جروح بارده
24-01-2012, 06:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خليك في الصف الاول
فإن الداعي لكتابة هذه الرسالة
ما نشاهده من زهد الكثير والكثير من المسلمين
في الاهتمام بالصف الأول في الصلاة ،
وعدم الاهتمام بتسوية الصفوف
إلى غير ذلك من الأمور المتعلقة بالصفوف في الصلاة .
فرأيت أن من واجب النصح للجميع كتابة هذه الرسالة
التي اسأل الله العلي القدير أن ينفع بها الكاتب والقارئ
ومن أعان على طبعها ونشرها إنه خير مسؤول وخير مأمول .
من المعلوم شرعاً أن تسوية الصفوف واجب الإمام والمأموم
على حد سواء ،
فيجب على المأموم السمع والطاعة لإمامه عند توجيهه
إلى تسوية الصفوف والتراص فيها ،
فيسعى المأموم جاهداً لإيجاد فرجة في الصف الذي أمامه
ليحظى بأجر أكثر وأفضل مما لو تأخر ،
وينبغي على المأموم أن لا يتضجر ولا يتسخط
من تسوية الصفوف والعناية بها بل يكون عوناً لإمامه على ذلك ،
لما فيه من التعاون على البر والتقوى ، والتناهي عن الإثم والعدوان .
ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ،
ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لستهموا ))
[ متفق عليه ] ،
والنداء هو الأذان ،
والاستهام هو الاقتراع ،
أي لو يعلم الناس ما في الصف الأول من الأجر العظيم والفضيلة
لتدافعوا وتنافسوا من أجل ذلك ،
ولو جاؤا إلى الصف الأول دفعة واحدة وضاق عنهم الصف
ولم يسمح بعضهم لبعض لاقترعوا عليه ،
لأن كل منهم يريد أن يستأثر بأن يصلي في الصف الأول
لما فيه من الخير والثواب الجزيل ،
ولكن الشيطان لعب بكثير من الناس اليوم
فإذا أقيمت الصلاة وقيل لهم أتموا الصف الأول
جعلوا يلتفتون مندهشين مستغربين
وما ذاك إلا لجهل أولئك الناس بأهمية الصفوف الأول في الصلاة .
http://www.sarkosa.com/vb/imgcache/54458.imgcache
** قال بن حجر في فتح الباري :
[ قال العلماء في الحض على الصف الأول :
المسارعة إلى خلاص الذمة ، والسبق لدخول المسجد ،
والقرب من الإمام ، واستماع قراءته والتعلم منه ،
والفتح عليه ، والتبليغ عنه ،
والسلامة من اختراق المارة بين يديه ،
وسلامة البال من رؤية من يكون أمامه ،
وسلامة موضع سجوده من ثياب المصلين أمامه ] .
** وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع
، في مسألة تسوية الصفوف في الصلاة ، قال:
[ القول الراجح في هذه المسألة وجوب تسوية الصف
وأن الجماعة إذا لم يسووا الصف فهم آثمون ،
. . . . وقال : إذا خالفوا فلم يسووا الصف فهل تبطل صلاتهم ،
لأنهم تركوا أمراً واجباً ؟
الجواب :
فيه احتمال ، قد يقال : أنها تبطل ، لأنهم تركوا الواجب ،
ولكن احتمال عدم البطلان مع الإثم أقوى . . . ] .
ـ قال صلى الله عليه وسلم :
(( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ،
وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ))
[ رواه مسلم ]
، فمن تسوية الصفوف والاهتمام بها أن تفرد النساء وحدهن ،
بمعنى أن يكون النساء خلف الرجال خشية الاختلاط ،
ففي هذا بيان أنه كلما كانت هناك حواجز بين صفوف الرجال والنساء
كان ذلك أبعد كل البعد عن ما قد يحصل من الفتنة .
وفي الحديث السابق الحث على أن يبكر الرجال بالحضور للمساجد
من أجل الحصول على فضيلة الصفوف الأول ،
والتأخر للنساء من أجل الحصول على فضيلة الصفوف المتأخرة ،
وذلك في حالة اتصال صفوف الرجال والنساء بدون أن يكون هناك حاجز ،
أما إذا كان هناك حاجز بين الرجال والنساء فخير صفوف النساء أولها .
والله تعالى أعلم .
*** قال النووي رحمه الله في شرح الحديث السابق في شرحه على مسلم :
[ أما صفوف الرجال فهي على عمومها فخيرها أولها أبداً ،
وشرها آخرها أبداً ،
أما صفوف النساء فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال
ـ أي التي ليس بينها وبين صفوف الرجال حاجز ـ ،
والمراد بشر الصفوف في الرجال والنساء أقلها ثواباً وفضلاً ،
وأبعدها من مطلوب الشرع ، وفضّل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال
لبعدهن عن مخالطتهم ورؤيتهم
وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع أصواتهم ] .
http://sub5.rofof.com/img3/011sqktd23.jpg
*** ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تسوية الصفوف وأمر بذلك ،
فعن جابر بن سمرة رضي الله عنهما ،
قال (( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟
فقلنا : يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟
قال: يتمون الصفوف الأول ، ويتراصون في الصف ))
[ رواه مسلم ] .
ففي هذا الحديث دلالة واضحة
على الاهتمام بتسوية الصفوف وتراصها
فهذا دليل على وحدة الأمة ،
والتزام جماعتها بدين واحد ، وإمام واحد ،
والاهتمام بتراص الصفوف وإقامتها والمقاربة بينها
من أجل ألا يكون هناك فرج للشيطان كي يدخل منها ،
لأن الشيطان يدخل من الخلل ليفسد قلوب المصلين ويلبس عليهم في صلاتهم ،
فقال صلى الله عليه وسلم
(( رصوا صفوفكم ، وقاربوا بينها ، وحاذوا بالأعناق ،
فوا لذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الخذف ))
[ رواه أبو داود وغيره وهو صحيح ] .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قال : (( أقيموا الصفوف ، وحاذوا بين المناكب ،
وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم ،
ولا تذروا فرجات للشيطان ،ومن وصل صفاً وصله الله ،
ومن قطع صفاً قطعه الله ))
[ رواه أبو داود وهو صحيح ] .
ففي هذا الحديث الأمر بإقامة الصفوف وتسويتها
والاهتمام بها حال القيام للصلاة
وكذلك الاهتمام بسد الخلل حتى لا يدخل منه الشيطان ،
وأن يضيق عليه مما يبطل كيده ويذهب وسوسته ، ويرد شره ،
وينبغي العناية بوصل الصف والحذر كل الحذر من قطع الصف ،
فإذا كانت هناك فرجة في الصف فيجب وصلها .
http://sub5.rofof.com/img3/011emuia23.jpg
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسوي صفوف الصحابة رضوان الله عليهم
حتى وكأنما يسوي بها القداح أي مبالغة في تسويتها
حتى تصير كأنما يقوم بها السهام لشدة استوائها واعتدالها ،
وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما كاد يكبر
رجلاً بادياً صدره من الصف ،
فقال : ((عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ))
[ رواه مسلم] ،
ففيه الحث على تسوية الصفوف وأنه يؤثر على حال الأمة وألفتها ،
وعدم تسوية الصفوف يؤدي إلى الاختلاف والعداوة والبغضاء
واختلاف القلوب وضعفها وسيطرة الشيطان عليها
ووسوسته لها فيصرفها عن الصلاة
حتى أن الإنسان لا يعقل من الصلاة إلا أقل القليل أو قد لا يعقل منها شيئاً .
فالاهتمام بتسوية الصفوف من الضروريات
التي ينبغي على الإمام والمأموم الانتباه لها
وأخذ ذلك بعين الاعتبار .
يتبع
خليك في الصف الاول
فإن الداعي لكتابة هذه الرسالة
ما نشاهده من زهد الكثير والكثير من المسلمين
في الاهتمام بالصف الأول في الصلاة ،
وعدم الاهتمام بتسوية الصفوف
إلى غير ذلك من الأمور المتعلقة بالصفوف في الصلاة .
فرأيت أن من واجب النصح للجميع كتابة هذه الرسالة
التي اسأل الله العلي القدير أن ينفع بها الكاتب والقارئ
ومن أعان على طبعها ونشرها إنه خير مسؤول وخير مأمول .
من المعلوم شرعاً أن تسوية الصفوف واجب الإمام والمأموم
على حد سواء ،
فيجب على المأموم السمع والطاعة لإمامه عند توجيهه
إلى تسوية الصفوف والتراص فيها ،
فيسعى المأموم جاهداً لإيجاد فرجة في الصف الذي أمامه
ليحظى بأجر أكثر وأفضل مما لو تأخر ،
وينبغي على المأموم أن لا يتضجر ولا يتسخط
من تسوية الصفوف والعناية بها بل يكون عوناً لإمامه على ذلك ،
لما فيه من التعاون على البر والتقوى ، والتناهي عن الإثم والعدوان .
ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ،
ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لستهموا ))
[ متفق عليه ] ،
والنداء هو الأذان ،
والاستهام هو الاقتراع ،
أي لو يعلم الناس ما في الصف الأول من الأجر العظيم والفضيلة
لتدافعوا وتنافسوا من أجل ذلك ،
ولو جاؤا إلى الصف الأول دفعة واحدة وضاق عنهم الصف
ولم يسمح بعضهم لبعض لاقترعوا عليه ،
لأن كل منهم يريد أن يستأثر بأن يصلي في الصف الأول
لما فيه من الخير والثواب الجزيل ،
ولكن الشيطان لعب بكثير من الناس اليوم
فإذا أقيمت الصلاة وقيل لهم أتموا الصف الأول
جعلوا يلتفتون مندهشين مستغربين
وما ذاك إلا لجهل أولئك الناس بأهمية الصفوف الأول في الصلاة .
http://www.sarkosa.com/vb/imgcache/54458.imgcache
** قال بن حجر في فتح الباري :
[ قال العلماء في الحض على الصف الأول :
المسارعة إلى خلاص الذمة ، والسبق لدخول المسجد ،
والقرب من الإمام ، واستماع قراءته والتعلم منه ،
والفتح عليه ، والتبليغ عنه ،
والسلامة من اختراق المارة بين يديه ،
وسلامة البال من رؤية من يكون أمامه ،
وسلامة موضع سجوده من ثياب المصلين أمامه ] .
** وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع
، في مسألة تسوية الصفوف في الصلاة ، قال:
[ القول الراجح في هذه المسألة وجوب تسوية الصف
وأن الجماعة إذا لم يسووا الصف فهم آثمون ،
. . . . وقال : إذا خالفوا فلم يسووا الصف فهل تبطل صلاتهم ،
لأنهم تركوا أمراً واجباً ؟
الجواب :
فيه احتمال ، قد يقال : أنها تبطل ، لأنهم تركوا الواجب ،
ولكن احتمال عدم البطلان مع الإثم أقوى . . . ] .
ـ قال صلى الله عليه وسلم :
(( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ،
وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ))
[ رواه مسلم ]
، فمن تسوية الصفوف والاهتمام بها أن تفرد النساء وحدهن ،
بمعنى أن يكون النساء خلف الرجال خشية الاختلاط ،
ففي هذا بيان أنه كلما كانت هناك حواجز بين صفوف الرجال والنساء
كان ذلك أبعد كل البعد عن ما قد يحصل من الفتنة .
وفي الحديث السابق الحث على أن يبكر الرجال بالحضور للمساجد
من أجل الحصول على فضيلة الصفوف الأول ،
والتأخر للنساء من أجل الحصول على فضيلة الصفوف المتأخرة ،
وذلك في حالة اتصال صفوف الرجال والنساء بدون أن يكون هناك حاجز ،
أما إذا كان هناك حاجز بين الرجال والنساء فخير صفوف النساء أولها .
والله تعالى أعلم .
*** قال النووي رحمه الله في شرح الحديث السابق في شرحه على مسلم :
[ أما صفوف الرجال فهي على عمومها فخيرها أولها أبداً ،
وشرها آخرها أبداً ،
أما صفوف النساء فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال
ـ أي التي ليس بينها وبين صفوف الرجال حاجز ـ ،
والمراد بشر الصفوف في الرجال والنساء أقلها ثواباً وفضلاً ،
وأبعدها من مطلوب الشرع ، وفضّل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال
لبعدهن عن مخالطتهم ورؤيتهم
وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع أصواتهم ] .
http://sub5.rofof.com/img3/011sqktd23.jpg
*** ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تسوية الصفوف وأمر بذلك ،
فعن جابر بن سمرة رضي الله عنهما ،
قال (( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟
فقلنا : يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟
قال: يتمون الصفوف الأول ، ويتراصون في الصف ))
[ رواه مسلم ] .
ففي هذا الحديث دلالة واضحة
على الاهتمام بتسوية الصفوف وتراصها
فهذا دليل على وحدة الأمة ،
والتزام جماعتها بدين واحد ، وإمام واحد ،
والاهتمام بتراص الصفوف وإقامتها والمقاربة بينها
من أجل ألا يكون هناك فرج للشيطان كي يدخل منها ،
لأن الشيطان يدخل من الخلل ليفسد قلوب المصلين ويلبس عليهم في صلاتهم ،
فقال صلى الله عليه وسلم
(( رصوا صفوفكم ، وقاربوا بينها ، وحاذوا بالأعناق ،
فوا لذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الخذف ))
[ رواه أبو داود وغيره وهو صحيح ] .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قال : (( أقيموا الصفوف ، وحاذوا بين المناكب ،
وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم ،
ولا تذروا فرجات للشيطان ،ومن وصل صفاً وصله الله ،
ومن قطع صفاً قطعه الله ))
[ رواه أبو داود وهو صحيح ] .
ففي هذا الحديث الأمر بإقامة الصفوف وتسويتها
والاهتمام بها حال القيام للصلاة
وكذلك الاهتمام بسد الخلل حتى لا يدخل منه الشيطان ،
وأن يضيق عليه مما يبطل كيده ويذهب وسوسته ، ويرد شره ،
وينبغي العناية بوصل الصف والحذر كل الحذر من قطع الصف ،
فإذا كانت هناك فرجة في الصف فيجب وصلها .
http://sub5.rofof.com/img3/011emuia23.jpg
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسوي صفوف الصحابة رضوان الله عليهم
حتى وكأنما يسوي بها القداح أي مبالغة في تسويتها
حتى تصير كأنما يقوم بها السهام لشدة استوائها واعتدالها ،
وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما كاد يكبر
رجلاً بادياً صدره من الصف ،
فقال : ((عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ))
[ رواه مسلم] ،
ففيه الحث على تسوية الصفوف وأنه يؤثر على حال الأمة وألفتها ،
وعدم تسوية الصفوف يؤدي إلى الاختلاف والعداوة والبغضاء
واختلاف القلوب وضعفها وسيطرة الشيطان عليها
ووسوسته لها فيصرفها عن الصلاة
حتى أن الإنسان لا يعقل من الصلاة إلا أقل القليل أو قد لا يعقل منها شيئاً .
فالاهتمام بتسوية الصفوف من الضروريات
التي ينبغي على الإمام والمأموم الانتباه لها
وأخذ ذلك بعين الاعتبار .
يتبع