المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لابدّ للأخلاق الاجتماعية من سلطان يفرضها على المجتمع


ارتقاء
18-01-2013, 11:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأخلاق الاجتماعية القائمة على مسرح المجتمع

لابد لها من سلطان يفرض على الناس أن يصبوا سلوكهم في معايرها

ويجبرهم على أن يدينوا لها بالولاء وأن يحملوا أنفسهم ضرورة الطواعية لها

فالدين هو خير من يستلم زمام قيادة المجتمع ضمن المخطط الخلقي الذي يصنعه

الله عزّ وجلّ- هو الخالق للعباد والفاطر لعقولهم وشهواتهم- أدرى بما يصلح للعباده

وأعلم بالصراط السوي الذي يؤلف انسجاما بين مختلف دوافع الإنسان وأغراضه

جاء الدين فوضع على بعض أنواع السلوك عنوان الخير ، وعلى بعضها الآخر عنوان الشر

وكان لابد يوقن الناس أن النداء المحذر من الشر ، والآمر بالخير إنما هو آتٍ من الله سبحانه و تعالى

- من ركن العقيدة الإسلامية ــ

أنّ الله هو خالق البشر ، و جميع المخلوقات كلها من الدواب والطيور ، والحشرات والأسماك وغيرها من إنس و جن

سبحانه ما خلقهم عبثا ، فقد قال تعالى في القرآن الكريم :

بسم الله الرحمن الرحيم

(وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق) الأنبياء صدق الله العلي العظيم

وأنه سبحانه فَضَّل الإنسان على سائر المخلوقات

فأعطاه العقل والسمع والبصر والفؤاد ، وأنطق منه اللسان ، وفَضَّله بما أعطاه على غيره من المخلوقات

فقال تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) الإسراء / 70

صدق الله العلي العظيم

. فالإنسان ميّزه الله عن الخلق ، فلما أعطاه العقل والقلب كلّفه أن يعبده

فأمره الله أن يعبده وهو ربه ومالكه ، ، فالله خلق الخلق من البشر لعبادته ،

ولذلك قال تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات / 56 صدق الله العلي العظيم

، وأنكر عليهم أن يكونوا خُلِقوا كما خُلِقت البهائم ،

فقال تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

( أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) المؤمنون / 115 صدق الله العلي العظيم

وقال تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

( أيحسب الإنسان أن يترك سُدى ) القيامة /36 صدق الله العلي العظيم

أي مهملا ، لا يؤمر ولا ينهى ، ولا يكلف

لا

بل هناك يوم آخر ثقيل في طوله وعرضه يحاسب فيه الناس جميعا

على ما قدموه في حياتهم الأولى، فمجازيهم بالخير مثوبة وأجرا وعلى الشر عقوبة وضرا.

وكان لابد- لكي يظل غرس العقيدة الإسلامية قويا في النفس ، من أن يسقى

بتعاليم العبادة بمختلف صورها وأشكالها،

فبذلك تنمو العقيدة في الفؤاد وتترعرع، وتثبت أمام عواطف الحياة وزعازعها.

وهكذا تتكامل عناصر الدين وشروطه التي يتوقف عليها إيجاد انسجام تام

بين المؤمن والأخلاق الفاضلة التي دعا إليها،

ويصبح المعنى الأخلاقي حينئذ حقيقة ذاتية لا تنسخها الأغراض والاعتبارات،

إذ هي تنبع من علياء تفرض نفسها من تلك العلياء

فإن الجميع يستريحون من عناء التسابق إلى فرض إراداتهم المختلفة وتحقيق أغراضهم المتباينة

ومهما عظمت مسؤولية تحقيق هذه الأخلاق على النفس واشتدت قسوتها على الرغبات والهوى

فإن العقيدة المتشربة في الفؤاد تمد صاحبها بقوة هائلة تجل عن الوصف، من شأنها أن تذيب لواعج النفس

إن الحق الذي لا يمتري فيه عاقل،

هو أن العاصم الوحيد الذي يمكنه أن يحجز الإنسان من الانحراف

العقيدة الإسلامية

إذ تُغرس بعناية في الفؤاد، فهي التي تغالب الدوافع النفسية حتى تغلبها ثم تتولى هي القيادة والتسيير.

ومن هنا تبين

إن الرقابة لا تأتي في الإسلام من شخص على شخص، ولا من هيأة على هيأة،

وإنّما هي رقابة الإنسان لربّه ، ونضج الضمير الديني، وهذا وحده قوة كافية في الإسلام.

وإن الاخلاق الحسنة هي المنهاج القويم والسلوك الصحيح في المجتمع.

. لذلك كان اهتمام الاسلام عميقاً بالجانب الاخلاقي، وقد اكد الباري (جل جلاله) على جانب الاخلاق واهميته

عندما مدح رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم قائلاً

بسم الله الرحمن الرحيم

((وانك لعلى خلق عظيم)). صدق الله العلي العظيم

وقد بين عليه الصلاة والسلام ايضاً إنّ من تكون صفته وسماته الاخلاق الحسنة، فإنه من اقرب الناس واحبهم اليه يوم القيامة

عندما قال في الحديث الشريف

(ان احبكم اليّ واقربكم مني مجلساً يوم القيامة احاسنكم اخلاقاً،

من سياسات عقيدة المسلم

.أنْ يكون التخلق باخلاق رسول الله عليه الصلاة والسلام وبشتى الامور

وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام

(انما بعثت لا تمم مكارم الاخلاق).

طوبى لمن تخلق باخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم

من المؤسف ما نراه أليوم

إنْ من المسلمين لا يفهمون هذا و يمهدون لأعداء هذا الدين القيم

والشيطان ألاكبر اميركا هي تخلق الأزمات وتستثمرها وتتاجر بها،

و ربيبتها الصهيونية ومن لف لفهم من الغرب والعلمانين

يعينونهم بطمس معالم هذا الدين ويجردونهم من قيمهم وأخلاقهم

بتشريدهم من ديارهم و تجويعهم وبحرمانهم من العلم والحياة الكريمة
.
¨دمتم بخير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://www2.0zz0.com/2013/01/17/21/964833220.png (http://www.0zz0.com)


إرتقاء

أبو يوسف
19-01-2013, 01:43 PM
جزاك الله خيرا أستاذتنا الفاضلة إرتقــــــــــاء فلو تضافر وتعاون كل من الضمير والقانون وسلطة القضاء لإخضاع الناس لحكم الضمير ، لن يستطع كل ذلك أن يتغلب على دوافع النفس وأهوائها، ولظلت الجرائم كلها ترتكب تحت سمع الضمير والسلطة والقانون ..
إن الحق الذي لا يمتري فيه عاقل، هو أن العاصم الوحيد الذي يمكنه أن يحجز الإنسان من الانحراف إنما هو أن تقوم محكمة تامة برئيسها وأعضائها في داخل الفؤاد، ولن تجد هذه المحكمة- مهما حاولت- إلا في العقيدة الإسلامية إذ تغرس بعناية في الفؤاد، فهي التي تغالب الدوافع النفسية حتى تغلبها ثم تتولى هي القيادة والتسيير .

abohmam
19-01-2013, 03:22 PM
جزاك الله خيرا اختنا الفاضلة ارتقاء

نسال الله أن يُحسن أخلاقنا وأن نتحلى جميعا بالإيمان والخلق الحسن

لك أجمل تحية .

أبو فارس
19-01-2013, 08:43 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ارتقاء
22-01-2013, 10:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيكم سادتي الكرام وجزاكم خيراً

شاكرة لكم هذا التواجد المشرف وكلماتكم الطيبة

لكم طيب تحياتي وجل تقديري

http://www12.0zz0.com/2013/01/22/20/887744452.jpg (http://www.0zz0.com)

إرتقاء