رائد ابو فيصل
08-07-2012, 10:13 PM
طوباس - معا - أعادت قراءات ومداخلات أدبية وذكريات أسماء حضور الأديب الكبير غسان كنفاني في ذكرى الأربعين عاماً على اغتياله. ورسم المعلم المتقاعد ونائب رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم الفارعة نافز جوابرة، والنقابي غسان قندس، والمحاضر في جامعة القدس المفتوحة زياد أبو كشك، والشاعر والباحث خضر صبح، صورة لحضور الأديب والمناضل كنفاني في يومياتهم وطفولتهم ومناهجهم، خلال ندوة نظمتها وزارة الإعلام بالتعاون مع اللجنة الشعبية للخدمات في المخيم.
وقال غسان قندس: ولد كنفاني في 9 نيسان 1936، وجئت أنا إلى الدنيا في 12 نيسان عام 1970، وحملت أنا وأربعة من طلبة الصف الاسم ذاته، وأطلق خالي محمد نصر الله اسم غسان عليّ؛ لشدة حبه به وبإبداعاته، أما مدرس اللغة الإنجليزية علي الداية، فقد كان يناديني بكنفاني دائماً. ويحمل سبعة من شبان مخيمنا اسم غسان، ومعظمنا من جيل واحد، سبق اغتيال صاحبه بسنتين.
وأضاف: عرفت عائد إلى حيفا، ورجال في الشمس، وأم سعد، وغيرها، لكنني ملكت الشعور ذاته الذي امتلكه المبدع كنفاني، وجمعتنا محنة اللجوء، فخسر هو حيفا وعكا، وخسرت أنا قرية قنير القريبة من حيفا أيضاً.
وأستعرض الأستاذ زياد أبو كشك حضور كنفاني في منهاج طلبة التربية الابتدائية في جامعة القدس المفتوحة، عبر دراسة تحليلية لرواية "أم سعد"، ومقتطفات من رواية "رجال في الشمس" التي اعتبرها النقاد ممثلة لحال التشرد، الذي ألم بشعبنا.
وقال: اعتبر النقاد رواية" ما تبقى لكم" إشارة إلى عبثية عدم المواجهة والانكسار، وصرف النظر عن المواجهة الحقيقة للمحتل، فيما شكلت" عائد إلى حيفا" ردة فعل، ومحاولة لصنع الفدائي، وهزيمة الهزيمة، فيما جاءت"أم سعد" كتطور للنموذج الإنساني، من خلال تقدم الوعي إيجابياً، والإصرار على غرس الحياة والأمل عبر عود عنب جاف، يأتي من صرتها الفقيرة، ويستقر في الأرض ليصير عنباً.
واسترد أبو كشك، دلالات اسم غسان اللغوية، والذي يعني أقصى القلب، وحدة الشباب، والجميل، واقتراب انطلاق الليل. مشيراً إلى خلو مناهج الصفوف: العاشر والحادي والثاني عشر من ذكر كنفاني وروائعه.
وأشار الأستاذ نافز جوابرة إلى القاسم المشترك بين غسان ومن عاشوا محنة اللجوء، إذ تقف أعماله للحديث عن الوطن، والجرح، والخيمة. فينما هاجر بنفسه إلى سوريا ولبنان، وقضى شهيداً في اغتيال تكرر لاحقاً، ولا زال في المنافي والداخل الفلسطيني.
وأضاف: بحكم دراستنا في مناهج تحت الاحتلال، لم نقرأ أعمال كنفاني الرائعة، وعرفناها من خلال المنهاج الخفي، وأدب السجون، والشعارات الوطنية التي كتبها الشبان، خلال الانتفاضة الشعبية عام 1987، وبعض الأعمال التلفزيونية التي اقتبست أعماله.
وقال الباحث خضر صبح، إن ما يجمعه بغسان كنفاني علاقة روحية، تتسلح بالأثر النفسي الهائل الذي تركه في المتلقي، فرواية" رجال في الشمس"، تمتلك أثراً روحياً هائلاً، وتوصل إلى استنتاج يرسم الموت القاسي، لمن يفر من فلسطين ويتخلى عن المقاومة، بحثاً عن الثراء. والقاسي في الرواية، أن من وجد نفسه في الخزان، لم يمتلك الجرأة للدق على جدرانه، ليقضي في موت اسود، ولتصل صورة الألم أقسى حالاتها، حينما تخلص سائق الصهريج الجثث في مكب للقمامة!
يتابع: في منهاج الصف السابع إشارة لرجال في الشمس، لكن أحدى الأسئلة التي تتصل بالنص المدرسي، تحمل دلالة قاسية تبعث على الاستغراب من الطرح، حينما يوجه السؤال عن التصور لما كان سيكون عليه الحال، لو دق المحاصرون جدران الخزان بالفعل.
فيما نسج منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف صورة التشابه بين" رجال في الشمس"، وما ألم بمجموعة من النساء العاملات، اللواتي كن يتهربن في شاحنة للوصول إلى ما وراء الفاصل الأخضر، خلال عام 2003، وجرى اعتقالهن.
وقال: بالرغم من اختلاف الزمن والمكان، إلا أن "نساء في الشاحنة"، القصة القصيرة التي دمجت الأدب بالواقع، ونالت جازة في القصة القصيرة عام 2004 ، من مجلة ديوان العرب، في منافسة استضافتها العاصمة المصرية، إلا أن المرارة واحدة، وتبعث على الموت أو الإذلال.
وأضاف خلف: يأتي استحضار كنفاني في ندوة الوزارة لتخليد ذكرى الأديب والصحافي الذي أنتج في زمن مبكر ثمانية عشر كتاباً، وكتب مئات المقالات في الثقافة والسياسة والكفا ، في وقت تُرجمت معظم أعماله إلى سبع عشرة لغة، ونُشرت في أكثر من 20 بلداً، وتمّ إخراج بعضها في أعمال مسرحية وبرامج إذاعية في بلدان عربية وأجنبية عدة.
وقال غسان قندس: ولد كنفاني في 9 نيسان 1936، وجئت أنا إلى الدنيا في 12 نيسان عام 1970، وحملت أنا وأربعة من طلبة الصف الاسم ذاته، وأطلق خالي محمد نصر الله اسم غسان عليّ؛ لشدة حبه به وبإبداعاته، أما مدرس اللغة الإنجليزية علي الداية، فقد كان يناديني بكنفاني دائماً. ويحمل سبعة من شبان مخيمنا اسم غسان، ومعظمنا من جيل واحد، سبق اغتيال صاحبه بسنتين.
وأضاف: عرفت عائد إلى حيفا، ورجال في الشمس، وأم سعد، وغيرها، لكنني ملكت الشعور ذاته الذي امتلكه المبدع كنفاني، وجمعتنا محنة اللجوء، فخسر هو حيفا وعكا، وخسرت أنا قرية قنير القريبة من حيفا أيضاً.
وأستعرض الأستاذ زياد أبو كشك حضور كنفاني في منهاج طلبة التربية الابتدائية في جامعة القدس المفتوحة، عبر دراسة تحليلية لرواية "أم سعد"، ومقتطفات من رواية "رجال في الشمس" التي اعتبرها النقاد ممثلة لحال التشرد، الذي ألم بشعبنا.
وقال: اعتبر النقاد رواية" ما تبقى لكم" إشارة إلى عبثية عدم المواجهة والانكسار، وصرف النظر عن المواجهة الحقيقة للمحتل، فيما شكلت" عائد إلى حيفا" ردة فعل، ومحاولة لصنع الفدائي، وهزيمة الهزيمة، فيما جاءت"أم سعد" كتطور للنموذج الإنساني، من خلال تقدم الوعي إيجابياً، والإصرار على غرس الحياة والأمل عبر عود عنب جاف، يأتي من صرتها الفقيرة، ويستقر في الأرض ليصير عنباً.
واسترد أبو كشك، دلالات اسم غسان اللغوية، والذي يعني أقصى القلب، وحدة الشباب، والجميل، واقتراب انطلاق الليل. مشيراً إلى خلو مناهج الصفوف: العاشر والحادي والثاني عشر من ذكر كنفاني وروائعه.
وأشار الأستاذ نافز جوابرة إلى القاسم المشترك بين غسان ومن عاشوا محنة اللجوء، إذ تقف أعماله للحديث عن الوطن، والجرح، والخيمة. فينما هاجر بنفسه إلى سوريا ولبنان، وقضى شهيداً في اغتيال تكرر لاحقاً، ولا زال في المنافي والداخل الفلسطيني.
وأضاف: بحكم دراستنا في مناهج تحت الاحتلال، لم نقرأ أعمال كنفاني الرائعة، وعرفناها من خلال المنهاج الخفي، وأدب السجون، والشعارات الوطنية التي كتبها الشبان، خلال الانتفاضة الشعبية عام 1987، وبعض الأعمال التلفزيونية التي اقتبست أعماله.
وقال الباحث خضر صبح، إن ما يجمعه بغسان كنفاني علاقة روحية، تتسلح بالأثر النفسي الهائل الذي تركه في المتلقي، فرواية" رجال في الشمس"، تمتلك أثراً روحياً هائلاً، وتوصل إلى استنتاج يرسم الموت القاسي، لمن يفر من فلسطين ويتخلى عن المقاومة، بحثاً عن الثراء. والقاسي في الرواية، أن من وجد نفسه في الخزان، لم يمتلك الجرأة للدق على جدرانه، ليقضي في موت اسود، ولتصل صورة الألم أقسى حالاتها، حينما تخلص سائق الصهريج الجثث في مكب للقمامة!
يتابع: في منهاج الصف السابع إشارة لرجال في الشمس، لكن أحدى الأسئلة التي تتصل بالنص المدرسي، تحمل دلالة قاسية تبعث على الاستغراب من الطرح، حينما يوجه السؤال عن التصور لما كان سيكون عليه الحال، لو دق المحاصرون جدران الخزان بالفعل.
فيما نسج منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف صورة التشابه بين" رجال في الشمس"، وما ألم بمجموعة من النساء العاملات، اللواتي كن يتهربن في شاحنة للوصول إلى ما وراء الفاصل الأخضر، خلال عام 2003، وجرى اعتقالهن.
وقال: بالرغم من اختلاف الزمن والمكان، إلا أن "نساء في الشاحنة"، القصة القصيرة التي دمجت الأدب بالواقع، ونالت جازة في القصة القصيرة عام 2004 ، من مجلة ديوان العرب، في منافسة استضافتها العاصمة المصرية، إلا أن المرارة واحدة، وتبعث على الموت أو الإذلال.
وأضاف خلف: يأتي استحضار كنفاني في ندوة الوزارة لتخليد ذكرى الأديب والصحافي الذي أنتج في زمن مبكر ثمانية عشر كتاباً، وكتب مئات المقالات في الثقافة والسياسة والكفا ، في وقت تُرجمت معظم أعماله إلى سبع عشرة لغة، ونُشرت في أكثر من 20 بلداً، وتمّ إخراج بعضها في أعمال مسرحية وبرامج إذاعية في بلدان عربية وأجنبية عدة.