المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخطاءٌ لغويَّة في ضبط ألفاظ السنة النبويَّة


جروح بارده
26-12-2011, 08:37 PM
•• أخطاءٌ لغويَّة في ضبط ألفاظ السنة النبويَّة ••
أيمـن بن أحمـد ذوالغـنى

أجمع العربُ قديمًا وحديثًا على أن النبيَّ – صلى الله عليه وسلم - أفصحُ من نطق بالضَّاد، وأنه أُوتيَ جوامعَ الكَلِم، وأن كلامَه أبلغُ كلامٍ بعد كلام الله المعجِز؛ القرآن الكريم. ومن هنا كانت سنَّته القَوليَّة مصدرًا رئيسًا من مصادر العربيَّة، وميزانًا دقيقًا للفَصيح من القَول، ومثالاً يُحْتَذى لطالب البيان وناشِد التبيين.

وإن تعجَبْ فعَجَبٌ أن يتطرَّقَ اللحنُ والخَطَلُ إلى أحاديثِ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم -، على ألسنتنا وأقلامنا؛ لأنها - على ما ألْمَعْنا - ميزانٌ، وإذا اختلَّ الميزان وقعَ من الفساد ما يَهول.
فالحِرصُ على أداء ألفاظ السنَّة النبويَّة على الوَجْه الصحيح الذي انتهَت به إلينا واجبٌ شرعيٌّ وعلميٌّ، لا يُقبَل التهاونُ به بحال.

ومما يلحَنون فيه - كتابةً ونُطقًا - من حديث النبيِّ – صلى الله عليه وسلم-:

قولُه في الحثِّ على إكرام الزوجة وحُسن عِشرتها: (( لا يَفْرَك مؤمنٌ مؤمنةً، إن كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ )) [ أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة ]، فيَضبِطونَه: (يفرُك) بضم الراء، وهو خطأٌ مُفسِد للمعنى، والصَّواب في ضبطه: (يَفْرَك) بفتح الراء، ومعناه: يُبْغِض، يقال: فَرِكَ الرجلُ امرأتَه يَفْرَكُها: إذا أبغَضَها. وأكثرُ ما يُستعمَل هذا الفعلُ في بِغْضَة الزوجين، أي: بُغْض الرجل زوجتَه، أو بُغْضها إياه. وأما (يَفْرُك) فمعناه: يدلُك ويَحُتُّ، يقال: فَرَكَ الرجلُ السنبلَ والثوبَ ونحوَهما يَفْرُكُه: إذا دَلَكَه وحَتَّه بيده.
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o
ومن ذلك أيضًا: ما يقعُ في ضبط الحديث: (( الحبَّةُ السوداءُ شِفاءٌ من كلِّ داءٍ إلا السَّامَ )) [ متفقٌ عليه من حديث أبي هريرة ]، فيَضبِطونه: (إلا السَّامَّ) بتشديد الميم؛ ظنًّا منهم أن المُرادَ بها: ما فيه السَّمُّ، وجذرَها (س م م)، وليس بذاك، والصَّواب فيها أنها مخفَّفةُ الميم، أي: (إلا السَّامَ) وهو: الموت، من الجذر (س و م)، والألفُ فيها منقلبةٌ عن واو.
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o
ومما يلحَن فيه بعض الناس ويُخطِئون في ضَبطه من حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
قولُه مبيِّـنًا أن الله سبحانه قد كتب لكلِّ مخلوق أجلاً، وقدَّر له رزقًا، وما على العبد إلا أن يسعى لتحصيل الرِّزق من الطُّرق الحلال، قال – صلى الله عليه وسلم - : (( إنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوْعي؛ أن نَفْسًا لن تموتَ حتى تَسْتكمِلَ رزقَها؛ فاتَّقوا الله، وأَجْمِلوا في الطَّلَب )) [ أخرجه ابن أبي الدنيا في القناعة، والبيهقي في شُعَب الإيمان، من حديث ابن مسعود ]، فيَضبِطونَه:(في رَوْعي) بفتح الراء، وهو ضبطٌ مفسدٌ للمعنى، والصواب: ضمُّ الراء ( في رُوْعي )؛ لأن الرُّوْع هو: القلبُ والنفْسُ، والذِّهنُ والعَقلُ. والمراد: أن رُوحَ القُدُس - وهو: جبريلُ عليه السلام – نَفَثَ، أي: نفخَ - وَحْيًا وإلهامًا - في قلب النبيِّ – صلى الله عليه وسلم - ونفْسِه بالأمر المذكور.

وأما الرَّوْع بالفتح فهو: الفَزَعُ والخَوفُ، وهو غيرُ مرادٍ هنا.
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o
ومن ذلك أيضًا: قولُه – صلى الله عليه وسلم -في بيان أهميَّة الدعوة إلى الله، وعِظَم أجر من يَهدي اللهُ به الشاردينَ الضالِّين، مخاطبًا خَتَنَه (زوج ابنته) وابنَ عمِّه عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه: (( فَوَاللهِ، لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رجُلاً واحِدًا خَيرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ )) [ متفقٌ عليه من حديث سهل بن سعد ]، فيَضبِطونَه: (النِّعَم) بكسر النون؛ لتوهُّمِهم أنها جمعُ نِعْمَة، والحقُّ أنها (النَّعَم) بفتح النون، وهو جمعٌ لا واحدَ له من لفظِه، يُطلَق على جماعة الإبِلِ والبَقَر والغَنَم، وأكثرُ ما يُطلَق على الإبِلِ خاصَّة، والمراد بحُمْر النَّعَم: كرائمُها وخِيارُها، قال الفيُّومي: وهو مَثَلٌ في كلِّ نفيس (( المصباح المنير )) ( ح م ر ). والعربُ تقول: خيرُ الإبِلِ حُمْرُها وصُهْبُها ( الناقة الصَّهْباء هي: الشَّقْراء أو الحَمْراء ).
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o
إذا اعترضَت طريقَ العبد عَقَبةٌ كَؤودٌ، أو استَعصى عليه أمرٌ من أمور الدُّنيا، فسبيلُه الصَّبرُ والالتجاءُ إلى الله بالدعاء، وقد علَّمَنا رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم- دعاءً تُذلَّل به الصِّعابُ، وتيسَّر به المشاقُّ، وهو قوله: (( اللهُمَّ لا سَهْلَ إلا ما جَعَلتَهُ سَهْلاً، وأنت تَجعَلُ الحَزْنَ إذا شئتَ سَهْلاً )) [ أخرجه ابن حبان من حديث أنس ]، فالله وَحدَه القادرُ على تَفريج الكُروب، وتيسير العَسير. والحَزْنُ ( بفتح الحاء، وسكون الزاي ): ما غَلُظَ من الأرض وخَشُنَ وارتَفَع. ومعناهُ في هذا الحديث: كلُّ أمر شاقٍّ وَعْر مُتَصَعِّب، وهو عكسُ السَّهْل الهيِّن.

وما أكثرَ ما يُخطئ الخطباءُ والكَتَبَةُ فيضبطونها: الحَزَن ( بفتح الحاء والزاي )، فيُحيلون المعنى عن وجهه المراد؛ لأن الحَزَن كالحُزْن، وهو: الهَمُّ والغَمُّ، ومنه قوله تعالى: { الحَمدُ لله الَّذي أذْهَبَ عنَّا الحَزَن } [ فاطر / 34 ].
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o
ومما يقعُ الوَهَمُ في ضبطه من حديث النبيِّ – صلى الله عليه وسلم -: قولُه: (( مَطْلُ الغَنيِّ ظُلمٌ )) [ متفق عليه من حديث أبي هريرة ]، فيقولون: مُطْل ( بضم الميم )، والصواب: مَطْل ( بفتحها )، والمَطْلُ: هو تأجيلُ مَوعِد الوَفاء بالحقِّ وتَسويفُه مرَّة بعد أُخرى. وقد عدَّ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -فاعلَ ذلك - مع قُدرته على أداء الحقِّ ( من دَيْن، أو أُجْرة، أو مُكافَأة ... ) - ظالـمًا، وقد حرَّم الله سبحانه الظُّلمَ على نفسه، وجعَلَه بين الناس مُحرَّمًا، فيا لسوء عاقبة الظَّلَمة من الأثرياء المُوسِرين الذين يَمطُلونَ عمَّالهم وموظَّفيهم حقوقَهم !!
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o
ومنه أيضًا: قولُه – صلى الله عليه وسلم -: (( لا رُقْيَةَ إلاَّ مِن عَينٍ أوحُمَة )) [ أخرجه أحمد من حديث عِمرانَ بن حُصَين ] فيضبطونها: حُمَّة ( بتشديد الميم )، والحُمَّةُ والحُمَّى بمعنًـى واحد، وهو: ارتفاعُ حرارة الجسم من مَرَضٍ وعِلَّة [ من الجذر (ح م م) ]، وليس هذا المرادَ في حديثنا، والصوابُ فيها: تخفيفُ الميم، حُمَة [ من الجذر (ح م ي) ]، وهي: سَمُّ كلِّ ما يَلدَغُ ويَلسَعُ، وتُطلَق أيضًا على الإبْرَة التي بها يُلدَغ ويُلسَع.
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o
تقدَّم في الحَلَقات السابقة التنبيهُ على مجموعة من الأخطاء والأوهام التي تقعُ في ضبط بعض ألفاظ حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وبيَّـنَّا خطورةَ الخطأ فيها، وما قد يترتَّب على ذلك من خَلط في المعنى وفساد.

ونَعرضُ في هذه الحَلْقَة لخطأ يقعُ فيه خواصُّ طلبة العلم، بَلْهَ العامَّة، وهو: ضبطُ الفعل (تعجز) في قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : (( المؤمنُ القَويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله منَ المؤمن الضَّعيف، وفي كُلٍّ خيرٌ، احرِصْ على ما ينفَعُك، واستعِنْ بالله ولا تَعْجِز، وإن أصابَكَ شيءٌ فلا تقُل: لو أنِّي فعَلتُ كان كذا وكذا، ولكنْ قُل: قَدَرُ الله وما شاءَ فعَل؛ فإنَّ لو تفتحُ عملَ الشيطان )) [ أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة ].

وقلَّما يُضبَط هذا الفعلُ على الصَّواب، وأكثرُ ما يُضبَط في الكتب رَسمًا، ويَنطِقُ به الخطباءُ والمتكلِّمون لفظًا: (تَعْجَز) بفتح الجيم، وهو خطأٌ مخالفٌ لما نصَّ عليه غيرُ إمام من شُرَّاح كتب السنَّة؛ من أنها: بكسر الجيم؛ لأن الفعلَ (عجز) هنا من العَجْز الذي هو: الضَّعفُ وانقطاعُ الحيلَة دونَ الأمر، فهو بوزن ضَرَبَ، أي: عَجَزَ يَعْجِزُ ( بفتح الجيم في الماضي، وكسرها في المضارع ).
وأما إذا كان بوزن فَرِحَ، أي: عَجِزَ يَعْجَزُ ( بكسر الجيم في الماضي، وفتحها في المضارع ) فيكون من العَجيزَة، وهي: مُؤخَّرُ المرأة، يقال: عَجِزَت المرأةُ تَعْجَزُ: إذا عَظُمَت عَجيزَتُـها.

وذهب الفرَّاء إلى أن الفعلَ عَجِزَ ( بالكسر ) من العَجْز: لغةٌ لبعض قَيْس عَيْلان ( قبيلة عربية )، وذهب غيرُه إلى أنها لغةٌ رديئةٌ. قال الفيُّومي: وهذه اللغةُ غيرُ معروفة عند قَيْس عَيْلان، ونقل عن ابن الأعرابيِّ ( وهو أحدُ أئمَّة العربيَّة ورواتها المتقدِّمين ) قولَه: لا يُقال عَجِزَ الإنسانُ بالكسر: إلا إذا عَظُمَت عَجيزَتُه .
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o
لم يدَعْ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم - من حقٍّ وخيرٍ إلا وهَدانا إليه ورغَّبَنا فيه، ولم يَترُك من باطلٍ وشرٍّ إلا ونَهانا عنه وحذَّرَنا منه.

ومن الخير الذي حثَّنا عليه: بناءُ المساجدِ وتشييدُها؛ لِما أعدَّ الله سبحانَه لبانيها من الأجر العَظيم والثَّواب الجَزيل في الآخرَة، قال – صلى الله عليه وسلم-: (( مَنْ بَنى للهِ مَسْجِدًا، ولوكمَفْحَص قَطاةٍ لِبَيْضِها، بَنى اللهُ له بيتًا في الجنَّة )) [ أخرجه أحمد من حديث ابن عباس ].

ومعنى ( مَفْحَص القَطاة ) : المكانُ الذي تَبيضُ فيه القَطاةُ وتُفَرِّخ. والقَطاةُ: نوعٌ من الحمام يُضرَب به المثلُ في الاهتِداء. يُقال: فَحَصَت القَطاةُ فَحْصًا: حَفَرَت في الأرض مَوضِعًا تَبيضُ فيه، واسمُ ذلك الموضِع: ( مَفْحَص ) بفتح الميم والحاء، وجَمعُه: مَفاحِص.

وخُصَّت القَطاةُ بهذا: لأنَّها لا تبيضُ في شجَر، ولا على رأس جبَل، إنما تجعَلُ مَجْثِمَها على بَسيط الأرض، دون سائر الطَّير.



هذا وقد حَمَل أكثرُ العلماء قولَ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم -: (( ولو كمَفْحَص قَطاة )) على أنه تمثيلٌ على جهَة المبالغَة؛ لأن مِقدارَ مَفْحَص القَطاة لا يكفي للصَّلاة فيه، ويُمكن أن يُحملَ على أنه حَضٌّ على التعاون والتعاضُد في بناء بُيوت الله، وبَيانٌ لعِظَم الأجر على ذلك، حتى لو كانَ نصيبُ الفَرد المشترِك صغيرًا كمَفْحَص القَطاة.


ويخطئُ بعضُ الكتَّاب والخُطَباء فيَضبطونها: ( مِفْحَص ) بكسر الميم، بوزن ( مِفْعَل )، والصَّواب أنها كما تقدم: بفتح الميم ( مَفْحَص )، بوزن ( مَفْعَل )؛ لأنها اسمُ مكانٍ من الفعل الثلاثيِّ: فَحَصَ، ومضارعُه: يَفحَصُ ( مفتوح العين )، وما كان كذلكَ فإن اسم المكان منه يُصاغُ على وزن مَفْعَل.
أما ( مِفْعَل ): فوزنٌ من أوزان اسم الآلَة، ومنه: مِبْرَد، ومِقْوَد، ومِنْجَل، ومِقَصّ.

جروح بارده
26-12-2011, 08:39 PM
عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ".
رواه مسلم

وأكثر الناس - وفيهم بعض الخاصة - يضبطون ( سراء ) و ( ضراء ) بفتح الهمزة في كلا اللفظين ، فيقولون : ( سرَّاءَ ) و ( ضرَّاءَ ) !
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o
ومنه :
لفظ " مَخِيلة " الوارد في عدة أحاديث
فيضبطونه : ( مَخْيَلة )

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرحه على الأربعين النووية عند حديث : (إن الله تعالى طيب لايقبل إلا طيبا .......ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب له)الحديث قال :
الصحيح أن يقال: "وغُذِيَ " لا " وغذِّي " .
بكسر الذال وتخفيفها لا بكسرها وتشديدها .
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o
ومنه : حديث ( من ظلم قيد شبرٍ من الأرض ) .
والتنبيه : أنَّ أكثر الناس حتى خاصتهم يضبطون كلمة ( قِيد ) بفتح القاف ( قَيد ) ، وهو غلط ، إذ القيد ما يقيَّد به .
والصواب : كسر القاف ( قِيد ) وهو : المقدار والقدر .



عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم :يا أيها الناس ارْبَعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم إنه سميع قريب تبارك اسمه وتعالى جده .
متفق عليه

ومنهم من يلفظها ( أَربِعوا )

قال الحافظ ابن حجر :
قوله ( اربعوا ) بهمزة وصل مكسورة ثم موحدة مفتوحة أي : ارفقوا ولا تجهدوا أنفسكم .
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o
دع ما يَرِيبُك إلى ما لا يَرِيبُك
قال في الفتح:
قوله: (يريبك) بفتح أوله ويجوز الضم يقال رابه يريبه بالفتح وأرابه يريبه بالضم ريبة وهي الشك والتردد، والمعنى إذا شككت في شيء فدعه، وترك ما يشك فيه أصل عظيم في الورع.

قال النووي في الأذكار:
قوله يَريبك بفتح الياء وضمّها لغتان، والفتح أشهر

قال في اللسان:
وفي الحديث: ((دَعْ ما يُريبُك إِلى ما لا يُرِيبُكَ)).
يروى بفتح الياءِ وضمّها، أي: دَعْ ما تَشُكُّ فيه إِلى ما لا تَشُكُّ فيه.

جروح بارده
26-12-2011, 08:40 PM
حديث " أتدرون من المفلس ... "

أكثر الناس يقولون : رواه مسلم ويروونه كما نقلته

والصواب :

أن رواية مسلم " أتدرون ما المفلس ... "

ورواية " من المفلس " عند أحمد وغيره

وقوله " ما المفلس " فيه لفتة عالية إلى كونه من غير العقلاء !!
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o
2. " إنما شفاء العَيِّ السؤال "

يروونه بفتح عين " العَيّ "

والصواب " العِي " بكسرها

وهو الجهل

والله أعلم


حديث عمر في الصحيحين :
" إني لم أكسكها لتلبسها فكساها عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخا له بمكة مشركا " .
ضبط اللفظة الصحيح : " أَكْسُكَها " وليس بضم الألف .
ومثله :
حديث أبي ذر في مسلم :
" وكلكم كان عاريا إلا من كسوت وكلكم كان جائعا إلا من أطعمت وكلكم كان ظمآنا إلا من سقيت فاستهدوني أهدكم واستكسوني أَكْسُكُم واستطعموني أطعمكم واستسقوني أسقكم " .
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكلِّ عملٍ شِرَّة ، ولكل شِرَّة فترة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك " .
رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 1 / 187 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 56 ) .
وبعضهم يجعلها بالتخفيف ( شرَة ) !
قال المباركفوري :
قوله : ( إن لكل شيء شرة ) بكسر الشين المعجمة وتشديد الراء أي حرصا على الشيء ونشاطا ورغبة في الخير أو الشر

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o
أيضا في قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : (( المؤمنُ القَويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله منَ المؤمن الضَّعيف، وفي كُلٍّ خيرٌ، احرِصْ على ما ينفَعُك، واستعِنْ بالله ولا تَعْجِز، وإن أصابَكَ شيءٌ فلا تقُل: لو أنِّي فعَلتُ كان كذا وكذا، ولكنْ قُل: قَدَرُ الله وما شاءَ فعَل؛ فإنَّ لو تفتحُ عملَ الشيطان )) [ أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة ].

( قَدَرُ ) قرأها بعضهم بالتشديد ( قَدَّر ) ، وقد رأيت أغلب النسخ التي بين يديّ بالتخفيف ( قَدَرُ ) وممن قرأها بالتخفيف سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى .




ومن ذلك - كذلك - : الخطأُ المنتشرُ - جداً - بين الناس ، من ضبطهم لفظَ ( بالصرعة ) ، من قولِ النبي صلى الله عليه وسلم : "ليس الشديد بالصرعة" ، بسكون الراء .
وفيه خطأ آخر ، هو فتح الصاد .
قال ابن حجر في الفتح ( 10/519 ) :
"قوله : «ليس الشديد بالصُّرَعَة» بضم الصاد المهملة وفتح الراء : الذي يَصْرَع الناسَ كثيراً بقوَّتِهِ .... والصُّرْعَة - بسكون الراء - : بالعكس ، وهو من يَصْرَعُهُ غَيرُهُ كثيراً ، وكل ما جاء بهذا الوزن بالضم وبالسكون فهو كذلك ، كهُمْزة ولُمْزة وحُفْظة وخُدْعة وضُحْكة ... قال ابن التين : ( ضبطناه بفتح الراء ، وقرأه بعضهم بسكونها ، وليس بشيءٍ ، لأنه عكسُ المطلوب ) . قال : ( وضبط أيضاً في بعض الكتب بفتح الصاد ، وليس بشيءٍ ) " انتهى .

فلْيُنتبَـهْ لهذا ، ولْيُنَبَّـهْ عليه .

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o
عبد الله بن عمر ‏ رضي الله عنهما ‏قال ‏: " ‏كان من دعاء رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك ‏" رواه مسلم .
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى :
قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك ) الفجأة بفتح الفاء وإسكان الجيم مقصورة على وزن ضربة , والفجاءة بضم الفاء وفتح الجيم والمد لغتان , وهي البغتة .
وقرأها سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى بفتح الفاء وإسكان الجيم (فَجْأة) ، واشتهرت قراءتها عند بعض الخطباء والأئمة (خاصة في دعاء الوتر) بضم الفاء وفتح الجيم مع المد(فُجَاءة) .
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS5BORvaZSsoXrj92OLiPRWyY1YNHqZ2 TdU6cR0xVQIdB5g6X1o
الأثر المشهور الذي أخرجه مسلم: ((‏من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين )).
قال النووي رحمه الله :
((يرى بضم الياء والكاذبين بكسر الباء وفتح النون على الجمع وهذا هو المشهور في اللفظتين . قال القاضي عياض : الرواية فيه عندنا الكاذبين على الجمع ,ورواه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه المستخرج على صحيح مسلم حديث سمرة الكاذبين بفتح الباء وكسر النون على التثنية واحتج به على أن له أن يشارك البادئ بهذا الكذب , ثم رواه أبو نعيم من رواية المغيرة الكاذبين أو الكاذبين على الشك في التثنية والجمع . وذكر بعض الأئمة جواز فتح الياء في يرى وهو ظاهر حسن , فأما من ضم الياء فمعناه يظن , وأما من فتحها فظاهر ومعناه وهو يعلم , ويجوز أن يكون بمعنى يظن أيضا)). أ.هـ.