جروح بارده
01-01-2012, 06:42 PM
http://www.dawah.ws/bg/0323.jpg
إن دخولك في عام جديد – أيها المسلم– يعني زوال عاماً بأكثر من ثلاثمائة يوم قد مضى من عمرك، به ابتعدت عن دنياك، وقربت من قبرك، وآذان بلوغك الحساب، فينبغي أن يكون لهذا أثراً في النفس، ومراجعة في الحسابات - على أننا لا نعتقد أن لنهاية العام مزية أو له أحكام خاصة، بل هو تأريخ اصطلح عليه لضبط أمور الناس - ولكنه في الوقت ذاته حَدَثٌ يتذكر به الإنسان، وأنه إيذاناً بانقضاء الزمان وذهاب الأجيال، وزوال الدنيا ونهاية الأعمار، ولكن لما رانت الغفلة على القلوب وأثقل حب الدنيا كواهل النفوس، ركنا لها وظننا أننا فيها مخلدون.
يا موفق..
هاهو العام الجديد ينزل بنا مستحضرين فضل الله علينا بمد أعمارنا، متذكرين من مضى من الأموات الذين انقطعت آمالهم وارتهنوا بأعمالهم، فبادر عمرك قبل الفوات..
فيأيها المسلم أطل عمرك بعمل الخيرات وعمل الطاعات، كما قال المصطفى في الحديث الذي رواه أحمد وغيره وهو حديث صحيح: (اغتنم خمساً قبل خمس، حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك). اغتنم هذه الغنائم ولا تضيع عمرك ولا تضيع ساعات وقتك فإن العمر يولى وغدا سترى نفسك بين يدي الله.
ولعلنا نعلم أن خير طريقة للتعامل مع العام الجديد أن نستقبله بالتوبة النصوح، والعزم على عدم العودة للذنوب والعزم على امتثال أوامر الله، واجتناب معاصيه والتمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والسير على طريقة السلف الصالح.
ولا يخفى علينا أن العام الواحد عبارة عن اثني عشر شهراً، والشهر أسابيع والأسبوع أيام والأيام الساعات والساعات دقائق! فمن صلحت دقائقه وساعاته صلحت شهوره وأعوامه. وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل. فخذ من العمل ما تستطيع وأنت له محب خير من أن تثقل على نفسك فتترك العمل وأنت فيه زاهد.
أخي اقنع نفسك بأنك قادر على الإنجاز والإنتاج. واعلم أن الخطوة الأولى للإرتقاء هي الرغبة الأكيدة والصادقة في ذلك، وذلك بعد الإستعانة بالله، وتنهبّه أن التغيير يبدأ من نفسك، يقول الله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). ويقول أحد الحكماء: (عندما تكون لديك الرغبه المشتعله للنجاح، فلن يستطيع أحد إيقافك).
فليس المهم هو ما يحدث لك، ولكن المهم هو ما تفعله بما يحدث لك. فإن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال: (إستعن بالله ولا تعجز، ولا تقل لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل).
وأخيراً: أخي الحبيب تذكر قوله صلى الله عليه وسلم: (لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَا وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ).
يا عبد الله لقد طويت صفحات بخيرها وشرها إلى غير رجعة حتى يوم الدين، ربح فيها من ربح وخسر فيها من خسر، فهلا عاهدت الله على أن يكون حالك في العام المقبل أجدى وأنفع، حتى تأتي في مثل هذا اليوم لتجد صحائفك أبهى وأجمل حين الحصاد نهاية العام؟
أخي الحبيب إني أحذر نفسي وإياك من (السين وسوف) فهما سبب ما نحن فيه من تأخر وضياع، فلنشمر عن سواعد الجد ونعقد العزم ولنبدأ من الآن. ما أسرع مرور الأيام وما أشدّ تعاقب الملوان (الملوان: الليل والنهار) وما أجرأ الليالي على هدم أعمارنا وانتقاص آجالنا. بالأمس القريب ودعنا شهر رمضان الذي مضى وكأنّه حلم جميل ما أتى إلاّ وقد آذن بانصرام.. ثم مضى بعده موسم الحج وكأنّه طيف خيال أو عابر سبيل مرّ مرور الكرام وانصرف.
واليوم نحن في وداع عام كامل من أعمارنا وفي استقبال عام جديد.. سنة كاملة من عمر الإنسان قد تهيأت للرحيل.. ماذا أدينا فيها من أعمال؟!
وماذا قدّمنا من طاعات؟ وماذا اكتسبنا فيها من أجور وحسنا؟
كم آية من القرآن قرأنا؟
وكم صلاة ركعنا فيها وسجدنا؟
وكم درهم أو دينار أنفقنا وتصدقنا؟
وكم من الأيام صمنا؟
وكم من المعروف بذلنا؟
وكم يتيم مسحنا دمعته؟
وكم مسكين فرّجنا عنه كربته؟
وكم بائس فقير سددنا خلّته وقضينا حاجته؟
وكم مجاهد دعونا له ونصرناه؟
وكم آمر بالمعروف ناه عن المنكر شددنا أزره وباركنا خطاه؟
كم معصية ركبنا؟
وكم نظرة خائنة نظرنا؟
وكم رجل أو امرأة اغتبنا؟
وكم من حدود الله انتهكنا؟
وكم من ضعيف ظلمنا؟
وكم من فقير أو مسكين أو يتيم أهملنا؟
وكم من الساعات والأيام غفلنا؟
إن دخولك في عام جديد – أيها المسلم– يعني زوال عاماً بأكثر من ثلاثمائة يوم قد مضى من عمرك، به ابتعدت عن دنياك، وقربت من قبرك، وآذان بلوغك الحساب، فينبغي أن يكون لهذا أثراً في النفس، ومراجعة في الحسابات - على أننا لا نعتقد أن لنهاية العام مزية أو له أحكام خاصة، بل هو تأريخ اصطلح عليه لضبط أمور الناس - ولكنه في الوقت ذاته حَدَثٌ يتذكر به الإنسان، وأنه إيذاناً بانقضاء الزمان وذهاب الأجيال، وزوال الدنيا ونهاية الأعمار، ولكن لما رانت الغفلة على القلوب وأثقل حب الدنيا كواهل النفوس، ركنا لها وظننا أننا فيها مخلدون.
يا موفق..
هاهو العام الجديد ينزل بنا مستحضرين فضل الله علينا بمد أعمارنا، متذكرين من مضى من الأموات الذين انقطعت آمالهم وارتهنوا بأعمالهم، فبادر عمرك قبل الفوات..
فيأيها المسلم أطل عمرك بعمل الخيرات وعمل الطاعات، كما قال المصطفى في الحديث الذي رواه أحمد وغيره وهو حديث صحيح: (اغتنم خمساً قبل خمس، حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك). اغتنم هذه الغنائم ولا تضيع عمرك ولا تضيع ساعات وقتك فإن العمر يولى وغدا سترى نفسك بين يدي الله.
ولعلنا نعلم أن خير طريقة للتعامل مع العام الجديد أن نستقبله بالتوبة النصوح، والعزم على عدم العودة للذنوب والعزم على امتثال أوامر الله، واجتناب معاصيه والتمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والسير على طريقة السلف الصالح.
ولا يخفى علينا أن العام الواحد عبارة عن اثني عشر شهراً، والشهر أسابيع والأسبوع أيام والأيام الساعات والساعات دقائق! فمن صلحت دقائقه وساعاته صلحت شهوره وأعوامه. وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل. فخذ من العمل ما تستطيع وأنت له محب خير من أن تثقل على نفسك فتترك العمل وأنت فيه زاهد.
أخي اقنع نفسك بأنك قادر على الإنجاز والإنتاج. واعلم أن الخطوة الأولى للإرتقاء هي الرغبة الأكيدة والصادقة في ذلك، وذلك بعد الإستعانة بالله، وتنهبّه أن التغيير يبدأ من نفسك، يقول الله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). ويقول أحد الحكماء: (عندما تكون لديك الرغبه المشتعله للنجاح، فلن يستطيع أحد إيقافك).
فليس المهم هو ما يحدث لك، ولكن المهم هو ما تفعله بما يحدث لك. فإن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال: (إستعن بالله ولا تعجز، ولا تقل لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل).
وأخيراً: أخي الحبيب تذكر قوله صلى الله عليه وسلم: (لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَا وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ).
يا عبد الله لقد طويت صفحات بخيرها وشرها إلى غير رجعة حتى يوم الدين، ربح فيها من ربح وخسر فيها من خسر، فهلا عاهدت الله على أن يكون حالك في العام المقبل أجدى وأنفع، حتى تأتي في مثل هذا اليوم لتجد صحائفك أبهى وأجمل حين الحصاد نهاية العام؟
أخي الحبيب إني أحذر نفسي وإياك من (السين وسوف) فهما سبب ما نحن فيه من تأخر وضياع، فلنشمر عن سواعد الجد ونعقد العزم ولنبدأ من الآن. ما أسرع مرور الأيام وما أشدّ تعاقب الملوان (الملوان: الليل والنهار) وما أجرأ الليالي على هدم أعمارنا وانتقاص آجالنا. بالأمس القريب ودعنا شهر رمضان الذي مضى وكأنّه حلم جميل ما أتى إلاّ وقد آذن بانصرام.. ثم مضى بعده موسم الحج وكأنّه طيف خيال أو عابر سبيل مرّ مرور الكرام وانصرف.
واليوم نحن في وداع عام كامل من أعمارنا وفي استقبال عام جديد.. سنة كاملة من عمر الإنسان قد تهيأت للرحيل.. ماذا أدينا فيها من أعمال؟!
وماذا قدّمنا من طاعات؟ وماذا اكتسبنا فيها من أجور وحسنا؟
كم آية من القرآن قرأنا؟
وكم صلاة ركعنا فيها وسجدنا؟
وكم درهم أو دينار أنفقنا وتصدقنا؟
وكم من الأيام صمنا؟
وكم من المعروف بذلنا؟
وكم يتيم مسحنا دمعته؟
وكم مسكين فرّجنا عنه كربته؟
وكم بائس فقير سددنا خلّته وقضينا حاجته؟
وكم مجاهد دعونا له ونصرناه؟
وكم آمر بالمعروف ناه عن المنكر شددنا أزره وباركنا خطاه؟
كم معصية ركبنا؟
وكم نظرة خائنة نظرنا؟
وكم رجل أو امرأة اغتبنا؟
وكم من حدود الله انتهكنا؟
وكم من ضعيف ظلمنا؟
وكم من فقير أو مسكين أو يتيم أهملنا؟
وكم من الساعات والأيام غفلنا؟