ثامر أبو بلقيس
25-11-2012, 06:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كانت الطريق قصيرة نحو مدينة بوسعادة أين توجهت مع بلقيس إلى السيد هواري م
في زيارة لهذا الصديق و بعد طول الحديث سألته عن المدرسة الموجودة بالقرب من بيته * مدرسة
المعلمين الأربعة * فروى لي قائلا : في نهاية سنة 1981 أيام كان والده رحمه الله مديرا للمدرسة
ذاتها أقبل أربعة معلمون يعملون معه في نفس المدرسة يريدون إصطحابه معهم لولاية قريبة
لكنه تعذر لهم فسافروا وبينما كانوا على أحد الأرصفة يتبادلون أطراف الحديث وإذ بسيارة
قادمة مسرعة لتحيد عن الطريق و تصعد على الرصيف و تتسبب في حادث مؤلم راح
ضحيته للأسف المعلمين الأربعة فلكم أن تتصوروا.. الحادث ...
و استطرد قائلا : بعد وصول الخبر كان المصاب جللا هز أركان المدينة بأكملها .... و بعد مرور أيام من دفنهم رحمهم الله .. لم يترك
السيد المدير ذاك المعلم الشاعر أن يدخل إلى المدرسة إلا بعد أن يكتب
قصيدة تبقى ذكرى و أيّ ذكرى ؟ فتحركت القوافي و جرت معها المشاعر
الدافئة لقلمه ليكتب قصيدة و كأني بها نسجت في زمن غير الزمن قصيدة أيام كان المعلم أقصوصة جميلة لأرقى المهن
فما بالك إذ فقدت المدينة أربعا في يوم واحد
أدعوكم زملائي لقراءة القصيدة المخلدة لذكرى معلمينا تذكروهم بالدعاء
كلما زرتم هذه الصفحة
رُجّـــَتْ لِفــــقـْد كُمُ المدينة ُ أرْبَـــعَا
وَتَـــغَيَّمَــتْ حُزْنًا وَ سَـالــتْ أدْمُـــعَا
وَ مَشَى الأَسَى فوْقَ الجُفُون فأ ُثْقِلتْ
وَأبـــَتْ لِهَـــوْل مُصَــابـها أنْ تُرْفــَعَا
وَالنّــاسُ ذا قَــلــق ٍ يُكَــذ ِّبُ عَــيْنَــهُ
هَــلَعَا وهــذا لا يُــصــدّقُ ما وَعَــى
كَــيْفَ اجْتَمَــعْتُمْ كَيْفَ سَــافَرْتُمْ مَعَا
وَلِما اتّجَــهْتُمْ نَــحْوَ حَــتْفِكُـمْ مَــعَا
مَا عَــاد مِنْكُـــمْ غَيْرُ نَاع ٍ قَــدْ رَأى
وَجْهَ المـــدينةِ شَاحِــبا مُتضَــرِعَا
وَرَأى صِغارًا في انْتِظار رُجُوعكمْ
لــمْ يَعْلَمُـوا أنَّ الردى لنْ يُرْجِـــعَ
ماذا نَــقُول لهُم و مَــازالوا هُـــنا
كــلّ ٌ بِبَابِه ِ قدْ جُــثَّ مُتَــطَــلِّــعــا
شُلّتْ عقُول الأُمهــات ِ فصِرْنَّ لا
يَسْمَعْنَّ بلْ أهْمَلْنَّ حـتّى الرّضَّـعَ
عُمرٌ انْقَضَى فَتَزَعْزَعَتْ لِضيَاعِهِ
أرْكَــانُ نَــفْسِي و الفُـؤَادُ تَقَطَّــعَ
وتَلـَى حَفيظِي فاِنْثَنَى كُـلُ واقِــفٍ
حُزْنًا و صَعَدَ زَفـْرَة ً ثـُمَّ رَجَـــعَ
ويَــدُ المَــنِيَــةِ لَمْ تَزَلْ مَــمْدودة
لإثـْنَيْن ِ كَــانَ بَقاؤُهُمــا مُتَــوَقَـّعا
لَــكـِنْ ذا قـَــدر وكَـــيْفَ نَــــفـــرُ
مِنْ قـَدَر ٍ إذا حَكَمَ القَضَـاءُ ووَقـَعَ
شَاءتْ مَشِيئَـتهُ لِـيَلـْحَقَ ثـَــالِــثُ
بـِالأوَليْن ِ فَمَا عَسَــى أنْ نَــصْنَعَ
فـَإذا بـِخَـيْري تَـنْقَضـِي أيَــامَـــهُ
للْمَــوْتِ سَــلَّمَ رُوحَــهُ ثـُمَّ اِتَّبَـــعَا
وَتَـلاهُ وَضَّــاحُ فَأكْــمَلَ عَــدّهُـــمْ
وتَــكَامَلَتْ شُــعَلُ الأسَى فَتَــوَسَعَ
جِــئْناكَ نَطْـلُبُ رَحْمَــة ً فارْحَمْهمْ
واسْكِنْ جَميعَهمْ المَكَـــانَ الأرْفَعَ
ياربُ وَاسْق ِ ذ َوِيهِــم صَبْرا فَمَا
يَرْجُوالضَّعيفُ سِوَى رِضَاكَ إذا دَعَا
الأسماء المعبأة بالأحمر هي أسمائهم رحمهم الله
و السلام عليكم
كانت الطريق قصيرة نحو مدينة بوسعادة أين توجهت مع بلقيس إلى السيد هواري م
في زيارة لهذا الصديق و بعد طول الحديث سألته عن المدرسة الموجودة بالقرب من بيته * مدرسة
المعلمين الأربعة * فروى لي قائلا : في نهاية سنة 1981 أيام كان والده رحمه الله مديرا للمدرسة
ذاتها أقبل أربعة معلمون يعملون معه في نفس المدرسة يريدون إصطحابه معهم لولاية قريبة
لكنه تعذر لهم فسافروا وبينما كانوا على أحد الأرصفة يتبادلون أطراف الحديث وإذ بسيارة
قادمة مسرعة لتحيد عن الطريق و تصعد على الرصيف و تتسبب في حادث مؤلم راح
ضحيته للأسف المعلمين الأربعة فلكم أن تتصوروا.. الحادث ...
و استطرد قائلا : بعد وصول الخبر كان المصاب جللا هز أركان المدينة بأكملها .... و بعد مرور أيام من دفنهم رحمهم الله .. لم يترك
السيد المدير ذاك المعلم الشاعر أن يدخل إلى المدرسة إلا بعد أن يكتب
قصيدة تبقى ذكرى و أيّ ذكرى ؟ فتحركت القوافي و جرت معها المشاعر
الدافئة لقلمه ليكتب قصيدة و كأني بها نسجت في زمن غير الزمن قصيدة أيام كان المعلم أقصوصة جميلة لأرقى المهن
فما بالك إذ فقدت المدينة أربعا في يوم واحد
أدعوكم زملائي لقراءة القصيدة المخلدة لذكرى معلمينا تذكروهم بالدعاء
كلما زرتم هذه الصفحة
رُجّـــَتْ لِفــــقـْد كُمُ المدينة ُ أرْبَـــعَا
وَتَـــغَيَّمَــتْ حُزْنًا وَ سَـالــتْ أدْمُـــعَا
وَ مَشَى الأَسَى فوْقَ الجُفُون فأ ُثْقِلتْ
وَأبـــَتْ لِهَـــوْل مُصَــابـها أنْ تُرْفــَعَا
وَالنّــاسُ ذا قَــلــق ٍ يُكَــذ ِّبُ عَــيْنَــهُ
هَــلَعَا وهــذا لا يُــصــدّقُ ما وَعَــى
كَــيْفَ اجْتَمَــعْتُمْ كَيْفَ سَــافَرْتُمْ مَعَا
وَلِما اتّجَــهْتُمْ نَــحْوَ حَــتْفِكُـمْ مَــعَا
مَا عَــاد مِنْكُـــمْ غَيْرُ نَاع ٍ قَــدْ رَأى
وَجْهَ المـــدينةِ شَاحِــبا مُتضَــرِعَا
وَرَأى صِغارًا في انْتِظار رُجُوعكمْ
لــمْ يَعْلَمُـوا أنَّ الردى لنْ يُرْجِـــعَ
ماذا نَــقُول لهُم و مَــازالوا هُـــنا
كــلّ ٌ بِبَابِه ِ قدْ جُــثَّ مُتَــطَــلِّــعــا
شُلّتْ عقُول الأُمهــات ِ فصِرْنَّ لا
يَسْمَعْنَّ بلْ أهْمَلْنَّ حـتّى الرّضَّـعَ
عُمرٌ انْقَضَى فَتَزَعْزَعَتْ لِضيَاعِهِ
أرْكَــانُ نَــفْسِي و الفُـؤَادُ تَقَطَّــعَ
وتَلـَى حَفيظِي فاِنْثَنَى كُـلُ واقِــفٍ
حُزْنًا و صَعَدَ زَفـْرَة ً ثـُمَّ رَجَـــعَ
ويَــدُ المَــنِيَــةِ لَمْ تَزَلْ مَــمْدودة
لإثـْنَيْن ِ كَــانَ بَقاؤُهُمــا مُتَــوَقَـّعا
لَــكـِنْ ذا قـَــدر وكَـــيْفَ نَــــفـــرُ
مِنْ قـَدَر ٍ إذا حَكَمَ القَضَـاءُ ووَقـَعَ
شَاءتْ مَشِيئَـتهُ لِـيَلـْحَقَ ثـَــالِــثُ
بـِالأوَليْن ِ فَمَا عَسَــى أنْ نَــصْنَعَ
فـَإذا بـِخَـيْري تَـنْقَضـِي أيَــامَـــهُ
للْمَــوْتِ سَــلَّمَ رُوحَــهُ ثـُمَّ اِتَّبَـــعَا
وَتَـلاهُ وَضَّــاحُ فَأكْــمَلَ عَــدّهُـــمْ
وتَــكَامَلَتْ شُــعَلُ الأسَى فَتَــوَسَعَ
جِــئْناكَ نَطْـلُبُ رَحْمَــة ً فارْحَمْهمْ
واسْكِنْ جَميعَهمْ المَكَـــانَ الأرْفَعَ
ياربُ وَاسْق ِ ذ َوِيهِــم صَبْرا فَمَا
يَرْجُوالضَّعيفُ سِوَى رِضَاكَ إذا دَعَا
الأسماء المعبأة بالأحمر هي أسمائهم رحمهم الله
و السلام عليكم