abohmam
11-03-2009, 11:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهمية القراءة :
القراءة هي الصلة بين الإنسان وبين المعارف والعلوم قديمها وحديثها .
وهي الوسيلة الأساسية في ملء الفراغ .
وهي أهم وسيلة لنقل المعلومات .
وهي من أهم الوسائل لتحصيل العلم الشرعي .
وتقرأ لتعرف مؤامرة أعداء الإسلام وشبهات الضالين .
وتقرأ لتشغل نفسك عن الباطل ، لأن النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية .
وهي وسيلة للترويح والتسلية .
ووسيلة للاستفادة من أخطاء الآخرين .
القراءة وسيلة تربوية .
القارئ محبوب عند الناس ومحل ثقتهم .
كثرة الكتب والقراءة المنوعة تنتج لنا إنسانًا مثقفًا .
وتقرأ لتكون لديك قدرة على التحليل وإبداء الرأي
مزايا الكتاب :
- الكتاب جار بار ومعلم خاضع ورفيق مطاوع لا يعصيك أبداً … هل رأيت معلمًا يخضع للتلميذ ؟ كذلك الكتاب يخضع للقارئ .
- والكتاب يجمع الحكم الحسنة والعقول الناضجة وأخبار القرون الماضية والبلاد المترامية
- والكتاب يقوي العزيمة ويؤنس الوحشة … يفيد ويعطي ولا يأخذ ..
- والكتب لا تعرف الفواصل الزمانية ولا المكانية ولا الحدود الجغرافية .. يستطيع القارئ أن يعيش في كل العصور وفي كل الممالك والأقطار … قال الجاحظ في الكتاب : " نعم الجليس والعدة ، ونعم الأنيس لساعة الوحدة ، ونعم المعرفة في بلاد الغربة ، ونعم القرين والدخيل ، ونعم الوزير والنزيل ، إن شئت ضحكت من نوادره ، وإن شئت أشجتك مواعظه ، يجمع لك الأول والآخر والخفي والظاهر ، ينطق عن الموتى ، ويترجم عن الأحياء ، أكتم للسر من صاحب السر ، وأحفظ للوديعة من أرباب الوديعة ، لا يعاملك بالمكر ولا يخدعك بالنفاق ، ولا يحتال عليك بالكذب ، والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك وشجن طباعك ، وبسط لسانك ، وفخم ألفاظك ، وعرفت به في شهر ما لا تعرفه من أقوال الرجال في دهر ، والكتاب هو الذي يطيعك بالليل والنهار ، ويطيعك في السفر كطاعته في الحضر ، ولا يحتمل بالنوم ، ولا يعتريه كلل السفر " وقال العقاد : " إنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا ، وحياة واحدة لا تكفيني ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة … والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد .. لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق وإن كانت لا تعطيها بمقدار الحساب "
حب العلماء للكتب والقراءة قديمًا :
قال الحسن اللؤلؤي : " لقد عبرت عامًا ما قمت ولا نمت إلا والكتاب على صدري "
كان الزهري رحمه الله : قد جمع من الكتب شيئًا عظيمًا ، وكان يلازمها ملازمة شديدة ، حتى إن زوجته قالت : والله إن هذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر "
وقيل لبعضهم : من يؤنسك : فضرب بيده على كتبه ، وقال : هذه ، فقيل من الناس … قال : الذين فيها "
وقال ابن القيم رحمه الله : وأعرف من أصابه مرض من صداع وحمى ، وكان الكتاب عند رأسه ، فإذا وجد إفاقة قرأ فيه ، فإذا غلب عليه وضعه .
وكان الخطيب البغدادي يمشي وفي يده جزءٌ يطالعه .
وكان أبوبكر النحوي يدرس في أوقاته كلها حتى في طريقه … وكان ربما سقط في جرف أو خبطته دابة .
ويقال إن الجاحظ لم يقع في يده كتاب قط إلا استوفى قراءته ، حتى إنه كان يكتري دكاكين الكتابين ويبيت فيها للمطالعة .
وقال أبو العباس المبرد : وأما إسماعيل ابن إسحاق .. فإني ما دخلت عليه إلا وفي يده كتاب ينظر فيه ، أو يقلب الكتب لطلب كتاب ينظر فيه .
وكان بعضهم ينام والدفاتر حول فراشه ينظر فيها متى انتبه من نومه وقبل أن ينام .
قال ابن الجوزي : " وإني أخبر عن حالي ما أشبع من مطالعة الكتب ، وإذا رأيت كتابًا لم أره فكأني وقعت على كنز … ثم يقول : ولو قلت إني طالعته عشرين ألف مجلد كان أكثر وأنا بعده في الطلب .
وقال بعضهم : إذا استحسنت الكتاب واستجدته ورجوت منه الفائدة ورأيت ذلك فيه فلو تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظر كم بقي من أوراقي مخافة استنفاده .
واشترى الفيروزبادي بخمسين ألف مثقال ذهبًا كتبًا ، وكان لا يسافر إلا ومعه أحمال منها ينظر فيه كل ما نزل في سفره .
وكان الإمام أبو داود صاحب السنن له كُمٌ واسع وكُمٌ ضيق … وقيل له ما هذا ؟ فقال الواسع للكتب والآخر لا يُحتاج إليه .
وكان عند بعضهم خزانة كتب ليس فيها كتاب إلا وله ثلاث نسخ .
حب القراءة والكتب عند العلماء حديثًا :
هذا شيخ الألباني رحمه الله يمكث على السلم الساعات الطوال في المكتبة الظاهرية ، وهو يطلع على الكتب ويذهب موظفي المكتبة وهو لا يزال في غرفته يقرأ .
وقال الشيخ علي الطنطاوي : تبلغ مدة قراءتي عشرة ساعات يوميًا .
وهذا الشيخ الشنقيطي : يحترق بيته ويمتلئ بالدخان وهو لا يزال يقرأ لا يعلم ما يحدث في بيته .
وآخر يحذره الأطباء من القراءة لضررها الشديد على عينه ، ويواصل القراءة رغم تحذيراتهم له .
وآخر يقول : إذا لم أقرأ في اليوم أكثر من مائة صفحة يصيبني صداع .
وآخر يقول : أشعر بنقص في حياتي اليومية .
القراءة عند الغرب وقيمة الكتب عندهم :
قال أحدهم : الكتب مفاتيح خزائن الحكمة .
وقال آخر : إذا كان الكتاب جديراً بالقراءة فإنه جديرٌ بأن يُشترى .
وقال آخر : الكتب هي ثروة العالم المخزونة والإرث المناسب للأجيال والأمم .
وقال آخر : عندما نجمع الكتب فإننا نجمع السعادة .
وقال آخر : المطالعة بالنسبة إلى العقل كالرياضة بالنسبة للجسم .
وقال آخر : لا أحد يمكن أن يقرأ بفائدة ما لم يستطع أن يقرأ بمتعة .
وقال آخر : إنه من الأفضل لك أن تزخر مكتبتك بالكتب من أن تملئ محفظتك بالنقود
أسباب العداوة بين الناس والكتب :
سرعة الملل وقلة الصبر وفقدان الجلد في المكث والعكوف الذي تتطلبه القراءة .
عدم معرفة أهمية القراءة وفضلها ، والإنسان عدو ما يجهله .
طول الكتاب أو الموضوع .
قراءة الكتب الصعبة قبل السهلة .
علو أسلوب الكاتب والموضوع .
عدم معرفة المصطلحات في الكتب .
عدم وجود الأقران الذين يحثون أصدقائهم على القراءة .
الانشغال بالمجلات التافهة والصحف الرياضية .
عدم الاستشارة في اقتناء الكتب .
التردد وعدم التركيز .
الكسل ودنو الهمة والرضا بالدون ، وكأنه خُلق للأكل والشرب والنوم فقط .
الانشغال بالملهيات : كالتلفاز والدش ومتابعة المباريات ولعب الورقة ويبخلون بساعة للقراءة ويقولون : ليس لدينا وقت .
الانهماك في مشاغل الدنيا وحب التزود .
العكوف على استماع الأشرطة الإسلامية ، ولا نقول لا تسمع ولكن اجعل له الأوقات المناسبة كالراحة والسيارة .
ارتفاع أسعار الكتب .
سوء الطباعة .
العلاج :
1. معرفة فضل العلم وشرف أهله وبيان أهمية القراءة وأنها من أهم الوسائل التحصيلية للعلم الشرعي … ومن فوائد العلم الشرعي :
ا.أن تعلم أن تعلُّم العلم الشرعي عليه مدار صحة الأعمال .
ب.الأنس بكلام الله وكلام أنبيائه وأقوال العلماء .
ج. حفظ الوقت وملئه بما يفيد .
د . وبه يبعد الإنسان عن قرناء السوء والعادات السيئة .
2. زيارة المكتبات ومعارض الكتب .
3. إنشاء مكتبة في البيت بشكل منظم وأنيق .
4. الاهتمام بطبعات الكتب والبحث عن الأفضل .
5. اقرأ الكتب السهلة .
6. جالس عشاق الكتب والقراءة .
7. اسأل عن الإشكالات من هو أعلم منك .
8. ابتعد عن سفاسف الأمور وحب الدنيا واجعل همتك عالية .
9. اقرأ الكتب المشوقة والجذابة .
10. استشر من أهل الاستشارة .
11. اقرأ بتركيز شديد .
12.اجعل لك وقتًا محدداً للقراءة ملزومًا به مهما كانت الظروف والأحوال .
13.اصبر وصابر ولا تستعجل الثمرة .
14.عليك بالاستمرار في القراءة مهما كانت النتيجة وعليك بالدعاء .
كيف تقرأ كتابًا وتستفيد من قراءتك
أ . نصائح قبل القراءة :
اختيار الكتاب المناسب والمفيد لك .. وخاصة في أمور العبادة أو غيره .
اختيار الوقت والمكان المناسب .
منع الشواغل والصوارف .
اتخاذ الوضع المريح عند القراءة .
دع العجلة والحماس الزائد .
حدد فترة معينة تنهي فيه الكتاب … أسبوع ، شهر ، سنة .
إن كان ما تقرئه شرعيًا فالأفضل أن تقرئه على شيخ أو طالب علم ، وهذا له عدة فوائد ومنها :
أ . الارتباط بمواعيد ثابتة تشجع على المواصلة وتمنع الفتور .
ب. الحماية من التصحيف واللحن في القراءة .
ج. الحماية من سوء الفهم .
د. السؤال عن الإشكال
ب.نصائح أثناء القراءة :
اقرأ المقدمة لأنها توضح منهج المؤلف وتذكر بعض المصطلحات الواردة في الكتاب .
اقرأ بتركيز وانتباه .
اصطصحب القلم حال القراءة وضع الخطوط والعلامات على الأشياء المشكلة أو الفوائد المستنبطة أو بعض الغرائب وإن كان يحتاج الكتاب إلى تقسيم فقسمه على هيئة سؤال وجواب .
تجاوب حال القراءة ….. اضحك …. استغرب …. ابكي ..
اجعل عندك قاموسًا في اللغة للكلمات الصعبة مثل " مختار الصحاح "
اسأل أهل العلم عن الأشياء الغير المفهومة والصعبة .
اقرأ قراءة ناقد خبير ومستنبط ورابط للأفكار .
تجاوز ما لا تفهمه حتى توفر لك الوقت .
الانتباه من الأخطاء المطبعية والاسقاطات والإشارة إلى ذلك .
إذا حصل لك الملل من فن أو كتاب معين انتقل إلى كتاب أو فنٍ آخر ، ثم العودة إلى الكتاب نفسه .
لا تضع الكتاب حتى تنهي ما قررت لنفسك من الصفحات .
اللجوء إلى الله إذا استغلق الفهم
ج. نصائح بعد القراءة :
قيد الفوائد المهمة واللآلئ الجميلة والحكم والقصص في دفتر خاص سيصبح بعد ذلك عنده كنز لن تفرط فيه أبداً وحصيلة رائعة .
اتباع القراءة بالعمل كالصلاة والحج والأذكار .
إعادة القراءة لتثبت المعلومات .
احفظ بعضًا مما قرأت وحدث به إخوانك .
اجعل لك درسًا تلقيه على بعض الأخوة لأن هذا مدعاة لتثبيت المعلومات .
حاول أن تقرأ في جميع العلوم والفنون المتنوعة وبعد ذلك حاول أن تتخصص في فن أو علم معين .
7. إذا انتهيت من الكتاب :
- احفظ اسم الكتاب والمؤلف .
- والموضوع العام الذي تكلم عنه الكتاب .
أدبيات في القراءة والكتب :
قال الشاعر:
نعم الأنيس إذا خلوت كتاب تلهو به إن خانك الأصحاب
لا مفشيًا سرا إذا استودعته وتناله منه حكمه وصواب
وقال شاعر آخر :
لنا جلساء ما نمل حديثهم =أحبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
يفيدوننا من رأيهم علم من مضى =وعقلاً وتأديبًا ورأيًا مسددا
بلا مؤنة تخشى ولا سوء عشرة= ولا نتقي منهم لسانًا ولا يدا
فإن قلت موتى فلست بكاذب =وإن قلت أحياء فلست مفندا
وقال الشاعر :
ومحبرة تجالسني نهاري أحب= لي من أنس الصديق
ورزمة كاغد في البيت عندي = أحب إليَّ من عدل الدقيق
ولطمت عالم في الخد منى = ألذُّ لدي من شرب الرحيق
وقال آخر :
أجل مصائب الرجل العليم = مصائبه بأسفار العلومي
إذا فُقد الكتاب فذاك خطب= عظيم قد يجل على العظيم
كم قد مات أسف عليها= أناس في الحديث وفي القديم
هذه بعض الكتب المشوقة للمبتدئ :
قصص من التاريخ وصور وخواطر وجميع كتب علي الطنطاوي .
أخبار الحمقي والمغفلين والأذكياء لابن الجوزي .
المستطرف للابشيهي .
صور من حياة الصحابة والتابعين .
قصص وروايات محمد حرب .
قصص اللواء محمود شيت الخطاب .
كتب الشعر والأدب وقصص التاريخ والتراجم .
قصص نجيب الكيلاني .
أهم المراجع :
كيف تقرأ كتابًا لمحمد صالح المنجد .
الطرق الجامعة للقراءة النافعة لمحمد حسن بن عقيل موسى .
خير جليس محمد الدويش .
وكتب أخرى .
وفى الختام كان هذا بحثا قيما وجدته فى أحد زوايا قرصي الصلب فنقلته لكم للفائدة وأبتغى الخير للجميع والثواب من الله عز وجل
ولاتنسونا من خالص الدعاء
ابوهمام
:abc_152:
.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهمية القراءة :
القراءة هي الصلة بين الإنسان وبين المعارف والعلوم قديمها وحديثها .
وهي الوسيلة الأساسية في ملء الفراغ .
وهي أهم وسيلة لنقل المعلومات .
وهي من أهم الوسائل لتحصيل العلم الشرعي .
وتقرأ لتعرف مؤامرة أعداء الإسلام وشبهات الضالين .
وتقرأ لتشغل نفسك عن الباطل ، لأن النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية .
وهي وسيلة للترويح والتسلية .
ووسيلة للاستفادة من أخطاء الآخرين .
القراءة وسيلة تربوية .
القارئ محبوب عند الناس ومحل ثقتهم .
كثرة الكتب والقراءة المنوعة تنتج لنا إنسانًا مثقفًا .
وتقرأ لتكون لديك قدرة على التحليل وإبداء الرأي
مزايا الكتاب :
- الكتاب جار بار ومعلم خاضع ورفيق مطاوع لا يعصيك أبداً … هل رأيت معلمًا يخضع للتلميذ ؟ كذلك الكتاب يخضع للقارئ .
- والكتاب يجمع الحكم الحسنة والعقول الناضجة وأخبار القرون الماضية والبلاد المترامية
- والكتاب يقوي العزيمة ويؤنس الوحشة … يفيد ويعطي ولا يأخذ ..
- والكتب لا تعرف الفواصل الزمانية ولا المكانية ولا الحدود الجغرافية .. يستطيع القارئ أن يعيش في كل العصور وفي كل الممالك والأقطار … قال الجاحظ في الكتاب : " نعم الجليس والعدة ، ونعم الأنيس لساعة الوحدة ، ونعم المعرفة في بلاد الغربة ، ونعم القرين والدخيل ، ونعم الوزير والنزيل ، إن شئت ضحكت من نوادره ، وإن شئت أشجتك مواعظه ، يجمع لك الأول والآخر والخفي والظاهر ، ينطق عن الموتى ، ويترجم عن الأحياء ، أكتم للسر من صاحب السر ، وأحفظ للوديعة من أرباب الوديعة ، لا يعاملك بالمكر ولا يخدعك بالنفاق ، ولا يحتال عليك بالكذب ، والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك وشجن طباعك ، وبسط لسانك ، وفخم ألفاظك ، وعرفت به في شهر ما لا تعرفه من أقوال الرجال في دهر ، والكتاب هو الذي يطيعك بالليل والنهار ، ويطيعك في السفر كطاعته في الحضر ، ولا يحتمل بالنوم ، ولا يعتريه كلل السفر " وقال العقاد : " إنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا ، وحياة واحدة لا تكفيني ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة … والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد .. لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق وإن كانت لا تعطيها بمقدار الحساب "
حب العلماء للكتب والقراءة قديمًا :
قال الحسن اللؤلؤي : " لقد عبرت عامًا ما قمت ولا نمت إلا والكتاب على صدري "
كان الزهري رحمه الله : قد جمع من الكتب شيئًا عظيمًا ، وكان يلازمها ملازمة شديدة ، حتى إن زوجته قالت : والله إن هذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر "
وقيل لبعضهم : من يؤنسك : فضرب بيده على كتبه ، وقال : هذه ، فقيل من الناس … قال : الذين فيها "
وقال ابن القيم رحمه الله : وأعرف من أصابه مرض من صداع وحمى ، وكان الكتاب عند رأسه ، فإذا وجد إفاقة قرأ فيه ، فإذا غلب عليه وضعه .
وكان الخطيب البغدادي يمشي وفي يده جزءٌ يطالعه .
وكان أبوبكر النحوي يدرس في أوقاته كلها حتى في طريقه … وكان ربما سقط في جرف أو خبطته دابة .
ويقال إن الجاحظ لم يقع في يده كتاب قط إلا استوفى قراءته ، حتى إنه كان يكتري دكاكين الكتابين ويبيت فيها للمطالعة .
وقال أبو العباس المبرد : وأما إسماعيل ابن إسحاق .. فإني ما دخلت عليه إلا وفي يده كتاب ينظر فيه ، أو يقلب الكتب لطلب كتاب ينظر فيه .
وكان بعضهم ينام والدفاتر حول فراشه ينظر فيها متى انتبه من نومه وقبل أن ينام .
قال ابن الجوزي : " وإني أخبر عن حالي ما أشبع من مطالعة الكتب ، وإذا رأيت كتابًا لم أره فكأني وقعت على كنز … ثم يقول : ولو قلت إني طالعته عشرين ألف مجلد كان أكثر وأنا بعده في الطلب .
وقال بعضهم : إذا استحسنت الكتاب واستجدته ورجوت منه الفائدة ورأيت ذلك فيه فلو تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظر كم بقي من أوراقي مخافة استنفاده .
واشترى الفيروزبادي بخمسين ألف مثقال ذهبًا كتبًا ، وكان لا يسافر إلا ومعه أحمال منها ينظر فيه كل ما نزل في سفره .
وكان الإمام أبو داود صاحب السنن له كُمٌ واسع وكُمٌ ضيق … وقيل له ما هذا ؟ فقال الواسع للكتب والآخر لا يُحتاج إليه .
وكان عند بعضهم خزانة كتب ليس فيها كتاب إلا وله ثلاث نسخ .
حب القراءة والكتب عند العلماء حديثًا :
هذا شيخ الألباني رحمه الله يمكث على السلم الساعات الطوال في المكتبة الظاهرية ، وهو يطلع على الكتب ويذهب موظفي المكتبة وهو لا يزال في غرفته يقرأ .
وقال الشيخ علي الطنطاوي : تبلغ مدة قراءتي عشرة ساعات يوميًا .
وهذا الشيخ الشنقيطي : يحترق بيته ويمتلئ بالدخان وهو لا يزال يقرأ لا يعلم ما يحدث في بيته .
وآخر يحذره الأطباء من القراءة لضررها الشديد على عينه ، ويواصل القراءة رغم تحذيراتهم له .
وآخر يقول : إذا لم أقرأ في اليوم أكثر من مائة صفحة يصيبني صداع .
وآخر يقول : أشعر بنقص في حياتي اليومية .
القراءة عند الغرب وقيمة الكتب عندهم :
قال أحدهم : الكتب مفاتيح خزائن الحكمة .
وقال آخر : إذا كان الكتاب جديراً بالقراءة فإنه جديرٌ بأن يُشترى .
وقال آخر : الكتب هي ثروة العالم المخزونة والإرث المناسب للأجيال والأمم .
وقال آخر : عندما نجمع الكتب فإننا نجمع السعادة .
وقال آخر : المطالعة بالنسبة إلى العقل كالرياضة بالنسبة للجسم .
وقال آخر : لا أحد يمكن أن يقرأ بفائدة ما لم يستطع أن يقرأ بمتعة .
وقال آخر : إنه من الأفضل لك أن تزخر مكتبتك بالكتب من أن تملئ محفظتك بالنقود
أسباب العداوة بين الناس والكتب :
سرعة الملل وقلة الصبر وفقدان الجلد في المكث والعكوف الذي تتطلبه القراءة .
عدم معرفة أهمية القراءة وفضلها ، والإنسان عدو ما يجهله .
طول الكتاب أو الموضوع .
قراءة الكتب الصعبة قبل السهلة .
علو أسلوب الكاتب والموضوع .
عدم معرفة المصطلحات في الكتب .
عدم وجود الأقران الذين يحثون أصدقائهم على القراءة .
الانشغال بالمجلات التافهة والصحف الرياضية .
عدم الاستشارة في اقتناء الكتب .
التردد وعدم التركيز .
الكسل ودنو الهمة والرضا بالدون ، وكأنه خُلق للأكل والشرب والنوم فقط .
الانشغال بالملهيات : كالتلفاز والدش ومتابعة المباريات ولعب الورقة ويبخلون بساعة للقراءة ويقولون : ليس لدينا وقت .
الانهماك في مشاغل الدنيا وحب التزود .
العكوف على استماع الأشرطة الإسلامية ، ولا نقول لا تسمع ولكن اجعل له الأوقات المناسبة كالراحة والسيارة .
ارتفاع أسعار الكتب .
سوء الطباعة .
العلاج :
1. معرفة فضل العلم وشرف أهله وبيان أهمية القراءة وأنها من أهم الوسائل التحصيلية للعلم الشرعي … ومن فوائد العلم الشرعي :
ا.أن تعلم أن تعلُّم العلم الشرعي عليه مدار صحة الأعمال .
ب.الأنس بكلام الله وكلام أنبيائه وأقوال العلماء .
ج. حفظ الوقت وملئه بما يفيد .
د . وبه يبعد الإنسان عن قرناء السوء والعادات السيئة .
2. زيارة المكتبات ومعارض الكتب .
3. إنشاء مكتبة في البيت بشكل منظم وأنيق .
4. الاهتمام بطبعات الكتب والبحث عن الأفضل .
5. اقرأ الكتب السهلة .
6. جالس عشاق الكتب والقراءة .
7. اسأل عن الإشكالات من هو أعلم منك .
8. ابتعد عن سفاسف الأمور وحب الدنيا واجعل همتك عالية .
9. اقرأ الكتب المشوقة والجذابة .
10. استشر من أهل الاستشارة .
11. اقرأ بتركيز شديد .
12.اجعل لك وقتًا محدداً للقراءة ملزومًا به مهما كانت الظروف والأحوال .
13.اصبر وصابر ولا تستعجل الثمرة .
14.عليك بالاستمرار في القراءة مهما كانت النتيجة وعليك بالدعاء .
كيف تقرأ كتابًا وتستفيد من قراءتك
أ . نصائح قبل القراءة :
اختيار الكتاب المناسب والمفيد لك .. وخاصة في أمور العبادة أو غيره .
اختيار الوقت والمكان المناسب .
منع الشواغل والصوارف .
اتخاذ الوضع المريح عند القراءة .
دع العجلة والحماس الزائد .
حدد فترة معينة تنهي فيه الكتاب … أسبوع ، شهر ، سنة .
إن كان ما تقرئه شرعيًا فالأفضل أن تقرئه على شيخ أو طالب علم ، وهذا له عدة فوائد ومنها :
أ . الارتباط بمواعيد ثابتة تشجع على المواصلة وتمنع الفتور .
ب. الحماية من التصحيف واللحن في القراءة .
ج. الحماية من سوء الفهم .
د. السؤال عن الإشكال
ب.نصائح أثناء القراءة :
اقرأ المقدمة لأنها توضح منهج المؤلف وتذكر بعض المصطلحات الواردة في الكتاب .
اقرأ بتركيز وانتباه .
اصطصحب القلم حال القراءة وضع الخطوط والعلامات على الأشياء المشكلة أو الفوائد المستنبطة أو بعض الغرائب وإن كان يحتاج الكتاب إلى تقسيم فقسمه على هيئة سؤال وجواب .
تجاوب حال القراءة ….. اضحك …. استغرب …. ابكي ..
اجعل عندك قاموسًا في اللغة للكلمات الصعبة مثل " مختار الصحاح "
اسأل أهل العلم عن الأشياء الغير المفهومة والصعبة .
اقرأ قراءة ناقد خبير ومستنبط ورابط للأفكار .
تجاوز ما لا تفهمه حتى توفر لك الوقت .
الانتباه من الأخطاء المطبعية والاسقاطات والإشارة إلى ذلك .
إذا حصل لك الملل من فن أو كتاب معين انتقل إلى كتاب أو فنٍ آخر ، ثم العودة إلى الكتاب نفسه .
لا تضع الكتاب حتى تنهي ما قررت لنفسك من الصفحات .
اللجوء إلى الله إذا استغلق الفهم
ج. نصائح بعد القراءة :
قيد الفوائد المهمة واللآلئ الجميلة والحكم والقصص في دفتر خاص سيصبح بعد ذلك عنده كنز لن تفرط فيه أبداً وحصيلة رائعة .
اتباع القراءة بالعمل كالصلاة والحج والأذكار .
إعادة القراءة لتثبت المعلومات .
احفظ بعضًا مما قرأت وحدث به إخوانك .
اجعل لك درسًا تلقيه على بعض الأخوة لأن هذا مدعاة لتثبيت المعلومات .
حاول أن تقرأ في جميع العلوم والفنون المتنوعة وبعد ذلك حاول أن تتخصص في فن أو علم معين .
7. إذا انتهيت من الكتاب :
- احفظ اسم الكتاب والمؤلف .
- والموضوع العام الذي تكلم عنه الكتاب .
أدبيات في القراءة والكتب :
قال الشاعر:
نعم الأنيس إذا خلوت كتاب تلهو به إن خانك الأصحاب
لا مفشيًا سرا إذا استودعته وتناله منه حكمه وصواب
وقال شاعر آخر :
لنا جلساء ما نمل حديثهم =أحبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
يفيدوننا من رأيهم علم من مضى =وعقلاً وتأديبًا ورأيًا مسددا
بلا مؤنة تخشى ولا سوء عشرة= ولا نتقي منهم لسانًا ولا يدا
فإن قلت موتى فلست بكاذب =وإن قلت أحياء فلست مفندا
وقال الشاعر :
ومحبرة تجالسني نهاري أحب= لي من أنس الصديق
ورزمة كاغد في البيت عندي = أحب إليَّ من عدل الدقيق
ولطمت عالم في الخد منى = ألذُّ لدي من شرب الرحيق
وقال آخر :
أجل مصائب الرجل العليم = مصائبه بأسفار العلومي
إذا فُقد الكتاب فذاك خطب= عظيم قد يجل على العظيم
كم قد مات أسف عليها= أناس في الحديث وفي القديم
هذه بعض الكتب المشوقة للمبتدئ :
قصص من التاريخ وصور وخواطر وجميع كتب علي الطنطاوي .
أخبار الحمقي والمغفلين والأذكياء لابن الجوزي .
المستطرف للابشيهي .
صور من حياة الصحابة والتابعين .
قصص وروايات محمد حرب .
قصص اللواء محمود شيت الخطاب .
كتب الشعر والأدب وقصص التاريخ والتراجم .
قصص نجيب الكيلاني .
أهم المراجع :
كيف تقرأ كتابًا لمحمد صالح المنجد .
الطرق الجامعة للقراءة النافعة لمحمد حسن بن عقيل موسى .
خير جليس محمد الدويش .
وكتب أخرى .
وفى الختام كان هذا بحثا قيما وجدته فى أحد زوايا قرصي الصلب فنقلته لكم للفائدة وأبتغى الخير للجميع والثواب من الله عز وجل
ولاتنسونا من خالص الدعاء
ابوهمام
:abc_152:
.