جروح بارده
22-10-2011, 09:11 PM
ليست السعادة قصور كسرى وقيصر ولا جيوش هارون الرشيد ولا كنوز قارون ولا ملك سليمان عليه السلام ولا فى كتاب الشفاء لابن سينا ولا فى حدائق قرطبة ،إنما السعادة سلوة خاطر بحق يحمله وانشراح صدر لمبدأ يعيشه وراحة بال وقلب لخير يكتنفه .
السعادة عند ابن المسيب فى تألهه وعند البخارى فى صحيحه وعند الحسن البصرى فى صدقه وزهده وعند الشافعى فى استنباطه وعند أحمد فى ورعه ( ذلك بأنهم لا يصيبه ظمأ ولا نصب ولا مخمصة فى سبيل الله ولا يطئون موطأ يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح )
كلنا يظن أن السعادة فى كثرة المال والدور وجمع المسهلات والمرغبات فإذا هى سبب للغم والكدر والتنغيص لأن كل شىء له ضريبة لذا قال الله تعالى (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه )
إن أكبر مصلح فى العالم عاش فقيرا يتلوى من الجوع ، لا يجد دقل التمر يسد جوعه ومع ذلك عاش فى نعيم لا يعلمه إلا الله وفى انشراح الصدر وارتياح البال فلا تعجب وقد قال الله له ( وكان فضل الله عليك عظيما )
سلامة المسلم بدينه أعظم من ملك كسرى وقيصر
إن الذنوب والمعاصى والإساءة للخلق لمن أعظم أسباب الشقاء فى الدنيا والآخرة اسمع إلى قوله تعالى (يحسبون كل صيحة عليهم ) فهو يتوجس خيفة من الأحداث والخطوات والحركات والسكنات فهو فى قلق وحيرة واضطراب .وانظر إلى الدول الأوربية التى أحرزت أعلى نسبة من الانتحار لتعرف صدق ما أقول
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم.
والحل لمن أراد السعادة أن يحسن دائما إلى الناس وأن يتجنب الإساءة ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) وإن من تعاسة العبد وعثرة قدمه وسقوط مكانته عند الله ظلمه للعباد وهضمه لحقوقهم .
السعادة فى النفوذ والسلطة؟
*هذا هو أحمد ابن دؤاد القاضى المعتزلى :
ظن أن السعادة أن يتغلب على خصمه ( أحمد بن حنبل ) رحمه الله فيؤذيه بل ويشارك فى تعذيبه فيدعو عليه أحمد بن حنبل : اللهم احبسه فى جلده ، فيصيبه الله بمرض الفالج فكان يقول : إن نصف جسدى لو وقع عليه ذباب لظننت أن القيامة قد قامت ، وأما النصف الآخر فلو قرض بالمقاريض ما أحسست.ويدعو أحمد على (ابن الزيات الوزير ) فيسلط الله عليه من أخذه وجعله فى فرن من نار وضرب المسامير فى رأسه.
*(حمزة البسيونى):
كانت سعادته فى تعذيب المسلمين فى سجن جمال عبد الناصر حتى قال يوما لمن يعذبهم : لو نزل إلهكم الآن لوضعته فى الحديد معكم !! وتمضى الأيام ويسير بسيارته متجها إلى الأسكندرية فيصطدم بشاحنة تحمل أسياخ الحديد التى تدخل فى جسمه من أعلى إلى أسفل وإلى أحشائه وعجز المنقذون أن يخرجوه من سيارته إلا بعد أن قطعوه قطعا قطعا ( واستكبر هو وجنوده فى الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ) ( وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذى خلقهم هو أشد منهم قوة ) ؟!
قالوا السعادة فى النفوذ وسلطة الجاه العتيد
من كالأمير وكالوزير وكالمدير وكالعميد
يرنو إلى من دونه فيسابقون لما يريد
وإذا رأى رأيا فذ لك وحده الرأى الرشيد
كل يسارع فى هوا ه ومن رضاه لا يحيد
*(صلاح نصر ) :
من قادة عبد الناصر ممن أكثر فى الأرض فسادا وظلما وأدخل الدعارة والفساد إلى الجيش فيصاب بأكثر من عشرة أمراض مزمنة ويعيش باقى عمره فى السجن لأعوام عديدة ولم يجد له الطب علاجا ويموت فى زنزانات زعمائه الذين طالما خدمهم ويرمى به فى مزبلة التاريخ.
(الذين طغوا فى البلا د فأكثروا فيها الفساد فصب عليه ربك صوت عذاب إن ربك لبالمرصاد)
*(شاوسيسكو):
رئيس رومانيا حكم 22عاما وكان حرسه الخاص 70 ألفا يحيط به شعبه بقصره فيمزقونه وجنوده إربا إربا (فما كانت له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين) ذهب فلا دنيا ولا دين.
*السعادة فى المال والثروات ؟!
قالوا :السعادة فى الغنى فأخو الثراء هو السعيد
الأصفر الرنان فى كفيه يلوى كل جديد
فإذا أراد فكل ما فى هذه الدنيا يريد
وإذا تمنى الشىء جاء كما تمنى أو يزيد
والناس خلف ركابه يمشون فى حضر وبيد
*(أنور وجدى)
قال يوما لزوجته: كم أتمنىأن يكون معى مليون جنيه وإن أصبت بأى مرض فقالت له : وماذا يفيدك المال وأنت حينها تكون مريضا؟ فقال: سأنفق بعض هذا المال على المرض ثم أتمتع بباقى المال . فكان ما أراد تقول زوجته فى مذكراتها : فكان معه المليون جنيه وأكثر ولكن الله ابتلاه بمرض السرطان فى الكبد فأنفق كل ماله ولم يذهب المرض بل بقى فى تعاسة لاهو تمتع بماله ولا هو تمتع بصحته!!
وهذه دول أوروبا "السويد والدنمارك والنرويج " أغنى دول اوروبا من حيث دخل الفرد إلا أنها من أعلى دول العالم فى نسبة الانتحار (ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا )وقال النبى " من كانت الدنيا أكثر همه ، جعل الله فقره بين عينيه وفرق شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " رواه الترمذى وقال النبى : "تعس عبد الدينار والدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة ؛إن أعطى رضى وإن لم يعط لم يرض، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش" رواه البخارى .
السعادة فى الشهرة ؟
وتوهم فريق آخر أن السعادة فى الشهرة ولو على حساب الدين فلا مانع عنده أن يرقص أو ترقص امرأته أو يصبح خنثى أو يجعل ممن نفسه حمارا أو شيطانا ينهق ويغنى بكلام الكفر ليطلق عليه اسم فنان كبير أويؤلف رواية يسب فيها الأنبياء وفكرة الإله كما فعل صاحب رواية" أولاد حارتنا" أو" آيات شيطانية " لينال بها جائزة نوبل أو أرفع وسام فى انجلترا.
(مارلين مورلو)
إنها من أشهر ممثلات الإغراء فى العالم والتى ملأت الدنيا بإغرائها تقول قبيل انتحارها ناصحة كل مغترة بالشهرة :" احذرى المجد واحذرى كل من يخدعك بالأضواء ،إننى أتعس امرأة على ظهر هذه الأرض لم أستطع أن أكون أما ، إنى أفضل البيت والحياة العائلية على كل شىء ، إن سعادة المرأة الحقيقية فى الحياة العائلية الشريفة الطاهرة ، لقد ظلمنى كل الناس وإن العمل فى السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من الشهرة والمجد.
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقى هو السعيد.
"السعادة فى الحب والغرام والحرية"؟؟
لن نجد مجتمعات أعطت الحريةالجنسية لأفردها وتركت حبال الغرام والعشق أكثر من المجتمعات الغربية و يتوهم البعض أن الغربيين والأمريكان سعداء بهذا والواقع بخلاف ذلك ومن طالع إحصائيات جرائم الاغتصاب والإيدز والمخدرات والأطفال الغير شرعيين لعلم مدى شقاء تلك المجتمعات لقد بلغت نسبة حالات الطلاق إلى الزواج بأمريكا عام 1984 نسبة 48% وفوق ذلك هم يعيشون فى ضياع فهم لا يدرون من خلقهم ولماذا خلقهم وإلى أين المصير ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور ) وصدق الشاعر القائل :
وما فى الأرض أشقى ممن محب وإن وجد الهوى عذب المذاق
تراه باكيا فى كل حين مخافة فرقة أو لاشتياق.
فيبكى إن نأوا شوقا إليهم ويبكى إن دنوا خوف الفراق
فتسخن عينه عند التنائي وتسخن عينه عند التلاقى .
"السعادة فى الإيمان"
قال الناس : السعادة هى الراحة النفسية والطمأنينة فى موقف من المواقف ..وهذا التعريف لا يخلو من قصور فإذا كانت السعادة ساعة ثم يعقبها ألم الدهر فما هى سعادة !!والطمأنينة فى موقف معين قد تكون زائفة مكذوبة كمن يؤمن مستقبله -" على حد قولهم"- بوضع ماله فى بنك ربوى لأنه محارب لله ورسوله ماله محوق البركة ، أنى له السعادة ؟! إذن ما معنى السعادة ؟
السعادة هى الرضا عن الله فى العسر واليسر فى المنشط والمكره ، إنها الفرحة التى تعم القلب والروح حتى مع الفقر والمرض ، إنها امتثال لأمر الله الذى ما سعد أحد فى الدنيا والآخرة إلا بالامتثال لأمره ، ولا شقى ممن شقى فى الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره ، فالسعيد هو الموفق لفعل الخيرات وترك المنكرات .
**يقول ابن القيم :
"قال بعض العلماء :فكرت فيما يسعى إليه العقلاء فرأيت سعيهم كله فى مطلوب واحد وإن اختلفت طرقهم فى تحصيله فكله يسعى لدفع الهم والغم عن نفوسهم فهذا بالأكل والشرب وهذا بالتجارة والكسب وهذا بالنكاح وهذا بسماع الأغانى والرقص وهذا باللهو واللعب ، فقلت :إن كان هذا مطلوبهم وطرقهم كلها غير موصلة إليه إلا الإقبال على الله ومعاملته وحده فما طابت الدنيا إلا بذكره ومعرفته ومحبته وألذ ما فى الجنة رؤيته جل وعلا،فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات والله تعالى إنما جعل الحياة الطيبة السعيدة لمن آمن به وعمل صالحا فقال(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )
قالوا السعادة جمع مال قلت ولكن التقى هو السعيد.
نعيم و جحيم
إن من وصايا الآخرين لكل مثقل بالهم والحزن أن يجلس المهموم على ضفاف النهر ويستمع إلى الموسيقى ويلعب النارد !!
لكن وصايا الإسلام تختلف ؛ أن تجلس بين الأذان والإقامة فى روضة من رياض الجنة وتهتف بذكر الواحد الأحد وتسلم بقضاء الله وقدره وترضى بما قسم الله وتتوكل عليه وكان النبى إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وكان يقول "أرحنا بها يا بلال "
**(أحمد بن حنبل ) :
عاش سعيدا ، كان ثوبه أبيض مرقعا يخيطه بيده ، عنده ثلاث غرف من طين يسكنها ولا يجد من الخبز إلا كسرا مع الزيت وبقى خذاؤه سبع عشرة سنة يرقعها ويخيطها ويأكل اللحم فى الشهر مرة ويصوم غالب الأيام يزرع الدنيا ذهابا وإيابا فى طلب الحديث ومع ذلك وجد الراحة والهدوء والسكينة لأنه ثابت القدم مرفوع الهامة بعلمه وتقواه وكان الخلفاء فى عهده " المأمون والواثق والمعتصم والمتوكل " عندهم القصور والدور والذهب والفضة والبنود والجنود والأعلام والأوسمة والشعارات والعقارات ومعهم ومعهم ما يشتهون ومع ذلك عاشوا فى كدر وقضوا حياتهم فى هم وغل فى قلاقل وثورات وشغب وضجيج وبعضهم كان يتأوه فى سكرات الموت نادما على ما فرطت فى جنب الله .
**(ابن تيمية ):
لا أهل ولا ولد ولا أسرة ولا مال ولا منصب عنده غرفة بجانب جامع بنى أمية يسكنها وله رغيف واحد فى اليوم وله ثوبان يغير هذا بذاك ، ينام أحيانا بالمسجد يصف حاله فيقول ( ما يفعل أعدائى بى ، أنا جنتى وبستانى فى صدرى أينما سرت كانت معى ، أنا قتلى شهادة وحبسى خلوة وإخراجى من بلدى سياحة )، ويقول :" إنه لتمر بالقلب لحظات من السرور أقول : إن كان أهل الجنة فى مثل هذا العيش إنهم لفى عيش طيب " ، لأن شجرة الإيمان إذا استقامت آتت أكلها كل حين بإذن ربها ، يمدها زيت العناية الربانية ( يضىء ولم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ).
**( أبو ذر الغفارى )
خرج إلى الربذة فنصب خيمة هناك وأتى بامرأته وبناته فكان يصوم كثيرا من الأيام يذكر مولاه ويسبح خالقه ويتأمل خالقه ويتأمل لايملك من الدنيا إلا شملة وخيمة وبعضا من الغنم معه صحفة وقصعة وعصا زاره أصحابه ذات يوم فقالوا اين الدنيا ؟ فقال: فى بيتى من الدنيا ما أحتاجه من الدنيا وقد أخبرنا النبى أن أمامنا عقبة كئودا لا يجيزها إلا المخف "فكان منشرح الصدر يعلم أن ما زاد عن حاجاته فأشغال وتبعات وهموم وأحزان يوم القيامة
قل للذى يبغى السعادة هل علمت من السعيد ؟
إن السعادة أن تعيش لفكرة الحق التليد.
لعقيدة كبرى تحل قضية الكون العتيد.
وتجيب عما يسأل الحيران فى وعى رشيد.
من أين جئت ؟ وأين أذهب لم خلقت ؟ وهل أعود ؟
فتشيع فى النفس اليقين وتطرد الشك العنيد.
السعادة عند ابن المسيب فى تألهه وعند البخارى فى صحيحه وعند الحسن البصرى فى صدقه وزهده وعند الشافعى فى استنباطه وعند أحمد فى ورعه ( ذلك بأنهم لا يصيبه ظمأ ولا نصب ولا مخمصة فى سبيل الله ولا يطئون موطأ يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح )
كلنا يظن أن السعادة فى كثرة المال والدور وجمع المسهلات والمرغبات فإذا هى سبب للغم والكدر والتنغيص لأن كل شىء له ضريبة لذا قال الله تعالى (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه )
إن أكبر مصلح فى العالم عاش فقيرا يتلوى من الجوع ، لا يجد دقل التمر يسد جوعه ومع ذلك عاش فى نعيم لا يعلمه إلا الله وفى انشراح الصدر وارتياح البال فلا تعجب وقد قال الله له ( وكان فضل الله عليك عظيما )
سلامة المسلم بدينه أعظم من ملك كسرى وقيصر
إن الذنوب والمعاصى والإساءة للخلق لمن أعظم أسباب الشقاء فى الدنيا والآخرة اسمع إلى قوله تعالى (يحسبون كل صيحة عليهم ) فهو يتوجس خيفة من الأحداث والخطوات والحركات والسكنات فهو فى قلق وحيرة واضطراب .وانظر إلى الدول الأوربية التى أحرزت أعلى نسبة من الانتحار لتعرف صدق ما أقول
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم.
والحل لمن أراد السعادة أن يحسن دائما إلى الناس وأن يتجنب الإساءة ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) وإن من تعاسة العبد وعثرة قدمه وسقوط مكانته عند الله ظلمه للعباد وهضمه لحقوقهم .
السعادة فى النفوذ والسلطة؟
*هذا هو أحمد ابن دؤاد القاضى المعتزلى :
ظن أن السعادة أن يتغلب على خصمه ( أحمد بن حنبل ) رحمه الله فيؤذيه بل ويشارك فى تعذيبه فيدعو عليه أحمد بن حنبل : اللهم احبسه فى جلده ، فيصيبه الله بمرض الفالج فكان يقول : إن نصف جسدى لو وقع عليه ذباب لظننت أن القيامة قد قامت ، وأما النصف الآخر فلو قرض بالمقاريض ما أحسست.ويدعو أحمد على (ابن الزيات الوزير ) فيسلط الله عليه من أخذه وجعله فى فرن من نار وضرب المسامير فى رأسه.
*(حمزة البسيونى):
كانت سعادته فى تعذيب المسلمين فى سجن جمال عبد الناصر حتى قال يوما لمن يعذبهم : لو نزل إلهكم الآن لوضعته فى الحديد معكم !! وتمضى الأيام ويسير بسيارته متجها إلى الأسكندرية فيصطدم بشاحنة تحمل أسياخ الحديد التى تدخل فى جسمه من أعلى إلى أسفل وإلى أحشائه وعجز المنقذون أن يخرجوه من سيارته إلا بعد أن قطعوه قطعا قطعا ( واستكبر هو وجنوده فى الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ) ( وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذى خلقهم هو أشد منهم قوة ) ؟!
قالوا السعادة فى النفوذ وسلطة الجاه العتيد
من كالأمير وكالوزير وكالمدير وكالعميد
يرنو إلى من دونه فيسابقون لما يريد
وإذا رأى رأيا فذ لك وحده الرأى الرشيد
كل يسارع فى هوا ه ومن رضاه لا يحيد
*(صلاح نصر ) :
من قادة عبد الناصر ممن أكثر فى الأرض فسادا وظلما وأدخل الدعارة والفساد إلى الجيش فيصاب بأكثر من عشرة أمراض مزمنة ويعيش باقى عمره فى السجن لأعوام عديدة ولم يجد له الطب علاجا ويموت فى زنزانات زعمائه الذين طالما خدمهم ويرمى به فى مزبلة التاريخ.
(الذين طغوا فى البلا د فأكثروا فيها الفساد فصب عليه ربك صوت عذاب إن ربك لبالمرصاد)
*(شاوسيسكو):
رئيس رومانيا حكم 22عاما وكان حرسه الخاص 70 ألفا يحيط به شعبه بقصره فيمزقونه وجنوده إربا إربا (فما كانت له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين) ذهب فلا دنيا ولا دين.
*السعادة فى المال والثروات ؟!
قالوا :السعادة فى الغنى فأخو الثراء هو السعيد
الأصفر الرنان فى كفيه يلوى كل جديد
فإذا أراد فكل ما فى هذه الدنيا يريد
وإذا تمنى الشىء جاء كما تمنى أو يزيد
والناس خلف ركابه يمشون فى حضر وبيد
*(أنور وجدى)
قال يوما لزوجته: كم أتمنىأن يكون معى مليون جنيه وإن أصبت بأى مرض فقالت له : وماذا يفيدك المال وأنت حينها تكون مريضا؟ فقال: سأنفق بعض هذا المال على المرض ثم أتمتع بباقى المال . فكان ما أراد تقول زوجته فى مذكراتها : فكان معه المليون جنيه وأكثر ولكن الله ابتلاه بمرض السرطان فى الكبد فأنفق كل ماله ولم يذهب المرض بل بقى فى تعاسة لاهو تمتع بماله ولا هو تمتع بصحته!!
وهذه دول أوروبا "السويد والدنمارك والنرويج " أغنى دول اوروبا من حيث دخل الفرد إلا أنها من أعلى دول العالم فى نسبة الانتحار (ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا )وقال النبى " من كانت الدنيا أكثر همه ، جعل الله فقره بين عينيه وفرق شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " رواه الترمذى وقال النبى : "تعس عبد الدينار والدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة ؛إن أعطى رضى وإن لم يعط لم يرض، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش" رواه البخارى .
السعادة فى الشهرة ؟
وتوهم فريق آخر أن السعادة فى الشهرة ولو على حساب الدين فلا مانع عنده أن يرقص أو ترقص امرأته أو يصبح خنثى أو يجعل ممن نفسه حمارا أو شيطانا ينهق ويغنى بكلام الكفر ليطلق عليه اسم فنان كبير أويؤلف رواية يسب فيها الأنبياء وفكرة الإله كما فعل صاحب رواية" أولاد حارتنا" أو" آيات شيطانية " لينال بها جائزة نوبل أو أرفع وسام فى انجلترا.
(مارلين مورلو)
إنها من أشهر ممثلات الإغراء فى العالم والتى ملأت الدنيا بإغرائها تقول قبيل انتحارها ناصحة كل مغترة بالشهرة :" احذرى المجد واحذرى كل من يخدعك بالأضواء ،إننى أتعس امرأة على ظهر هذه الأرض لم أستطع أن أكون أما ، إنى أفضل البيت والحياة العائلية على كل شىء ، إن سعادة المرأة الحقيقية فى الحياة العائلية الشريفة الطاهرة ، لقد ظلمنى كل الناس وإن العمل فى السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من الشهرة والمجد.
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقى هو السعيد.
"السعادة فى الحب والغرام والحرية"؟؟
لن نجد مجتمعات أعطت الحريةالجنسية لأفردها وتركت حبال الغرام والعشق أكثر من المجتمعات الغربية و يتوهم البعض أن الغربيين والأمريكان سعداء بهذا والواقع بخلاف ذلك ومن طالع إحصائيات جرائم الاغتصاب والإيدز والمخدرات والأطفال الغير شرعيين لعلم مدى شقاء تلك المجتمعات لقد بلغت نسبة حالات الطلاق إلى الزواج بأمريكا عام 1984 نسبة 48% وفوق ذلك هم يعيشون فى ضياع فهم لا يدرون من خلقهم ولماذا خلقهم وإلى أين المصير ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور ) وصدق الشاعر القائل :
وما فى الأرض أشقى ممن محب وإن وجد الهوى عذب المذاق
تراه باكيا فى كل حين مخافة فرقة أو لاشتياق.
فيبكى إن نأوا شوقا إليهم ويبكى إن دنوا خوف الفراق
فتسخن عينه عند التنائي وتسخن عينه عند التلاقى .
"السعادة فى الإيمان"
قال الناس : السعادة هى الراحة النفسية والطمأنينة فى موقف من المواقف ..وهذا التعريف لا يخلو من قصور فإذا كانت السعادة ساعة ثم يعقبها ألم الدهر فما هى سعادة !!والطمأنينة فى موقف معين قد تكون زائفة مكذوبة كمن يؤمن مستقبله -" على حد قولهم"- بوضع ماله فى بنك ربوى لأنه محارب لله ورسوله ماله محوق البركة ، أنى له السعادة ؟! إذن ما معنى السعادة ؟
السعادة هى الرضا عن الله فى العسر واليسر فى المنشط والمكره ، إنها الفرحة التى تعم القلب والروح حتى مع الفقر والمرض ، إنها امتثال لأمر الله الذى ما سعد أحد فى الدنيا والآخرة إلا بالامتثال لأمره ، ولا شقى ممن شقى فى الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره ، فالسعيد هو الموفق لفعل الخيرات وترك المنكرات .
**يقول ابن القيم :
"قال بعض العلماء :فكرت فيما يسعى إليه العقلاء فرأيت سعيهم كله فى مطلوب واحد وإن اختلفت طرقهم فى تحصيله فكله يسعى لدفع الهم والغم عن نفوسهم فهذا بالأكل والشرب وهذا بالتجارة والكسب وهذا بالنكاح وهذا بسماع الأغانى والرقص وهذا باللهو واللعب ، فقلت :إن كان هذا مطلوبهم وطرقهم كلها غير موصلة إليه إلا الإقبال على الله ومعاملته وحده فما طابت الدنيا إلا بذكره ومعرفته ومحبته وألذ ما فى الجنة رؤيته جل وعلا،فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات والله تعالى إنما جعل الحياة الطيبة السعيدة لمن آمن به وعمل صالحا فقال(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )
قالوا السعادة جمع مال قلت ولكن التقى هو السعيد.
نعيم و جحيم
إن من وصايا الآخرين لكل مثقل بالهم والحزن أن يجلس المهموم على ضفاف النهر ويستمع إلى الموسيقى ويلعب النارد !!
لكن وصايا الإسلام تختلف ؛ أن تجلس بين الأذان والإقامة فى روضة من رياض الجنة وتهتف بذكر الواحد الأحد وتسلم بقضاء الله وقدره وترضى بما قسم الله وتتوكل عليه وكان النبى إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وكان يقول "أرحنا بها يا بلال "
**(أحمد بن حنبل ) :
عاش سعيدا ، كان ثوبه أبيض مرقعا يخيطه بيده ، عنده ثلاث غرف من طين يسكنها ولا يجد من الخبز إلا كسرا مع الزيت وبقى خذاؤه سبع عشرة سنة يرقعها ويخيطها ويأكل اللحم فى الشهر مرة ويصوم غالب الأيام يزرع الدنيا ذهابا وإيابا فى طلب الحديث ومع ذلك وجد الراحة والهدوء والسكينة لأنه ثابت القدم مرفوع الهامة بعلمه وتقواه وكان الخلفاء فى عهده " المأمون والواثق والمعتصم والمتوكل " عندهم القصور والدور والذهب والفضة والبنود والجنود والأعلام والأوسمة والشعارات والعقارات ومعهم ومعهم ما يشتهون ومع ذلك عاشوا فى كدر وقضوا حياتهم فى هم وغل فى قلاقل وثورات وشغب وضجيج وبعضهم كان يتأوه فى سكرات الموت نادما على ما فرطت فى جنب الله .
**(ابن تيمية ):
لا أهل ولا ولد ولا أسرة ولا مال ولا منصب عنده غرفة بجانب جامع بنى أمية يسكنها وله رغيف واحد فى اليوم وله ثوبان يغير هذا بذاك ، ينام أحيانا بالمسجد يصف حاله فيقول ( ما يفعل أعدائى بى ، أنا جنتى وبستانى فى صدرى أينما سرت كانت معى ، أنا قتلى شهادة وحبسى خلوة وإخراجى من بلدى سياحة )، ويقول :" إنه لتمر بالقلب لحظات من السرور أقول : إن كان أهل الجنة فى مثل هذا العيش إنهم لفى عيش طيب " ، لأن شجرة الإيمان إذا استقامت آتت أكلها كل حين بإذن ربها ، يمدها زيت العناية الربانية ( يضىء ولم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ).
**( أبو ذر الغفارى )
خرج إلى الربذة فنصب خيمة هناك وأتى بامرأته وبناته فكان يصوم كثيرا من الأيام يذكر مولاه ويسبح خالقه ويتأمل خالقه ويتأمل لايملك من الدنيا إلا شملة وخيمة وبعضا من الغنم معه صحفة وقصعة وعصا زاره أصحابه ذات يوم فقالوا اين الدنيا ؟ فقال: فى بيتى من الدنيا ما أحتاجه من الدنيا وقد أخبرنا النبى أن أمامنا عقبة كئودا لا يجيزها إلا المخف "فكان منشرح الصدر يعلم أن ما زاد عن حاجاته فأشغال وتبعات وهموم وأحزان يوم القيامة
قل للذى يبغى السعادة هل علمت من السعيد ؟
إن السعادة أن تعيش لفكرة الحق التليد.
لعقيدة كبرى تحل قضية الكون العتيد.
وتجيب عما يسأل الحيران فى وعى رشيد.
من أين جئت ؟ وأين أذهب لم خلقت ؟ وهل أعود ؟
فتشيع فى النفس اليقين وتطرد الشك العنيد.