المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاق يجب غرسها فى الطفل


سيرين ملكة زماني
11-10-2011, 05:15 PM
أخلاق يجب غرسها

عمر السبع

مازن طفل في الثامنة من عمره، يعيش بين أسرة اهتمامها بالتربية قليل، فعند الأب مبدأ هام: "الحياة ستعلمه الكثير"، وإن كان مبدأ والد مازن فيه شيء من الصحة، ولكن لن يتعلم الابن الصدق إلا إذا كان هناك من يحثه عليه، ولن يتعلم الحفاظ على الصلاة إلا إذا حثه والداه على ذلك، ولذا سنحاول في هذا المقال أن نوضح بعض الأخلاق التي يجب على كل أب أن يغرسها في ولده.

1. الصبر:

إن الصبر عنصر أساسي في أي شخصية متحضرة، لأن الصبر يضبط انفعالات الإناسن، فالمسلم يصبر في كل الأوقات، ويصبر (الصبر الإيجابي الذي وصفه الله في القرآن بالصبر الجميل، صبر يعقوب عليه السلام الذي استخدمه وهو يعيش الأمل المشرق البسَّام في لقاء ابنه يوسف عليه السلام فكان الصبر الجميل عنده أقوى البواعث على لقائه، فالصبر الإيجابي ضياء لأبنائنا يضيء لهم طريقهم في هذه الحياة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الصبر ضياء) [ثوابت للمسلم المعاصر، صلاح عبد الفتاح الخالدي، ص(62-63)].

2. الحفاظ على الصلاة:

إن غرس الحفاظ على الصلاة داخل الطفل من أكثر الأمور أهمية يجب أن يهتم بها الوالد، فالصلاة تغرس في نفس الابن أنه لا يمكن التفريط في ذلك الأمر، حتى لو خالف المجتمع من حولي الحفاظ عليها، فهذا التناقض الذي قد يعيشه الابن في بعض الأحيان مطلوب، فهو الذي يخرج الأبناء من الصراع الداخلي حول القيم، ويحفظه بتوفيق الله، من ضرر الأصحاب في العمل أو المدرسة، فهو يحاول دائمًا الخروج بأفضل ما فيها، وإذا استطاع الاختيار، أحسن هذا الاختيار وفق استقامة الصديق من خلال صلاته.

وعليك أن تعلم أخي المربي أن من معاني الصلاة، أنها تغرس في الطفل أهمية العبادة لله تبارك وتعالى، فإن روح الإنسان له غذاء، كما أن الجسد غذاؤه الهواء والطعام والشراب، فغذاء الأرواح يكون بالعبادة لله تبارك وتعالى، وأعظم عبادة فرضها الله تبارك وتعالى على أمته هي الصلاة، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، كما أنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإذا صلحت صلح سائر العمل وإذا فسدت فسد سائر العمل كما أخبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (فالصلاة مصدر متجدد للطاقة الروحية والزاد وقد توزعت أوقاتها على الليل والنهار لمواصلة التزود وتجديد الرصيد من الزاد، ففيها يلقي الإنسان بعناء الحياة ليقف بين يدي الله في خشوع وخضوع، وركوع وسجود، يقرأ ويسمع كلام الله ونسبحه ونعظمه، وندعوه ونستغفره، وكأن الصلاة معراج لأرواحنا تعرج إلى الله بعيدًا عن جواذب الأرض وفتن الحياة) [زاد على الطريق، مصطفى مشهور، ص(73)].
ولا تنسى أيها الوالد من أدوارك أيضًا أن تربي ولدك على الحفاظ على الصلاة في بيت الله تعالى، فالمسجد له دوره الفعال في تربية ولدك، وهناك عدة فوائد يجنيها الطفل من الصلاة في المسجد فمنها أنه :

1- يحس بقوة ارتباطه بجماعة المصلين من المؤمنين الذين هم أبناء مجتمعه في الحي والبلدة
2. ينمو عنصر الأخوة الصادقة، فيشعر الطفل بأنه أخ قريب لكل الذين صلوا معه في المسجد
3. المسجد بيت الله يشعر القادم إليه أنه في ضيافة الله، وعليه أن يراقب نفسه في هذا البيت أكثر من أيِّ مكان آخر ،مما يجعل مشاعره تسمو في أجواء رحبه عامره بالروحانيه الصادقة والتقوى العامره.
4. يتعليم الطفل بصلاة الجماعة في المسجد الترتيب والتنظيم وتوحيد الصفوف المعبرة عن وحدة القلوب.
5. تصيغ صلاة الجماعة في المسجد الطفل صياغة خُلقيه، فيتشكل لديه إحساس يومي بتفقد إخوانه المواظبين على الصلاه جماعه معه، وبذا يتكون عنده الدافع للاهتمام بشئون الناس عامة.
6. يجيد آداب السماع إلى الوعظ والإرشاد) [الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، سهام مهدي جبار، ص(278)].

3. الصدق:

إن الصدق بالنسبة للطفل، كالماء للإنسان، فهو شعار المؤمن، وهو حليته التي يمشي بها بين الناس، وحينما يتربى الطفل على غير الصدق، يجعله إنسانًا يبتعد عنه الناس لأنهم لا يثقون في كلامه وأقواله، وعندما جاء الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا له أن المسلم يسرق، قال نعم، ثم قالوا المسلم يقتل، قال نعم، ثم قالوا له المسلم يكذب قال: لا.
ونحن نعلم كما ورد في الحديث أن من صفات المنافق إذا حدث كذب، وتأمل معي لهذه القصة لذاك الطفل الذي تربى على الصدق، وكان صادقًا مع نفسه ومع الناس فعندما كان أحمد في الصف الخامس الابتدائي، ضُبط وهو يغش في امتحان الدراسات الاجتماعية، وقد قطع عهدًا على نفسه ألا يغش مرة أخرى، وبعد عدة سنوات عندما أصبح في الصف الأول الثانوي، تعرَّض لاختبار شديد بشأن التزامه بهذا العهد، فقد كان نجم فريق الكرة الطائرة في مدرسته، وكان يلعب وفريقه ضد فريق من مدرسة أخرى، وأثناء تلك المبارة المشتعلة، تصدى أحمد لإحدى كرات الفريق الآخر، ولكنه شعر أن ذراعه قد لمس الشبكة [وهذا شيء ممنوع في الكرة الطائرة]، ولم يره أحد، ولم يعلم بهذا الأمر سوى أحمد، وقد تردد لوهلة قبل أن يخبر الحكم، لكنه صدق وأخبر الحكم بالصدق، وحصل الفريق الآخر على النقطة وفاز بالمباراة، ولكن أحمد كان يعلم جيدًا أنه فعل الصواب.
وما أحلى كلام الإمام ابن القيم عن الصدق وهو يقول عن بعض السلف: (من لم يؤد الفرض الدائم لم يقبل منه الفرض المؤقت قيل: وما الفرض الدائم قال: الصدق وقيل: من طلب الله بالصدق أعطاه مرآة يبصر فيها الحق والباطل، وقيل: عليك بالصدق حيث تخاف أنه يضرك فإنه ينفعك ودع الكذب حيث ترى أنه ينفعك فإنه يضرك) [مدارج السالكين، ابن القيم، (2/279].

4. تحمل المسئولية:

أيها الأب، عليك أن تعلم أنه من خلال تفويضنا الفعال لأبنائنا في إنجاز الأعمال بدوننا، فإننا بتلك الطريقة ننقل إليهم المسئولية، وندربهم عليها، ونوجه طاقتهم إلى تلك الأعمال والنشاطات، فالتفويض يعني النماء والتطور، فهو ينمي شخصياتهم ويطور كفاياتهم (فالأب الذي يفوض ابنه في شراء بعض الحاجيات للمنزل، أو الأم التي تفوض ابنتها في الإشراف على أخواتها فإن هؤلاء سيصبحون مع مرور الوقت لديهم القدرة على الاعتماد على أنفسهم والقيام بواجباتهم بكفاءة وفاعلية، والذي يهمنا أن يكون التفويض متحررًا، لا تفويضًا متسلطًا يقيد حركة الطفل، ولا يعطيه الفرصة للنمو والإنتاجية، والمربي الذي يقول لابنه: افعل هذا، ولا تفعل ذلك، اذهب هنا، ويحدد له ما يقوم به من أعمال بدقة، فهذا لا يعرف كيف يقيم تفويضًا كاملًا، حيث إنه يركز على الوسائل والأساليب المتبعة في التفويض، فيصبح مسئولًا عن النتائج ولا يعرف كيف يُعد ابنه لتحقيق النتائج المرجوة.
فعليك أن تعلم، أن التفويض الصحيح هو الذي يقوم على إعطاء الإرادة الحرة للأبناء، ويحملهم المسئولية، ويركز على النتائج أكثر من تركيزه على الوسائل، ويعطي حرية اختيار الطريقة أو الوسيلة التي يريدونها، ويجعلهم مسئولين عن النتائج فيتعلمون من أخطائهم، ويتدربون على إدارة العمل بثقة وقدرة) [25 طريقة لتصنع من ابنك رجلًا فذًا، أكرم مصباح عثمان، ص(127-129)، بتصرف].
فمثلًا، إذا كان هناك محل بقالة قريب من البيت، فما المانع أن ترسل الأم الطفل ذا الخمسة أعوام ليشتري شيئًا من هذا المحل، وأن يحاسب البائع بشرط أن يكون الطفل تحت عين الأم خوفًا عليه من السيارات المسرعة، كما يمكن أيضًا للابن في عمر السابعة أن يحمل حقيبة الأم أو الأب للتسوق، كما يمكن للابن أن يفتح باب المنزل إذا ما دق الجرس وكان الأب أو الأم مشغولًا في عمل ما.
وهكذا بهذا الإسناد للأعمال الصغيرة، يجعل أولادنا الصغار يتعلمون من الكبار ويجعل طاقاتهم الكبيرة تلتقط ألوان السلوك الذي ينتهجه الكبار، فهذا كله من شأنه أن يجعل الطفل فخورًا بنفسه، ويكسبه مزيدًا من الثقة بالنفس.
ماذا بعد الكلام؟

ـ ربِّ ولدك على الصبر، من خلال أن تحكي له قصص النبي صلى الله عليه وسلم وخلق الصبر، وتدربه بأنه ليس كل ما يُطلب يجاب في الحال، بل عليك أن تتروى قليلًا في إجابتك لطلبات أبنائك.
ـ الصلاة عماد الدين، فلا تتهاون مع ولدك في تعليمه الصلاة والحفاظ عليها، واستخدم أسلوب الحرمان من الامتيازات إذا رأيت منه التقصير فيها.
ـ اغرس في ولدك الصدق، وعليك أنت أولًا أن يرى ولدك منك هذا، في تعاملاتك مع زوجتك وكلامك مع الناس.
ـ قم بتفويض بعض الأعمال إلى ولدك، ليتربى على المسئولية، كأن يذهب لشراء أشياء من محل البقالة.

أبو صخر
12-10-2011, 03:46 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أبو يوسف
12-10-2011, 04:34 PM
بارك الله فيك اخت سيرين

الهمام
01-11-2011, 03:31 PM
جزاك الله خيرا وبارك فى جهودك المولى

abohmam
14-11-2011, 04:38 PM
جزاك الله خيرا اختنا سيرين

لك مني أجمل تحية .

جروح بارده
14-11-2011, 07:36 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

هيام دياب
27-11-2011, 03:07 PM
جزاك الله كل الخير

الحارث بن فيصل
17-01-2012, 07:59 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

نداء حيدر
20-01-2012, 07:10 PM
http://sewar.panet.co.il/images/2010/07/27/gif.gif