جروح بارده
28-02-2012, 08:10 PM
«أبناؤنا جواهر.. ولكننا حدادون»
* الرعاية والتربية*
يخلط الكثير من الناس بكل أسف بين معنى الرعاية ومعنى التربية، فالرعاية هي النفقة وإحضار حاجيات المنزل من الطعام والكساء والسكن وتأمين مواصلات الأسرة، أما مفهوم التربية فهو مفهوم آخر يعنى برعاية الإنسان الذي داخل هذا المنزل من الناحية النفسية والعقلية والروحية والجسدية، وإعداده الإعداد الأمثل للحياة، وتوجيهه بكل ما يرتقي به أخلاقياً ودينيا وسلوكيا وعلمياً وفكرياً، بالإضافة إلى التحفيز والتشجيع على أي عمل مستحسن.
وإطلاق قدرته وتمكينه من الانطلاق في الحياة بكل قوة وثقة، وإصلاح أي خلل يطرأ على السلوك والممارسة أو على عالم الأفكار والقناعات وتداركه بحكمة وهدوء، وتجسيد روح الحوار والشورى داخل المنزل، والتي من شأنها زرع الثقة في الأبناء والبنات وإعدادهم لتولي مسؤوليات الحياة الكبرى بكل اقتدار، وهنا نستطيع أن نلخص مفهوم التربية بخمس كلمات ونعتبرها معادلة أتمنى ألا تغيب عنا.
* (إعداد وتأهيل. تحفيز. توجيه. حوار. إصلاح)*
وعندما نناقش هذا الخلط الواقع لدى شرائح كبيرة من المجتمع، يجعلنا نسعى إلى توضيح الصورة المشوشة عند البعض، فهم (الآباء) يعتقدون أن إحضارهم الأرز والدجاج والخضراوات والفواكه وملء المخزن بالأطعمة ودفع قيمة الإيجار ومصاريف الدراسة هذا كل شيء، وهنا انتهى دورهم ومسؤوليتهم وبرئت ذمتهم أمام الله وبرئت ساحتهم أمام العائلة والمجتمع!!
والغريب في الأمر هنا أن المتبنين لنظرية أن الرعاية هي التربية يستغربون فشل أبنائهم وتحولهم إلى عالة عليهم وعلى المجتمع ويندبون حظهم كثيراً، ولا يعلمون أنهم شركاء في ذلك بشكل كبير، بإهمالهم أو بجهلهم أو بسوء معاملتهم أو غياب حكمتهم، أو دلالهم الزائد للأبناء والذي خلف جيلاً لا يستطيع أن يتحمل مسؤولية نفسه فكيف بغيره ؟
* برامج إعداد القادة*
من البرامج الهامة التي أقترح تقديمها في الإطار العائلي والأسري، برامج إعداد القادة، وهي برامج قائمة على تنمية مهارات القيادة في الأبناء والبنات عبر تشجيعهم على القراءة والاطلاع وزرع الحماس والطموح في أنفسهم، وتكليفهم بمسؤوليات من سن مبكرة تصقل موهبتهم وتقوي بنيانهم الداخلي وتدخلهم عالم التجارب.
وإدخالهم في برامج تدربيهم خاصة بإعداد القادة، بالإضافة إلى التعامل معهم برقي وتشجيع وزرع الثقة بالنفس في دواخلهم، وتنمية مهارات التفوق الدراسي والحوار والعرض والتقديم والخطابة والتخطيط وحل المشكلات وإطلاق وتنفيذ المشاريع من سن مبكرة، وتحت إشراف الأبوين أو أحدهما، وهذا كله يجعل أداءهم أفضل بمراحل من غيرهم، وغالباً ما يكونون محطات مهمة في تاريخ العائلة لأنهم يرتقون بالعائلة ككل وينقلونها نقلة نوعية .
* التعامل مع المراهقين*
عندما ترى لوحة «في بيتنا مراهق» تعتقد في قرارة نفسك أن هذا البيت يعيش على صفيح ساخن، وأن طابعه الكر والفر. ومن هنا علينا أن نستعد لهذه المرحلة التي تطرأ على حياة الأسرة بالقراءة والتوعية والتثقف والتدرب حول هذه المرحلة، وكيفية التعامل مع المراهقين واحتوائهم والتقرب منهم وحسن توجيههم وتربيتهم ومد الجسور معهم وتشجيعهم على البوح والحوار والاستفادة من الطاقة الكبرى التي تصاحب هذه المرحلة الهامة.
علينا أن نعاملهم معاملة الكبار ولا نعاملهم على أنهم أطفال. وللأسف يتعامل البعض هنا معهم بالعسف والكبت والقسوة والتحدي والعناد، وهذا عكس المطلوب تماماً؛ فشخصية المراهق فيها ثلاث سمات أساسية هي: المزاجية والغموض والعناد، الذي يراد منه إثبات الوجود. وعند تفهمنا لهذه الطبيعة واستعدادنا لهذا المرحلة سوف نستخرج من هذا الإنسان المارد الإيجابي الذي بداخله بدل الدخول معه في معركة طاحنة تهلك الحرث والنسل، كما يفعل البعض بكل أسف.
* مجلس إدارة الأسرة*
من الأفكار الإبداعية التي لها أثر كبير في نفوس أفراد الأسرة، فكرة مجلس إدارة الأسرة، وهو مجلس شورى يعقد لتناول الأشياء التي تهم الأسرة، مثل السفر أو الانتقال إلى مسكن آخر، أو مناقشة إحدى مشكلات أفراد الأسرة، أو مناقشة مقترح هام مقدم يمس الأسرة.
هذا التناول الراقي يكسب أفراد الأسرة جميعاً الثقة والقوة وحسن التصرف والتدبير، ويجعلهم يفعّلون قواهم الذاتية والعقلية والنفسية بشكل يبعث على السرور ويبث روح التنافس الإيجابي وينمي الفكر الإبداعي ويربيهم على العمل الجماعي والبعد عن الأنانية داخل الأسرة ويبعدهم عن صراعات النفوذ والتمييز الذي يحدث بكل أسف بين الأولاد، أو الإحساس بالظلم أو التهميش أو الاستبداد بالعائلة، والتي غالبا ما تشعل نار الخلاف والشقاق والصراعات الخطيرة وتسلب الأسرة الراحة والاستقرار والسعادة، وتجعل الأجواء متوترة ومضطربة، مما يؤدي لانهيار العلاقات أو ضعفها، وهذا أمر خطير للغاية.
إحصاءات مخيفة
عالم الإحصاءات يأخذنا إلى أن فشل الأبناء والبنات الدراسي أو في مجال الزواج وانحرافهم الأخلاقي والسلوكي مرده غياب دور الأسرة، وضعف الإعداد والتأهيل والتحفيز والتوجيه والمتابعة، واستخدام وسائل خاطئة ومسيئة في إدارة الأسرة وقيادتها، فيجب ألا نلوم إلا أنفسنا وهنا لا نغفل أهمية دور الفرد في إعداد نفسه وتأهليها وبناء ذاته بشكل متكامل حتى وإن قصرت الأسرة او نظام التعليم في ذلك .
* الرعاية والتربية*
يخلط الكثير من الناس بكل أسف بين معنى الرعاية ومعنى التربية، فالرعاية هي النفقة وإحضار حاجيات المنزل من الطعام والكساء والسكن وتأمين مواصلات الأسرة، أما مفهوم التربية فهو مفهوم آخر يعنى برعاية الإنسان الذي داخل هذا المنزل من الناحية النفسية والعقلية والروحية والجسدية، وإعداده الإعداد الأمثل للحياة، وتوجيهه بكل ما يرتقي به أخلاقياً ودينيا وسلوكيا وعلمياً وفكرياً، بالإضافة إلى التحفيز والتشجيع على أي عمل مستحسن.
وإطلاق قدرته وتمكينه من الانطلاق في الحياة بكل قوة وثقة، وإصلاح أي خلل يطرأ على السلوك والممارسة أو على عالم الأفكار والقناعات وتداركه بحكمة وهدوء، وتجسيد روح الحوار والشورى داخل المنزل، والتي من شأنها زرع الثقة في الأبناء والبنات وإعدادهم لتولي مسؤوليات الحياة الكبرى بكل اقتدار، وهنا نستطيع أن نلخص مفهوم التربية بخمس كلمات ونعتبرها معادلة أتمنى ألا تغيب عنا.
* (إعداد وتأهيل. تحفيز. توجيه. حوار. إصلاح)*
وعندما نناقش هذا الخلط الواقع لدى شرائح كبيرة من المجتمع، يجعلنا نسعى إلى توضيح الصورة المشوشة عند البعض، فهم (الآباء) يعتقدون أن إحضارهم الأرز والدجاج والخضراوات والفواكه وملء المخزن بالأطعمة ودفع قيمة الإيجار ومصاريف الدراسة هذا كل شيء، وهنا انتهى دورهم ومسؤوليتهم وبرئت ذمتهم أمام الله وبرئت ساحتهم أمام العائلة والمجتمع!!
والغريب في الأمر هنا أن المتبنين لنظرية أن الرعاية هي التربية يستغربون فشل أبنائهم وتحولهم إلى عالة عليهم وعلى المجتمع ويندبون حظهم كثيراً، ولا يعلمون أنهم شركاء في ذلك بشكل كبير، بإهمالهم أو بجهلهم أو بسوء معاملتهم أو غياب حكمتهم، أو دلالهم الزائد للأبناء والذي خلف جيلاً لا يستطيع أن يتحمل مسؤولية نفسه فكيف بغيره ؟
* برامج إعداد القادة*
من البرامج الهامة التي أقترح تقديمها في الإطار العائلي والأسري، برامج إعداد القادة، وهي برامج قائمة على تنمية مهارات القيادة في الأبناء والبنات عبر تشجيعهم على القراءة والاطلاع وزرع الحماس والطموح في أنفسهم، وتكليفهم بمسؤوليات من سن مبكرة تصقل موهبتهم وتقوي بنيانهم الداخلي وتدخلهم عالم التجارب.
وإدخالهم في برامج تدربيهم خاصة بإعداد القادة، بالإضافة إلى التعامل معهم برقي وتشجيع وزرع الثقة بالنفس في دواخلهم، وتنمية مهارات التفوق الدراسي والحوار والعرض والتقديم والخطابة والتخطيط وحل المشكلات وإطلاق وتنفيذ المشاريع من سن مبكرة، وتحت إشراف الأبوين أو أحدهما، وهذا كله يجعل أداءهم أفضل بمراحل من غيرهم، وغالباً ما يكونون محطات مهمة في تاريخ العائلة لأنهم يرتقون بالعائلة ككل وينقلونها نقلة نوعية .
* التعامل مع المراهقين*
عندما ترى لوحة «في بيتنا مراهق» تعتقد في قرارة نفسك أن هذا البيت يعيش على صفيح ساخن، وأن طابعه الكر والفر. ومن هنا علينا أن نستعد لهذه المرحلة التي تطرأ على حياة الأسرة بالقراءة والتوعية والتثقف والتدرب حول هذه المرحلة، وكيفية التعامل مع المراهقين واحتوائهم والتقرب منهم وحسن توجيههم وتربيتهم ومد الجسور معهم وتشجيعهم على البوح والحوار والاستفادة من الطاقة الكبرى التي تصاحب هذه المرحلة الهامة.
علينا أن نعاملهم معاملة الكبار ولا نعاملهم على أنهم أطفال. وللأسف يتعامل البعض هنا معهم بالعسف والكبت والقسوة والتحدي والعناد، وهذا عكس المطلوب تماماً؛ فشخصية المراهق فيها ثلاث سمات أساسية هي: المزاجية والغموض والعناد، الذي يراد منه إثبات الوجود. وعند تفهمنا لهذه الطبيعة واستعدادنا لهذا المرحلة سوف نستخرج من هذا الإنسان المارد الإيجابي الذي بداخله بدل الدخول معه في معركة طاحنة تهلك الحرث والنسل، كما يفعل البعض بكل أسف.
* مجلس إدارة الأسرة*
من الأفكار الإبداعية التي لها أثر كبير في نفوس أفراد الأسرة، فكرة مجلس إدارة الأسرة، وهو مجلس شورى يعقد لتناول الأشياء التي تهم الأسرة، مثل السفر أو الانتقال إلى مسكن آخر، أو مناقشة إحدى مشكلات أفراد الأسرة، أو مناقشة مقترح هام مقدم يمس الأسرة.
هذا التناول الراقي يكسب أفراد الأسرة جميعاً الثقة والقوة وحسن التصرف والتدبير، ويجعلهم يفعّلون قواهم الذاتية والعقلية والنفسية بشكل يبعث على السرور ويبث روح التنافس الإيجابي وينمي الفكر الإبداعي ويربيهم على العمل الجماعي والبعد عن الأنانية داخل الأسرة ويبعدهم عن صراعات النفوذ والتمييز الذي يحدث بكل أسف بين الأولاد، أو الإحساس بالظلم أو التهميش أو الاستبداد بالعائلة، والتي غالبا ما تشعل نار الخلاف والشقاق والصراعات الخطيرة وتسلب الأسرة الراحة والاستقرار والسعادة، وتجعل الأجواء متوترة ومضطربة، مما يؤدي لانهيار العلاقات أو ضعفها، وهذا أمر خطير للغاية.
إحصاءات مخيفة
عالم الإحصاءات يأخذنا إلى أن فشل الأبناء والبنات الدراسي أو في مجال الزواج وانحرافهم الأخلاقي والسلوكي مرده غياب دور الأسرة، وضعف الإعداد والتأهيل والتحفيز والتوجيه والمتابعة، واستخدام وسائل خاطئة ومسيئة في إدارة الأسرة وقيادتها، فيجب ألا نلوم إلا أنفسنا وهنا لا نغفل أهمية دور الفرد في إعداد نفسه وتأهليها وبناء ذاته بشكل متكامل حتى وإن قصرت الأسرة او نظام التعليم في ذلك .