المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لـــيلــــى .....ظِــلال حلم !!! ( تــتـــــــمة )


الراعي
20-12-2011, 06:59 PM
ـــــ احتفت الثلاثة بضيفتهن احتفاءً كبيراً أخْجَلَها لتواضُعِها ولم تجد غيرَ احمرار وجهها لشكرهن .. وقدّمْنَ
لها - على فترات - كؤوسا من العصير المختلف الفواكه وهنا كانت الطامة الكبرى فقد سَحَقن في كل كأس
قُدِّمَ لها قرصا مخدرا من النوع الفعال الذي يسْحبُ شاربه الى الادمان بسرعة فائقة ...
وكُنَّ قدْ رَتّبْنَ أن يكون زمنُ الحفلة طويلا حتى يتسنى لهن اعطاءها ثلاثة أقراص على الأقل كي تكون
النتيجة المتوخاة مضمونة وذلك على فترات متباعدة بعض الشيء لكي لا تصاب بفعل جرعة كبيرة باغماءة
قد تـفسد خطتهن ...
لم يكن ما تم انجازه في الحفل الا مقدمة لسلسلة من المحاولات سَتصُبُّ لاحقاً في نفس الاتجاه تقوم بها
الفتيات الثلاث لبلوغ المأرب الذي رسَمْنَ نهايته في أذهانهن.. وآليْن على أنفسهن أن يصِلْن اليه تحت
غطاء الصداقة و النصيحة ....

في اليوم الموالي جاءت "وفاء" لتجُسّ غاية تأثير الأقراص في "ليلى" فسألتها بعض الأسئلة المُمَوّهَة
بحُب الاطمئنان على صحتها من قبيل : كيف حالك؟.. كيف قضيت ليلتك.؟ هل أنت على ما يرام بعد تلك
الحفلة الظريفة ؟...
وكان الجواب على هوى اللعينة اذِ اشتكت لها "ليلى"من دوار خفيف ينتابها بين الفينة و الأخرى وصداع
يلازمها منذ أن استيقظت من نومها ... فوجدت "وفاء" في جوابها هذا ضالتها ولم تضيع وقتا لاستدراجها
الى تناول قرص أخرجته من حقيبتها زاعمة أنه علاج فعال لكثير من ادواء الرأس .. فتناولته "ليلى "
شاكرة لها صنيعها .. وكان كما قالت "الماكرة " فعالا أزال في الحال ما كانت تعاني منه المسكينة ، فدخلت
حجرة الدرس منتشية بعد أن كانت مرتبكة تفكر في الرجوع الى البيت ذلك اليوم.

مر ما يناهز الخمسة عشر يوما و الحكاية ذاتها تكرر نفسها تحاول فيها "وفاء" وصديقتاها أن تكُنَّ قريبات
من "لــيلـى" في انتظار شكواها ليـمْـدُدْنـها بالاقراص المخدرة مجانا وكأنهن صانعات معروف وعندما شعرن
بأن ضحيتهن صارت مدمنة ولم يعد في مقدورها الاستغناء عن وصفتهن السحرية بدأن المرحلة الثانية من
خطتهن الدنية .

جاءت "ليلى" تشكو يوما صداعها الذي ازدادت حِدّته وارتجت من صديقاتها الذي تعودته منهن في مثل
تلك الحالة .. لكنها فوجئت بالجواب .. فقد أخبرنها بنفاد الاقراص فاستعلمت عن اسمها لتقتنيها فصدمها
الجواب الثاني .. فالأقراص غير متداولة في الصيدليات وبالتالي فبيعها يتم بطريقة سرية تستوجب ليس قليل
من المجازفة ..
وتحت وطأة الحاح الصداع و الحاجة لم تستوعب "ليلى" الموقف تماما واكتفت بالتوسلات الى صديقاتها
واستعطفت مساعدتهن وهو مما يعني لهن أن الخطة المرسومة تمشي في الاتجاه الصحيح ، ولم يدخرن جهداً
في استغلال الفرصة للدفع بالضحية بعد الادمان الى مستنقع آخر لا يقل قذارة و هوانا عن الاول ...وكذلك كان ...

"عَـلاّلْ البَزْنازْ" كان هذا هو اسم الشاب الذي رشحته الصديقات الثلاث للتعاون معهن لِمَا يَعْرفنه عنه من
دناءة وخِسة تدفعانه الى فعل كل شيء فضْلا عما يُستشف من اسمه أنه بائع مخدرات ، وقد أُوكِلَتْ اليه
مهمة المرحلة الثانية من خطتهن، ولما كانت " لــيلــى" في أشد الحاجة الى الأقراص فقد كانت مسألة
استدراجها للتعامل المباشر مع "عــلال" سهلة لا تحتاج الى كثير مشقة .

صارت "ليلى"زبونة مواظبة من زبائن علال وصارت كذلك على عكس ما مضى تدفع ثمنا لما تأخذه
من أقراص.. وصارت رفيقات السوء خارج اطار اللعبة واكتفين منتشيات بمشاهدة نهايتها ...
ومر زمن غير يسير تحولت فيه"ليلى" تحولا كبيرا .. فبعد أن كان اجتهادها محط اهتمام اساتذتها أضحت
لا ترتاد الكلية الا لماما .. وبعد أن كانت الى جانب طموحها الدراسي تحرص على أن تكون دوما أنيقة
المظهر صارت لا تُعير كثيرَ اهتمام لتسريحة شعرها وتناسق ألوان ملابسها .. والحق يقال أن الظروف
تغيرت تماما عما كانت عليه بالامس ... فالمخدرات .. اضافة الى ما أحدثته من تأثيرات جلية على سلوك
"ليلى " - استنفدت كل ما تحصل عليه من مال من المنحة المخصصة للطلبة واستدانت واستعانت بارساليات
أهلها وما وَفتْ - فكان أن دخلت بنفسها الى المرحلة الثالثة من المخطط الكيدي الذي أُعِدّ لها سلفا ....
لم يعد في مقدور"ليلى" أن تدفع "لعلال" ثمن الأقراص التي تأخذها .. خاصة أن الكمية التي أصبحت
تتعاطاها تضاعفت عما كانت عليه في البداية ... ولم يعد لها شيء تستنذ عليه في تدبير الثمن خاصة أن
المنحة تتوزعها الدائنات قبل أن تدفئ بها جيبها لحظة ..
فصار لزاما عليها أن تجد حلا تسْتدِرّ به "جُودَ " "علال" وكَرَمَه .. ولم يكن أمامها سوى سلوك طريق واحد
لا ثاني له .. كثيرا ما خامرها حين كانت تُعْوزها النقود فكانت تتردد في مجرد التفكير فيه .. اذ فيه
احساس داخلي بالمهانة والذل ، وتعلم أن "عــلال" طالـما لَـمّحَ لها لسلوك هذا الطـريق كوسيلة للأداء
ولم يصرح لها - وكان بامـكانه أن يفعل ذلك وبوقاحة أيضا - ولكنه - ولأنه متأكد من خلال تجربته مع ضحايا غيرها أنها آتية لا محالة و بأنها جاثية أمامه في نهاية المطاف مهما كابرت وقاومت - تركها لتأتيه راغبة
ذليلة وبدون شروط ........
ولم يطل هذه المرة انتظاره فقد بلغت ضحيته غاية افلاسها المادي والمعنوي ولم يعد هناك حائل
- حتى ولو كان عرضها - يحول بينها وبين الحصول على وجبتها الخاصة التي تعيد لها اتزانها ولو لمدة
زمنية قصيرة ....

صارت "ليلى" الطالبة لـ "علال البزناز " بمثابة دمية يحركها كيفما اتـفـق، وخادمة مطيعة تشتغل رهن
بنانه وهي كذلك وعــاء يصُبّ فيه صـديـده وصـديـد زبنائه الذين يبتاعون مخدراته فيبتاعون معها لحظة شهوة
في جسد "ليلى" مقابل أجر يتقاضاه "عــلال" حتى يتسنى لضحيته - كما أفهمها - أن تأخد حصتها
من أقراصه .... وتمر الأيام كما تشاء لها الأيام ...
ويلفظ الحلم الحالمة ... لقد أقفلت الجامعة أبوابها في وجه "ليلى" بعد أن رسبت ما شاء لها أن ترسب...
فهل تعود الى أهلها .؟ سؤال راودها مراراً خاصة بعد أن هدها السير في دروب القهر و الاذلال ..!!


* بــزنــاز = لـقـب لشخص يتاجر في كل شيء وهو بتاجر المخدرات ألْصَقْ .

الراعـــــــــــــي

أبو يوسف
20-12-2011, 08:26 PM
سلمت يمناك اخي الراعي صاحب النهايات الحزينة ..

هذه القصة تؤكد أن المرء بطبيعته يتأثر بعادات جليسه وأخلاقه وأعماله ، قال صلى الله عليه وسلم : ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) "

وقد قيل " إياك ومجالسة الشرير فإن طبعك يسرق من طبعه وأنت لا تدري " .

فما زرعته بسنين هدم بلحظات فما اصعب البناء وما اسهل الهدم وقد قال أحدهم : -

لو ان هادما خلف ألف بان لكفى .. فكيف ببانٍ خلفه الف هادم



ولكن هل تلجأ إلى اهلها ؟؟؟؟؟ سؤال أعجز عن الإجابة عليه خصوصا في بيئة شرقية ؟؟؟؟

ارتقاء
21-12-2011, 01:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(((هل تعود الى أهلها)))

((( هل تلجأ إلى اهلها؟؟؟؟؟ )))

لفظة ــ هل ــــ هذه

ستكون محور اً يدور حوله كثير من التساؤلات

هل أخبرت عائلتها أنّها مدعوة الى حفلة بسيطة لا تضم سوى بعض الصديقات ؟

هل الأهل كانوا على معرفة بالصديقات؟

كل العوائل تدرك بأنّ زملاء الدراسة والعمل ليسوا اصدقاء

عند رجوعها هل قصت على أهلها كيف كانت اجواء الحفلة ؟

هل أشتكت لمن هم أهلها ما تحس به من الصداع ؟

هل لاحظ أهلها ما طرأ عليها من تغير

كانت مثال االفتاة المتزنه في سلوكها والمثابرة في دروسها!

هنا الجواب

لو كان عندها عائلة ما كان قد حصل لها ما حصل

لمن تعود ياتُرى ؟؟

تبين أن ما كان عندها من يتابعها يفرح لفرحها

ويدرك ما يؤلمها من قبل أن تشتكي

ويحذرها الإّ تنظر الى كل ما يجري حولها ببراءة الطفولة

السؤال من جرها الى الهاوية التي هي فيها ألأن؟؟

الصديقات ؟

لا وألف لا

سذاجتها وغبا ءها وعدم حذرها السبب

ليس من الصواب ومن طيبة القلب أن يعامل المرء من حوله ببراءة طفولية

عليه أن أن يكون حذراً حتى من نوازع نفسه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إرتقاء

أبو صخر
21-12-2011, 02:00 PM
مشكور أخونا الراعي

قصة فيها عبرة لمن يريد ان يعتبر ؛ وهو الإبتعاد عن رفقاء السوء وأن لا يمنعنا الحياء من ان نرفض ما لا بد من رفضه

الراعي
21-12-2011, 07:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عزيزي ابو يوسف ... الخواتيم كما يقال ميراث السوابق ... والنهايات الحزينة غالبا ماتكون نتيجة لمقدمات
تراكم عبرها وخلالها من السلبيات ما كان مُؤداه وحصيلته تلك النتيجة .....
لم اكن املك لــ ( لـــيلــى ) شيئا سوى أن اتابع مثلكم مجريات أحداثها ولو تَبَدّى لي في الافق بصيص أمل
يكمن فيه خلاصها من خلال رجوعها الى ما دون نقطة البداية لفعلتُ ........لــيلــــى اذا كانت نموذجا للذين
ذهبوا ولم يرجعوا أو رجعوا بعدما استحالوا ظلالا باهتة لاحلامهم ....
النهايات الحزينة ليس المقصود منها دائما كسر القلوب او اثخانها بالآلام وانما يتم استدراج الأحداث اليها
لما يُتَوخّى من شدة وقعها في النفوس عساها تكون مثل رَجّة تُحْدِث استفاقة ....عســـــــــاهــــــــا .

دمت مــتألـــقـــــا دائــما أيـــها الأبــــو يـــــــــــوسف .

الراعي
22-12-2011, 09:51 PM
الصاحب ساحب ايها الطيب أبو صخر ...والخجل فيما يعود علينا بالضرر لا يسمى خجلا ...يقول مثل مغربي
كثيرا مانتداوله في هذا الباب : ( اللي حشم في اللي ضرو الشيطان غرو ) والمعنى اذا خجل الانسان
فيما يضره اُعتبر ذلك من خديعة الشيطان له ...
لا عدمنا اطلالتك ... دامت لك المسرات .


الفاضلة ارتقاء ... صحيح أن للاسرة مسؤوليات أخرى اشد جسامة من الانجاب وتوفير المسكن وما الى
ذلك من مستلمزات العيش ...ولعل أهم هذه المسؤوليات هي متابعة الابناء تربيةً ومراقبةً حى يتسنى لهم
معرفة مدى استقامة سلوكهم أو جنوحه في حال الجنوح ...
لكن قد يكون من القسوة أن نتهم الأسر في كل صغيرة أو كبيرة تحدث للابناء والا فنحن لا نعرف حقيقة أسرنا
العربية حيث تنعدم كثير من المسائل الاساسية التي تُخول مثل هذه المتابعة والمراقبة ولعل اهمها الأمية
المتفشية بشكل كبير والتي تنعكس حتما سلبا على دور الآباء ويكفي هنا أن أدلل لك بمثال واقعي حدثت
أطواره داخل احدى الاسر المغربية وليس بالضرورة أن يكون فيه مآل الفتاة كمآل لــيلـــــى ......
فتاة تبلغ من العمر 14 سنة .. تحب الأنشطة الفنية بجنون .. وكان ان افتتحت احدى الجمعيات ابوابها
من مقر سكنى العائلة .. لم تجد الفتاة طريقا لولوج هذه الجمعية لممارسة هواياتها سوى الاحتيال على
الاسرة بحجة الساعات الاضافية الليلية ..ملأت الجدول المسائي كاملا وضمنه طبعا كانت ساعات الممارسة
بالجمعية ..... بعد مرور سنة ارادت هذه الاخيرة أن تنظم ما يشبه المهرجان لتبرهن للآباء عما أفرزه
انخراط أبنائهم خلال سنة من انجازات جديرة بالتشجيع ......
ماذا فعلت صاحبتنا ذات 14 ربيعا ... جمعت العائلة حسب رواية الأب والأم ... أخبرت بالقصة من أولها
الى آخرها ... ووجهت لهم الدعوة ليقفوا عن كثب على ما تستطيع فعله ........
هذه الفتاة قد تكون اختارت لنفسها طريقا مقبولا .. قد يؤلم الآباء تصرفها من ورائهم لكنهم في النهاية
اصبحوا أما م أمر واقع .......... ماذا لو اختارت هذ الفتاة خلال سنة كاملة طريقا أخرى مشينة وغير سوية؟؟
من يتحمل المسؤولية ؟؟ الفتاة ؟ الأسرة التي ارادت بحسن نية دعم ابنتها دراسيا ؟ الجمعية التي قبلت
انخراط الفتاة دون ولي من أهلها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ............. والأمثلة كثيرة .

شكرا لحضورك الطيب ........تمنياتي لك بدوام الــــــ ارتقاء .