المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملكنا هذه الدنيا


خضر صبح
31-03-2009, 03:55 PM
ملكنا هذه الدنيا

لهاشم الرفاعي
--------------------------------------------------------------------------------


ملكنا هذه الدنيا قرونا = و أخضعها جدود خالدونا

و سطرنا صحائف من ضياء =فما نسي الزمان ولا نسينا

حملناها سيوفا لامعات = غداة الروع تأبى أن تلينا

إذا خرجت من الأغماد يوما = رأيت الهول و الفتح المبينا

و كنـا حين يرمينا أناس = نؤدبهم أبــاة قادرينا

و كنا حين يأخذنا ولي =بطغيان ندوس له الجبينا

تفيض قلوبنا بالهدي بأسا = فما نغضي عن الظلم الجفونا

و ما فتيء الزمان يدور حتى = مضى بالمجد قوم آخرونا

و أصبح لايرى في الركب قومي = وقد عاشوا أئمته سنينا

و آلمني و آلــم كل حر = سؤال الدهر أين المسلمـونا

*=*

ترى هل يرجع الماضي فإني = أذوب لذلك الماضي حنينا

بنينا حقبة في الأرض ملكا = يدعمه شباب طامحونا

شباب ذللوا سبل المعالي = و ما عرفوا سوى الإسلام دينا

تعهدهم فأنبتهم نباتا = كريما طاب في الدنيا غصونا

هم وردوا الحياض مباركات = فسالت عندهم ماء معينا

إذا شهدوا الوغى كانوا كماة = يدكون المعاقل و الحصونا

و إن جن المساء فلا تراهم = من الإشفاق إلا ساجدينا

شباب لم تحطمه الليالي = و لم يسلم إلى الخصم العرينا

و لم تشهدهم الأقداح يوما = و قد ملؤا نواديهم مجونا

و ما عرفوا الأغاني مائعات = و لكن العلا صيغت لحونا

و قد دانوا بأعظمهم نضالا = و علما لا بأجرئهم عيونا

فيتحـدون أخلاقا عِذابا = و ياتلفون مجتمـعا رزينا

فما عرف الخلاعة في بنات = وما عرف التخنث في بنينا

و لم يتشدقوا بقشور علم = و لم يتقلبوا في الملحدينا

و لم يتبجحوا في كل أمر = خطير كي يقال مثقفونا

*=*

كذلك أخرج الإسلام قومي = شبابا مخلصا حرا أمينا

و علمه الكرامة كيف تبنى = فيأبا أن يقيد أو يهونا

دعوني من أمان كاذبات = فلم أجد المنى إلا ظنونا

و هاتوا لي من الإيمان نورا = وقووا بين جنبي اليقينا

أمد يدي فأنتزع الرواسي =و أبن المجد مؤتلقا مكينا

خضر صبح
31-03-2009, 04:05 PM
كان "هاشم الرفاعي" رحمه الله شاعراً عظيماً فذاً، من هؤلاء الشعراء المطبوعين الذين تنساب اللغة من وجدانهم وأحاسيسهم دون تكلف أو عنت، فقد حفر لنفسه اسماً بارزاً بين كبار شعراء العربية والإسلام برغم أفول حياته في وقت مبكر إذ توفي رحمه الله وهو في الرابعة والعشرين من عمره، وقد قال عنه الأستاذ "ذكي المهندس"، عميد كلية دار العلوم الأسبق وعضو مجمع اللغة العربية: "لو عاش هاشم الرفاعي إلى سن الثلاثين لكان أشعر أهل زمانه".

ولد "السيد بن جامع بن هاشم بن مصطفى الرفاعي" الذي ينتهي نسبه إلى الإمام أبي العباس أحمد الرفاعي في قرية "إنشاص الرمل" في محافظة الشرقية بمصر في منتصف مارس عام 1935م. ووالده هو الشيخ "جامع الرفاعي" أحد العلماء الشعراء المعروفين في عصره، وقد اشتهر الشاعر باسم جده - هاشم الرفاعي- تيمناً به، فقد كان أحد أعلام العلماء الفضلاء.

حفظ "هاشم" القرآن الكريم في سن مبكرة في مكتب الشيخ "محمد عثمان"، ثم التحق في صباه بالتعليم المدرسي، ولكنه تركه وهو على أبواب الشهادة الابتدائية ليلتحق بمعهد الزقازيق الديني عام 1947، وقد أمضى به تسع سنين كاملة انتهت عام 1956م.

بعدها التحق بكلية دار العلوم، ولكنه لم يتم الدراسة بها، حيث تُوفي مقتولاً قبل التخرج، وكان ذلك يوم الأربعاء الموافق الأول من شهر يوليو 1959م وهو في سن الرابعة والعشرين، وسط ذهول من أهل قريته وأهله وكل من عرفوه.

وفي 27 أكتوبر عام 1959م أقام المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية حفل تأبين بجامعة القاهرة، وقدم للحفل الأديب "يوسف السباعي" وزير الثقافة الأسبق بقوله:

"سمعته ينشد شعره مرة واحدة، فأخذت به وأحسست أن الله منحنا موهبة فذة، ولم أشك في أن صوته سيرتفع بيننا في كل حفل، ولكن القدر أبى إلا أن يكون هو نفسه موضوع الحديث في هذا الحفل، وأبى علينا إلا أن نسمع عنه ولا نسمعه، وألا يعلو بيننا صوته إلا صدى وذكريات". وهذا الرأي من يوسف السباعي في هاشم الرفاعي ينم عن تسامح السباعي وترفعه، لا سيما وأن "الرفاعي" حمل عليه في قصيدة مشهور حينما تبني الدعوة إلى الإبداع بالعامية تخفيفاً على الأدباء ونزولاً إلى الواقع!

وقال عنه الأستاذ "كمال الدين حسين" وزير التربية والتعليم: "إن صورة هاشم الرفاعي باقية هنا.. وقصته باقية في كل مكان وفي كل أرض وفي كل نفس؛ لأنها قصة الشاب المؤمن بدينه وعروبته ووطنه، المنطلق في إخلاص يرسل النغم، ولأنها قصة الشاب الذي يرتل الأناشيد في حب الوطن والعقيدة.. ستبقى قصة "هاشم الرفاعي"، وستبقى روحه تدفع الشباب إلى الفداء والبذل مترسمين خطى جريئة شجاعة مؤمنة".

أبو يوسف
01-04-2009, 01:30 PM
جزاك الله خيرا اخي ابو نزار

وهاشم الرفاعي علم لا ينكره إلا جاهل

وهو صاحب قصيدة :-

أيها السائر بين الغيهب .. عاثر الخطو جليّ التعب

ضاربا في لجّة غامضة ..من محيط العالم الضطرب

إلى أن قال :-

أمّة العرب بخير طالما .. هي في إسلامها لم تنكب


.

ارتقاء
12-04-2009, 01:10 PM
((((. ستبقى قصة "هاشم الرفاعي"، وستبقى روحه تدفع الشباب إلى الفداء والبذل مترسمين خطى جريئة شجاعة مؤمنة".))))

بارك الله فيك اًخي اًبو نزار

شكراَ َ لك اًختيار رائع

لشاعر كان يمثل الشاب المؤمن بدينه وعروبته ووطنه،

كُلُّ الَّذي أَدْرِيهِ أَنَّ تَجَرُّعي ...... كَأْسَ الْمَذَلَّةِ لَيْسَ في إِمْكاني

لَوْ لَمْ أَكُنْ في ثَوْرَتي مُتَطَلِّباً ......غَيْرَ الضِّياءِ لأُمَّتي لَكَفاني

أَهْوَى الْحَياةَ كَريمَةً لا قَيْدَ لا ......إِرْهابَ لا اْسْتِخْفافَ بِالإنْسانِ

فَإذا سَقَطْتُ سَقَطْتُ أَحْمِلُ عِزَّتي ......يَغْلي دَمُ الأَحْرارِ في شِرياني

><><

حيـفا تئن فهل سمعت أنين حيـفا!؟

وشممت عن بعد شذا الليمون صيفا !

تبكي .... فإن لمحت وراء الأفق طيـفا ...
سألته عن يوم الخلاص

متى .... وكيفا ...

تقبل تقديري وتحياتي

abohmam
12-04-2009, 10:42 PM
بارك الله فيك أخى خضر

والشكر موصول للجميع على ماتفضلوا به من اضافات