خضر صبح
10-09-2011, 09:06 AM
أغراض الشعر الجاهلي
الشعر الجاهلي هي الموضوعات التي نظم فيها شعراء الجاهلية شعرهم؛ فإذا كان
قصد الشاعر وغرضه من الشعر الاعتزاز بنفسه أو قبيلته فشعره فخر، وإذا كان
قصد الشاعر التعبير عن الإعجاب بشخص ما في كرمه أو شجاعته أو غير ذلك
فشعره مدح، وإذا كان قصده وغرضه النيل من شخص ما وتحقيره فذلك الهجاء،
وإذا كان الشاعر يهدف إلى إظهار الحزن والأسى فذلك الرثاء، وإذا حَلَّقَ
الشاعر في الخيال فرسم صوراً بديعة فذلك الوصف، وإذا عَبَّر عن حديثه مع
النساء فذلك الشعر هو الغزل، وإذا استعطف بشعره أميراً أو غيره فهو
الاعتذار، وإذا نظر في الكون وحياة الناس فتلك الحكمة.
وأغراض
الشعر الجاهلي التي نريد بسط القول فيها هي:
• الحماسة والفخر :
• وتعني الحماسة في الشعر : تغني الشاعر بالصفات التي تنبئ عن القوة وتدل على الشجاعة وخوض غمار الحروب والاستهانة بالصعاب , ثم تطور للتغني بكل الصفات المثلى كالشهامة والكرم وسداد القول والحلم والأناة ونجدة المحتاج والملهوف ............
مثال على شعر الفخر والحماسة قول عمرو بن كلثوم في معلقته :
أبا هندٍ فـلا تعجـل علينـاوأنظـرنـا نُـخـبِّـركَ اليقـيـنـا
بأنـا نـورد الرايـاتِ بيضـاًونُصدرُهن حُمراً قد رَوينـا
إذا بلـغ الفطـامَ لنـا ولـيـدٌتخرُّ له الجبابرُ ساجدينا
ومما ورد في ذلك قول عنترة بن شداد من معلقته :
هلاَّ سألتِ الخيـلَ يـا ابنـةَ مالـكٍإن كنتِ جاهلةًً بما لـم تعلمـي
يخبـركِ مـن شهـدِ الوقيعـةَ أننـيأغشى الوغى وأعِفُّ عِندَ المَغنَمِ
ومــدجَّـــجٍ كَـــــرِهَ الـكــمــاةُ نـــزالـــهلا مـمـعــنٍ هــربــاً ولا مـسـتـسـلـمِ
جــادت لــه كـفـي بعـاجـل طعـنـةٍبمثّـقـف صَـــدقِ الـكـعـوبُ مـقــوَّمِ
فشكـكـتُ بالـرمـحِ الأصــمِّ ثـيـابـهُليـس الكريـمُ علـى القنـا بمُـحـرَّمِ
• المديح :
• وهو الثناء على إنسان بذكر أفضاله وتعداد مناقبه الكريمة وخصاله الحسنة .
وكان الجاهليون يمدحون بمكارم الأخلاق كالشجاعة والكرم والعفة والنجدة والبأس وحماية الجار وغير ذلك .
والملاحظ في المديح الجاهلي بوجه عام اتصافه بالصدق وعدم المبالغة أو الغلو في وصف الممدوح .
من الشعراء الذين عُرفوا بالمديح : النابغة الذبياني , الأعشى , زهير بن أبي سلمى .
قول زهير بن أبي سلمى في مدح الهرم بن سنان والحارث بن عوف :
يميـنـاً لنـعـم السـيـدانِ وجـدتـمـاعلى كل حالٍ من سحيلٍ ومبرمِ
تداركتمـا عبسـاً وذبـيـان بعـدمـاتفانوا ودقوا بينهم عطـر منشـمِ
• الهجاء :
• وهو تعداد للرذائل الخلقية والاجتماعية في الشخص المهجو .
ومما هُجي به الناس في الجاهلية : ضعف الهمة وفتور العزيمة والجبن والبخل والوضاعة .....
كان الهجاء الجاهلي يتميز بعدم الإسراف في السب والمثالب بل كان يكمن بالتهكم والسخرية .
مثال ذلك قول الحطيئة في هجاء الزبرقان بن بدر :
دع الـمـكـارم لا تـرحــلْ لبغيـتـهـاوأقعد فإنك أنتَ الطاعمُ الكاسي
ومثله قول زهير بن أبي سلمى :
وما أدري ولست أخال أدريأقــومٌ آل حـصــنٍ أم نـســاءُ
• الرثاء :
• وهو بكاء الميت والتفجع عليه وإظهار اللوعة لفراقه والحزن لموته وتعداد مناقبه وشمائله والإشادة بها :
وتتمثل اتجاهات الرثاء الجاهلي في ما يلي :
- البكاء والحزن والتفجع واللوعة لفقد الميت .
- التأبين وهو تعداد مناقب الميت .
- أخذ العظة والعبرة وضرب المثل .
من أمثلة الرثاء الجاهلي قول متمم بن نويرة في هجاء أخيه مالك :
لقد لامني عند القبور على البكـا
صديقـي لتـذرافِ الدمـوع السوافـكِ
فــقــالَ أتـبـكــي كــــل قــبــرٍ رأيــتـــهُ
لقبـرُ ثـوى بيـن اللـوى فالدكـادكـكِ
فقلتُ له: إنَّ الشجا يبعثُ الشجا
فـدعـنـي فـهــذا كـلــه قــبــرُ مــالــكِ
• الوصف :
كان الشعر الجاهلي تصويراً صادقاً لكل ما وقعت عليه أنظارهم من أرض وسماء وشجر وظل وجبال وحيوان ورمال وريح وأمطار ورعد وبرق ....
فقد أجادوا في وصف حيوانات الصحراء كالإبل والخيل والبقر الوحشي , كما أبدعوا في وصف الليل وأهواله وكل ما مر بهم من ظواهر الطبيعة وأحداث الحياة .
ومما يُلاحظ على شعر الوصف الجاهلي : وصف الأشياء الحسية , كذلك الصدق في وصف هذه الأشياء مما جعل الشعر الجاهلي صورة صادقة للحياة الجاهلية بكل ما فيها .
ومثال ذلك وصف الفرس للمريء القيس :
وقــد أغـتـدي والطـيـرُ فـــي وكنـاتـهـابـمـنــجــردٍ قـــيــــد الأوابـــــــد هــيــكـــلِ
مــكـــرٍ مــفـــرٍ مـقــبــلٍ مــدبـــرٍ مـــعـــاًكجلمودِ صخرٍ حطهُ السيلُ منْ علِ
مِسحٍ إذا ما السابحات علـى الونـىأثـــــرن الـغــبــار بـالـكـديــد الــمــركــلِ
لـــه أيـطــلا ظـبــيٍِ وسـاقــا نـعـامـةٍوإرخــــاءُ ســرحــانٍ وتـقـريــبُ تـتــفــلِ
• الغزل :
• وهو وصف محاسن المرأة والإشادة بجمالها والفرح والسرور بقربها والألم والحزن على بعدها ووصف تأثير ذلك على نفسه .
ويغلب على الغزل الجاهلي العفة وعدم التبذُل في وصف المرأة إلا ما ندر .
فالغزل في الجاهلية يمكن أن نقسمه إلى ثلاثة أشكال :
- الغزل في مقدمات القصائد ويطلق عليه النسيب .
- الغزل الحسي الذي يهتم بإبراز المفاتن الأنثوية .
- الغزل العفيف الذي يهتم بالحديث عن الصَّد والهجران والشوق .
مثال ذلك قول علقمة بن عَبَدة :
طحا بك مكبّ في الحسان طروببُعيدَ الشبـابِ عَصـرَ حـانَ مشيـبُ
تُكلِّـفـنـي لـيـلـى وقـــد شـــطّ وَلِـيُّـهـاوعــــادت عــــوادٍ بـيـنـنـا وخُــطـــوبُ
مُـنـعَّــمــةٌ لا يُـســتــطــاعُ كــلامُــهـــاعـلـى بابـهـا مـــن أنْ تُـــزارَ رقـيــبُ
ومثال الغزل الحسي : قول المنخل اليشكري
ولـقـد دخـلـتُ عـلــى الـفـتـا
ة الخورَ في اليوم المطير
الـلاعــب الحـسـنـاء تـرفــلُ
في الدمسـقِ وفـي الحريـرِ
** وهناك أغراض شعرية عُرفت في الشعر الجاهلي كالاعتذار عند النابغة الذبياني , والحكم والأخلاق كما هو في شعر زهير بن أبي سلمى . . .
منقول
الشعر الجاهلي هي الموضوعات التي نظم فيها شعراء الجاهلية شعرهم؛ فإذا كان
قصد الشاعر وغرضه من الشعر الاعتزاز بنفسه أو قبيلته فشعره فخر، وإذا كان
قصد الشاعر التعبير عن الإعجاب بشخص ما في كرمه أو شجاعته أو غير ذلك
فشعره مدح، وإذا كان قصده وغرضه النيل من شخص ما وتحقيره فذلك الهجاء،
وإذا كان الشاعر يهدف إلى إظهار الحزن والأسى فذلك الرثاء، وإذا حَلَّقَ
الشاعر في الخيال فرسم صوراً بديعة فذلك الوصف، وإذا عَبَّر عن حديثه مع
النساء فذلك الشعر هو الغزل، وإذا استعطف بشعره أميراً أو غيره فهو
الاعتذار، وإذا نظر في الكون وحياة الناس فتلك الحكمة.
وأغراض
الشعر الجاهلي التي نريد بسط القول فيها هي:
• الحماسة والفخر :
• وتعني الحماسة في الشعر : تغني الشاعر بالصفات التي تنبئ عن القوة وتدل على الشجاعة وخوض غمار الحروب والاستهانة بالصعاب , ثم تطور للتغني بكل الصفات المثلى كالشهامة والكرم وسداد القول والحلم والأناة ونجدة المحتاج والملهوف ............
مثال على شعر الفخر والحماسة قول عمرو بن كلثوم في معلقته :
أبا هندٍ فـلا تعجـل علينـاوأنظـرنـا نُـخـبِّـركَ اليقـيـنـا
بأنـا نـورد الرايـاتِ بيضـاًونُصدرُهن حُمراً قد رَوينـا
إذا بلـغ الفطـامَ لنـا ولـيـدٌتخرُّ له الجبابرُ ساجدينا
ومما ورد في ذلك قول عنترة بن شداد من معلقته :
هلاَّ سألتِ الخيـلَ يـا ابنـةَ مالـكٍإن كنتِ جاهلةًً بما لـم تعلمـي
يخبـركِ مـن شهـدِ الوقيعـةَ أننـيأغشى الوغى وأعِفُّ عِندَ المَغنَمِ
ومــدجَّـــجٍ كَـــــرِهَ الـكــمــاةُ نـــزالـــهلا مـمـعــنٍ هــربــاً ولا مـسـتـسـلـمِ
جــادت لــه كـفـي بعـاجـل طعـنـةٍبمثّـقـف صَـــدقِ الـكـعـوبُ مـقــوَّمِ
فشكـكـتُ بالـرمـحِ الأصــمِّ ثـيـابـهُليـس الكريـمُ علـى القنـا بمُـحـرَّمِ
• المديح :
• وهو الثناء على إنسان بذكر أفضاله وتعداد مناقبه الكريمة وخصاله الحسنة .
وكان الجاهليون يمدحون بمكارم الأخلاق كالشجاعة والكرم والعفة والنجدة والبأس وحماية الجار وغير ذلك .
والملاحظ في المديح الجاهلي بوجه عام اتصافه بالصدق وعدم المبالغة أو الغلو في وصف الممدوح .
من الشعراء الذين عُرفوا بالمديح : النابغة الذبياني , الأعشى , زهير بن أبي سلمى .
قول زهير بن أبي سلمى في مدح الهرم بن سنان والحارث بن عوف :
يميـنـاً لنـعـم السـيـدانِ وجـدتـمـاعلى كل حالٍ من سحيلٍ ومبرمِ
تداركتمـا عبسـاً وذبـيـان بعـدمـاتفانوا ودقوا بينهم عطـر منشـمِ
• الهجاء :
• وهو تعداد للرذائل الخلقية والاجتماعية في الشخص المهجو .
ومما هُجي به الناس في الجاهلية : ضعف الهمة وفتور العزيمة والجبن والبخل والوضاعة .....
كان الهجاء الجاهلي يتميز بعدم الإسراف في السب والمثالب بل كان يكمن بالتهكم والسخرية .
مثال ذلك قول الحطيئة في هجاء الزبرقان بن بدر :
دع الـمـكـارم لا تـرحــلْ لبغيـتـهـاوأقعد فإنك أنتَ الطاعمُ الكاسي
ومثله قول زهير بن أبي سلمى :
وما أدري ولست أخال أدريأقــومٌ آل حـصــنٍ أم نـســاءُ
• الرثاء :
• وهو بكاء الميت والتفجع عليه وإظهار اللوعة لفراقه والحزن لموته وتعداد مناقبه وشمائله والإشادة بها :
وتتمثل اتجاهات الرثاء الجاهلي في ما يلي :
- البكاء والحزن والتفجع واللوعة لفقد الميت .
- التأبين وهو تعداد مناقب الميت .
- أخذ العظة والعبرة وضرب المثل .
من أمثلة الرثاء الجاهلي قول متمم بن نويرة في هجاء أخيه مالك :
لقد لامني عند القبور على البكـا
صديقـي لتـذرافِ الدمـوع السوافـكِ
فــقــالَ أتـبـكــي كــــل قــبــرٍ رأيــتـــهُ
لقبـرُ ثـوى بيـن اللـوى فالدكـادكـكِ
فقلتُ له: إنَّ الشجا يبعثُ الشجا
فـدعـنـي فـهــذا كـلــه قــبــرُ مــالــكِ
• الوصف :
كان الشعر الجاهلي تصويراً صادقاً لكل ما وقعت عليه أنظارهم من أرض وسماء وشجر وظل وجبال وحيوان ورمال وريح وأمطار ورعد وبرق ....
فقد أجادوا في وصف حيوانات الصحراء كالإبل والخيل والبقر الوحشي , كما أبدعوا في وصف الليل وأهواله وكل ما مر بهم من ظواهر الطبيعة وأحداث الحياة .
ومما يُلاحظ على شعر الوصف الجاهلي : وصف الأشياء الحسية , كذلك الصدق في وصف هذه الأشياء مما جعل الشعر الجاهلي صورة صادقة للحياة الجاهلية بكل ما فيها .
ومثال ذلك وصف الفرس للمريء القيس :
وقــد أغـتـدي والطـيـرُ فـــي وكنـاتـهـابـمـنــجــردٍ قـــيــــد الأوابـــــــد هــيــكـــلِ
مــكـــرٍ مــفـــرٍ مـقــبــلٍ مــدبـــرٍ مـــعـــاًكجلمودِ صخرٍ حطهُ السيلُ منْ علِ
مِسحٍ إذا ما السابحات علـى الونـىأثـــــرن الـغــبــار بـالـكـديــد الــمــركــلِ
لـــه أيـطــلا ظـبــيٍِ وسـاقــا نـعـامـةٍوإرخــــاءُ ســرحــانٍ وتـقـريــبُ تـتــفــلِ
• الغزل :
• وهو وصف محاسن المرأة والإشادة بجمالها والفرح والسرور بقربها والألم والحزن على بعدها ووصف تأثير ذلك على نفسه .
ويغلب على الغزل الجاهلي العفة وعدم التبذُل في وصف المرأة إلا ما ندر .
فالغزل في الجاهلية يمكن أن نقسمه إلى ثلاثة أشكال :
- الغزل في مقدمات القصائد ويطلق عليه النسيب .
- الغزل الحسي الذي يهتم بإبراز المفاتن الأنثوية .
- الغزل العفيف الذي يهتم بالحديث عن الصَّد والهجران والشوق .
مثال ذلك قول علقمة بن عَبَدة :
طحا بك مكبّ في الحسان طروببُعيدَ الشبـابِ عَصـرَ حـانَ مشيـبُ
تُكلِّـفـنـي لـيـلـى وقـــد شـــطّ وَلِـيُّـهـاوعــــادت عــــوادٍ بـيـنـنـا وخُــطـــوبُ
مُـنـعَّــمــةٌ لا يُـســتــطــاعُ كــلامُــهـــاعـلـى بابـهـا مـــن أنْ تُـــزارَ رقـيــبُ
ومثال الغزل الحسي : قول المنخل اليشكري
ولـقـد دخـلـتُ عـلــى الـفـتـا
ة الخورَ في اليوم المطير
الـلاعــب الحـسـنـاء تـرفــلُ
في الدمسـقِ وفـي الحريـرِ
** وهناك أغراض شعرية عُرفت في الشعر الجاهلي كالاعتذار عند النابغة الذبياني , والحكم والأخلاق كما هو في شعر زهير بن أبي سلمى . . .
منقول