أبو يوسف
08-03-2009, 10:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حذف النون من مضارع (كان)
أبو البيان
(كان)رأس الأفعال الناسخة التي ترفع الاسم وتنصب الخبر ، وهي تعمل هذا العمل سواء أكانت ماضيا (كان) أم مضارعا(يكون) أم أمرا(كُنْ) أم اسم فاعل(كائن) أم مصدرا (كَوْن).
وتختص (كان) من بين أخواتها بأمور منها : جواز حذف النون من مضارعها بشروط :
الأول:أن تكون مضارعا مجزوما،علامة جزمه السكون.
الثاني:أن يكون الحرف الواقع بعد النون متحركا.
الثالث:أن يكون الحذف في الوصل لا في الوقف.
الرابع : أن يكون غير متصل بضمير نصب.
ومن أمثلة ما تحققت فيه هذه الشروط في القرآن الكريم:
- قوله تعالى : (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإنْ تكُ حسنةً يضاعفْها ويؤتِ من لدنه أجرا عظيما) [النساء /40]
- وقوله تعالى: (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يكُ من المشركين)[النحل /120]
- وقوله تعالى : ( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تكُ في ضيق مما يمكرون )[النحل /128]
- وقوله تعالى: ( قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أَكُ بغيا)[مريم/20]
- وقوله تعالى : ( قالوا لم نَكُ من المصلين * ولم نَكُ نطعم المسكين)[المدثر / 43،44]
فأنت تلاحظ أن الأفعال ( تكون – يكون – تكون – أكون – نكون ) في الآيات المباركات حذفت نونها تخفيفا.
وقد تحققت فيها شروط الحذف التي ذكرتها سابقا ، فهي مضارعة ، مجزومة ، علامة جزمها السكون ، وما بعد النون حرف متحرك ، ولم يتصل بها ضمير نصب، والحذف في الوصل .
فمثلا الفعل في الآية الأولى أصله: ( يكوْنْ) اجتمع ساكنان – بعد الجزم- فحذف أولهما تخفيفا( الواو) فصار ( يكنْ) ثم حذفت النون تخفيفا أيضا ، عندما تحققت في الفعل شروط الحذف ، فصار ( يَكُ).
وهذا الحذف جائز ، لا واجب.
قال ابن مالك في ألفيته:
ومِنْ مضارعٍ ل " كان " مُنْجَزِمْ =تُحذفُ نونٌ وهو حذفٌ ما التُزِمْ
ولذلك فقد وردت آيات في القرآن الكريم لم تُحذف فيها هذه النون مع توفر شروط الحذف ، ومن هذه الآيات :
- قوله تعالى: (وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما)[النساء/113]
- وقوله تعالى: (يابني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين)[هود/42]
- وقوله تعالى: ( قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون) [الحجر/33]
- وقوله تعالى : ( قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا)[مريم/ 4]
أما إذا لم تتحقق شروط الحذف أو أحدها ، فإنه يمتنع حذف هذه النون :
وذلك إذا كان مضارع ( كان) مرفوعا ، كما في قوله تعالى: ( فسوف تعلمون مَنْ تكونُ له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون) [الأنعام /135]
أو كان منصوبا كما في قوله تعالى : ( قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آبائنا وتكونَ لكما الكبرياء في الأرض)[يونس/78]
أوكان مجزوما ، وعلامة جزمه حذف النون، كما في قوله تعالى: ( أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين)[الشعراء/181]
وقوله تعالى: ( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم)[النور/32]
أوكان الحرف الواقع بعد النون ساكنا ، كما في قوله تعالى: ( لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا)[النساء/137]
وقوله تعالى: ( لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا) [النساء/168]
وقوله تعالى: ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب)[البينة/1]
وقد أجازه يونس بن حبيب ، مستشهدا بأبيات عن العرب ، منها قول الشاعر:
فإنْ تكُ المرآةُ أبدتْ وسامةً= فقد أبدت المرآةُ جبهةَ ضَيْغَم
أوكانت النون موقوفا عليها ، نحو " ما شاء الله كانَ ، وما لم يشأ لم يكنْ "
أو اتصل بها ضمير نصب ، كما في قول النبي ( صلى الله عليه وسلم) لعمر بن الخطاب ( رضي الله عنه) عندما أراد أن يقتل بن صياد ظنا منه أنه الدجال : " إنْ يَكُنْه فلن تسلَّطَ عليه ، وإلا يَكُنْه فلا خير لك في قتله"
خلاصة القول : -
أن حذف النون من مضارع (كان) جائز بشروط ،وقد ورد في القرآن الكريم بالحذف وبدونه مع تحقق الشروط ، أما إذا لم تتحقق هذه الشروط ، أوأحدها فلا يجوز الحذف مطلقا.
والله تعالى أعلم
حذف النون من مضارع (كان)
أبو البيان
(كان)رأس الأفعال الناسخة التي ترفع الاسم وتنصب الخبر ، وهي تعمل هذا العمل سواء أكانت ماضيا (كان) أم مضارعا(يكون) أم أمرا(كُنْ) أم اسم فاعل(كائن) أم مصدرا (كَوْن).
وتختص (كان) من بين أخواتها بأمور منها : جواز حذف النون من مضارعها بشروط :
الأول:أن تكون مضارعا مجزوما،علامة جزمه السكون.
الثاني:أن يكون الحرف الواقع بعد النون متحركا.
الثالث:أن يكون الحذف في الوصل لا في الوقف.
الرابع : أن يكون غير متصل بضمير نصب.
ومن أمثلة ما تحققت فيه هذه الشروط في القرآن الكريم:
- قوله تعالى : (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإنْ تكُ حسنةً يضاعفْها ويؤتِ من لدنه أجرا عظيما) [النساء /40]
- وقوله تعالى: (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يكُ من المشركين)[النحل /120]
- وقوله تعالى : ( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تكُ في ضيق مما يمكرون )[النحل /128]
- وقوله تعالى: ( قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أَكُ بغيا)[مريم/20]
- وقوله تعالى : ( قالوا لم نَكُ من المصلين * ولم نَكُ نطعم المسكين)[المدثر / 43،44]
فأنت تلاحظ أن الأفعال ( تكون – يكون – تكون – أكون – نكون ) في الآيات المباركات حذفت نونها تخفيفا.
وقد تحققت فيها شروط الحذف التي ذكرتها سابقا ، فهي مضارعة ، مجزومة ، علامة جزمها السكون ، وما بعد النون حرف متحرك ، ولم يتصل بها ضمير نصب، والحذف في الوصل .
فمثلا الفعل في الآية الأولى أصله: ( يكوْنْ) اجتمع ساكنان – بعد الجزم- فحذف أولهما تخفيفا( الواو) فصار ( يكنْ) ثم حذفت النون تخفيفا أيضا ، عندما تحققت في الفعل شروط الحذف ، فصار ( يَكُ).
وهذا الحذف جائز ، لا واجب.
قال ابن مالك في ألفيته:
ومِنْ مضارعٍ ل " كان " مُنْجَزِمْ =تُحذفُ نونٌ وهو حذفٌ ما التُزِمْ
ولذلك فقد وردت آيات في القرآن الكريم لم تُحذف فيها هذه النون مع توفر شروط الحذف ، ومن هذه الآيات :
- قوله تعالى: (وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما)[النساء/113]
- وقوله تعالى: (يابني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين)[هود/42]
- وقوله تعالى: ( قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون) [الحجر/33]
- وقوله تعالى : ( قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا)[مريم/ 4]
أما إذا لم تتحقق شروط الحذف أو أحدها ، فإنه يمتنع حذف هذه النون :
وذلك إذا كان مضارع ( كان) مرفوعا ، كما في قوله تعالى: ( فسوف تعلمون مَنْ تكونُ له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون) [الأنعام /135]
أو كان منصوبا كما في قوله تعالى : ( قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آبائنا وتكونَ لكما الكبرياء في الأرض)[يونس/78]
أوكان مجزوما ، وعلامة جزمه حذف النون، كما في قوله تعالى: ( أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين)[الشعراء/181]
وقوله تعالى: ( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم)[النور/32]
أوكان الحرف الواقع بعد النون ساكنا ، كما في قوله تعالى: ( لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا)[النساء/137]
وقوله تعالى: ( لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا) [النساء/168]
وقوله تعالى: ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب)[البينة/1]
وقد أجازه يونس بن حبيب ، مستشهدا بأبيات عن العرب ، منها قول الشاعر:
فإنْ تكُ المرآةُ أبدتْ وسامةً= فقد أبدت المرآةُ جبهةَ ضَيْغَم
أوكانت النون موقوفا عليها ، نحو " ما شاء الله كانَ ، وما لم يشأ لم يكنْ "
أو اتصل بها ضمير نصب ، كما في قول النبي ( صلى الله عليه وسلم) لعمر بن الخطاب ( رضي الله عنه) عندما أراد أن يقتل بن صياد ظنا منه أنه الدجال : " إنْ يَكُنْه فلن تسلَّطَ عليه ، وإلا يَكُنْه فلا خير لك في قتله"
خلاصة القول : -
أن حذف النون من مضارع (كان) جائز بشروط ،وقد ورد في القرآن الكريم بالحذف وبدونه مع تحقق الشروط ، أما إذا لم تتحقق هذه الشروط ، أوأحدها فلا يجوز الحذف مطلقا.
والله تعالى أعلم