخرين بقسوة وهذا ما يضاعف من معاناة الإنسان النفسية.
ويضيف: لو دققنا النظر في تعاليم ومبادئ وأخلاقيات الإسلام لوجدنا أنّه دين منفتح يرفض التشدد والغلو في كل شيء، هو دين وسطية وإعتدال وكل تعاليمه وأحكامه تستهدف مصلحة الإنسان، فلا يأمر الدين بشيء إلا إذا كانت فيه مصلحة، ولا ينهى أن يحذر من شيء إلا إذا كان فيه ضرر، ولذلك لا خوف على الإنسان من تعاليم الدين وتوجيهاته، والذين يحاربون التدين تحت شعار مواجهة التطرف مخطئون، لأنّ التدين الحقيقي شيء والتطرف شيء آخر، التدين يقود الإنسان إلى حياة سوية ويدفعه إلى الإلتزام الأخلاقي، أمّا التطرف فينحرف به عن طريق الحق ويقوده إلى سلوكيات خاطئة لا يقرها دينه، ولا يمكن أن تحقق له مصلحة.
لذلك ينبغي علينا أن نشجع التدين الصافي، التدين الذي يعرّف الإنسان بحقوقه وواجباته ويفرض عليه أن يقوم بواجباته قبل المطالبة بحقوقه.. نحن في حاجة إلى التدين الذي يفرض على الإنسان أن يحترم والديه، وأن يذهب إلى عمله في وقته من دون تأخير وأن يؤدي عمله بإخلاص وكفاءة، وأن يحافظ على المال العام ولا يمد يده بقبول رشوة أو هدية تؤثر على ميزان العدالة، نحن في حاجة إلى التدين الذي يفرض على كل رجل أن يحسن تربية أولاده وأن يعترف بحقوقهم وأن يتعامل معهم برحمة وأن يتعامل مع زوجته باحترام فلا يهدر حقوقها ويسيء إليها.
فوائد العبادات د. يسري عبدالحسن، أستاذ الطب النفسي المصري الشهير، يتفق مع زميله د. أحمد عكاشة في التأثير الإيجابي للإلتزام الديني على الحالة النفسية والمزاجية للإنسان.. ويقول: العبادات الإسلامية لها تأثيرات إيجابية على الحالة النفسية والإجتماعية للإنسان، فهذه العبادات كما نفهم من أهدافها ومقاصدها الشرعية التي يتحدث عنها بصورة أعمق علماء الدين تستهدف إصلاح الإنسان من الداخل وضبط علاقاته بالآخرين، ولو نظرنا لكل فريضة على حدة لوجدنا أن لها مكاسب ومنافع عديدة من الناحية الروحية والصحية، وعندما أقول "الصحية" أعني الصحة النفسية والصحة البدنية والفوائد أو المكاسب التي تعود على الصحة النفسية أكثر من الفوائد البدنية.
الصلاة مثلاً تهذب سلوكيات الإنسان وتربطه بخالقه وتصرفه عن سلوكيات خاطئة كثيرة، وهذا سر قول الحق سبحانه وتعالى: "إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" والفحشاء والمنكر جرائم سلوكية لا أخلاقية، ولذلك نادراً ما تجد إنساناً يصلي بانتظام، وله علاقات نسائية محرمة، أو يصلي ويسب الناس، أو يصلي ويسهر في مكان مشبوه.
أمّا الصيام فهدفه كما جاء في القرآن الكريم "التقوى" والتقوى كلمة شاملة جامعة لحالة سلوكية ومزاجية نادرة، والإنسان الذي يتحلى بصفة التقوى تلتقي فيه كل الفضائل ويعيش في سعادة حقيقية فهو قانع بما رزقه الله به، وهو مدرك لرسالته في الحياة ويعرف أنها مجرد رحلة وسوف تنتهي في يوم من الأيام، ولذلك لا يظلم ولا يفسق ولا يسيء إلى الآخرين ومثل هذا الإنسان يعيش حالة نادرة من التوازن النفسي.
أيضاً من يحرص على أداء الزكاة والعطف على الفقراء والمحتاجين هو إنسان خير يعيش حالة من الرضا الداخلي ويحظى بحب وإحترام وتقدير الناس.. والحج هو الآخر رحلة روحية يضحي فيها الإنسان بماله وراحته ويبذل كل جهده لإرضاء خالقه، ولو دققنا النظر في المحاذير الشرعية التي تحيط بهذه الفريضة وقائمة الممنوعات التي تحيط بالحاج لتأكدنا أن هدف الحج هو الإرتقاء النفسي والسلوكي بالإنسان، ولهذا لو عقدنا مقارنة بين الحالة النفسية للحاج قبل وبعد عودته من هذه الرحلة المباركة لوجدنا فارقاً كبيراً.
من هنا فإنّه ليس من قبل الدجل والشعوذة الطبية أن يعتمد كثير من أطباء الأمراض النفسية والعصبية المسلمين على البعد الديني في دراساتهم لأحوال مرضاهم والتعامل مع الإلتزام الديني كأحد أدوات العلاج التي تحقق نتائج مبهرة.
رمضان.. فرصة ذهبية ويرى د. يسري عبدالمحسن، أن شهر رمضان المبارك الذي نستعد لإستقباله فرصة ذهبية لكي يحقق الإنسان راحته النفسية فيه ويتخلص من التوتر الذي يعاني منه، ذلك أنّ هذا الشهر الكريم ملتقي كل الفرائض والعبادات، وهي كما قلت لها تأثير نفسي رائع في الإنسان الذي يلتزم بآدابها وأخلاقياتها، وفي شهر رمضان نشهد حالة من التوازن الدائم بين قوى الإنسان الجسدية والروحية، وهذه حالة من الصحة الإيجابية التي يتطلع إليها كل فرد ويسعى إلى تحقيقها لكي تتوافق المعادلة الطبيعية بين كل ما هو ملموس وما هو معنوي غير محسوس.
احموا أولادكم بالدين د. أحمد عمر هاشم – أستاذ السنة النبوية والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر – يؤكد أنّ التدين الصحيح يحمي الإنسان بالفعل من كل المخاطر الصحية والأخلاقية وهذا أمر واضح ولا يحتاج إلى دراسات وتجارب.. لكنه يرحب بإجراء مثل هذه الدراسات والتجارب هنا وهناك لكي يقتنع هؤلاء المترددون والمتشككون والذين لم يتذوقوا بعد حلاوة الإيمان.
نتائج مثل هذه الدراسات يجب أن تدفعنا – كما يقول د. هاشم – إلى العودة الصادقة إلى الدين، نتعلم أحكامه ونلتزم بتعاليمه، ونتخلق بأخلاقياته، ونحتمي به من كل المخاطر التي تحيط بنا الآن وهي مخاطر كثيرة ومتنوعة ولا حماية لنا منها إلا بالإسلام الصافي الذي يحقق الإستقرار النفسي للإنسان وخاصة شبابنا التائه وسط زحام الأفكار والثقافات الوافدة التي تستهدف عقله وبدنه.
ويتساءل د. هاشم قائلاً: الأمراض النفسية التي تقرأ ونسمع عنها لماذا لا تصيب إلا هؤلاء الذي حرموا أنفسهم من هداية السماء؟ ولماذا يتطرق القلق والإكتئاب والإضطراب النفسي إلى هؤلاء؟
ويقول: الملتزمون دينياً لا يعانون من مشكلة.. وفي المقابل فإننا إذا نظرنا إلى حال الشباب البعيد عن ربه والذي لا يلتزم بأخلاق الإسلام وتعاليمه وآدابه سنجد أن عدم إحساسه بمسؤوليته أمام خالقه يجعله يرتكب الكثير من الحماقات والسلوكيات المرفوضة.
قوة روحية ويؤكد د. هاشم أنّ الإلتزام بتعاليم الإسلام يمنح المسلم قوة روحية ونفسية وبدنية وتمده بطاقة تعينه على مواجهة كل متاعب الحياة ومصائب الدنيا، لذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة/ 153).
ويقول: إنّ الحيرة والشك والحسرة هي السبب المباشر للإضطرابات النفسية والإجتماعية وهي البديل المر عن غياب الإيمان والأمان.
وهذا هو دور الأسرة التي يجب عليها أن تربي أولادها منذ نعومة أظفارهم على تعاليم ومبادئ الدين وعلى الحرص على العبادات والطاعات واللجوء إلى الله تعالى والتحصن بحصنه الحصين والتأكيد لهم دائماً على أن مَن يتوكل على الله فلن يضيعه حتى لا يشب الطفل قانطاً من رحمة الله.
الشيخ فرحات المنجي الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر، يؤكد أنّ إلتزام الإنسان بأخلاقيات الإسلام يحقق له الهدوء والإستقرار ويمنحه الفرصة ليعيش حالة من الصفاء الروحي الذي تذوب معه كل هموم الدنيا ومتاعب الحياة، فالصلاة مفتاح الفرج والصيام يخرج الإنسان من دائرة الهم والكرب والقلق، والذكر يذيب معه كل رذائل النفس وهموم الروح.
ويقول: التدين يجعل الإنسان في حالة من التواؤم مع نفسه ومع خالقه فمع العبادات والشعائر يمارس الفرد العلاج الروحاني الذاتي فيزيح عن نفسه الهموم ويتخلص من العيوب ويعالج النواقص ويتوب توبة نصوحاً ويعاهد نفسه وخالقه على عدم الرجوع إلى عالم المعصية والرذيلة.
أدعية تريح النفس سألت الشيخ المنجي: ماذا يفعل المسلم عندما يصاب بأرق ويرى رؤى مفزعة؟
قال: عندما يصاب المسلم بالأرق ويرى رؤى مفزعة عليه أن يلجأ إلى الصلاة وإلى قراءة القرآن، وأن يردد الأدعية المأثورة عن رسول الله (ص).. ومن أقواله الشريفة: "إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشيطان وأن يحضرون فإنّها لن تضره".
روي أن خالد بين الوليد شكى إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله، ما أنام الليل من الأرق.. فقال له (ص): "إذا أويت إلى فراشك فقل: اللّهمّ ربّ السماوات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جاراً من شر خلقك كلهم جميعاً أن يفرط على أحد أو أن يبغي عليّ، عز جارك، وجل ثناؤك ولا إله غيرك، ولا إله إلاّ أنت.
وقال رسول الله (ص) أيضاً في الحديث الصحيح: "إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها، فليبصق يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه".
وقال في حديث آخر: "إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك ما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فإنّها لا تضر