جروح بارده
12-12-2011, 07:04 PM
هكذا نحن .. قابض على الجمر وبائع له
بات القوم يبيعون الجمار بيعا في الأسواق والمحال بل والبيوت
يبيعونها قومهم رغما عنهم .. ويحمّلونهم تلك الجمار في الأيادي وعلى الكواهل
أو يلقون بها عليهم كالمطر ينزل فوق رؤوسهم
وقد يزينون لهم ويجملون .. بقوالب مزركشة تعجب كل رائ إلا صاحب التقوى فيكون لزاما عليهم أن يلقوها فوق رأسه كما يهطل عليه غيث ربه .. بيد أن ذاك خير وهذا شر
لا يكون أمامه ولا عليه إلا أن يصبر على حرها ويسأل الله العون في ذلك
يزعمون أنهم لا يدعون لكفر .. إنما يدعون لمجاراة الساحة .. وتغيير قليل من المبادئ تحت اسم : ( هذا الموجود اليوم )
يزعمون أن المسلم صاحب اللحية والمسلمة صاحبة الجلباب : ( متخلفان )
وأن هذا الأشياء غير مهمة
وعلى المرأة أن تواكب الضيق والجديد وكذلك الرجل يواكبهما كذلك
فإن لم يكونا مثلهم سلقوهم بألسنة حداد : ( عمنا الشيخ .. معقد .. معقدة .. )
فما يدري هو أو تدري هي هل يتعذب بالكلمات أم يتقلب بين النظرات
إن خالفا لباسهم .. أو خالفا أفكارهم .. أو سارا على نهج غير نهجهم
أو اهتما بشأن من شؤون المسلمين
رموهما بوابل سهام من أفواههم : استمتع بحياتك واترك الهمّ
قد أجاد قومي صنع الجمر وبيعه بل وتوزيعه وترويجه
حتى بات سلعتهم لقوم مؤمنين يقبضون بأياديهم عليه لأنهم يعلمون أنه سبيل الجنة
هو سبيلهم ولا نجاة دون المرور فوق هذا السبيل بقلب واثق مؤمن
وإن قذفوا بكل قبيح .. وترك ذاك الكلام في أنفسهم هما وغما وحزنا ..
وشعروا بأنهم يسيرون وحدهم في طريق مظلم .. وكان القلب ممتلئا بالخطوب الجسام
ولا يدرون أيبقون سائرين وحدهم .. أم يستجيبون لكلام الناس ويسيرون معهم في الطريق الخاطئ
وربما اكتووا بسهام شتائم وكلمات سخرية وانتقاد وتشنيع ..
ولكنهم لم ينسوا بلالا وهو يقول : أحدٌ أحدٌ
ولم ينسوا قول ربهم : " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ "
ولا نسوا حديث رسولهم عليه الصلاة والسلام :
" يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ "
ولازالوا يذكرون حديثه أيضا : " تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ "
هو الثبات على المنهج .. فقه يجهله كثير من الناس .. يغفل عنه الكثير .. ولكن يجيده من آمن بهذه الكلمات الآنفات ..
وصدّق بها .. وعمل بما جاء فيها .. واتخذها منهاجا لحياته .. سراجا ينير دربه
فيكون الصبر دثاره .. والذكر مناره .. وتكون جنة ربه مستقره وقراره
عن أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ قَالَ :
" أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ فَقُلْتُ لَهُ كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الْآيَةِ قَالَ أَيَّةُ آيَةٍ قُلْتُ قَوْلُهُ تَعَالَى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ }
قَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بَلْ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ الْعَوَامَّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَزَادَنِي غَيْرُ عُتْبَةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ قَالَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ "
فهل من صابر محتسب ؟
بات القوم يبيعون الجمار بيعا في الأسواق والمحال بل والبيوت
يبيعونها قومهم رغما عنهم .. ويحمّلونهم تلك الجمار في الأيادي وعلى الكواهل
أو يلقون بها عليهم كالمطر ينزل فوق رؤوسهم
وقد يزينون لهم ويجملون .. بقوالب مزركشة تعجب كل رائ إلا صاحب التقوى فيكون لزاما عليهم أن يلقوها فوق رأسه كما يهطل عليه غيث ربه .. بيد أن ذاك خير وهذا شر
لا يكون أمامه ولا عليه إلا أن يصبر على حرها ويسأل الله العون في ذلك
يزعمون أنهم لا يدعون لكفر .. إنما يدعون لمجاراة الساحة .. وتغيير قليل من المبادئ تحت اسم : ( هذا الموجود اليوم )
يزعمون أن المسلم صاحب اللحية والمسلمة صاحبة الجلباب : ( متخلفان )
وأن هذا الأشياء غير مهمة
وعلى المرأة أن تواكب الضيق والجديد وكذلك الرجل يواكبهما كذلك
فإن لم يكونا مثلهم سلقوهم بألسنة حداد : ( عمنا الشيخ .. معقد .. معقدة .. )
فما يدري هو أو تدري هي هل يتعذب بالكلمات أم يتقلب بين النظرات
إن خالفا لباسهم .. أو خالفا أفكارهم .. أو سارا على نهج غير نهجهم
أو اهتما بشأن من شؤون المسلمين
رموهما بوابل سهام من أفواههم : استمتع بحياتك واترك الهمّ
قد أجاد قومي صنع الجمر وبيعه بل وتوزيعه وترويجه
حتى بات سلعتهم لقوم مؤمنين يقبضون بأياديهم عليه لأنهم يعلمون أنه سبيل الجنة
هو سبيلهم ولا نجاة دون المرور فوق هذا السبيل بقلب واثق مؤمن
وإن قذفوا بكل قبيح .. وترك ذاك الكلام في أنفسهم هما وغما وحزنا ..
وشعروا بأنهم يسيرون وحدهم في طريق مظلم .. وكان القلب ممتلئا بالخطوب الجسام
ولا يدرون أيبقون سائرين وحدهم .. أم يستجيبون لكلام الناس ويسيرون معهم في الطريق الخاطئ
وربما اكتووا بسهام شتائم وكلمات سخرية وانتقاد وتشنيع ..
ولكنهم لم ينسوا بلالا وهو يقول : أحدٌ أحدٌ
ولم ينسوا قول ربهم : " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ "
ولا نسوا حديث رسولهم عليه الصلاة والسلام :
" يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ "
ولازالوا يذكرون حديثه أيضا : " تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ "
هو الثبات على المنهج .. فقه يجهله كثير من الناس .. يغفل عنه الكثير .. ولكن يجيده من آمن بهذه الكلمات الآنفات ..
وصدّق بها .. وعمل بما جاء فيها .. واتخذها منهاجا لحياته .. سراجا ينير دربه
فيكون الصبر دثاره .. والذكر مناره .. وتكون جنة ربه مستقره وقراره
عن أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ قَالَ :
" أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ فَقُلْتُ لَهُ كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الْآيَةِ قَالَ أَيَّةُ آيَةٍ قُلْتُ قَوْلُهُ تَعَالَى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ }
قَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بَلْ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ الْعَوَامَّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَزَادَنِي غَيْرُ عُتْبَةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ قَالَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ "
فهل من صابر محتسب ؟