هيام دياب
30-01-2012, 08:28 PM
http://www.ammanjo.net/assets/images/12069_1_1327682158.jpg
لم يعد الكرم المطلق رائجاً هذه الأيام في ظلّ الظروف الاقتصاديَة التي نعيشها، لكن يجدر بالوالدين أن يزرعا هذه الصفة في نفس صغيرهما ويكونا قدوة صالحة له، في هذا المجال.
تميّز الرئيسة التنفيذية لـ "مكتب الأمل للاستشارات التربوية والأسرية والاجتماعية النفسية" في جدة الدكتورة نادية نُصير بين مفهومي الحرص والبخل، موضحةً أن "اختلاف الشخصيات بين طفل وآخر وقدرة الاستيعاب التي تتفاوت من سنّ إلى أخرى يجعلان التمييز بين هذين المفهومين صعباً". وتضيف: "يبدأ مفهوم التملّك والحرص عند الطفل في سنّ الثانية حين يعرف ما هو عائد له وما لا يتعلّق به، وتتطوّر غريزة التملك عنده في سن الثالثة حين تكون إعارة أغراضه للغير صعبة للغاية، إذ يتوحّد مفهوم التملك والحرص لديه فيعرف من خلال ما يمتلكه، مقتنياته الشخصية التي تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من عالمه".
وإذ تفيد أن البخل يعرف بعدم مشاركة الغير في ما يمتلكه الطفل، تؤكّد أن هذه الصفة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتصرّفات الأهل، فالبخل برأيها عامل مكتسب اجتماعياً، وبقدر تشجيع الأهل على العطاء والاهتمام بالغير يخرج الطفل من أنانيته ويتصرّف مثلهم، كما قد يتصرّف ببخل وأنانية بدون وعي: فالطفل المحروم يمكن أن يحرم غيره، وكما يصبح الصغير عدائياً نتيجةً لعدوانيّة أهله، يضحى بخيلاً إذا تعرّض للأنانيّة والبخل!
التوقيت المناسب
تغيب الفترة الزمنيّة المحدّدة التي يتمّ في خلالها تعليم الطفل على الكرم، ولكن يمكن تدريبه على العطاء من خلال أمثلة تقدّم إليه. وتشدّد الدكتورة نُصير على أن الإصرار على تعليم الطفل أصول العطاء لا فائدة منه ما لم يدرك معنى، الماضي والحاضر والمستقبل من خلال معرفة مفهوم الزمن، كأن يعرف أنّه سيأكل الآن، وبعد ساعتين سيتنزّه، ثم يشتري... وبذا، نستطيع إفهامه أنّ ما يقدّمه الآن يستطيع استرداده غداً.
ويقول علماء النفس إن الطفل قد يتمسّك بشيء لأنّه يحتاج إلى أمان إضافي، فإذا سلك صغيرك سلوك البخلاء لا تشعري بالإحباط، بل امنحيه الوقت والدعم اللذين يحتاج إليهما ليتخطّى ما يزعجه، وقدّمي إليه دروس المشاركة في ما بعد، علماً أن الأبوين يجب أن يكونا المثال الأعلى لطفلهما بفعل الخير والكرم والعطاء، مع إفهامه أن ليس كل شيء ملكه وذلك في سنّ 3 سنوات وحثّه على أن يشارك ما يحبّه الآخرون بدون مقابل.
أسلوب العقاب
يعتبر أسلوب العقاب طريقة غير مفضّلة لأنّه سيجعله أكثر تحدّياً وعناداً، وقد يكره أن يكون كريماً. ولكن، يجب توخّي الحذر أيضاً في الوقت عينه، وملاحظة ألا يتحوّل كرمه إلى مفرط يشارف على إسراف، فيبدأ التنازل عن كل ما يمتلكه إلى غيره ويعتاد الأمر في المستقبل. فالتربية لا ترتكز على مجرّد مصطلحات الصواب والخطأ أو الجيد والسيّئ، بل يجدر أن يتعرّف الطفل على التعاليم المختلفة على أرض الواقع ومن خلال المواقف، ومع التدريب المستمر نعلّمه كيف يسيطر على تصرّفاته. فعندما يقوم بعدم المشاركة أو يظهر البخل لا توبّخيه، بل ناقشيه في الموضوع واسأليه عن السبب، لأنّ الأطفال لا يعرفون البخل بل يتعلّمونه، مع معالجته بالمحاورة بدون التأثير على مشاعره أو حثه على فعل هذا الشيء بدون معرفة الدافع وراءه.
بالمقابل، يجدر تهنئته ومباركته في المواقف التي يمارس خلالها خصلة الكرم.
خطوات مفيدة
- يسعى الطفل دائماً إلى التقليد، ما يجعله بدون شك يقلّد أباه أو أمّه إذا رآهما معطاءين.
- علّمي صغيرك كيفية التفكير خارج دائرة نفسه، فقدّمي إليه الحلوى مثلاً واطلبي إليه أن يوزّعها على إخوته وأفراد عائلته، مع الاحتفاظ بجزء لنفسه. ثم، وسّعي الدائرة لتشمل زملاء المدرسة والجيران.
- حدّثيه عن الفقراء ومدى احتياجهم وأنّه يجدر به التبرّع لهم، علماً أن الطفل حسّاس ويمتلك مشاركة وجدانيّة عالية ويستجيب بطريقة سريعة.
_ يصعب على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و8 سنوات السماح لأقرانهم مشاركتهم الأشياء المحبّبة إليهم، وقد لا يستوعبون معنى الكرم، لكن يجدر دوماً تذكيرهم بمحاسن الكرم وما سيعود عليهم من جرّائه كمحبة الله والأهل وأفراد الأسرة.
كيف تعلّمين طفلك الكرم؟
عند الخروج من المنزل لشراء بعض الاحتياجات، ذكّريه حين يطلب إليك شراء لعبة أو حلوى بأن يحضر واحدة لأخيه أو أخته أو أحد أصدقائه، فيعتاد أن يحب للآخرين ما يحب لنفسه.
ولا تغفلي الترديد على مسامعه أن فعل الخير يعود على صاحبه بالثواب، وحثّيه على أن يكون سعيداً بفعل الصواب ليتعلّم الرضا عن النفس بفعل الخير وليس من أجل رضا الآخرين.
لم يعد الكرم المطلق رائجاً هذه الأيام في ظلّ الظروف الاقتصاديَة التي نعيشها، لكن يجدر بالوالدين أن يزرعا هذه الصفة في نفس صغيرهما ويكونا قدوة صالحة له، في هذا المجال.
تميّز الرئيسة التنفيذية لـ "مكتب الأمل للاستشارات التربوية والأسرية والاجتماعية النفسية" في جدة الدكتورة نادية نُصير بين مفهومي الحرص والبخل، موضحةً أن "اختلاف الشخصيات بين طفل وآخر وقدرة الاستيعاب التي تتفاوت من سنّ إلى أخرى يجعلان التمييز بين هذين المفهومين صعباً". وتضيف: "يبدأ مفهوم التملّك والحرص عند الطفل في سنّ الثانية حين يعرف ما هو عائد له وما لا يتعلّق به، وتتطوّر غريزة التملك عنده في سن الثالثة حين تكون إعارة أغراضه للغير صعبة للغاية، إذ يتوحّد مفهوم التملك والحرص لديه فيعرف من خلال ما يمتلكه، مقتنياته الشخصية التي تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من عالمه".
وإذ تفيد أن البخل يعرف بعدم مشاركة الغير في ما يمتلكه الطفل، تؤكّد أن هذه الصفة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتصرّفات الأهل، فالبخل برأيها عامل مكتسب اجتماعياً، وبقدر تشجيع الأهل على العطاء والاهتمام بالغير يخرج الطفل من أنانيته ويتصرّف مثلهم، كما قد يتصرّف ببخل وأنانية بدون وعي: فالطفل المحروم يمكن أن يحرم غيره، وكما يصبح الصغير عدائياً نتيجةً لعدوانيّة أهله، يضحى بخيلاً إذا تعرّض للأنانيّة والبخل!
التوقيت المناسب
تغيب الفترة الزمنيّة المحدّدة التي يتمّ في خلالها تعليم الطفل على الكرم، ولكن يمكن تدريبه على العطاء من خلال أمثلة تقدّم إليه. وتشدّد الدكتورة نُصير على أن الإصرار على تعليم الطفل أصول العطاء لا فائدة منه ما لم يدرك معنى، الماضي والحاضر والمستقبل من خلال معرفة مفهوم الزمن، كأن يعرف أنّه سيأكل الآن، وبعد ساعتين سيتنزّه، ثم يشتري... وبذا، نستطيع إفهامه أنّ ما يقدّمه الآن يستطيع استرداده غداً.
ويقول علماء النفس إن الطفل قد يتمسّك بشيء لأنّه يحتاج إلى أمان إضافي، فإذا سلك صغيرك سلوك البخلاء لا تشعري بالإحباط، بل امنحيه الوقت والدعم اللذين يحتاج إليهما ليتخطّى ما يزعجه، وقدّمي إليه دروس المشاركة في ما بعد، علماً أن الأبوين يجب أن يكونا المثال الأعلى لطفلهما بفعل الخير والكرم والعطاء، مع إفهامه أن ليس كل شيء ملكه وذلك في سنّ 3 سنوات وحثّه على أن يشارك ما يحبّه الآخرون بدون مقابل.
أسلوب العقاب
يعتبر أسلوب العقاب طريقة غير مفضّلة لأنّه سيجعله أكثر تحدّياً وعناداً، وقد يكره أن يكون كريماً. ولكن، يجب توخّي الحذر أيضاً في الوقت عينه، وملاحظة ألا يتحوّل كرمه إلى مفرط يشارف على إسراف، فيبدأ التنازل عن كل ما يمتلكه إلى غيره ويعتاد الأمر في المستقبل. فالتربية لا ترتكز على مجرّد مصطلحات الصواب والخطأ أو الجيد والسيّئ، بل يجدر أن يتعرّف الطفل على التعاليم المختلفة على أرض الواقع ومن خلال المواقف، ومع التدريب المستمر نعلّمه كيف يسيطر على تصرّفاته. فعندما يقوم بعدم المشاركة أو يظهر البخل لا توبّخيه، بل ناقشيه في الموضوع واسأليه عن السبب، لأنّ الأطفال لا يعرفون البخل بل يتعلّمونه، مع معالجته بالمحاورة بدون التأثير على مشاعره أو حثه على فعل هذا الشيء بدون معرفة الدافع وراءه.
بالمقابل، يجدر تهنئته ومباركته في المواقف التي يمارس خلالها خصلة الكرم.
خطوات مفيدة
- يسعى الطفل دائماً إلى التقليد، ما يجعله بدون شك يقلّد أباه أو أمّه إذا رآهما معطاءين.
- علّمي صغيرك كيفية التفكير خارج دائرة نفسه، فقدّمي إليه الحلوى مثلاً واطلبي إليه أن يوزّعها على إخوته وأفراد عائلته، مع الاحتفاظ بجزء لنفسه. ثم، وسّعي الدائرة لتشمل زملاء المدرسة والجيران.
- حدّثيه عن الفقراء ومدى احتياجهم وأنّه يجدر به التبرّع لهم، علماً أن الطفل حسّاس ويمتلك مشاركة وجدانيّة عالية ويستجيب بطريقة سريعة.
_ يصعب على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و8 سنوات السماح لأقرانهم مشاركتهم الأشياء المحبّبة إليهم، وقد لا يستوعبون معنى الكرم، لكن يجدر دوماً تذكيرهم بمحاسن الكرم وما سيعود عليهم من جرّائه كمحبة الله والأهل وأفراد الأسرة.
كيف تعلّمين طفلك الكرم؟
عند الخروج من المنزل لشراء بعض الاحتياجات، ذكّريه حين يطلب إليك شراء لعبة أو حلوى بأن يحضر واحدة لأخيه أو أخته أو أحد أصدقائه، فيعتاد أن يحب للآخرين ما يحب لنفسه.
ولا تغفلي الترديد على مسامعه أن فعل الخير يعود على صاحبه بالثواب، وحثّيه على أن يكون سعيداً بفعل الصواب ليتعلّم الرضا عن النفس بفعل الخير وليس من أجل رضا الآخرين.