أبو أمل
17-11-2012, 01:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الإيمان لُغة ً : وله في اللغة العربية إستعمالان :
الأولى : عندما يتعدى بنفسه اذا كان ضميره عائد للفاعل يكون معناه التأمين اي إعطاء الأمان .
مثال ذلك : وأمنتهُ ضد و أخفتهُ و دليل هذا المعنى ، قوله تعالى : { وءامنهم من خوف} [قريش : 4] ، وقوله تعالى : { إن المتقين في مقام أمين } [الدخان : 51] ، وقوله تعالى : { مكين أمين } [يوسف : 54].
ومن السنة ـ قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( النجوم أمنة [1] السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ماتوعد وأنا أمنةُ لأصحابي فإذا ذهبت أتي أصحابي ما يوعدون و أصحابي أمنة لأُمتي فإذا ذهب أصحابى اتى أُمتي ما توعد ) [رواه مسلم | رقم الحديث : 2531].
الثاني : اذا تعدى بالباء أو باللام فيكون معناه التصديق .
قال تعالى : { وما أنت بمؤمن لنا } اي : بمصدق لنا ، و يقال في العربية : ءامنت بكذا ، اي : صدقت به وءامنت بالنبّي ، اي : صدقت بالنبي ، و قوله تعالى : { و ءامن له لوط } ، أي : صدق له لوط ، و قوله تعالى : { يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين } ، اي : يصدق بك و يصدق بالمؤمنين ، و قوله تعالى : { أفتطمعون أن يؤمنوا لكم .. } [البقرة : 35] ، تعدي بالكلام .
و يقول ابنُ الاثير في هذا : ( أمن ؛ في أسماء الله المؤمن ، و هو الذي يَصْدُقُ عباده وعده فهو من الايمان " التصديق" جزماً ، أو يؤمنهم في القيامه من عذابه فهو من الامان و الأمن ضد الخوف ) [النهاية في غريب الحديث و الاثر 1-69-5] .
الفرق بين لفظ الايمان و التصديق :
قال ابن تيمية رحمه الله : ( فإن كل مخبر عن مشاهدة او غيٍب يقال له في اللغة صدقت كما يقال له كذبت و اما لفظ الايمان فلا يستعمل إلا في الخبر عن غائب ) ، وقال أيضا رحمه الله : ( فإن الايمان مشتق من الامن فإنما يستعمل فيما يؤتمن عليه المخبٍر كالامر الغائب ) [كتاب الايمان ص 276].
اما تعريف الايمان إصطلاحاً عند اهل السنة و الجماعة :
قال البخارى رحمه الله : ( هو قول و فعل ) [فتح الباري : 1-45] ، وفي رواية اخرى ( هو قول و عمل ) ، و قال أيضاً رحمه الله : ( لقيت اكثر من الف رجل من العلماء بالامصار فما رأيت احداً منهم مختلف في ان الايمان قول و عمل و يزيد و ينقص ) [فتح الباري : 1-47].
قال الشافعي رحمه الله : ( وكان الاجماع من الصحابة و التابعين ومن بعدهم وممن ادركناهم يقولون " الايمان قول و عمل و نية لايجزي واحد من ثلاث إلا بالآخر " ) [كتاب الام :8-161 | مجموع الفتاوى:7-209].
قال ابن تيمية رحمه الله : ( وكان ممن مضى من سلفنا لايفرقون بين الايمان و العمل ، العمل من الايمان و الايمان من العمل ) [كتاب الايمان ص 261] .
و قال ايضاً رحمه الله : ( وقد مال الى هذا المذهب ابو عبدالله و هذا قول مالك ابن انس إمام دار الهجرة و معظم أئمه السلف ) [الفتاوى : 144].
و قال أيضاً : ( وأما سائر الفقهاء من اهل الرأي و الأثار بالحجاز و العراق و الشام و مصر - منهم مالك بن انس ، الليث بن سعد ، سفيان الثوري ، الاوزاعي ، الشافعي ، أحمد بن حنبل ، اسحاق بن راهوية ، ابو عبيد القاسم بن سلام ، داوود بن علي و الطبري - ومن سلك سبيلهم فقالوا الايمان : قول و عمل , قول باللسان وهو الإقرار و اعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح مع الاخلاص بالنية الصادقة ) [كتاب الايمان ص: 292].
قال ابن تيمية ايضاً : ( ومن هذا الباب أقوال السلف و أئمة السنة في تفسير الايمان فتارةً يقولون : هو قول و عمل و تارة يقولون : هو قول و عمل ونية و تارة يقولون : هو قول و عمل ونية واتباع السنة و تارة يقولون قول باللسان و اعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح وكل هذا صحيح ) [كتاب الايمان ص: 164 | أو شرح النووي لصحيح مسلم 1-125].
قال ابن القيّم : ( و ها هنا أصل آخر و هو ان حقيقة الايمان مركبة من قول و عمل ، و القول قسمان : قول القلب وهو الاعتقاد - يعني التصديق - و قول اللسان و هو التكلم بكلمة الاسلام - يعني شهادة لاإله الا الله محمد رسول الله - ، والعمل قسمان : عمل القلب وهو النية ، الاخلاص و الخوف . . . الخ ، وعمل الجوارح فإذا زالت هذه الاربع زال الايمان ) [كتاب الصلاة ص 26].
قال ابن تيمية : ( و المقصود هنا ان من قال من السلف الايمان قول و عمل اراد قول القلب و اللسان و عمل القلب و الجوارح ) [كتاب الايمان ص 164].
منقول .
.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الإيمان لُغة ً : وله في اللغة العربية إستعمالان :
الأولى : عندما يتعدى بنفسه اذا كان ضميره عائد للفاعل يكون معناه التأمين اي إعطاء الأمان .
مثال ذلك : وأمنتهُ ضد و أخفتهُ و دليل هذا المعنى ، قوله تعالى : { وءامنهم من خوف} [قريش : 4] ، وقوله تعالى : { إن المتقين في مقام أمين } [الدخان : 51] ، وقوله تعالى : { مكين أمين } [يوسف : 54].
ومن السنة ـ قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( النجوم أمنة [1] السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ماتوعد وأنا أمنةُ لأصحابي فإذا ذهبت أتي أصحابي ما يوعدون و أصحابي أمنة لأُمتي فإذا ذهب أصحابى اتى أُمتي ما توعد ) [رواه مسلم | رقم الحديث : 2531].
الثاني : اذا تعدى بالباء أو باللام فيكون معناه التصديق .
قال تعالى : { وما أنت بمؤمن لنا } اي : بمصدق لنا ، و يقال في العربية : ءامنت بكذا ، اي : صدقت به وءامنت بالنبّي ، اي : صدقت بالنبي ، و قوله تعالى : { و ءامن له لوط } ، أي : صدق له لوط ، و قوله تعالى : { يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين } ، اي : يصدق بك و يصدق بالمؤمنين ، و قوله تعالى : { أفتطمعون أن يؤمنوا لكم .. } [البقرة : 35] ، تعدي بالكلام .
و يقول ابنُ الاثير في هذا : ( أمن ؛ في أسماء الله المؤمن ، و هو الذي يَصْدُقُ عباده وعده فهو من الايمان " التصديق" جزماً ، أو يؤمنهم في القيامه من عذابه فهو من الامان و الأمن ضد الخوف ) [النهاية في غريب الحديث و الاثر 1-69-5] .
الفرق بين لفظ الايمان و التصديق :
قال ابن تيمية رحمه الله : ( فإن كل مخبر عن مشاهدة او غيٍب يقال له في اللغة صدقت كما يقال له كذبت و اما لفظ الايمان فلا يستعمل إلا في الخبر عن غائب ) ، وقال أيضا رحمه الله : ( فإن الايمان مشتق من الامن فإنما يستعمل فيما يؤتمن عليه المخبٍر كالامر الغائب ) [كتاب الايمان ص 276].
اما تعريف الايمان إصطلاحاً عند اهل السنة و الجماعة :
قال البخارى رحمه الله : ( هو قول و فعل ) [فتح الباري : 1-45] ، وفي رواية اخرى ( هو قول و عمل ) ، و قال أيضاً رحمه الله : ( لقيت اكثر من الف رجل من العلماء بالامصار فما رأيت احداً منهم مختلف في ان الايمان قول و عمل و يزيد و ينقص ) [فتح الباري : 1-47].
قال الشافعي رحمه الله : ( وكان الاجماع من الصحابة و التابعين ومن بعدهم وممن ادركناهم يقولون " الايمان قول و عمل و نية لايجزي واحد من ثلاث إلا بالآخر " ) [كتاب الام :8-161 | مجموع الفتاوى:7-209].
قال ابن تيمية رحمه الله : ( وكان ممن مضى من سلفنا لايفرقون بين الايمان و العمل ، العمل من الايمان و الايمان من العمل ) [كتاب الايمان ص 261] .
و قال ايضاً رحمه الله : ( وقد مال الى هذا المذهب ابو عبدالله و هذا قول مالك ابن انس إمام دار الهجرة و معظم أئمه السلف ) [الفتاوى : 144].
و قال أيضاً : ( وأما سائر الفقهاء من اهل الرأي و الأثار بالحجاز و العراق و الشام و مصر - منهم مالك بن انس ، الليث بن سعد ، سفيان الثوري ، الاوزاعي ، الشافعي ، أحمد بن حنبل ، اسحاق بن راهوية ، ابو عبيد القاسم بن سلام ، داوود بن علي و الطبري - ومن سلك سبيلهم فقالوا الايمان : قول و عمل , قول باللسان وهو الإقرار و اعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح مع الاخلاص بالنية الصادقة ) [كتاب الايمان ص: 292].
قال ابن تيمية ايضاً : ( ومن هذا الباب أقوال السلف و أئمة السنة في تفسير الايمان فتارةً يقولون : هو قول و عمل و تارة يقولون : هو قول و عمل ونية و تارة يقولون : هو قول و عمل ونية واتباع السنة و تارة يقولون قول باللسان و اعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح وكل هذا صحيح ) [كتاب الايمان ص: 164 | أو شرح النووي لصحيح مسلم 1-125].
قال ابن القيّم : ( و ها هنا أصل آخر و هو ان حقيقة الايمان مركبة من قول و عمل ، و القول قسمان : قول القلب وهو الاعتقاد - يعني التصديق - و قول اللسان و هو التكلم بكلمة الاسلام - يعني شهادة لاإله الا الله محمد رسول الله - ، والعمل قسمان : عمل القلب وهو النية ، الاخلاص و الخوف . . . الخ ، وعمل الجوارح فإذا زالت هذه الاربع زال الايمان ) [كتاب الصلاة ص 26].
قال ابن تيمية : ( و المقصود هنا ان من قال من السلف الايمان قول و عمل اراد قول القلب و اللسان و عمل القلب و الجوارح ) [كتاب الايمان ص 164].
منقول .
.