المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاضرة/امة الله نار جهنم اشد حرا/الشيخ عبد العزيز لمسلك/قناة الاثر


ابو اميمة محمد
10-12-2011, 01:50 AM
محاضرة/امة الله نار جهنم اشد حرا/الشيخ عبد العزيز لمسلك/قناة الاثر







http://www.mashahd.net/video/5d8c8ae662321e9dade
http://www.mashahd.net/video/d2b679152e43db2b29d
http://www.mashahd.net/video/a4eefd5b743ad34e748
http://www.mashahd.net/video/b16b391d96ecdce0fc4

أبو يوسف
10-12-2011, 02:21 PM
جزاك الله خيرا اخي ابو اميمة وبارك الله فيك

ابو اميمة محمد
17-12-2011, 10:31 PM
تفريغ للمادة:
أمة الله نار جهنم أشد حرا
[الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له] وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا}.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد:
نحمد الله تعالى الذي يسر سبيل هذه المجالس المباركة، وهذه المحاضرة، فنحمده - تعالى- حمدا طيبا مباركا فيه كما كما يليق بجلاله، وعظيم سلطانه، فالحمد لله أولا وأخرا، ظاهرا وباطنا على ما من به من النعم وعلى متصف به -سبحانه وتعالى- من الصفات العلى التي قد بلغت كل كمال، ولا نقص فيها بوجه من الوجوه.
هذه المحاضرة واسمها، أو عنوانها" أمة الله نار جهنم أشد حرا" نداء لكل أمة لله سبحانه وتعلى، كانت صالحة أو غير ذالك، هو نداء عام لكل مسلمة آمنت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا رسولا، نداء للصالحات، نداء للعفيفات، نداء لمن آثرت رضى الله -سبحانه وتعالى- على شهواتها وهواها، نداء إلى كل عفيفة، نداء تثبيت.
أقول لك: أمة الله، أيتها الصالحة، أيتها العفيفة أثبتي على ما أنت عليه، أثبتي، إياك أن يزل القدم، إياك أن تسيري مع أهل الشهوات والملذات الحرام، إياك إياك أن تخذعي، أثبتي رغم الفتن، أثبتي أثبتي رغم الشبهات، رغم الزلازل، رغم الشهوات قولي له: لست بتلكم التي تغرى بكلمة أو بشبهة أو بشهوة، إني أخاف الله، نار جهنم أشد حرا، فلذلك أثبتي أمة الله.
ونداء لكل غافلة، وكل ساهية أسرفت على نفسها في المعاصي، ونسيت عظمة من بيده النواصي، نداء إلى كل مؤمنة نسيت اليوم الآخر، وأغرقت في اقتحام المعاصي، نداء لها، أقول: أمة الله، يا فتاة الإسلام ما لهذا خلقت، ما لهذا خلقت والله،اتق الله، نار جهنم أشد حرا لو كنت تفقهين.
فما إن بدأت الشمس تشتد قليلا ما إن بدأت الشمس تشتد حرارتها إلا وأصرعت الغافلات لخلع اللباس، مسابقة، منافسة، مصارعة إلى أي شيء؟! لخلع الحياء، لخلع العفاف، ولسان كل واحدة من الغافلات يقول: إياك أن تسبقي، إياك أن تراي بثياب غليظة مع بزوغ حرارة الشمس، إياك أن تغبني!! وكأنهن يتسابقن إلى جنة عرضها السموات والأرض ؟سبحان الله إنقلبت الأمور، وانتكست الفطر!! فبدل أن تتسابق مع العفيفات لحفظ النفس، وستر العورة تنافست الغافلات في خلع الحياء والحشمة إلى غير ذلك مما يعلم، وأخريات لشدة الحر -زعموا- سارعن إلى المسابح والشواطئ المختلطة، وكل واحدة منهن تريد أن تخفف من وطئة شدة الحر، لكن بماذا؟! بمعاصي الله عياذا بالله.
أقول لك يا أمة الله أماعلمت أن الحجاب قد فرضه الله تعالى عليك، كما فرض عليك الصلاة -إن كنت تصلين؟-.
فالذي فرض الصلاة فرض الحجاب من فوق سبع سماوات ألم تعلم قول البارئ جل وعلا يخاطب نبيه الكريم صلوات ربي وسلامه عليه {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيببِهن}، دليل على الحجاب.
أو ماعلمت قول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم "صنفان من أهل النار لم أرهما -عياذا بالله- صنفان من أهل النار لم أرهما، وذكرنساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات،رؤوسهن كأسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها"أنظري أمة الله أنضري إلى نفسك هل أنت كاسية، كاسية كما أمر الله، وكما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما بين ذلك العلماء وأجمعوا، أم أنك كاسية عارية؟؟! فإن كنت كاسية عارية فاتق الله.
لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وفي قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم صنفان من أهل النار لم أرهما دليل على أن عيني النبي صلى الله عليه وسلم قد تنزهتا عن رؤية مثل هذه المناظر القبيحة.
لسنا بصدد بيان الأدلة على وجوب الحجاب، هذا أمر واضح أدلة من كتاب الله كثيرة، ومن أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة، وأجمع العلماء، ويا خيبة من إدعى-من الذكور والإناث ولو تلبس بلبوس العلم- أن الحجاب ليس بفرض على النساء أقول: يا هذا إن كنت حقا من أهل العلم، بيننا وبينك أهل العلم، وكتب أهل العلم، لكنك مدع، وتلبس ثوبي زور، وسرعان ماتنكشف حقيقتك للناس .
أما العفيفة العاقلة والله لن تستطيع إليها سبيلا، وأما الغافلة فما أسرع ماتستجيب لمثل هذا النعيق.
أمة الله أسألك: هل أنت تؤمنين بالحجاب ؟هل أنت مقتنعة بالحجاب؟ لأن مما يعجب له أن كثير من النسوة مقتنعات بالحجاب لكنهن لا يلبسنه !! لكنهن لا يسترن أجسادهن!! لكنهن لا يوارين عورتهن!!.
إبن أدم تفكر في الحشر والمعاد، وتذكر حين يقوم الأشهاد، إن في القيامة لحصرات، وإن في الحشر لزفرات، وإن عند الصراط لعثرات، وإن عند الميزان لعبرات وإن الظلم يومئذ ظلمات، والكتب تضم حتى النظرات، وإن الحصرة العظمى عند السيئات، فريق في الجنة يرتقون في الدرجات، وفريق في السعير يهبطون الدركات، وما بينك يابن أدم وبين هذا إلا أن يقال فلان مات! وتقول:ربي أرجعوني فيقال فات، فات الفوات! يقول تعالى{ أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
هؤلاء الذين أسرفو على أنفسهم في المعاصي ذكرانا وإناثا لا يظنون أنهم مبعوثون! بلى ولله، بل تيقنوا، لذلك ما من أحد إذا سئل: هل تؤمن بالموت؟ يقول نعم، هل تؤمن بالقبر وحساب القبر؟ يقول نعم، هل تؤمن بالبعث و النشور وبالحساب والصراط والجنة والنار؟ يقول نعم، لكن للأسف يقصر في العمل{ ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين }.
عن إبن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يوم يقوم الناس لربي العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه- أي في عرقه-، حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى إنصاف أذنيه" رواه البخاري ومسلم.
هذا اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين، يوم الحساب تكون الشمس قريبة من العباد، هذه الشمس التي تشتكيها الغافلات في هذه الدار الدنيا، وهي بعيدة بعدا عظيما عنهن، فما شكواهن حين تكون تكون هذه الشمس قريبة دانية من العباد فيأخذ الناس العرق على قدر أعمالهم.
عن المقداد أبن الأسود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تدن الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، قال سليم بن عامر فوالله ما أدري ما يعني بالميل أمسافة الأرض، أم الميل الذي تكتحل به العين؟ سواء قلنا بأن الشمس تكون قريبة من العباد مقدار ميل، أو الميل هو ما تكتحل به الأعين، فعلى كيلا الحلاين، وكلا الصورتين، تكون الشمس أقرب من قريبة؟!!.
قال: فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم مايكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقوايه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه" رواه مسلم.
إذا هول هذا اليوم العظيم من ينجي منه ؟! وعرق الناس يكون على قدر أعمالهم،على قدر العمال الطالحة، على قدر معاصيهم يكون عرقهم..
منقول
أختكن: أم إلياس الأثرية

يليه الجزء الثاني إن شاء الله

ابو اميمة محمد
26-12-2011, 01:05 AM
الجزء الثاني
تدن الشمس يوم القيامة على قدر ميل، ويزاد في حرها كذا وكذا، ليست حرارتها يوم القيامة هي حرارتها في الدنيا، بل يزاد في حرارتها، قال: تدن الشمس يوم القيامة على قدر ميل ويزاد في حرها كذا وكذا، يغلي منها الهام كما يغلي القدور، والهام هو الرأس أي: يغلي منها رأس الإنسان من حرارة هذه الشمس عياذا بالله يغلي منها رأسه كما يغلي القدور، يعرقون فيها على قدر خطاياهم، منهم من يبلغ إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى ساقيه، ومنهم من يبلغ إلى وسطه، ومنهم من يلجمه العرق"أخرجه أحمد والطبراني ومن حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله، إما إلى الجنة وإما إلى النار" رواه مسلم هذا اليوم الذي يعرق فيه الناس، وينتظرون الحساب، هو يوم مقداره خمسين ألف سنة، فيا غافلة عن الله كم عمرك؟ كم مضى من عمرك؟ وكم تؤملين أن تعيشي؟ مائة سنة!! ألف سنة!! فما قيمة هذه الألف إن عشتيها، ولن يكون لك ذلك، فأعمار هذه الأمة بين الستين والسبعين، وقل من يتجاوز ذلك، نقول ألف سنة فما قيمتها أمام يوم واحد تقيفين فيه، وهذا الهول ومقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار.
إذا هذا العمر الذي يعيشه الإنسان فهو لا يسوى شيئا أمام هول ذلكم اليوم العظيم، الذي يقف الناس فيه إنتظار الحساب، فكيف بما أعد الله تعالى، أو بما أوعد به أهل النار، وبالمدة التي يمكثون فيها في النار عياذا بالله.
يقول بن العربي رحمة الله تعالى عليه: أن كل أحد يغرق في عرقه على مقدار ذنوبه والموقف واحد، وعرق كل أحد يصعد معه ولا يتعدى إلى جاره في الموقف بخلاف الماء في الدنيا، فإنه إذا أخذ الناس أخذهم على السواء عادة وهذا الذي يكون في القيامة كما بينا قدرة وآية.
بيد أن أناسا إختصهم الله تعالى في هذا الموقف العضيم فأظلهم تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله أفلا تكونين أحد هؤلاء الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم شابا نشأ في عبادة الله، وكذلك الشابة إذا نشأت في عبادة الله، وخالفت الهوى والشهوات، وثبثت على طاعة ربها تكون ممن لا يخاف إذا خاف الناس، ولا يحزن إذا حزن الناس .
أمة الله، أيتها الغافلة هل تستطعين الصبر على نار الدنيا؟! أجيبي، هل تستطعين الصبر على نار الدنيا؟! جربي، ضعي أصبعك على شمعة واصبري إجعليها تجربة، خذي شمعة ثم ضعي أصبعك على نار هذه الشمعة لاتجزعي إصبري وذري أصبعك مدة ولو يسيرة هل تستطعين؟ إذا فلماذا أيتها المغرورة لماذا تجترئين على الله، وهو القائل لآ{فما أصبرهم على النار} والمعنى فما أجرأهم على النار وإلا لا يمكنهم أن يصبرو على النار ومع ذلك يجترءون على المعاصي التي توبقهم في النار يقول تعالى{أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين فسبح باسم ربك العظيم}.
قال الشنقيطي -رحمه الله- قوله {نحن جعلناها تذكرة} أي تذكرة الناس بها في دار الدنيا إذا أحسوا شدة حرارتها نار الأخرة التي هي أشد منها حارا، لينزجروا من الأعمال المقتضية لدخول النار، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال أن حرارة نار الأخرة مضاعفة على حرارة نار الدنيا سبعين مرة نحن جعلناها تذكرة .
هذه النار التي أنعم الله تعالى بها على الناس ليتنعموا ويستفيدوا منها جعلها الله تعالى تذكرة تذكر الإنسان بنار جهنم عياذا بالله حتى لايغفل فيجب على العاقل أن يخشى الله تعالى وعذابه إذا رأى نار الدنيا.
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ناركم هذه أي نار الدنيا ناركم هذه جزء من سبعبن جزءا من نار جهنم قيل يارسول الله إن كانت لكافية قال: فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها" رواه البخاري ومسلم.
وعنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم وضربت بالبحر مرتين، ولولا ذلك ما جعل الله تعالى منها منفعة لأحد" أخرجه أحمد والحميدي.
قال القرطبي قوله صلى الله عليه وسلم ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم يعني أنه لوجمع كلما في الوجود من النار يعني أنه لو جمع كلما في الوجود من النار التي يوقدها بن آدم لكانت جزءا واحدا من أجزاء جهنم المذكور نار الدنيا أمة الله لو جمعت بأجمعها فهي جزء واحد من سبعين جزءا من نار جهنم وإن كنت لا تصبرين على نار الدنيا فكيف ستصبرين على سبعين جزءا من مثلها نسأل الله السلامة والعافية.
إذا كانت الواحدة لا تقوى على أن تلقي بنفسها في نار الدنيا فكيف تلقي بمصيرها في نار الأخرة وهي ترى غافلة عن الله بعيدة عنه ألهتها الشهوات، وأشغلتها هذه الدنيا الفانية، واعجبي أمة الله إلى سؤال الصحب الكرام رضي الله تعالى عنهم حينما حدثوا بهذا الحديث قالوا:إن كانت لكافية، أي لو كان الناس في الأخرة يعذبون بمثل نار الدنيا لكانت كافية أي أن هذه النار كما قال الطيبي لكافية في إحراق الكفار وعقوبة الفجار فهلا اكتفي بها ولأي شيء زيدت في حرها.
يقول المباركفوري: " وإنما أضهر الله هذا الجزء من النار في الدنيا أنمودجا في تلك الدار" أيليق إذا بأمة من إيماء الله وفتاة مسلمة أن تحتج بشدة الحر على طاعة وفرض أضاعته أيليق هذا إذا كانت لا تصبر على حرارة هذه الدار فكيف بحرارة الأخرة.
أمة الله إسمعي قول الباري جلا وعلا وهو يتحدث عن النار {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا} .
حتم الله تعالى وقضى أنه ما من أحد من الناس إلا وسوف يرد النار ماهو المعنى؟ يوم القيامة ينصب الصراط الذي يؤمر الناس باشتيازه على متن جهنم، والصراط هذا أدق من الشعر وأحد من السيف، فيؤمر الناس باشتيازه، والمرور عليه {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا} يقول بعضهم: ياأيها الغافل عن نفسه المغرور بما فيه من شواغل هذه الدنيا المشرفة على الإنقضاء والزوال دعي التفكر فيما أنت مرتحل عنه واصرفي الفكر إلى موردك، فإنك أخبرت بأن النار مورد الجميع إذ قيل {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذرالظالمين فيها جثيا} فأنت من الورود على يقين ومن النجاة في شك فاستشعر في قلبك هول ذاك المورد فعساك تستعد للنجاة منه وتأمل في حال الخلائق، وقد قاسوا من دواهي القيامة ماقاسو فبينما هم في كربها وأهوالها وقوفا ينتضرون حقيقة أنبائها وتشفيع شفعائها إذ أحاطت بالمجرمين ظلمات ذات شعب، وأظلت عليهم نار ذات لهب، وسمعوا لها زفيرا وجرجرة تفصح عن شدة الغيظ والغضب فعند ذلك أيقن المجرمون بالعطب {وإن منكم إلا واردها} قال بن كثير {ثم ننجي الذين اتقوا} أي إذا مر الخلائق كلهم على النار وسقط فيها من سقط من الكفار، والعصاة ذوي المعاصي بحسبهم نجى الله تعالى المؤمنين المتقين منها بحسب أعمالهم فجوازهم على الصراط، وسرعتهم بقدر أعمالهم التي كانت في الدنيا سرعة الناس حين يتجاوزون الصراط تكون على قدر العمل الصالح، والصراط قد جعل الله تعالى بجنبيه كلاليب عظيمة تختطف الناس، والصراط إذ ذاك تكون مظلما ظلمة حالكة لا يدري الإنسان إلى أين يذهب، فيعطي الله تعالى أهل الإيمان نورا على قدر أعمالهم.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يجمع الله الأولين والأخرين لميقاة يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتضرون فصل القضاء إلى أن قال ثم يقول: -أي الله تعالى- إرفعوا رؤوسكم فيرفعون رؤوسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم فيسعى بين أيديهم ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيده، ومنهم من يعطى أصغر من ذلك حتى يكون آخره ...
أختكن: أم إلياس الأثرية


يليه الجزء الثالث إن شاء الله